Deprecated: Unparenthesized `a ? b : c ? d : e` is deprecated. Use either `(a ? b : c) ? d : e` or `a ? b : (c ? d : e)` in /home/mshlwahdk/web/mshlwahdk.com/public_html/wp-content/plugins/js_composer/include/classes/editors/class-vc-frontend-editor.php on line 664
اضطراب قلق الانفصال: أعراض، وأسباب، وعلاج - مجلة «مش لوحدك» النفسية

اضطراب قلق الانفصال: أعراض، وأسباب، وعلاج

يشير قلق الانفصال (بالإنجليزية: Separation anxiety) إلى الخوف المفرط أو القلق بشأن الانفصال عن المنزل أو الشخصيّة المتعلّق بها.

يشكّل قلق الانفصال مرحلة طبيعيّة من مراحل نموّ الرضيع؛ إذ يساعد الأطفال على فهم العلاقات ومحيطهم. عادةً ما ينتهي في عمر السنتين، عندما يبدأ الأطفال في مرحلة الحبو وبداية المشي في فهم أنّ أحد الوالدين قد يكون بعيدًا عن الأنظار في الوقت الحاليّ، ولكنّه سيعود لاحقًا. أمّا السمة الرئيسيّة لاضطراب قلق الانفصال فتتمثّل في تجاوُز القلق لما يمكن توقّعه بالنظر إلى مرحلة الشخص النمائيّة.

قد يتشبّث الأطفال المصابون باضطراب قلق الانفصال بوالديهم بشكل مفرط، أو يرفضون النوم بعيدًا عن الشخصيّة الرئيسيّة المتعلّقون بها، أو لا يرغبون في الذهاب إلى الرحلات الطويلة أو المبيت في منزل أحد الأصدقاء، أو يطلبون من شخص ما أن يكون معهم عندما يذهبون إلى غرفة أخرى في منزلهم. غالبًا ما يعانون أيضًا من أعراض جسديّة عندما يتوقّعون الانفصال، مثل: الصداع، والغثيان، والقيء. أمّا البالغون المصابون بهذا الاضطراب فقد يشعرون بعدم الراحة في السفر بمفردهم، أو يرون كوابيس حول الانفصال عن الشخصيات المتعلّق بها، أو ينشغل بالهم بشكل مفرط بشأن أطفالهم أو أزواجهم، ويتحقّقون باستمرار من مكان وجودهم.

عندما يحدث الانفصال، قد يبدو الأطفال منعزلين، أو حزينين، أو يجدون صعوبة في التركيز على العمل أو اللعب. تختلف مخاوف الأشخاص باختلاف أعمارهم، ومنها الخوف من الحيوانات، أو الوحوش، أو الظلام، أو اللصوص، أو الخاطفين، أو السفر بالطائرة، أو مواقف أخرى التي يُنظَر إليها على أنّها خطيرة. يشعر بعض الأشخاص بالشوق الشديد إلى الشخصيّات المتعلّقون بها عند الانفصال عنها، بغضّ النظر عن أعمارهم. غالبًا ما تكون تجربة اضطراب قلق الانفصال محبطة لأفراد الأسرة، ويمكن أن تؤدّي إلى الاستياء والصراع.

اضطراب قلق الانفصال هو اضطراب القلق الأكثر انتشارًا بين الأطفال دون سنّ (12) عامًا. وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, 5th Edition، واختصاره: DSM-5)، يرتفع انتشار اضطراب قلق الانفصال إلى حوالي (4%) بين الأطفال، و(1.6%) بين المراهقين، و بين (0.9%) و(1.9 %) بين البالغين. يصيب هذا الاضطراب الذكور والإناث بالتساوي.

ما هي أعراض اضطراب قلق الانفصال؟

تشمل أعراض اضطراب قلق الانفصال ما يلي:

  • الضيق المفرط عند الانفصال عن المنزل أو الشخصيّات المتعلّق بها.
  • القلق من فقدان  الشخصيّات الرئيسيّة المتعلّق بها، أو حدوث ضرر لها.
  • القلق المفرط بشأن التعرّض لحدث سلبيّ غير متوقّع (مثلًا: الضياع، أو المرض)، يؤدّي إلى الانفصال عن الشخصيّات المتعلّق بها.
  • رفض مغادرة المنزل، أو المدرسة، أو العمل، أو مكان آخر بسبب الخوف من الانفصال.
  • الخوف المستمرّ من التواجد وحيدًا أو بدون الشخصيّات الرئيسيّة المتعلّق بها في المنزل أو مكان آخر. يمكن أن يتمثّل الخوف عند الأطفال في سلوك متشبّث، أو البقاء بالقرب من الوالدين في المنزل.
  • رفض النوم بعيدًا عن المنزل أو الشخصيّات المتعلّق لها.
  • كوابيس حول الانفصال عن المنزل، أو الشخصيات الرئيسيّة المتعلّق بها.
  • تكرار الشكاوى الجسديّة (مثل: الصداع، والغثيان) عند حدوث الانفصال أو توقّعه.

يفرض تشخيص اضطراب قلق الانفصال وجود هذه الأعراض لمدّة (4) أسابيع على الأقلّ عند الأطفال والمراهقين، و(6) أشهر أو أكثر عند الراشدين. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تسبّب هذه الأعراض اختلالًا في الأداء المدرسيّ، أو الاجتماعيّ، أو المهنيّ، أو الشخصيّ نتيجة القلق.

ما هي أسباب اضطراب قلق الانفصال؟

القلق من الانفصال عن الشخصيّات المُتعلّق بها هو جزء طبيعيّ من مرحلة الطفولة المبكّرة، خاصّة في السنوات القليلة الأولى من العمر. في المقابل، يصبح القلق مشكلة عندما يكون مفرطًا نظرًا لمرحلة الشخص النمائيّة، ويخرّب حياته.

على الرغم من أنّ سبب اضطراب قلق الانفصال غير معروف، تمّ تحديد بعض عوامل خطر الإصابة به. عادةً ما يتطور اضطراب قلق الانفصال بعد أن يعاني الشخص من عامل مجهد جسيم، أو الفقد (مثلًا: وفاة شخص عزيز أو حيوان أليف، أو تغيير المدرسة، أو الطلاق، أو كارثة ما تفصل الفرد عن أحبّائه). بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدّي إفراط الأهل في حماية طفلهم أو التطفّل عليهم إلى الإصابة باضطراب قلق الانفصال.

لم يتمّ تحديد الدور الدقيق الذي تؤدّيه العوامل الجينيّة في الإصابة اضطراب قلق الانفصال؛ لكن أظهرت الأبحاث أنّ الحالة قد تكون وراثيّة.

ما هو علاج اضطراب قلق الانفصال؟

بهدف حلّ مشاعر القلق من الانفصال، يجب أن يطوّر الطفل إحساسًا كافيًا بالأمان، والثقة في عودة والديه، والثقة بأشخاص آخرين إلى جانب الأهل. من المفيد أن يرافق أحد الوالدين الطفل أثناء الفحوصات الطبية أو العلاجات كلّما أمكن ذلك. عندما لا يكون أحد الوالدين متاحًا، يمكن أن يكون التعرّض المسبَق للموقف (مثلًا: زيارة عيادة الطبيب قبل الموعد) مفيدًا للطفل.

بالنسبة للأطفال الأكبر سنًّا والراشدين، يمكن للعلاجات الفعّالة أن تشمل ما يلي:

  • العلاج النفسيّ.
  • التغييرات في أساليب تربية المراهقين (والراشدين القلقين الذين لديهم أطفال).
  • الأدوية المضادّة للقلق.
  • التثقيف الأسريّ.
  • العلاج الأسريّ.

بالنسبة للأطفال الأصغر سنًّا، يمكن للأهل أو مقدّم الرعاية اتّخاذ الإجراءات التالية:

  • حاول تحديد مواعيد المغادرة بعد القيلولات وأوقات تناول الطعام؛ لأنّ الطفل سيكون أكثر عرضة لقلق الانفصال عند التعب، أو الجوع، أو المرض.
  • عليك طمأنة طفلك قبل حدوث الانفصال بأنّك ستعود. تعامل مع قلقه بجدّيّة، وكن متفهّمًا، وصبورًا، وواثقًا في ردود أفعالك (مثلًا: أعلم أنّك لا تريدني أن أذهب الآن؛ لكنّي سأعود بعد المدرسة). عليك ألّا تضايقه (مثلًا: من السخيف جدًّا أن تبكي على ذلك)، وألّا تبدو منزعجًا (مثلًا: تغضبني عندما تبكي هكذا).
  • ابق هادئًا، ومباشرًا، ومتعاطفًا (مثلًا: أعلم أنّك مستاء بشأن ذهابي إلى المطبخ؛ لكن عليّ تحضير العشاء).
  • اخلق مشاعر الأمان لطفلك من خلال منحه الكثير من الحبّ والاهتمام. يتعلّم الأطفال الصغار بشكل أسرع عندما يتلّقون الاهتمام والعاطفة اللازمين، بدلًا من دفعه إلى «التعلّم بالطريقة الصعبة».
  • درّب طفلك على الانفصال قصير المدى داخل المنزل. عندما تذهب إلى غرفة أخرى، يمكنك مناداة طفلك (مثلًا: أين أنا؟)؛ ثمّ دع الطفل يعلم أنّك عدت (مثلًا: ها أنا ذا!). قد تساعد عمليّات الانفصال المتكرّرة الطفل على معرفة أنّ اختفاء أحد الوالدين مؤقّت فقط.
  • لا تتسلّل بعيدًا عن الطفل؛ لأنّ ذلك لن يؤدّي سوى إلى مزيد من الصعوبة أثناء المغادرة القادمة.
  • يحتاج الأهالي أيضًا إلى الحفاظ على السيطرة على قلقهم. إذا شعر طفلك بضيقك عند مغادرتك، سيكون ذلك لطفلك علامة على وجود خطأ ما.

من هو اختصاصيّ حياة الطفل؟

توفّر بعض المستشفيات اختصاصيّي حياة الأطفال الذين يشرحون الإجراءات والحالات الطبّيّة للأطفال من جميع الأعمار. إذا كان الطفل قلقًا ويحتاج إلى رعاية طبّيّة كبيرة، يمكن للوالدين سؤال مقدّم الرعاية الصحّيّة حول تلك الخدمات.

مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: علا نصر
مراجعة علمية: سحر هيام
تدقيق لغوي: سحر هيام
تحرير: إسلام سامي

التعليقات مغلقة.