نقص التهوية المرتبط بالنوم: أعراض، وأسباب، وعلاج
نقص التهوية المرتبط بالنوم (بالإنجليزيّة: Sleep-Related Hypoventilation) هو اضطراب مرتبط بالتنفّس يعيق النوم الطبيعيّ. يمكن تشخيص نقص التهوية المرتبط بالنوم عند استبعاد كلّ اضطرابات النوم الأخرى؛ رغم أنّ ظهوره قد يتزامن مع اضطرابات نوم أخرى. يمكن لنقص التهوية المرتبط بالنوم أن يكون راجعًا إلى التنفّس الضحل، أو انسداد الممرّات الهوائيّة، أو تضرّر الرئتين. قد يَظهر بشكل مستقلّ أو -بصورة أكثر شيوعًا- مع اضطرابات طبّيّة أو عصبيّة أخرى، أو إساءة استخدام الموادّ، أو حتّى التعاطي الروتينيّ للأدوية الموصوفة طبّيًّا.
أعراض نقص التهوية المرتبط بالنوم
يمكن لنقص التهوية المرتبط بالنوم أن يصيب أيّ شخص في أيّ عمر، حتّى الأطفال والشباب. تختلف العلامات والأعراض من شخص لآخر؛ نتيجةً لتعدّد الحالات الكامنة وراءه. تتضمّن الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- النعاس في أوقات النهار.
- الاستيقاظ المتكرّر أثناء النوم.
- الصداع في الصباح.
- الأرق.
- مشاكل المعدة.
- الإعياء.
- انخفاض القدرة على ممارسة الرياضة.
يختبر عدد كبير من الأشخاص المصابين بنقص التهوية المرتبط بالنوم أعراض قليلة أو معدومة، أو أعراض خفيفة في المراحل المبكرة فقط من الاضطراب، دون أن يدركوا أنّ حالتهم محتملة التقدّم. قد يتطوّر الاضطراب من المرحلة المبكرة إلى اضطراب مزمن أشدّ خطورة؛ فيؤدّي لمشاكل صحّيّة أكثر خطورة، بما في ذلك قصور القلب، وفشل في التنفّس، واضطرابات الدماغ والدم.
ماذا يحدث أثناء نقص التهوية المرتبط بالنوم؟
التنفّس الطبيعيّ محدود في حالة الشخص المصاب بنقص التهوية المرتبط بالنوم؛ ممّا يؤدّي إلى انخفاض مستوى الأكسجين، وارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون في الدم. قد يؤدّي احتباس هذا الأخير إلى الحماض التنفّسيّ، وزيادة كمّيّة الحمض في مجرى الدم،كما أنّه قد يعيق التنفّس الخلويّ.
هل يختلف عن توقّف التنفّس أثناء النوم؟
نقص التهوية المرتبط بالنوم هو نقص معدّل تدفّق الأكسجين أثناء النوم؛ أمّا توقّف التنفس أثناء النوم (بالإنجليزيّة: Sleep Apnea) فهو التوقّف المؤقّت لعمليّة التنفّس أثناء النوم. يمكن تزامن نقص التهوية المرتبط بالنوم مع توقّف التنفّس أثناء النوم، واستخدامُ أجهزةِ ضخّ الهواء بالضغط الإيجابيّ في علاج كليهما.
ما هي مخاطره؟
قد يؤدّي النقصُ المستمرّ في محتوى الأكسجين في الدم المستمرّ، أو ما يُعرَف بنقص التأكسج، إلى ارتفاع ضغط الدم الرئويّ، واضطرابات الإدراكات العصبيّة.
أسباب نقص التهوية المرتبط بالنوم
تتعدّد العوامل التي قد تتسبّب بنقص التهوية المرتبط بالنوم، مثل الأمراض المزمنة، أو العوامل البيئيّة الجينيّة بما في ذلك:
- تعاطي بعض الأدوية والموادّ الأخرى التي تثبط الجهاز العصبيّ المركزيّ مثل: البنزوديازيبينات، والمستحضرات الأفيونيّة، والكحول.
- الاضطرابات العصبيّة العضليّة، والأمراض التي تصيب جدار الصدر.
- الربو، أو اضطراب رئويّ آخر.
- قصور الغدّة الدرقيّة.
- السمنة.
هل يؤثّر الوزن على نقص التهوية المرتبط بالنوم؟
تضيف السمنة كتلةً إضافيّةً إلى الجهاز التنفّسيّ، وبإمكانها تقليل سعة الرئتين؛ لكن ليس معروفًا بعد بشكل مؤّكد لماذا أو لأيّ درجة تؤثّر السمنةُ على نقص التهوية. غالبًا ما يُشخَّص نقص التهوية المرتبط بالنوم لدى الأفراد ذوي الوزن الزائد بشكل منفصل كمتلازمة نقص التهوية البدانيّ (بالإنجليزيّة: Obesity Hypoventilation Syndrome، ويُختصَر: OHS).
كيف أعرف إذا كنت أعاني من نقص التهوية المرتبط بالنوم؟
الاختبار الأكثر فاعليّة لتشخيص نقص التهوية المرتبط بالنوم هو تخطيط النوم، أو ما يُعرَف بدراسة النوم. يمكن إجراء تخطيط النوم في مستشفى أو مركز نوم، حيث تُسجَّل الموجات الدماغيّة للمريض، ومستوى أكسجين الدم، وضربات القلب، والتنفّس.
علاج نقص التهوية المرتبط بالنوم
يُعالَج نقص التهوية المرتبط بالنوم عادةً بمعالجة أيّ من الأسباب الكامنة وراء نقص التهوية، مثل تعاطي الموادّ. قد يُنصَح بفقدان الوزن، أو قد يُوصَف العلاج لاستعادة مستوى الهرمونات لدى المصابين بقصور الغدّة الدرقيّة، أو قد تُستَخدم أدوية معروفة كالمنبّهات التنفّسيّة لتعالج انسداد الممرّات الهوائيّة أو ضيقها، واللذين قد ينتجان عن تعاطي المخدّرات أو الكحول.
إذا ترافَق نقصُ التهوية المرتبط بالنوم مع توقّف التنفّس أثناء النوم أو اضطراب نوم آخر، قد يكون من الضروريّ استخدام أجهزة ضخّ الهواء بالضغط الإيجابيّ لإمداد الرئتين بالأكسجين باستمرار أثناء النوم.