الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج
الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ (بالإنجليزيّة: Schizoaffective Disorder) هو أحد اضطرابات التفكير، ويشمل كلًّا من السمات التالية:
- السمات الذهانيّة كما تظهر في الفصام (بالإنجليزيّة: Schizophrenia).
- أعراض الحالة المزاجيّة، والتي قد تكون إمّا اكتئابيّة أو هوسيّة في العرض.
بناءً عليه، هناك نوعان من الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ:
- النوع ثنائيّ القطب.
- النوع الاكتئابيّ.
يمكن حدوث الأعراض الذهانيّة و المزاجيّة معًا، أو في أوقات مختلفة.
يُشخَّص الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ لدى عدد أقلّ من الأشخاص مقارنةً بالفصام. في الواقع، سوف يرتفع معدّل التشخيص بالفصام إلى ما يقارب (1%) من السكّان في جميع أنحاء العالم؛ في حين أنّ معدّل التشخيص بالاضطراب الفصاميّ العاطفيّ لن يبلغ سوى (0.3%). يمكن للاضطراب الفصاميّ العاطفيّ أن يكون صعب التشخيص؛ نظرًا إلى أنّ انتشاره منخفض، ويشمل سمات مزاجيّة وذهانيّة معًا.
يَفرض تشخيص الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ وجود اثنيَن على الأقلّ من المعايير الأوّليّة لتشخيص الفصام. لكن يتميّز الأشخاص المصابون بالاضطراب الفصاميّ العاطفيّ عن الأشخاص المصابين بالفصام بأداء وظيفيّ أعلى من حيث الرعاية الذاتيّة والقدرة على التفاعل مع الآخرين.
من المحتمل لحظ بداية الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ في أواخر سنوات المراهقة حتّى مرحلة الرشد المبكّر، كما وفي بعض الأحيان حتّى سنّ (30) عامًا.
أعراض الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ
بهدف تشخيص الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ، ينصّ الدليل التشخيصيّ و الإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5) على وجوب وجود (2) على الأقلّ من الأعراض الذهانيّة، بالإضافة إلى أعراض مزاجيّة لمدّة محدّدة.
تشمل أعراض الذهان (بالإنجليزيّة: Psychosis) -وهي مطابقة للمعايير الأوليّة للفصام- ما يلي:
- الهلاوس (بالإنجليزيّة: Hallucinations)، مثل رؤية الأشياء أو سماع الأصوات.
- الأوهام (بالإنجليزيّة: Delusions)، وتتمثّل وجود معتقدات خاطئة حتّى وإن تمّ دحضها بالأدلّة.
- التفكير أو السلوك غير المنظّمَين.
- خلل في الكلام أو عدم استرساله، والذي قد يشتمل على الجامود (بالإنجليزيّة: Catatonia).
- سطحيّة العواطف (بالإنجليزيّة: Flat Affect) أو انعدام التلذّذ (بالإنجليزيّة: Anhedonia)، أو ما يُسمّى بالأعراض «السلبيّة» للفصام.
أمّا الأعراض المزاجيّة الواجب وجودها فتشمل ما يلي:
- الهوس (بالإنجليزيّة: Mania)؛ فلا يحتاج الشخص للنوم، وتكون طاقته عالية.
- الأفكار المتسارعة.
- الكلام السريع.
- سلوك غريب أو مغامِر.
- الاكتئاب؛ فيشعر الشخص أنّه حزين ومعيوب.
تجدر الإشارة إلى أنّ نقص النظافة الشخصيّة ينطبق على كلّ من الذهان والحالة المزاجيّة.
من المحتمل أن يكون تشخيص الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ صعبًا؛ نظرًا إلى أنّ أعراضه تتداخل مع أعراض الاضطراب ثنائيّ القطب أو اضطراب الاكتئاب، والفصام. يُشخَّص الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ في حالة من الحالتَين التاليتَين:
- توجد مدّة من الوقت يتزامن خلالها ظهور المزاج الاكتئابيّ أو الهوسيّ الشديدَين مع (2) على الأقلّ من الأعراض الذهانيّة.
- لا توجد علامة على اضطراب مزاجيّ كبير؛ ولكن توجد أعراض الذهان أو الفصام بشكل واضح، على أن تستمرّ لمدّة أسبوعين على الأقلّ. على الرغم من إمكانيّة وجود فترات زمنيّة لا تظهر فيها أعراض اضطراب مزاج، تظهر أعراض هذا الأخير في معظم الأوقات.
هل يندرج الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ ضمن اضطراب طيف الفصام؟
نعم. في الواقع، هناك العديد من الاضطرابات التي تندرج ضمن اضطراب طيف الفصام (بالإنجليزيّة: Schizophrenia Spectrum Disorder)، مثل:
- الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ.
- الاضطراب فصاميّ الشكل (بالإنجليزيّة: Schizophreniform Disorder).
- اضطراب الشخصيّة الفصاميّة (بالإنجليزيّة: Schizotypal Personality Disorder)، ويُطلَق عليه أيضًا اضطراب الشخصيّة الفصاميّ النمط.
إنّ الاضطراب فصاميّ الشكل مطابق للفصام إلّا من حيث مدّة استمرار الأعراض. في الواقع، على أعراض الاضطراب فصاميّ الشكل الاستمرار لمدّة لا تقلّ عن شهر واحد ولا تتجاوز (6) أشهر؛ وهي مدّة أقصر مقارنةً بمدّة أعراض الفصام.
أمّا اضطراب الشخصيّة الفصاميّ النمط فيشبه الفصام أيضًا؛ غير أنّ النوبات المميِّزة لاضطراب الشخصيّة الفصاميّ النمط أقلّ شدّة، أو طولًا، أو تواتُرًا مقارنًة بالفصام، كما وأنّ مرضى اضطراب الشخصيّة الفصاميّ النمط أكثر وعيًا بتفكيرهم المشوّه من مرضى الفصام بشكل عامّ.
هل يختلف الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ عن الاضطراب ثنائيّ القطب؟
الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ هو مزيج من أعراض الفصام وأعراض الاضطراب ثنائيّ القطب (بالإنجليزيّة: Bipolar Disorder). على سبيل المثال، يمكن أن يتسّم الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ بالأوهام المميِّزة للفصام، والتقلّبات المزاجيّة المميِّزة للاضطراب ثنائيّ القطب.
هل يمكن للضغط النفسيّ تحفيز الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ؟
نعم. في الواقع، يمكن أن تحفّز الأحداث الحياتيّة الكبرى في الحياة بداية ظهور أعراض الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ، ومنها: فقدان الوظيفة، والطلاق، والديون الماليّة، ووفاة شخص عزيز. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للصدمة خلال مرحلة الطفولة وضع أساس لهذا الاضطراب.
أسباب الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ
على الرغم من عدم وضوح السبب الكامن وراء ظهور الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ، يُعتقَد أنّ للوراثة دور في نشوء هذا الاضطراب. يمكن أن يكون الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الفصاميّ العاطفيّ من المتوسّط إذا كان أحد والديه أو أشقّائه يعاني من الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ، أو الفصام، أو الاضطراب ثنائيّ القطب.
لدى بعض الأشخاص استعداد كامن للإصابة بالاضطراب الفصاميّ العاطفيّ؛ ما قد يجعل تعاطيهم للعقاقير نفسيّة المفعول والإجهاد الشديد أو المزمن عوامل مساهمة في ظهور الأعراض لدى هؤلاء.
أمّا الأشخاص المصابون بالفصام واضطرابات المزاج لديهم مستويات أقلّ من الطبيعيّ من الدوبامين (بالإنجليزيّة: Dopamine)، وهي مادّة كيميائيّة في الدماغ تساعد أيضًا في إدارة هذه المهامّ.
علاج الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ
يمكن للاضطراب الفصاميّ العاطفيّ التنكُّر على أنّه اضطراب مزاجيّ أو اضطراب طيف الفصام؛ ما يجعل تشخيصه من قبل المهنيّين الصحّيّين صعبًا. أضف إلى ذلك عدم وجود اختبارات أو فحوصات يمكنها الكشف عن هذا الاضطراب.
العلاج الدوائيّ
تتشابه علاجات الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ مع علاجات الفصام. تشكّل مضادّات الذهان (بالإنجليزيّة: Antipsychotics) الركن الأساسيّ للعلاج. إضافة إلى مضادّات الذهان، غالبًا ما تُوصَف طبّيًّا مثبّتات المزاج (بالإنجليزيّة: Mood Stabilizers) ومضادّات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Antidepressants).
يمكن وصول الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ إلى مرحلة الهدأة عند تناول الدواء المناسب. أمّا في حال ترك الاضطراب دون علاج، فيمكن لذلك التأثير على الأداء الوظيفيّ اليوميّ؛ إذ قد يؤدّي الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ غير المُعالَج إلى:
- صعوبات على مستوى الوظيفة، والمدرسة، والعلاقات.
- سوء تعاطي الموادّ.
- العزلة.
- التشرّد.
- الأفكار الانتحاريّة.
العلاج النفسيّ
يمكن أن يشمل العلاج أيضًا العلاج النفسيّ، مثل العلاج المعرفيّ السلوكيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral therapy، ويُختصَر: CBT). يهدف العلاج المعرفيّ السلوكيّ إلى تحسين فهم الشخص لحالته، ومساعدته في إدارة الحياة اليوميّة. كما يمكن للعلاج النفسيّ أن يتضمّن العلاج المتمركز حول العائلة (بالإنجليزيّة: Family-Focused Therapy) الموجَّه لأفراد أسرة الشخص المصاب.
العلاج بالصدمات الكهربائيّة
إذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائيّ أو العلاج النفسيّ، يمكن اللجوء إلى العلاج بالصدمات الكهربائيّة (بالإنجليزيّة: Electroconvulsive Therapy، واختصاره: ECT) الذي يعمل على إرسال تيّار كهربائيّ إلى الدماغ.
التعليقات مغلقة.