اضطرابات النوم والساعة البيولوجيّة: أعراض، وأنواع، وأسباب، وعلاج

التعريف

تشير اضطرابات الإيقاع اليوميّ للسّاعة البيولوجيّة المتعلّقة بالنوم والاستيقاظ (بالإنجليزيّة: Circadian Rhythm Sleep-Wake Disorders) إلى مجموعة من الحالات الّتي يتأثّر فيها توقيت النّوم، والإيقاع اليوميّ أو التواتر اليومي هو السّاعة الداخليّة للجسم أو كما تسمّى السّاعة البيولوجيّة.

لا يستطيع الأفراد الّذين يعانون من اضطراب الإيقاع اليومي للسّاعة البيولوجيّة، النّوم أو الاستيقاظ في الوقت المناسب من أجل العمل أو الدّوام المدرسي أو المتطلبات الاجتماعيّة الأخرى.

تشمل اضطرابات النّوم واضطرابات ايقاع السّاعة البيولوجية المُدرجة في الطّبعة الخامسة من الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات العقليّة (ويُختصَر: DSM-5) مرحلة تأخير النّوم، ومرحلة متقدّمة لاضطراب أسلوب النّوم، ومرحلة عدم انتظام ساعات النّوم والاستيقاظ، ومرحلة النّوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة، واضطرابات السّاعة البيولوجيّة بناءً على نوبات العمل.

لا يُشخَّص اضطراب النّوم والسّاعة البيولوجيّة إلّا إذا كان هذا الاضطراب يسبّب إزعاجًا شديدًا مرضيًا، أو يعوق قدرة الفرد على الاستمرار في الإطار الاجتماعيّ أو المهنيّ أو التعليميّ.

الأعراض

تسبّب اضطرابات النّوم والسّاعة البيولوجيّة النّعاس المفرط أو الأرق أو كليهما، وفيما يلي نقدّم وصفًا موجزًا للأعراض الّتي ينطوي عليها كل من الأنماط الفرعية لاضطرابات النّوم والسّاعة البيولوجيّة.

نَمط تأخير النوم

هو النمط الّذي ينام فيه الشّخص بعد أن يعتزم النّوم بساعتين أو أكثر، ونتيجة لذلك يجد صعوبة في الاستيقاظ صباحًا كما أنّه يُصاب بنعاسٍ مفرط في الجزء الأوّل من اليوم.

عندما يتمكّن الأشخاص الّذين يعانون من هذا النوع من الاضطراب من وضع جدولٍ زمنيّ خاص بهم، تصبح نوعيّة ومدّة نومهم طبيعية.

تبدأ الأعراض عادة في مرحلة المراهقة والبلوغ المبكر، وتستمرّ لعدّة أشهر أو سنوات قبل أن يُشخَّص الاضطراب.

نَمط تقديم النوم والاستيقاظ

يتميَّز هذا النمط من الاضطراب، بالنّوم والاستيقاظ قبل عدّة ساعات من الزمن المرغوب أو المعتاد.

الأشخاص في هذه المرحلة يضطرّون للنّوم قبل ميعاد نومهم بساعتين أو أكثر كما أنّهم في المُقابِل يعانون من الأرق الصباحي (بسبب استيقاظهم أبكر من الوقت المعتاد)، بالإضافة إلى النّعاس المفرط على مدار اليوم.

من الشائع بالنّسبة للأفراد الّذين لديهم هذا النّوع من الاضطراب أن يُعرَفوا باسم “النّاس الصباحيين”، كما إنّهم يستمرّون في الاستيقاظ مبكرًا حتّى لو اضطرّوا للسّهر إلى وقتٍ متأخّر.

نَمط عدم انتظام ساعات النّوم والاستيقاظ

هي حالة لا يكون لدى النّاس فيها إيقاع يوميّ واضح، ويتجزّأ نومهم إلى ثلاث فترات على الأقل خلال 24 ساعة.

الأفراد في هذه المرحلة عادةً ما يعانون من الأرق ليلًا والنّعاس المفرط والحاجة إلى القيلولة نهارًا، ونتيجةً لذلك لا يكون لديهم فترة نوم واحدة رئيسيّة خلال اليوم.

وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الّذين يعانون من الاضطرابات العصبيّة، مثل مرض الزهايمر، ومرض باركنسون، ومرض هنتنغتون.

نَمط النوم والاستيقاظ على مدار 24 ساعة

هي حالة لا يتماشى فيها إيقاع السّاعة البيولوجيّة للشّخص مع ساعات اليوم الطبيعيّ الـ 24.

يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من الأرق أو النّعاس المفرط بناءً على وقت النّهار أو الليل، وإيقاع السّاعة البيولوجيّة الطبيعيّة لديهم في ذلك الوقت.

أحيّانًا تمر فترات لا يعانون فيها من أية أعراض وذلك عند توافق مرحلة نومهم الطبيعيّ مع الوقت التقليديّ للنّوم، ولكنّ هذه الفترات لا تدوّم، لأنّ مرحلة النّوم الطبيعيّة لديهم سوف تستمر في الانتقال بشكل تدريجي إلى وقت لاحق من الليل حتّى يصبح وقت نومهم في النّهار.

وهو نمط شائع بين الأشخاص المكفوفين، أو ضعاف البصر الّذين يعانون من انخفاض في إدراك الضّوء.

اضطرابات الساعة البيولوجيّة بناءً على نوبات العمل

يتمّ تشخيصه بناءً على تاريخ العمل بشكلٍ منتظم خارج الأوقات العاديّة لنافذة النهار من 8:00 صباحًا إلى 9:00 مساءً.

الأفراد في هذه المرحلة يعانون باستمرار من النّعاس المفرط في العمل كما يواجهون صعوبة في النّوم في المنزل.

عادةً ما تتحسّن الأعراض أو تختفي عندما يستأنف الشّخص روتين عمل نهاريّ.

الأسباب

لم يُثبَت أنّ العوامل الوراثيّة تهيّئ الأفراد لتطوير اضطرابات النّوم والايقاع اليومي، لكنّ أعراض بعض اضطرابات إيقاع السّاعة البيولوجيّة، مثل (نمط تقديم النوم والاستيقاظ)، قد يكون لها بداية مبكّرة وتكون أكثر شدّة بين الأشخاص الّذين لديهم تاريخ عائليّ من هذه الاضطرابات.

التعرّض للضّوء يلعب أيضًا دورًا في تطوير بعض اضطرابات النوم وإيقاع السّاعة البيولوجيّة، فعلى سبيل المثال قد تؤدّي فرط الحسّاسيّة للضّوء المسائيّ إلى زيادة احتماليّة إصابة الفرد بـ (نمط تأخير النّوم) من اضطرابات النّوم والإيقاع اليوميّ.

العلاج

تعتمد خيارات العلاج على نمط الاضطراب، وتأثيره على نوعيّة حياة الفرد.

العلاج السلوكي

تشمل استراتيجيات العلاج السلوكيّ الحفاظ على أوقات متواصلة للنوم والاستيقاظ، وتجنّب القيلولة وممارسة الرّياضة بانتظام، وتجنّب المواد المنشّطة (القهوة والنيكوتين)، وممارسة الأنشطة قبل النّوم.

المُعالجة بالضوء

يجب أن يقلل الأشخاص الّذين يعانون (نمط تأخير النّوم) من التعرض للضّوء في المساء عن طريق تخفيض الإضاءة في منازلهم، وتجنّب الشاشات السّاطعة (بما فيها شاشة الموبايل).

بينما أولئك الّذين لديهم (نمط تقديم النّوم والاستيقاظ) يجب أن يزيدوا من التعرض للضّوء في المساء عن طريق الحفاظ على الإضاءة في منازلهم.

المعالجة بالضّوء السّاطع هو خيار علاجي يقدّمه أخصائيو النّوم للتقديم أو تأخير ساعات النّوم.

العلاج الدوائي

يُستخدم الميلاتونين والأدوية الّتي تساعد على النّوم للمدى القصير أيضًا لضبط وقت النّوم والاستيقاظ بناءً على جدول زمني مناسب.

من المهم أن نلاحظ أن بعض أدوية النّوم تسبب الإدمان وينبغي استخدامها بشكل معتدل وبتوجيه من أخصائيّ طبيّ.

المصادر

  • American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and statistical manual of mental disorders (5th ed.). Arlington, VA: American Psychiatric Publishing.
  • Cleveland Clinic
مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

2 تعليقات
  1. […] الأعراض الظهور (3) ليالٍ على الأقلّ في الأسبوع، وعلى صعوبة النوم الاستمرار لمدّة لا تقلّ عن شهر واحد. يمكن أن تؤدّي كلّ […]

  2. […] لهذا التأثير إفادة الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطرابات النوم. كما يمكن لبعض مثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ العمل […]

اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.