متلازمة تململ الساقين: أعراض وأسباب وعلاج
متلازمة تململ الساقين (بالإنجليزية: Restless Legs Syndrome، واختصارها: RLS)، وتُسمى أيضًا داء ويليس-إيكبوم (بالإنجليزيّة: Willis-Ekbom Disease)، هي اضطراب نوم عصبيّ، يشعر فيه الشّخص بإلحاح لتحريك ساقَيْه أو ذراعَيْه، ويكون هذا الإلحاح مصحوبًا مع، أو نتيجة إحساس غير مريح في الأطراف. عادةً، يتم وصف هذا الإحساس غير المريح بأنه زحف، أو تنمّل، أو وخز، أو حرقة، أو خفقان، أو شدّ، أو حكّة. ويمكن أن يتراوح الإحساس من انزعاج إلى ألم. يمكن لمتلازمة تململ الساقين أن تؤثّر على جانبٍ واحدٍ فقط من الجسم، ولكنها، في الكثير من الأحيان، تحدث في كلا الجانبين في الوقت عينه؛ وفي بعض الأحيان، قد يتنقّل كذلك الألم داخل الجسم. إنّ تحريك الساقين يمنح الشخص بعض الارتياح.
إنّ انتشار متلازمة تململ الساقين يتفاوت إلى حدّ كبير، ولكنه يتراوح ما بين (4%) إلى (14%) من عامة السكان. تزداد متلازمة تململ الساقين انتشارًا مع تقدم العمر، وتكون لدى النساء احتماليّة أعلى من الرجال للإصابة بهذه الحالة. يتم تشخيص متلازمة تململ الساقين بشكل عام بعد استمرار الأعراض لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
ما هي أعراض متلازمة تململ الساقين؟
يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة تململ الساقين من شعور غير مريح في أرجلهم، ولديهم في سيقانِهم، ولديهم رغبة قويّة لتحريكها. يكون هذا الإلحاح في التحرّك أسوأ عندما يكون الشخص ساكنًا أو غير حَرِكًا، فتحدث حركة متواترة للساق للتخفيف من ذلك الإلحاح. تكون الأعراض أسوأ في المساء أو الليل، حيث يختبر بعض الأشخاص الأعراض ليْلًا فقط. يمكن لأعراض متلازمة تململ الساقين أن تجعل النوم أمرًا صعبًا، وقد توقظ الشخص من نومه، ونتيجة لذلك، ترتبط متلازمة تململ الساقين بالنُعاس أثناء النهار، والضيق البارز، والضعف في الأداء الوظيفي اليومي. يمكن للمتلازمة أن تُشَكّل صعوبة مدى الحياة مع عدم الشفاء منها، ولكن يمكن أيضًا للأعراض أن تنحسر أو تختفي لفترات من الزمن.
لا يمكن التنبؤ بأعراض متلازمة تململ الساقين، وهي تميل إلى التفاوت في الشدّة والتواتر بحسب الشخص المُصاب، وتزداد سوءًا مع تقدم الاضطراب. قد تظهر الأعراض مرّةً واحدةً أو مرتين أسبوعيًّا في الحالات المُعتدلة من متلازمة تململ الساقين، ولكنها تظهر بتواتر أعلى في الحالات الأكثر شدّة. يمكن أيضًا لمتلازمة تململ الساقين أن تُساهم في إحداث القلق، والاكتئاب، وصعوبة التركيز، وضعف الأداء في العمل أو المدرسة، ويمكنها أن تؤثّر على علاقات الفرد الشخصية، وأن تجعل السفر صعبًا للغاية.
ما هي أسباب متلازمة تململ الساقين؟
إن سبب متلازمة تململ الساقين غير واضح؛ قد يكون حدوث تغيّر في مسارات الإشارات العصبيّة في الدماغ هو ما يساهم في ظهور المتلازمة. هناك عدّة عوامل يمكنها أن تؤثّر على تطوّر الحالة، تشمل عوامل الخطر الجنس الأُنثَوي، والتقدّم بالعمر، والمتغيّرات الجينيّة، وتاريخ عائليّ للمتلازمة.
المستويات المنخفضة من الحديد، والتنظيم غير الطبيعي للدوبامين، قد يكون لهما دورًا أيضًا؛ يُمكن لاختبار دم بسيط أن يُظهر ما إذا كان هناك نقص الحديد. لدى النساء الحوامل خطر أكبر للإصابة بمتلازمة تململ الساقين، تحديدًا في الثلث الأخير من الحمل، إلّا أنّ الأعراض تزول عادةً خلال أربعة أسابيع من الولادة. من المعروف أنّ الحرمان من النوم، والحالات الأخرى المرتبطة بالنوم، مثل انقطاع النفس النوميّ، تحفّز نوبات من متلازمة تململ الساقين. أيضًا، يمكن للأعراض أن تزداد سوءًا إذا تناول الشخص أدوية معينة، مثل مضادات الاكتئاب والأدوية التي تُثبّط الدوبامين في الدماغ.
هل تسري متلازمة تململ الساقين في العائلات؟
يمكن أن تسري متلازمة تململ الساقين في العائلة نظرًا لوجود مُكوّن جينيّ، وتكون بداية ظهور الأعراض غالبًا قبل سن ال(40). ارتبطت المتغيرات الجينية لـ PTPRD و BTBD9 و MEIS1 بالمتلازمة.
ما هو علاج متلازمة تململ الساقين؟
يعتمد علاج متلازمة تململ الساقين على شدّة الحالة. فإذا كانت الأعراض خفيفة، ولا تسبب قدْرًا كبيرًا من الضيق، قد تكون التغييرات السلوكية مفيدة؛ مثل زيادة التمارين الرياضيّة، أو تدليك الساقين، أو نقع الساقين في الماء. أمّا إذا كانت الأعراض أكثر شدّة، فقد يكون الدواء مكوّنًا ضروريًا من العلاج.
الأدوية المُوافَق عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لمتلازمة تململ الساقين تشمل: براميبيكسول، وروبينيرول، ولصقة روتيجوتين، وجابابنتين إيناكاربيل. إنّما، يمكن لهذه الأدوية أن تسبب آثارًا جانبية، بما في ذلك الدوخة والتعب من بين مضاعفات أخرى. قد تكون أعراض متلازمة تململ الساقين مرتبطة أيضًا بظرف طبّي آخر، مثل نقص الحديد، وفي هذه الحالة، قد تتحسّن الأعراض فوْرَ علاج الظرف المؤدّي إليها.
هل يُمكن أن يساعد التدليك أو الحمام الدافئ؟
يمكن للتدليك أن يخفّف من الأعراض، وبالمثل، يُمكن لوسادة التدفئة وحقيبة الثلج أن تكونا مفيدتان، بالإضافة إلى الأجهزة مثل جهاز اهتزاز الساق، وجهاز لفّة القدم الضّاغطة.
هل يمكن لعادات النوم المنتظمة أن تساعد في التخفيف من تململ الساقين؟
النوم والبقاء عليه يمكن أن يساعدا في تدبير جميع أنواع صعوبات النوم. يُنصح باتّباع عادات النوم الجيّدة العامّة.
- اذهب إلى النوم واستيقظ في نفس الوقت يوميًا.
- إن كنت مستيقظًا في السرير لمدة تزيد عن 5 إلى 10 دقائق، انهض من السرير.
- تجنّب القيلولات النهاريّة.
- تجنب الكافيين في فترة ما بعد الظهر.
- تجنب الوجبات الكبيرة، خصوصًا قبل النوم.
- حِدَّ من تناول الكحول.
- احْظُر الشاشات في غرفة النوم.
- تجنّب قضاء الوقت أمام الشاشات قبل موعد النوم.
- افتح نافذة لدخول الهواء النقي.
- حافظ على درجة حرارة مريحة في غرفة النوم.
ما هي المواد التي تُفاقِم تململ الساقين؟
يمكن للكافيين الموجود في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازيّة، أن يُفاقِم تململ الساقين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكحول والنيكوتين أيضًا أن يُؤثّرا على الشخص المُصاب. يجب تجنّب تلك المواد خاصة قبل موعد النوم، وبشكل عام، يوصى باتباع نظام غذائي سليم يحتوي على وَفرَةٍ من المُغذّيات، ومقدار أقلّ من السكر والأطعمة المُصنّعة. قد يُساعد نظام غذائي يحتوي على الحديد –الموجود في السبانخ، والمأكولات البحرية، والبُقُول– وكذلك المغنيسيوم –الموجود في الخُضار الورقيّة، والمكسرات، والبذور، والبُقُول–.
هل يخفّف النشاط البدني تململ الساقين؟
اتّباع روتين تمرينيّ منتظم، يحسّن النوم إجمالًا. فأنظمة التمارين البسيطة مثل المشي، أو اليوجا، أو السباحة، أو الركض، أو ركوب الدراجة الهوائيّة، أو غيرها من الممارسات البسيطة، جميعها تساعد. ومع أي نشاط بدني، ستُرخي تمارين الإطالة الملائمة العضلات المشدودة.
هل يمكن لبعض الأدوية أن تزيد أعراض تململ الساقين سوءًا؟
يمكن لبعض الأدوية، كالعقاقير المُتاحة دون وصفة لعلاج الغثيان، والزُّكام، والحساسيّة، أن تزيد تململ الساقين سوءًا، وذلك عن طريق التدخل في مُستقبِلات الدوبامين. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن لمضادات الذهان ومضادات الاكتئاب المُقرّرة بوصفة طبية أن ترفع السيروتونين، مما قد يؤدي أيضًا إلى تفاقم الأعراض.
التعليقات مغلقة.