نوبة الهلع: أعراض، وأسباب، وعلاج
نوبة الهلع (بالإنجليزيّة: Panic Attack) هي اندفاع مفاجئ للخوف والقلق؛ متسبّبةً بأعراض جسديّة ونفسيّة على السواء. ينتاب الشخص مستوى غير واقعيّ من الخوف، وغير متناسب مع الأحداث أو الظروف التي تحفّز النوبة. من الممكن أن يتعرّض أيّ شخص لنوبة هلع واحدة؛ لكن يمكن لتكرار الحالة واستمرارها الإشارة إلى اضطراب الهلع (بالإنجليزيّة: Panic Disorder) أو اضطراب القلق (بالإنجليزيّة: Anxiety Disorder)، واللذين يتطلّبان بدورهما عناية طبّيّة دقيقة بالإضافة إلى العلاج.
أعراض نوبة الهلع
يمكن أن تتضمّن الأعراض الجسديّة الناتجة عن نوبة الهلع ما يلي:
- التنفّس السريع.
- ضيق التنفّس.
- التعرّق الشديد.
- الارتجاف.
- الغثيان.
- التشنّج.
- الدوخة، أو الشعور بالإغماء.
- الخَدَر، أو الوخز.
- القشعريرة، أو الإحساس بالحرارة (هبّات الحرارة).
- ضيق في الصدر أو الحلق.
- زيادة معدّل ضربات القلب.
- الانفصال عن الذات.
- فقدان السيطرة.
- الخطر الوشيك.
- رغبة قويّة في الفرار أو تجنُّب الموقف.
يمكن أن يصاحب هذه الأعراض -التي تشبه غالبًا أعراض النوبة القلبيّة أو اضطرابات الجهاز التنفّسيّ- الخوفُ من الموت.
يحدث بدء ظهور الأعراض بشكل مفاجئ، ومن الممكن أن يظهر تبعًا لحالة من الهدوء أو القلق على حدّ سواء. يعاني بعض الأشخاص من نوبات هلع محدودة الأعراض، والتي تتضمّن أقلّ من (4) من الأعراض الشائعة المذكورة أعلاه. تدوم نوبات الهلع لمدّة تتراوح بين (5) إلى (20) دقيقة، وتبلغ ذروتها بشكل عامّ خلال (10) دقائق. يمكن أن تحدث نوبة الهلع مرّات عديدة في غضون ساعات قليلة؛ ويعاني بعض الأشخاص منها كلّ يوم، أو مرّة واحدة في الأسبوع. غالبًا ما يتعرّف الأشخاص ذوو نوبات الهلع المتكرّرة على المواقف التي تحفّز حدوث النوبة، ويتعلّمون كيفيّة الاستعداد لها.
هل يمكن لنوبة الهلع محاكاة النوبة القلبيّة؟
تتشارك النوبة القلبيّة ونوبة الهلع في بعض الأعراض، مثل: ألم الصدر، وضيق التنّفس، والتعرّق. لكن يمكن التمييز بين النوبة القلبيّة ونوبة الهلع على النحو التالي:
- يبدو ألم الصدر أثناء نوبة الهلع حادًّا وشبيهًا بالطعنات. أمّا النوبة القلبيّة فيمكن أن تسبّب شعورًا بالعصر أو الضغط في الصدر.
- يؤدّي الضغط النفسيّ إلى ظهور أعراض نوبة الهلع. أمّا النوبة القلبيّة فيمكن أن تنتج عن المجهود البدنيّ. كذلك يمكن للقيء مصاحبة النوبة القلبيّة.
- في حين أنّ أعراض نوبة الهلع سوف تهدأ؛ تتفاقم الأعراض في حالة النوبة القلبيّة.
أسباب نوبة الهلع
لا يزال سبب نوبة الهلع غير معروف؛ لكن توجد نظريّات متعدّدة في هذا الخصوص، بما في ذلك الاستعداد الجينيّ، أو اختلال التوازن الكيميائيّ في الدماغ. يمكن أن تُحفَّز نوبات الهلع تبعًا لمجموعة متنوّعة من الظروف والمواقف، ومنها:
- وجود اضطراب من اضطرابات المزاج، مثل: القلق أو الاكتئاب.
- الضغط نفسيّ الشديد لفترة طويلة من الزمن.
- مشكلة تتعلّق بالصحّة الجسديّة، مثل: أمراض القلب، أو أمراض الجهاز التنفّسيّ، أو حالة الغدّة الدرقيّة.
- الإفراط في تعاطي الكحول، أو النيكوتين، أو الكافيين.
- الآثار الجانبيّة لبعض العقاقير الطبّيّة أو المخدّرات الترفيهيّة.
تشير نوبات الهلع المتكرّرة عمومًا إلى وجود اضطراب الهلع.
هل يمكن أن تحدث نوبة الهلع أثناء النوم؟
يمكن حدوث نوبات الهلع أثناء نوم الفرد؛ متسبّبة بإيقاظه فجأةً مع مشاعر من الخوف والرهبة.
هل تحدث نوبات الهلع عند الشباب؟
غالبًا ما يكون لدى المراهقين والشباب البالغين الذين يعانون من نوبات الهلع مشاكلٌ أخرى متعلّقة بالصحّة النفسيّة، أو يكونون عرضة إلى حدّ كبير للإصابة بحالات أخرى، مثل: اضطراب الوسواس القهريّ، أو القلق، أو اضطرابات مزاج أخرى، أو اضطرابات الأكل، أو اضطراب تعاطي الموادّ.
هل ترتبط استجابة الهروب أو المواجهة بنوبة الهلع؟
يبدو أنّ استجابة الهروب أو المواجهة (بالإنجليزيّة: Fight-or-Flight Response) -وتُسمّى أيضًا باستجابة الكرّ والفرّ- تُنبِّه الجهاز العصبيّ الودّي؛ فتُفرِز الغدّة فوق الكلويّة هرمونات التوتّر بما فيها: الكورتيزول (بالإنجليزيّة: Cortisol)، والأدرينالين (بالإنجليزيّة: Adrenaline)، والإبينفرين (بالإنجليزيّة: Epinephrine). نشأت هذه الاستجابة لأسباب تطوريّة عندما افترست الحيوانات الخطيرة الإنسانَ القديم. تجد بعض الأبحاث أنّ نوبة الهلع تحدث عندما يتمّ تحفيز استجابة الهروب أو المواجهة من دون وجود خطر ظاهر.
علاج نوبة الهلع
عادةً ما يقوم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الهلع وتنتابهم نوبات هلع متكرّرة بتغييرات في نمط حياتهم، مثل محاولة تفادي الفاعليّات أو الأماكن حيث يكون حدوث الأعراض مرجَّحًا. يمكن أن يؤدّي ذلك إلى ظهور حالات الرهاب المحدّد مثل رهاب الخلاء، وتفادي المواقف الاجتماعيّة أيضًا خوفًا من تحفيز نوبة ما.
يمكن أن يساعد العلاجُ السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) الفردَ في تغيير طرُق تفكيره وتفاعله مع المواقف التي تولّد الخوف. كما يمكن أن تساعد تمارين الاسترخاء والتأمّل الواعي في تخفيف القلق والضغط النفسيّ، وبالتالي إمكانيّة حدوث نوبة هلع. تتضمّن هذه التمارين: التنفّس العميق، والتأمّل، واليوغا، والتدليك، والتخيّل الموجَّه، واسترخاء العضلات التدريجيّ. يمكن للأدوية المضادّة للاكتئاب والمضادّة للقلق أن تتحكّم كذلك في الأعراض.
هل يساعد إزالة التحسّس أو التخيّل المرئيّ في نوبات الهلع؟
عادةً ما يُستخدَم إزالة التحسّس (بالإنجليزيّة: Desensitization) و/أو التخيّل المرئيّ (بالإنجليزيّة: Visualization) في معالجة القلق والمسائل المرتبطة به، بما في ذلك حالات الرهاب. تساعد هذه الطرقُ الفردَ على إغفال نفسه، أو إزالة التحسّس منها، أو تخيُّلها بعيدًا عن المواقف أو الفاعليّات المحفِّزة للانزعاج والألم.
ماذا يحدث لو تُركَت نوبات الهلع من دون علاج؟
تُشخَّص نوبات الهلع المتكرّرة على أنّها اضطراب الهلع. يمكن أن يؤدّي تركُ هذه النوبات من دون علاج إلى ظهور حالات من الرهاب مثل رهاب الخلاء، أو الخوف من مغادرة المنزل. من الممكن أيضًا أن تظهر لدى الفرد اضطرابات المزاج بما فيها الاكتئاب، والقلق، أو حتّى الفكر الانتحاريّ. كما سيرغب الفرد في تجنّب المواقف الاجتماعيّة، ومن الممكن أن يتّجه إلى تعاطي الموادّ أو الكحول.
التعليقات مغلقة.