الاضطراب الذّهانيّ الوجيز: أعراض، وأسباب، وعلاج

التعريف

الاضطراب الذّهانيّ الوجيز (بالإنجليزيّة: Brief Psychotic Disorder) هو حالة نفسيّة غير شائعة، مصحوبة بأعراضٍ ذهانيَّة مفاجئة ومؤقتة مثل: الأوهام والهلوسة والارتباك.

يمكن أن تستمرّ الأعراض من يوم واحد إلى شهر ومع ذلك قدّ تكون شديدة بما يكفي لتعرّض حياة الشخص لخطرٍ متزايد من السلوك العنيف أو حتّى الانتحار، تظهرُ معظّم الحالات لأوَّل مرة عندما يكون المريض في العشرينيات أو الثلاثينيات من العمر، إلَّا إنَّه من الممكن أن تظهر في أي سنٍ أخر.

يتميَّز الاضطراب الذّهانيّ الوجيز بمدّته المحدودة، وهو لا ينجم عن تعاطي المخدرات أو الكحول.

وفي معظّم الأحيان؛ لا يشير الاضطراب الذّهانيّ الوجيز إلى وجوّد حالة صحيّة نفسيّة مرضية مزمنة.

الأعراض

تتشابه أعراض الاضطراب الذّهانيّ الوجيز مع أعراض انفصام الشخصيّة:

• أوهام وهلوسة.
• تغيّرات مفاجئة وحادّة في المزّاج.
• كلام لا معنّى له (مضطرب)
• عدم القدرة على الاهتمام بالنّفس بشكل طبيعي.
• اختلال اجتماعي ومهني.
• مشاكل في النّوم.
• سلوك مشوَّش، أو حتى جامودي.

النّساء عادةً يكنَّ أكثر عرضةً من الرّجال في الإصابة بالاضطراب الذّهانيّ الوجيز، ومن المعروف أنّه يحدث في أثناء الحمل، أو بعده بمدّةٍ قصيرة. عندما تهدأُ الأعراض وتنتهي النوبة، تعوّد حياة الشّخص إلى طبيعتها.

يعاني معظم الأشخاص الّذين يصابون باضطراب ذهاني من نوبة واحدة فقط، ولكن في بعض الحالات قد تؤدّي الأوضاع المتّوترة إلى تكرار النوبات في المستقبل.
على الرّغم من أنّ تشخيص الاضطراب الذّهانيّ الوجيز جيّد (دقيق) بشكلٍ عام، إلّا أنّ نوبة ذهانيه أوليّة قدّ تكوّن أوَّل علامة على وجود حالة صحّيّة نفسيّة مزمنة مثل: اضطراب فصامي عاطفي (وجداني)، أو الفصام، أو اضطراب المزاج مع أعراض ذهانيه. عموماً يتم إعادة التقييم وتشخيص الاضطراب الذّهانيّ الوجيز في حال استمرت الأعراض لأكثر من شهر.

الأسباب

سبب الاضطراب الذّهانيّ الوجيز غير واضح، ولكن أي توتر أو صدمة كبيرة – مثل وفاة أحد الأحبّاء، أو اعتداء، أو كارثة طبيعيَّة – يمكن أن تؤدّي إلى حدوث نوبة اضطراب ذهاني وجيز.

وكما في الحالات الأخرى “لطيف الاضطرابات الفصاميَّة”، قد يكون هناك أساس جينيّ، بيولوجيّ، بيئيّ، أو عصبيّ لهذا الاضطراب.

تمّ العثور على تشوّهات دماغيّة لدى الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الذّهانيّ. بعضها كان موجودًا قبل ظهور الأعراض لأوّل مرّة، في حين تم تسجيل تشوّهات أخرى بعد ظهور الأعراض.

الاضطراب الذّهانيّ الوجيز يتجه لكونه وراثياً في العائلة، كما يظهر خلال الظّروف التي قد تهدّد الحياة، مثل الهذيان (الاهتياج).

العلاج

بشكلٍ عامّ، يقوم أخصائيّ طبيّ أو نفسي بفحص المصاب لاستبعاد أي حالة صحية بدنيّة أو عقليّة أخرى موجودة في نفس الوقت والتي قد تكون مسؤولة عن الأعراض.

يمكن وصف الأدوية المضادّة للذّهان، ومضادّات الاكتئاب إذا لزم الأمرّ للمساعدة في السّيطرة على الأعراض، وقد يحتاج المصاب إلى الإشراف في جميع الأوقات لضمان عدم الإضرار بنفسه أو الآخرين.

على المدى القصير يساعد العلاج النفسي الأشخاص المصابين في الفهم والتّعافي من الاضطراب الذّهانيّ الوجيز، والاهتمام بأدويتهم، وتعلّم كيفيّة التّعامل مع التوتر.

أمّا بالنّسبة للأشخاص الّذين لا يسعون في طلب العلاج؛ فهم أكثر عرضة لتكرُّر حدوث نوبات الاضطراب الذّهانيّ الوجيز في المستقبل مرفقة بجميع الأعراض.

المصادر

• American Psychiatric Association. Understanding Mental Disorders: Your Guide to DSM-5. 2015. American Psychiatric Publishing. MedlinePlus. Brief Psychotic Disorder. https://medlineplus.gov/ency/article/001529.htm
• Pantelis C, Velakoulis D, McGorry PD, et al. Neuroanatomical abnormalities before and after onset of psychosis: a cross-sectional and longitudinal MRI comparison. Lancet. Jan 2003;361(9354): 281-288. http://www.thelancet.com/journals/lancet/article/PIIS0140-6736(03)12323-9/abstract
• Fusar-Poli P, Cappucciati M, Bonoldi I, et al. Prognosis of brief psychotic episodes: A meta-analysis. First published online March 2016. JAMA Psychiatry. http://jamanetwork.com/journals/jamapsychiatry/fullarticle/2481383