الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ: أعراض، وأسباب، وعلاج
تشمل الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ (بالإنجليزيّة: Tobacco-Related Disorders) اضطراب تعاطي التبغ (بالإنجليزيّة: Tobacco Use Disorder)، وانسحاب التبغ (بالإنجليزيّة: Tobacco Withdrawal). يحتوي التبغ والمنتجات القائمة عليه العديدَ من الموادّ الضارّة، بما في ذلك النيكوتين، وهو مادّة كيميائيّة إدمانيّة إلى حدّ كبير، تسبّب تغيّرات في الدّماغ تؤدّي بدورها إلى اشتهاء المزيد من النيكوتين. يستمرّ الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي التبغ في تعاطيه، على الرغم من معرفتهم أنّه ضارّ. يُعَدّ اضطراب تعاطي التبغ أكثر اضطرابات تعاطي الموادّ شيوعًا في الولايات المتّحدة، فضلاً عن كونه سببًا رئيسيًّا للإعاقة والوفاة المبكرة. يمكن أن يتسبّب التعرّض لدخان التبغ في الوفاة المبكرة لغير المدخّنين أيضًا.
أعراض الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ
يُعرّف الدّليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة ((بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5) اضطراب تعاطي التبغ على أنّه نمط إشكاليّ من تعاطي التبغ، يؤدّي إلى ضعف أو ضيق شديديَن سريريًّا، على أن يشمل اثنين على الأقلّ من الأعراض التالية خلال فترة (12) شهرًا:
- تناول التبغ بجرعات أكبر من الكمّيّة المقصودة، و/أو لفترة أطول من الوقت المقصود.
- رغبة مستمرّة في الحدّ من تعاطي التبغ، و/أو محاولات فاشلة للحدّ منه.
- قضاء قدر كبير من الوقت في التحصّل على التبغ، أو تعاطيه.
- رغبة شديدة في تعاطي التبغ، أو اشتهاؤه.
- عدم القدرة على الحفاظ على التزامات العمل، أو المدرسة، أو الحياة المنزليّة؛ بسبب تعاطي التبغ.
- الاستمرار في تعاطي التبغ في مواجهة المشاكل الاجتماعية/الشخصيّة التي تنجم عن تعاطي المنبّه، أو تتفاقم بسببه.
- إعطاء الأولويّة لتعاطي التبغ إلى درجة التخلّي عن الأنشطة الاجتماعيّة، والمهنيّة، والترفيهيّة، أو تقليلها بشكل كبير.
- الاستمرار في تعاطي التبغ حتّى في المواقف التي يشكّل فيها خطرًا جسديًّا.
- الاستمرار في تعاطي التبغ على الرغم من معرفة المخاطر والمشاكل الجسديّة والنفسيّة المرتبطة به.
- الحاجة إلى زيادة كبيرة في كمّيّة التبغ لتحقيق التأثير المرغوب؛ بمعنى آخر، لم تعد نفس الكمّيّة من التبغ تعطي التّأثير المرغوب.
- وجود أعراض انسحاب التبغ، أو تعاطي التبغ لتخفيف أعراض الانسحاب أو تجنّبها.
تبدأ أعراض انسحاب التبغ في غضون (24) ساعة، وقد تشمل:
- التهيّج.
- القلق.
- صعوبة التركيز.
- زيادة الشهيّة.
- المزاج المكتئِب.
- الأَرَق.
تبلغ الأعراض ذروتها في غضون يومين إلى ثلاثة أيّام بعد الامتناع عن تعاطي التبغ، وتستمرّ من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
أسباب الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ
تنجم الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ عن الطبيعة الإدمانيّة للمادّة نفسها. يعاني أغلب المستخدمين من اشتهاء التبغ عندما لا يدخّنون لعدّة ساعات. وجدت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات متعلّقة بالكحول، وغيرها من اضطرابات تعاطي الموادّ هم أكثر عرضةً لتعاطي التبغ، كما أنّ معدّل إقلاعهم عن تعاطي التبغ أقلّ من أولئك الذين لا يعانون من مثل هذه الاضطرابات. إنّ الأطفال المولودين لآباء يتعاطون التبغ هم أكثر عرضةً لتعاطيه بأنفسهم، مقارنةً بالأطفال المولودين لآباء لا يتعاطون التبغ. يستمرّ العديد من الأفراد المصابين باضطراب تعاطي التبغ في استخدام منتجات التبغ لتخفيف أعراض الانسحاب، أو الوقاية منها.
علاج الاضطرابات المتعلّقة بالتبغ
يُعتبَر اضطراب تعاطي التبغ قابلاً للعلاج إلى حدّ كبير عند اتّخاذ التدابير الدوائيّة، والسّلوكيّة، والنّفسيّة الاجتماعيّة المناسبة. قد يشمل العلاجُ التثقيفَ حول طبيعة إدمان التبغ وعواقبه الصحّيّة، وبرامج الدعم الذاتيّ والجماعيّ لعلاج الإدمان، والإرشاد للوقاية من العودة إلى تعاطي التبغ، والعلاجات المنفصلة والمُصمَّمة خصّيصًا للأشخاص ذوي دافعيّة أقلّ للإقلاع عن التدخين، أو أعلى. يمكن أيضًا استخدام عدد من الأدوية المعتمَدة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration، وتُختصَر: FDA) لعلاج الاعتماد على النيكوتين.