الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة: أعراض، وأسباب، وعلاج

صُنِّفت كلّ الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة أو الإدراكيّة (بالإنجليزيّة: Neurocognitive Disorders) سابقًا على أنّها «خرف» (بالإنجليزيّة: Dementia)؛ إذ إنّها غالبًا ما تصيب كبار السنّ، وتسبّب خللًا وتدهورًا معرفيّين مشابهين للخرف. على الرغم من أنّ مرض ألزهايمر يفسّر أغلب حالات الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة، هناك العديد من الحالات الأخرى التي تؤثّر بصورة مماثلة على الذاكرة، والتفكير، والاستدلال، وفي بعض الأحيان يُطال النظام الحركيّ أيضًا. تشمل هذه الحالات ما يلي:

  • مرض ألزهايمر.
  • التنكّس الجبهيّ الصدغيّ.
  • داء هنتنغتون.
  • داء أجسام ليوي.
  • إصابات الدماغ الرضحيّة.
  • داء باركنسون.
  • مرض بريون.
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشريّة.

واعتمادًا على شدّة الأعراض، يمكن تصنيف هذه الاضطرابات إلى فئتين:

  • اضطرابات عصبيّة معرفيّة بسيطة (بالإنجليزيّة: Mild Neurocognitive Disorders)، وتُعرَف أيضًا بالخلل المعرفيّ البسيط (بالإنجليزيّة: Mild Cognitive Impairment).
  • اضطرابات عصبيّة معرفيّة كبرى (بالإنجليزيّة: Major Neurocognitive Disorders).

يمكن لبعض الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة -مثل الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة الناجمة عن الإصابات الدماغيّة الرضحيّة وفيروس نقص المناعة البشريّة- إصابة الأشخاص الأصغر سنًّا والأكبر سنًّا على حدّ سواء. حسب التقديرات، يصيب الاضطراب المعرفيّ الكبير من (1%) إلى (2%) من الناس في سنّ (65) عامًا، ويصل إلى (30%) من السكّان في سنّ (85) عامًا.

أعراض الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة

طبقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، تتشابه الأعراض العقليّة والسلوكيّة للاضطرابات العصبيّة المعرفيّة -سواء كانت بسيطة أو كبرى- وتشمل عادةً تدهورًا في مهارات التفكير. من المحتمل أن يظهر ذلك على هيئة:

  • صعوبات في التخطيط.
  • عدم القدرة على اتّخاذ القرارات.
  • صعوبة في التركيز على المهامّ.
  • عدم القدرة على تذكّر أسماء الأشياء والأشخاص.
  • معاناة في أداء المهامّ اليوميّة.
  • التحدّث أو التصرّف بطرق غير مقبولة اجتماعيًّا.

عندما يكون هناك فقط تدهور طفيف في واحدة من هذه الوظائف أو أكثر، يُصنَّف الاضطراب على أنّه اضطراب بسيط. أمّا إذا كان التدهور في واحدة من هذه الوظائف أو أكثر شديدًا، فيُصنَّف على أنّه اضطراب كبير. غالبًا ما تُحدَّد شدّة الخلل العصبيّ المعرفيّ اعتمادًا على درجة تأثير الحالة على مستوى استقلاليّة الفرد. لكن في كلا الحالتين، عادةً ما يكون التدهور الوظيفيّ كافيًا لجذب انتباه المقرّبين من المريض أو مقدّمي الرعاية الصحّيّة، ويمكن تأكيده بإجراء الفحوصات.

يفرض تشخيص الاضطراب العصبيّ المعرفيّ وجود شرطين:

  1. يجب أن ترتبط الأعراض بحالة طبّيّة عضويّة، وليس بمشكلة أخرى مرتبطة بالصحّة النفسيّة.
  2. لا يجب أن يكون هناك دليل على وجود هذيان؛ وهو اضطراب مختلف، ومؤقّت، وله أعراض مماثلة.

أسباب الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة

الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة ليست حالات نمائيّة؛ بل حالات مكتسبة تمثّل اعتلالًا دماغيًّا كامنًا ينتج عنه تدهورًا في الوظائف. تحدث هذه الاضطرابات نتيجةً لضرر في المناطق الدماغيّة المسؤولة عن:

  • التعلّم والذاكرة.
  • التخطيط واتّخاذ القرارات.
  • القدرة على الاستخدام الصحيح للغة وفهمها.
  • التنسيق بين اليدين والعينين.
  • القدرة على التصرّف حسب العرف الاجتماعيّ، كاختيار الملابس الملائمة للطقس أو مناسبة ما.
  • إظهار التعاطف.
  • أداء المهامّ اليوميّة الروتينيّة.

علاج الاضطرابات العصبيّة المعرفيّة

في حالة الاشتباه بوجود اضطراب عصبيّ معرفيّ كبير أو بسيط، يمكن إجراء الفحوصات بواسطة أخصّائيّ علم النفس العصبيّ، وتشخيص الحالة من قبل طبيب الأعصاب، أو طبيب نفسيّ مختصّ بأمراض الشيخوخة.

للعلاج، تتوفّر الأدوية المضادّة للاكتئاب والأدوية المعالجة لفقدان الذاكرة والأعراض الأخرى. عادةً ما يكون العلاج النفسيّ المستمرّ والدعم النفسيّ الاجتماعيّ للمرضى وأسرهم ضروريّين لفهم الاضطراب بوضوح، وإدارته بطريقة ملائمة؛ بهدف إنشاء نظام رعاية مناسب للمريض، والحفاظ على جودة حياته.

مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: أحمد المصري
مراجعة علمية: سحر هيام
تدقيق لغوي: سحر هيام
تحرير: إسلام سامي
اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.