Deprecated: Unparenthesized `a ? b : c ? d : e` is deprecated. Use either `(a ? b : c) ? d : e` or `a ? b : (c ? d : e)` in /home/mshlwahdk/web/mshlwahdk.com/public_html/wp-content/plugins/js_composer/include/classes/editors/class-vc-frontend-editor.php on line 664
إدمان المهدّئات: أعراض، وعلاج، وطرق الوقاية - مجلة «مش لوحدك» النفسية

إدمان المهدّئات: أعراض، وعلاج، وطرق الوقاية

تُعَدّ المهدّئات (بالإنجليزيّة: Sedatives) من مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ، وهي فئة من الأدوية التي تبطّئ وظيفة الدماغ الطبيعيّة؛ متسبّبة بمشاعر من الخمول أو الاسترخاء. على الرغم من استخدام المهدّئات في المجالات الطبّيّة بانتظام، ووصفها بشكل قانونيّ، يمكن للعديد منها أن يُساء استخدامها؛ ما قد يؤدّي إلى مضاعفات شديدة.

هناك أنواع مختلفة من مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ، يعمل معظمها على الدماغ عن طريق التأثير على ناقل عصبيّ يُسمّى بحمض غاما-أمينوبوتيريك (بالإنجليزيّة: Gamma-Aminobutyric acid، ويُختصَر: GABA). الناقلات العصبيّة هي موادّ الدماغ الكيميائيّة التي تجري الاتّصال بين خلايا الدماغ. على وجه التخصيص، يعمل حمض غاما-أمينوبوتيريك عن طريق تقليل نشاط الدماغ. على الرغم من أنّ كلّ مثبّط من مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ يعمل بطريقته الخاصة، تكمن زيادة نشاط حمض غاما-أمينوبوتيريك بشكل أساسيّ وراء التأثير المهدّئ للمثبّطات. يمكن لهذا التأثير إفادة الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطرابات النوم. كما يمكن لبعض مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ العمل كمخدّر عامّ عند استخدامها بجرعات عالية.

تتعدّد فئات الأدوية المهدّئة، ومنها: الباربيتيورات (بالإنجليزيّة: Barbiturates) والبنزوديازيبينات (بالإنجليزيّة: Benzodiazepines). يمكن تناول الباربيتيورات مثل ميفوباربيتال (بالإنجليزيّة: Mephobarbital) وبنتوباربيتال (بالإنجليزيّة: pentobarbital) لعلاج القلق، والتوتّر، واضطرابات النوم. أمّا البنزوديازيبينات مثل الفاليوم (بالإنجليزيّة: Valium) والزاناكس (بالإنجليزيّة: Xanax) فيمكن وصفها لعلاج القلق، والتفاعل الحادّ للكرب، ونوبات الهلع.

أعراض سوء تعاطي المهدّئات

إنّ إمكانيّة سوء استخدام الباربيتيورات والبنزوديازيبينات واردة؛ ويجب تعاطيها على النحو الموصوف فقط لا غير. غالبًا ما يشعر الشخص بالخمول والارتباك خلال الأيّام القليلة الأولى من استخدام مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ؛ لكن هذا الشعور يقلّ إجمالًا. إذا تناول الشخص هذه الأدوية على المدى الطويل، سوف يطوّر الجسم تحمّلًا للدواء (بالإنجليزيّة: Drug Tolerance)، وحاجةً إلى تناول جرعات أكبر لتحقيق نفس التأثير الأوّل.

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن لتعاطي المهدّئات باستمرار أن يؤدّي إلى الاعتماد الجسديّ؛ فتظهر أعراض الانسحاب عند تقليل التعاطي أو إيقافه. تعمل كل مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ عن طريق إبطاء نشاط الدماغ. وبالتالي، عندما يتوقّف الشخص عن تعاطي المهدّئات، تنتعش أعمال الدماغ وتخرج عن السيطرة؛ ما قد يؤدّي إلى التشنّجات، وعواقب ضارّة أخرى.

يمكن لانسحاب البنزوديازيبينات أن يكون تجربة صعبة؛ لكنّه نادرًا ما يكون مهدّدًا للحياة. أمّا انسحاب مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ الأخرى بعد تعاطيها المطوّل فيمكن أن تحمل مضاعفات مهدّدة للحياة. بناءً عليه، على الشخص الذي يفكّر في التوقّف عن العلاج بمثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ، أو يعاني من أعراض الانسحاب التحدّث مع طبيب ما، أو التماس المساعدة الطبّيّة.

عند تعاطي المهدّئات بجرعات عالية أو سوء استخدامها، يمكن لبعضها أن تؤدّي إلى فقدان الوعي أو الموت.

الآثار الجانبيّة لسوء تعاطي المهدّئات

عند تناول أيّ نوع من المهدّئات، يصبح نشاط الجهاز العصبيّ المركزيّ أبطأ. في حين أنّ الجرعات الصغيرة تخفّف التوتّر؛ للجرعات الكبيرة آثار جانبيّة، ومنها:

  • الارتباك.
  • عدم وضوح الرؤية.
  • ضعف إدراك الوقت والمكان.
  • إبطاء التنّفس وردود الأفعال.
  • انخفاض الحساسيّة للألم.
  • خلل التفكير.
  • الكلام غير الواضح.

تسبّب الجرعات المفرطة فقدان الوعي، والغيبوبة، والموت، تحدث الجرعات المفرطة العرَضيّة عندما يبتلع الأطفال الحبوب، أو عندما يجهل البالغون الذي يطوّرون تحمّلًا للدواء الجرعات التي يمكنهم تناولها.

تشمل المخاطر الصحّيّة الأخرى لسوء تعاطي المهدّئات ما يلي:

  • فقر الدم.
  • الاكتئاب.
  • ضعف وظيفة الكبد.
  • التسمّم المزمن (الصداع، وضعف البصر، والكلام المدغم). قد يعاني أطفال المصابون بالتسمّم المزمن من صعوبة في التنفّس والتغذية، وأنماط النوم المزعج، والتعرّق، والتهيّج، والحمّى.

تحمُّل المهدّئات وانسحابها

يمكن أن تظهر مستويات كبيرة جدًّا من الاعتماد الفسيولوجيّ المتّصف بالتحمّل والانسحاب؛ استجابةً للمهدّئات. يختلف توقيت أعراض الانسحاب وشدّتها تبعًا للمادّة المعيّنة، وحركتها الدوائيّة، وتأثيرها الدوائيّ.

يشّكل التحمّل عرضًا جسديًّا للاعتماد؛ ويشير التحمّل إلى الحاجة إلى زيادة الجرعات المتناولة بهدف تحقيق نفس التأثير المهدّئ. أمّا أعراض الاعتماد النفسيّ فتضمّ: احتياج الدواء للأداء الوظيفيّ، والهوس بالحصول على الدواء.

تشمل أعراض الانسحاب ما يلي:

  • عدم القدرة على الاسترخاء.
  • الأرق.
  • القلق.
  • التهيّج.
  • الموت في حالات نادرة. 

اضطراب تعاطي المهدّئات، أو المنوّمات، أو مضادّات القلق

بهدف تشخيص اضطراب تعاطيّ المهدّئات، أو المنوّمات، أو مضادّات القلق سريريًّا، يجب وجود نمط إشكاليّ من العجز أو الضيق، مع وجود عرضين اثنين على الأقلّ من الأعراض التالية خلال فترة (12) شهرًا السابقة:

  • تناول الأدوية المهدّئة أو المنوّمة أو المضادّة للقلق بجرعة زائدة و/أو لمدّة أطول من المدّة المحدّدة.
  • الرغبة في الحدّ من تعاطي الأدوية، أو السيطرة على تعاطيها، أو القيام بمحاولات فاشلة لتحقيق هذه الرغبة.
  • إهدار مقدار كبير من الوقت في شراء الأدوية أو تعاطيها، أو التعافي من تأثيرها.
  • رغبة عارمة في تعاطي الأدوية، أو اشتهاؤها.
  • عدم القدرة على الالتزام تجاه الوظيفة أو الحياة المنزليّة، أو الغياب المتكرّر عن العمل، أو المدرسة، أو العائلة.
  • الاستمرار في تعاطي الأدوية لمواجهة المشاكل الاجتماعيّة الشخصيّة التي تنجم عن تعاطي هذه الأدوية، أو تتفاقم بسببها.
  • إعطاء الأولويّة لتعاطي الأدوية إلى إلى الحدّ الذي يتخلّى فيه الفرد عن ممارسة الأنشطة الاجتماعيّة، والمهنيّة، والترفيهيّة بشكل كامل، أو يقلّلها جذريًّا.
  • تعاطي الأدوية حتّى في الحالات التي تشكلّ فيها خطرًا جسديًّا للفرد.
  • الاستمرار في تعاطي الأدوية حتّى عند معرفة المخاطر الجسديّة، والنفسيّة، والتفاقمات المرتبطة بتعاطيها.
  • التحمّل الدوائيّ، على النحو المحدّد بواحد ممّا يلي:
  1.  زيادة كبيرة في كمّيّة المهدّئات، أو المنومّات، أو مضادّات القلق لتحقيق التأثير المطلوب.
  2.  توقّف المهدّئ، أو المنوّم، أو مضادّ القلق عن تأدية التأثير المطلوب عند تعاطيه بالكمّيّة نفسها.
  • الانسحاب، على النحو المحدّد بواحد ممّا يلي:
  • يعاني الأفراد من أعراض الانسحاب، إضافةً إلى خصائص المهدّئات، أو المنوّمات، أو مضادّات القلق.
  •  تقلّ أعراض الانسحاب عند تعاطي المهدّئات، أو المنوّمات، أو مضادّات القلق، أو تُستخدَم لتخفيف أعراض الانسحاب أو تجنبّها.

لا يتمّ استيفاء معايير التحمّل الدوائيّ والانسحاب إذا كان الفرد يتناول المهدّئات، أو المنوّمات، أو مضادّات القلق تحت إشراف طبّيّ.

ماذا يحدث عند الجمع بين المهدّئات وأدوية أخرى؟

لا يجب تعاطي مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ تزامنًا مع الأدوية الأخرى إلّا تحت إشراف الطبيب. لا ينبغي عمومًا الجمع بين المثبّطات وأيّ دواء أو مادّة تسبّب تثبيط الجهاز العصبيّ المركزيّ، بما في ذلك أدوية الألم الموصوفة، أو بعض أدوية البرد والحساسيّة التي تُباع دون وصفة طبّيّة، أو الكحول. يمكن لاستخدام مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ مع تلك الموادّ الأخرى وخصوصًا الكحول أن يؤدّي إلى إبطاء التنفّس، أو إبطاء كلّ من القلب والتنفّس؛ ما قد يؤدّي إلى الموت.

علاج إدمان المهدّئات

يجب على المرضى الذين يعانون من إدمان المهدّئات الخضوع إلى إزالة السموم تحت إشراف طبّيّ؛ إذ يجب تخفيف الجرعات تدريجيًا. يمكن للإرشاد مساعدة المرضى الداخليّين أو الخارجيّين خلال هذه العمليّة. كما أظهر العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive-Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) نجاحًا في مساعدة الأفراد على التكيّف مع التوقّف عن تعاطي البنزوديازيبينات.

يحدث سوء استخدام الباربيتيورات و البنزوديازيبينات غالبًا بالاقتران مع سوء استخدام مادّة أخرى أو دواء آخر، مثل الكحول أو الكوكايين. في هذه الحالات، يجب على نهج العلاج معالجة الإدمان المتعدّد.

عادةً ما يقوم علاج المريض المدمن على نهج مكوّن من مرحلتين. تتمثّل المرحلة الأولى بإزالة سموم  الدواء، تليها إعادة التاهيل على المدى الطويل.

الوقاية من إدمان المهدّئات

يؤدّي تعاطي المهدّئات بانتظام على مدى فترات طويلة إلى زيادة تحمّل الدواء؛ ما يولّد الاحتياج إلى جرعات أكبر لتحقيق نفس التأثير. يوجد عدّة طرق يمكنها وقاية المرضى من إدمان الأدوية الموصوفة، ومنها:

  • عند زيارة الطبيب، قدّم تاريخك الطبّيّ بالكامل، ووضّح سبب الزيارة؛ كي يفهم الطبيب الشكوى جيّدًا، ويتمكّن من وصف الدواء المناسب.
  • اتّبع التعليمات جيّدًا عندما يصف لك الطبيب مسكّنًا للألم، أو منشّطًا، أو مثبّطًا للجهاز العصبيّ المركزيّ.
  • اطّلع على الآثار التي يمكن للدواء التسبّب بها، خصوصًا أثناء الأيام الأولى التي يتكيّف خلالها الجسم على الدواء.
  • تعرّف على التفاعلات المحتملة مع الأدوية الأخرى، عن طريق قراءة كلّ المعلومات التي يوفّرها الصيدلانيّ.
  • لا تستخدم الوصفة الطبّيّة المخصّصة لشخص آخر، ولا تعدّل الجرعات من تلقاء نفسك، ولا تتوقّف فجأة عن تناول الدواء دون استشارة مقدّم الرعاية الصحّيّة أوّلًا. على سبيل المثال، إن كنت تتناول مسكّنًا للألم المزمن، ولم يعد فعّالًا في السيطرة على الألم، عليك مراجعة طبيبك بدلًا من زيادة الجرعة بنفسك.
مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: رنا السعدني
تحرير: إسلام سامي

التعليقات مغلقة.