العلاج الوجوديّ

يركزّ العلاج الوجوديّ (بالإنجليزيّة: Existential Therapy) على الإرادة الحُرّة، وتقرير المصير، والبحث عن المعنى- مع التمحور غالبًا على الفرد بدلًا من الأعراض. يُؤكّد النهج قُدرتك على اتّخاذ خيارات عقلانيّة والتطوّر إلى أقصى إمكاناتك. 

يُشَدّد النهج الوجوديّ على مايلي:

  • كلّ الأشخاص لديهم القُدرة على إدراك الذات.
  • لكلّ شخص هويّة فريدة لا يمكن التعرّف عليها إلّا من خلال علاقاته مع الآخرين.
  • يجب على الأشخاص إعادة تكوين أنفسهم باستمرار لأنّ معنى الحياة يتغيّر بشكل متواصل.
  • القلق هو جزء من حالة الإنسان.

متى يتمّ استخدام العلاج الوجوديّ؟

ما هي الحالات الأُخرى التي يوصَى لها بالعلاج الوجودي؟ المشاكل النفسيّة– مثل سوء تعاطي الموادّ– تنتج عن قُدرة مُقيّدة على اتّخاذ خيارات أصيلة، وذات معنى، وذاتيّة التوجّه حول كيفيّة العيش، وفقًا للنّهج الوجوديّ. تهدف التدخّلات غالبًا إلى زيادة الإدراك الذاتيّ وفهم الذات. يحاول المعالجون النفسيّون الوجوديّون استيعاب وتخفيف مجموعة متنوّعة من الأعراض، بما في ذلك القلق المُفرِط، واللامبالاة، والعزلة، والعدميّة، والتجنّب، والعار، والإدمان، واليأس، والاكتئاب، والذنب، والغضب، والغَيظ، والاستياء، والمرارة، وانعدام الغاية، والذهان، والعنف. كما أنّهم يركّزون على التجارب التي تُحسّن الحياة مثل العلاقات، والحبّ، والاهتمام، والالتزام، والشجاعة، والإبداع، والقوّة، والإرادة، والحضور، والروحانيّة، والتفَرُّديّة، وتحقيق الذات، والأصالة، والتقبُّل، والسُمُوّ، والرَهبَة.

ماذا تتوقع من العلاج الوجوديّ؟

إليكَ ما يمكن أن تتوقّعه من دورة العلاج. تستخدم العلاجات النفسيّة الوجوديّة مناهج متنوعة، لكنّ الفكرة الرئيسيّة تركّز على مسؤوليّتك وحرّيّتك. يساعدك المعالجون في العثور على معنى في وجه القَلَق، من خلال اختياركَ التفكير والتصرّف بمسؤوليّة، ومواجهة الأفكار السلبيّة الداخليّة، بدلًا من القوى الخارجيّة، مثل الضغوط المجتمعيّة أو الحظّ.

إنّ تعزيز الإبداع، والحبّ، والأصالة، والإرادة الحرّة، هي طُرُق شائعة تساعد في دفعك نحو التحوّل. وبالمثل، عند علاج اضطرابات الإدمان، يُدرّبك المعالج الوجوديّ على مواجهة القلق الذي يستدرجك نحو سوء تعاطي المواد، ويوجّهك نحو تحمّل المسؤوليّة.

الهدف: أن تَتَعلّم اتّخاذ قرارات أكثر إرادة حول كيفيّة العيش، بالاستناد على الإبداع والحبّ، بدلًا من السماح للأحداث الخارجيّة أن تُقرّر سلوكك.

كيف يعمل العلاج الوجوديّ

يُنظر أحيانًا إلى هذه الممارسة –نظرًا لتركيزها على الوجود والغاية– على أنّها تشاؤميّة، ولكنها مَعنيّة لأن تكون نهجًا إيجابيًا ومرنًا. في أفضل حالاته، وفقًا لفيلسوف القرن العشرين (بول تيليش)، يواجه العلاج النفسيّ الوجوديّ بشكل واضح وصريح “المخاوف القُصوى” في الحياة، بما في ذلك الوحدة، والمعاناة، وانعدام المعنى. تتجذّر المخاوف المحدّدة في تجربة كل فرّد، لكنّ المعالج النفسيّ الوجوديّ المعاصر (إيرفين يالوم) يقول أنّ المخاوف الشاملة هي الموت، والوحدة، والحرّيّة، والفراغ. يركّز العلاج الوجوديّ على القَلَق الذي يظهر عندما تُواجِه هذه الصراعات المتأصّلة، ودور المعالج هو تعزيز المسؤوليّة الشخصيّة لاتخاذ القرارات. (يالوم)، على سبيل المثال، يرى أنّ المُعالج “رفيق درب” خلال الحياة، حيث يستخدم التعاطُف والدعم لاستنباط البصيرة والخيارات. ولأنّ الناس موجودون في حضور آخرين، فإنّ السياق العلائقيّ للعلاج الجماعيّ هو نهج فعّال، كما يقول. السؤال الجوهريّ الذي يتمّ تناوله في هذا النوع من العلاج هو “كيف أكون في مواجهة عدم اليقين، أو الصراع، أو الموت؟”.

ما الذي تبحث عنه في المعالج الوجوديّ؟

بالإضافة إلى تدريبهم على الصحّة النفسيّة، غالبًا ما يكون للمعالجين الوجوديّين خلفيّةً في الفلسفة. يختلف الترخيص من دولة إلى أخرى، لكنّ العديد من المعالجين الوجوديّين يكملون شهاداتهم العليا في علم النفس أو الإرشاد النفسيّ على سبيل المثال. كما أنّهم يقومون بعمل ميدانيّ إضافيّ خاضع للإشراف في العلاج الوجوديّ.

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: سارة صطوف
مراجعة علمية: نازك هاشم
تحرير: إسلام سامي

التعليقات مغلقة.