Deprecated: Unparenthesized `a ? b : c ? d : e` is deprecated. Use either `(a ? b : c) ? d : e` or `a ? b : (c ? d : e)` in /home/mshlwahdk/web/mshlwahdk.com/public_html/wp-content/plugins/js_composer/include/classes/editors/class-vc-frontend-editor.php on line 664
الشره المرضيّ العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج - مجلة «مش لوحدك» النفسية

الشره المرضيّ العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج

الشره المرضيّ العصبيّ، أو النهام العصبيّ، أو (البوليميا) (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa) هو اضطراب أكل يتّصف بنوبات من نَهم الطعام -أي استهلاك كمّيّة كبيرة من الطعام بسرعة- يتبعها سلوك تعويضيّ كالقيء -وهو الأكثر شيوعًا- أو أحد أساليب الإفراغ الأخرى. يشعر الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ عادةً بفقدان السيطرة على تناول الطعام. إذ بإمكانهم استهلاك ما يصل إلى (3400) سعرة حراريّة خلال أكثر من ساعة بقليل، و(20000) سعرة حراريّة خلال ثماني ساعات. يشكّل الشره المرضيّ العصبيّ مع فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating Disorder) الأنواع الثلاثة الرئيسيّة من اضطرابات الأكل والتغذية.

غالبًا ما يعرف الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ أنّهم يعانون من مشكلة ما، ويخافون من عدم قدرتهم على التّوقف عن تناول الطعام. يعقب مرحلةَ نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Bingeing) مرحلةُ الإفراغ أو التطهير (بالإنجليزيّة: Purging) من خلال حثّ الجسم على التقيّؤ، أو إساءة استخدام مدرّات البول أو الأدوية المُليّنة. غالبًا ما يُمارَس الإفراط في تناول الطعام والإفراغ بالسرّ، ويصحبهما تَعاقبٌ بين مشاعر الخزيّ والراحة.

بخلاف الأشخاص المصابين بفقدان الشهيّة، يمكن للأشخاص المصابين بالشره المرضيّ الحفاظ على وزن مصنّف ضمن فئة «الوزن الطبيعيّ» بالنسبة لأعمارهم. ولكنّهم -على غرار الأشخاص المصابين بفقدان الشهيّة- يخشون عادةً اكتسابَ الوزن، ويرغبون بفقدانه بشدّة، وغير راضين إلى حدّ بعيد عن أحجام أجسادهم وأشكالها. يمكن لكلّ ما سبق تفسير السبب وراء حدوث سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ في السرّ في أغلب الأوقات. 

يصيب الشره المرضيّ نسبةً تتراوح بين (1%) إلى (4%) من الإناث خلال حياتهنّ. إنّ انتشار الشره المرضيّ عند الذكور غير معروفٍ؛ ولكنّه أقلّ شيوعًا عند الذكور من الإناث.

أعراض الشره المرضيّ العصبيّ

تبدأ معظم حالات الشره المرضيّ العصبيّ في أواخر مرحلة المراهقة وأوائل العشرينات؛ غير أنّه قد لا يتمّ كشفها حتّى الثلاثينات أو الأربعينات. تتكرّر دورة نهم الطعام والإفراغ عادةً عدّة مرات في الأسبوع. وبناءً على عدد السلوكيّات التعويضيّة في الأسبوع الواحد، يمكن تصنيف الشره المرضيّ على أنّه خفيف، أو معتدل، أو شديد، أو حادّ.

تبعًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5)، تضمّ أعراض الشره العصبيّ ما يلي:

  • نوبات متكرّرة من نهم الطعام، تتميّز باستهلاك كمّيّة من الطعام أكبر بكثير ممّا يتناوله معظم الأشخاص خلال مدّة محدّدة من الوقت، مثلًا خلال ساعتَين.
  • الشعور بعدم القدرة على التوقّف عن تناول طعام ما -بنوعه أو بكمّيّته- أو التحكّم بذلك.
  • السلوك التعويضيّ المتكرّر لمنع زيادة الوزن، مثل: التقيّؤ المستحثّ ذاتيًّا، وسوء استخدام المليّنات، أو مدرّات البول، أو الحقن الشرجيّة، أو أدوية أخرى، والصيام، وممارسة الرياضة بشكل مفرط.
  • تأثّر التقييم الذاتيّ بشكل الجسد والوزن إلى حدّ كبير.
  • التهابات الحلق المزمنة.
  • تورّم الغدد في الرقبة وأسفل الفكّ.
  • تلف ميناء الأسنان، والأسنان الحسّاسة والمتحلّلة بشكل متزايد نتيجة التعرّض لحموضة المعدة.
  • القلس المعديّ المريئيّ.
  • التهيّج المعويّ نتيجة إساءة استخدام المليّنات.
  • مشاكل الكلى نتيجة إساءة استخدام مدرّات البول.
  • التجفاف الشديد نتيجة فقدان السوائل عند إفراغ الأمعاء.

أسباب الشره المرضيّ العصبيّ

الشره المرضيّ العصبيّ هو أكثر من مجرّد مشكلة مع الطعام. يمكن لنوبة نهم الطعام أن يثيرها اتّباع حمية غذائيّة، أو الضغط، أو مشاعر غير مريحة مثل الغضب أو الحزن. ينخرط الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ بالسلوك التطهيريّ وطرق أخرى لمنع زيادة الوزن؛ كي يشعروا أنّهم أكثر سيطرة على حيواتهم، ويخفّفوا من الضغط والقلق.

لا يوجد سبب واحد معروف للشره المرضيّ؛ ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدّي دورًا في حدوثه، بما فيها:

  • الثقافة: تتعرّض النساء لضغوط مستمرّة لملائمة تصوّر معيّن من الجمال. يُعزّز ذلك صور الإناث الخاليات من العيوب المنتشرة في كلّ مكان؛ ممّا يجعل شعور النساء بالرضا عن أجسادهنّ أمرًا صعبًا. ويتزايد حاليًّا شعور الرجال أيضًا بالضغط للحصول على جسدٍ مثاليّ.
  • الأُسَر: من المرجّح إصابة الأشخاص بالشره المرضيّ إذا كانت أمّهاتهم أو أخواتهم يعانين منه أيضًا. كما أنّ الأطفال المولودين لآباء يهتمّون بالمظاهر، أو يتّبعون حمية غذائيّة، أو ينتقدون أجساد أطفالهم هم أكثر عرضة للإصابة بالشره المرضيّ.
  • تغيّرات الحياة أو الأحداث المجهدة: يمكن للأحداث الصادمة مثل الاغتصاب، والضغوطات مثل بدء عمل جديد أن تؤدّي إلى الإصابة بالشره المرضيّ.
  • سمات الشخصيّة:  يمكن للأشخاص المصابين باضطراب الشره المرضيّ أن يكونوا قليلي التقدير لذواتهم، وأن يشعروا باليأس. كما أنّهم قد يكونون مزاجيّين جدًّا، ويواجهون صعوبة في التعبير عن غضبهم، أو التحكّم في اندفاعاتهم.
  • البيولوجيا: قد تسهم الجينات، والهرمونات، وعوامل بيولوجيّة أخرى في الإصابة بالشره المرضيّ.

علاج الشره المرضيّ العصبيّ

كما هو الحال مع فقدان الشهية العصبيّ، يعاني الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ العصبيّ من أمراض نفسيّة مرافقة مثل: الاكتئاب، والقلق، وإساءة استخدام الموادّ. تنجم أيضًا اختلالات وظيفيّة جسديّة عن عمليّة الإفراغ المستمرّة، من ضمنها: خلل في توازن الشوارد، ومشاكل الجهاز الهضميّ، ومشاكل الأسنان. يضمّ علاج الشره المرضيّ توليفة من الخيارات، تعتمد على الاحتياجات الفرديّة.

للحدّ من دورة النهم والإفراغ أو القضاء عليها، يسهم الإرشاد التغذويّ، والعلاج النفسيّ -العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) خصوصًا- والعلاج الدوائيّ في الحدّ من دورة النهم والإفراغ، أو القضاء عليها.

تبيّن أنّ العلاج السلوكيّ المعرفيّ المُصمَّم لمعالجة حالات الشره المرضيّ فعّال في تغيير سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ، وتحسين المواقف تجاه تناول الطعام. يمكن أن يتمّ العلاج بشكل فرديّ، أو في إطار مجموعة من الأشخاص.

إضافة إلى العلاج السلوكيّ المعرفيّ، قد تساعد بعض مضادّات الاكتئاب المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق أيضًا. الفلوكستين (Fluoxetine) هو مضادّ الاكتئاب الوحيد المُوافَق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration، وتُختصَر: FDA) لعلاج الشره المرضيّ. إذ يبدو أنّ الدواء يسهم في الحدّ من سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ، واحتماليّة العودة إليها، وتحسين المواقف تجاه تناول الطعام.

اضطرابات الأكل معقّدة، وتطرح تحدّيات عدّة. إلى يومنا هذا، تستمرّ الأبحاث السلوكيّة، والنفسيّة، وأبحاث علم الأعصاب حول أسباب اضطرابات الأكل، وعلاجاتها. يعمل الباحثون على تحديد العمليّات الأساسيّة التي تفترضها اضطرابات الأكل؛ بهدف فهم عوامل الخطر، وتعرّف على مؤشّرات اضطرابات الأكل الحيويّة، وتطوير أدوية تستهدف مسارات محدّدة تؤثّر على سلوكيّات تناول الطعام. قد يقدّم التصوير العصبيّ والدراسات الجينيّة أدلّة على الاستجابات الفرديّة لعلاجات محدّدة.

مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: هيا محمد خير
مراجعة علمية: إسلام سامي
تدقيق لغوي: إسلام سامي
تحرير: إسلام سامي
اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 تعليقات
  1. […] الثلاثة الرئيسيّة من اضطرابات الأكل والتغذية. يشكّل الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام […]

  2. […] في وقت قصير نسبيًّا. بخلاف الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، لا يُفرغ الأشخاص المصابون […]

اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.