اضطرابات الاكتئاب: أنواع، وأعراض، وأسباب، وعلاج
تتّصف اضطرابات الاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depressive Disorders) بمشاعر مستمرّة من الحزن، وانعدام القيمة، وغياب الرغبة بالانخراط في نشاطات كانت مصدر متعة في وقت سابق. لا يلقي الاكتئاب بظلال سلبيّة على تطلّعات الشخص وحسب؛ إنّما يتّسم عمومًا بمشاكل في النوم، وتغيّرات في مستويات الطاقة والشهيّة. يغيّر الاكتئاب تركيب الخلايا العصبيّة ووظيفتها، معرقلًا كيفيّة معالجة الدماغ للمعلومات، وتفسيره للتجارب. على الرغم من مشاعر فقدان الأمل وانعدام القيمة، إنّ الاكتئاب حالة قابلة للعلاج. ويكون العلاج عن طريق العلاج النفسيّ، أو العلاج الدوائيّ، أو توليفة بينهما.
الاكتئاب حالة شائعة في الحياة المعاصرة. تتعدّد عوامل خطر الإصابة بالاكتئاب، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- عوامل الخطر التالية:
- الضغط الاجتماعيّ المطوّل.
- التفكّك الكبير في الروابط الاجتماعيّة.
- الوقائع الحياتيّة السلبيّة الهامّة، مثل: فقدان شخص عزيز، أو فقدان الوظيفة.
- الشدائد الجسيمة في مراحل مبكّرة من الحياة، مثل: انفصال الطفل عن والديه، أو إهمال الأهل لطفلهم، أو إساءة معاملته. تخلق هذه الشدائد قابليّة للإصابة بالاكتئاب الشديد في مراحل لاحقة من الحياة؛ إذ إنّها تضبط الجهازَ العصبيّ للإفراط في الاستجابة على الضغوطات.
تعريف اضطرابات الاكتئاب
الاضطراب الاكتئابيّ هو حالة تحيط بالجسد، والمزاج، والأفكار. تُضعِف اضطرابات الاكتئاب الدافعيّة، وتتداخل مع الأداء الوظيفيّ اليوميّ. في الواقع، لا تسبّب هذه الاضطرابات الألمَ للشخص المصاب وحسب؛ إنّما للأشخاص الذين يهتمّون لأمره أيضًا.
يشعر معظمنا بالحزن بين الحين والآخر؛ غير أنّ الاكتئاب ليس شعورًا عابرًا بالحزن، أو حالة يمكن شعورها أو التخلّص منها عند الرغبة، أو علامة ضعف. يشير تعريف الاكتئاب إلى وجوب استمرار الأعراض لمدّة لا تقلّ عن أسبوعين اثنين. يميل الاكتئاب لأن يكون اضطرابًا نَوبيًّا، وتدوم نوباته لأسابيع أو أشهر. وعلى الرغم من ميول الأعراض إلى الهدوء تلقائيًّا مع مرور الوقت؛ يبقى اللجوء إلى العلاج مهمًّا؛ بهدف تقليص احتماليّة تكرار النوبات. بإمكان الشكل المناسب من العلاج مساعدة معظم الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.
أنواع اضطرابات الاكتئاب
تتجلّى اضطرابات الاكتئاب في أشكال عدّة، كما هو الحال مع أمراض أخرى مثل أمراض القلب. وتختلف أنواع اضطرابات الاكتئاب من حيث عدد الأعراض، وحدّتها، واستمرارها. نعرض في ما يلي للأنواع الأكثر شيوعًا من اضطرابات الاكتئاب.
الاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ
للاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ (بالإنجليزيّة: Major depressive Disorder) مسمّيات أخرى، ومنها:
- الاكتئاب الشديد (بالإنجليزيّة: Major Depression).
- أو الاكتئاب السريريّ (بالإنجليزيّة: Clinical Depression).
- أو الاكتئاب أحاديّ القطب (بالإنجليزيّة: Unipolar Depression).
ويمكن الإشارة إليه أيضًا بالاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression) فحسب.
يتمثّل الاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ بمزاج دائم من الحزن، يرافقه عدد من الأعراض التي تتداخل مع القدرة على العمل، والمذاكرة، والنوم، والأكل، والاستمتاع بالأنشطة التي كانت مصدر متعة سابقًا. يمكن لنوبة الاكتئاب الحدوث مرّة واحدة فقط؛ غير أنّها عادةً ما تحدث مرّات عدّة خلال مدّة الحياة. لا يؤثّر الاكتئاب على العقل وحسب؛ إنّما يؤثّر على وظائف عدد من أجهزة الجسم أيضًا. على سبيل المثال، أثبتت الأبحاث ضعف وظيفة الجهاز المناعيّ في حالات الاكتئاب، وقد يكمن ضعفُ وظيفة الجهاز المناعيّ جزئيًّا وراء ارتباط الاكتئاب بأمراض أخرى مثل أمراض القلب.
الاضطراب الاكتئابيّ المستمرّ
للاضطراب الاكتئابيّ المستمرّ (بالإنجليزيّة: Persistent Depressive Disorder) مسمّيات أخرى، ومنها:
- الاكتئاب الجزئيّ (بالإنجليزيّة: Dysthymic disorder).
- خلل التوتة (بالإنجليزيّة: Dysthymia).
يتمثّل الاضطراب الاكتئابيّ المستمرّ بمزاج حزين معظم اليوم، وفي أغلب الأيّام، وعلى المدى الطويل (سنتين أو أكثر). على غرار الاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ، يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب الجزئيّ من نوبات اكتئاب كبرى في وقت ما من حيواتهم. غير أنّ الاضطراب الاكتئابيّ المستمرّ ليس مُعطِّلًا، وإن كان يضعف الأداء الوظيفيّ إلى حدّ ما.
أمّا الأنواع الأخرى من اضطرابات الاكتئاب فتُظهِر تغيّرًا بسيطًا في السِمات، أو تتطوّر في ظلّ ظروف محدّدة، ومنها:
الاضطراب المزعج السابق للحيض
يظهر الاضطراب المزعج السابق للحيض (بالإنجليزيّة: Premenstrual Dysphoric Disorder، ويُختصَر: PMDD) خلال الأسبوع السابق لبداية الحيض، ويخفّ خلال أيّام بعد بداية الدورة الشهريّة، ويهدأ خلال الأسبوع الذي يلي الدورة الشهريّة.
الاكتئاب الذهانيّ
يحدث الاكتئاب الذُهانيّ (بالإنجليزيّة: Psychotic Depression) عندما تصاحب الهلاوسُ والأوهامُ الاكتئابَ الشديد. من هنا، يُشار إلى الاكتئاب الذُهانيّ أيضًا بالاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ المصحوب بسمات ذهانيّة. يمكن للسمات الذهانيّة أن تكون إمّا منسجمة مع المزاج، أو غير منسجمة مع المزاج؛ ويشير الانسجام مع المزاج إلى اتّساق السمات الذهانيّة مع موضوعات الاكتئاب المتمثّلة بعدم الكفاءة الشخصيّة، أو الذنب، أو العدميّة، أو الموت.
اكتئاب ما بعد الولادة
يُشخَّص اكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزيّة: Postpartum depression) إذا عانت المرأة من نوبة اكتئاب كبرى خلال الحمل، أو خلال الأسابيع الأربعة التالية للولادة. من هنا، يُشار إلى اكتئاب ما بعد الولادة أيضًا بالاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ التالي للولادة.
الاضطراب العاطفيّ الموسميّ
يُعرَف الاضطراب العاطفيّ الموسميّ (بالإنجليزيّة: Seasonal Affective Disorder، ويُختصَر: SAD) أيضًا بالاكتئاب الموسميّ (بالإنجليزيّة: Seasonal Depression)، والاضطراب الوجدانيّ الموسميّ ويتّصف بظهور الاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ خلال أوقات محدّدة من السنة. من هنا، يُشار إلى الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ أيضًا بالاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ ذي النمط الفصليّ. يتطوّر هذا النوع من الاكتئاب إجمالًا خلال أشهر الشتاء المتميّزة بقلّة الضوء الطبيعيّ، ويختفي تمامًا خلال أشهر الربيع والصيف، ولا يظهر خلال أشهر الصيف إلّا في حالات قليلة. يمكن معالجة الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ بفعّاليّة بالعلاج بالضوء (بالإنجليزيّة: Light Therapy)؛ لكن حوالي نصف الأشخاص لا يستجيبون للعلاج بالضوء وحده. يمكن لمضادّات الاكتئاب والعلاج النفسيّ تقليل أعراض الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ، إمّا بمفردها أو ضمن توليفة مع العلاج الضوء.
أعراض اضطرابات الاكتئاب
وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5)، يفرض تشخيص الاضطراب الاكتئابيّ الكبير وجود (5) أعراض على الأقلّ خلال فترة زمنيّة مديدة من المزاج المنخفض، وفقدان المتعة في الأنشطة التي كانت مصدر متعة سابقًا. لا يُظهِر جميع الأشخاص المصابين بالاكتئاب كلّ عرض من أعراض الاكتئاب، كما تختلف حدّتها بين شخص وآخر. قد تتبدّل الأعراض التي يعاني منها الشخص مع مرور الوقت أيضًا. تشمل أعراض الاضطراب الاكتئابيّ الكبير ما يلي:
- الشعور الدائم بالحزن، أو القلق، أو انعدام التلذّذ في معظم اليوم، وأغلب الأيّام.
- مشاعر بانعدام القيمة، أو الذنب المفرط.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت مصدر متعة سابقًا، أو فقدان الرغبة بها، بما فيها ممارسة الجنس.
- فقدان دائم للطاقة، أو التعب.
- صعوبة في التفكير، أو التركيز، أو التذكّر، أو اتّخاذ القرارات.
- الأرق، أو الاستيقاظ في الصباح الباكر، أو فرط النوم.
- تغيّر كبير في الشهيّة؛ ما يؤدّي إلى فقدان الوزن أو اكتسابه عن غير عمد.
- التململ، أو الهياج النفسيّ الحركيّ، أو التباطؤ النفسيّ الحركيّ بشكل ملحوظ.
- مشاعر بفقدان الأمل، أو التشاؤم.
- التفكير الدائم بالموت أو الانتحار، أو محاولات انتحار.
أسباب اضطرابات الاكتئاب
لا ينتج الاكتئاب عن سبب واحد؛ إنّما عن مجموعة من العوامل الجينيّة، والحيويّة، والبيئيّة، والنفسيّة.
يُظهِر تصوير الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزيّة: Magnetic Resonance Imaging، ويُختصَر: MRI)، اختلافًا بين أدمغة الأشخاص المصابين بالاكتئاب وأدمغة الأشخاص غير المصابين بالاكتئاب. إذ يبدو أنّ أجزاء الدماغ المسؤولة عن تنظيم المزاج، والتفكير، والنوم، والشهيّة، والسلوك تؤدّي وظائفها بشكل غير عاديّ لدى الشخص المصاب بالاكتئاب. ولكن لا تكشف هذه التغيّرات عمّا تَسبَّب في ظهور الاكتئاب.
يمكن للعوامل الجينيّة تأدية دور معقدّ في تحديد مستوى الحساسيّة تجاه أنواع معيّنة من الأحداث، مثل: مستوى استجابة الجهاز العصبيّ إلى الضغط وتحدّيات أخرى. تبيّن العلماء أنّ قابليّة الإصابة بالاكتئاب غير ناتجة عن جين واحد فقط، ويرجّحون أنّ جينات متعدّدة تسهم في قابليّة الإصابة بالاكتئاب، سويًّا مع عوامل بيئيّة أو عوامل أخرى.
ومع ذلك، لا تشترط الإصابة بالاكتئاب وجود تاريخ عائليّ للاكتئاب. في الواقع، يمكن للنشوء في بيئات قاسية في مرحلة مبكّرة من الحياة خلق قابليّة للإصابة بالاكتئاب لاحقًا، وذلك عبر تغيير حساسيّة الجهاز العصبيّ نحو الأحداث المسبّبة للضيق أو التهديد. تشتمل البيئات القاسية على الإساءة، أو الإهمال، أو غيرها من الشدائد في مرحلة الطفولة.
غالبًا ما تسبق نوبةَ الاكتئاب تجاربُ فشل، أو رفض، أو عزلة اجتماعيّة، أو فقدان شخص عزيز، أو إحباط، أو خيبة أمل في نَيل علاقة أو هدف حياتيّ ما. بناءً عليه، يرى عدد من الباحثين في الحالة المزاجيّة السلبيّة للاكتئاب إشارةً إلى عدم تلبية الاحتياجات النفسيّة الأساسيّة. كما يقترح بعضهم أنّ الاكتئاب ينتج إلى حدّ ما عن نقص في مهارات معالجة المشاعر السلبيّة، مستندين إلى العلاجات التي أثبتت فعّاليّتها في علاج الاكتئاب. إذ تقوم العلاجات الفعّالة بتعليم أساسيّات النظافة العقليّة، والوسائل المعرفيّة والانفعاليّة للتعامل مع المشاعر السلبيّة. تضاف الصدمة إلى العوامل المحفّزة لنوبات الاكتئاب الأكثر شيوعًا؛ إذ بإمكان الصدمة الاستحواذ على آليّات المعالجة الانفعاليّة.
حتّى اليوم، لا يزال البحث جاريًا للإجابة على السؤال التالي: لماذا يصيب الاكتئاب بعض الأشخاص ولا يصيب البعض الآخر، وإن كانوا يواجهون تحدّيات كبيرة مشابهة؟
الاكتئاب لدى النساء
تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال بحوالي الضعف. ولعلّ ارتفاع معدّل الاكتئاب لدى النساء مقارنة بالرجال مرتبط بعوامل خاصّة بالنساء، ومنها العوامل البيولوجيّة، والهرمونيّة، وعوامل متعلّقة بدورة الحياة. أظهر الباحثون تأثير الهرمونات المباشر على مناطق في المخ تتحكّم في العواطف والمزاج، ويعملون على مواصلة استكشاف الرابط بين الدورة الهرمونيّة وحالات الاكتئاب. يمكن لبعض النساء أن تكون عرضة للإصابة بالاضطراب المزعج السابق للحيض، وهو نوع حادّ من متلازمة ما قبل الطمث (بالإنجليزيّة: Premenstrual Syndrome، وتُختصَر: PMS). وتكون النساء أيضًا عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد الولادة؛ إذ يمكن للتغيّرات الهرمونيّة والجسديّة المصحوبة بمسؤوليّة جديدة متمثّلة بالاهتمام برضيع أن تكون مرهقة. إضافة إلى ما سبق، تواجه العديد من النساء ضغوطات مستمرّة، مثل: التوازن بين العمل ومسؤوليّات المنزل، والانفراد بعبء رعاية الأبناء، والعنف الأسريّ، ورعاية الأطفال والوالدين المسنّين.
الاكتئاب لدى الرجال
تبيّنت الأبحاث والدلائل السريريّة اختلافًا بين النساء والرجال في المعاناة مع الاكتئاب وطرق التعامل مع الأعراض، على الرغم من ظهور أعراض الاكتئاب القياسيّة على كلّ من الجنسين. في الواقع، يُظهِر الرجال استعدادًا للإقرار بالإرهاق، والتهيّج، وفقدان الاهتمام بالعمل والهوايات، والاضطرابات في النوم أكثر منه للإقرار بمشاعر الحزن، وانعدام القيمة، والذنب المفرط. بناءً عليه، يتساءل بعض الباحثين عمّا إذا كان التعريف القياسيّ للاكتئاب واختبارات التشخيص القائمة عليه تعبّر بشكل كافٍ عن الحالة كما تظهر لدى الرجال.
يمكن للاكتئاب أيضًا التأثير على الصحّة الجسديّة لدى النساء والرجال بطرق مختلفة. أظهرت دراسة أنّه على الرغم من ارتباط الاكتئاب بارتفاع خطر الإصابة بمرض الشريان التاجي لدى النساء والرجال، يرتفع معدّل الوفاة لدى الرجال فقط.
من المحتمل لجوء الرجال إلى تعاطي الكحول والمخدّرات عند الشعور بالضيق، عوضًا عن الإقرار بمشاعرهم أو السعي للحصول على المساعدة المتمثّلة بالعلاج المناسب. قد يشعر الرجال أيضًا بالغضب، والتهيّج، وقد يكون سلوكهم مسيئًا أحيانًا. يتعامل بعض الرجال مع ضيقهم العاطفيّ عبر غمر أنفسهم قهريًّا بالعمل، محاولين إخفاء اكتئابهم عن أنفسهم، وأسرهم، وأصدقائهم. أمّا البعض الآخر فينخرطون في سلوك متهوّر، ويخوضون المخاطر، ويضعون أنفسهم في مواقف خطرة قد تؤذيهم.
يموت الرجال بالانتحار أكثر من النساء بأربع مرّات في الولايات المتّحدة، على الرغم من أنّ محاولات الانتحار أكثر شيوعًا لدى النساء منها عند الرجال خلال مدّة الحياة. وفي ضوء الأبحاث التي تظهر ارتباط الانتحار بالاكتئاب مرارًا، قد يشير ارتفاع معدّل الانتحار بين الرجال إلى أنّ العديد من الرجال المصابين بالاكتئاب لا يسعون إلى الحصول على التشخيص والعلاج الملائمين.
يمكن أن يكون التشجيع والدعم من قبل أفراد العائلة منقذًا للحياة. على وجه التخصيص، قد تساعد برامج مساعدة الموظّفين وبرامج الصحّة النفسيّة في مكان العمل الرجال على الإقرار بأنّ الاكتئاب اضطرابًا حقيقيًّا يحتاج العلاج.
الاكتئاب لدى كبار السنّ
يعتقد الكثيرون أنّ مصاحبة الاكتئاب للشيخوخة أمر طبيعيّ؛ غير أنّ ذلك غير صحيح. في الواقع، يميل كبار السنّ إلى الشعور برضى أكبر عن حيواتهم. غير أنّ الاكتئاب لدى كبار السنّ يتمثّل بالتهيّج، أو الخمول، أو مشاعر التعب أكثر من مشاعر الحزن؛ ما يؤدّي إلى احتماليّة تجاهُل الحالة لديهم. ونظرًا لنزوع الاكتئاب إلى التأثير على الذاكرة، قد يظهر الاكتئاب لدى كبار السنّ على شكل الخلط أو مشاكل في التركيز. تصاحب الشيخوخة تغيّرات حياتيّة عديدة بإمكانها تحفيز الاكتئاب، مثل فقدان الأحبّة، أو الوظيفة، أو الشعور بالهدف، أو القوّة، أو الصحّة الجيّدة.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للحالات المرضيّة التي تظهر مرارًا مع تقدّم العمر مثل أمراض القلب، والجلطات، والسرطان التسبّب بظهور أعراض الاكتئاب. كما يمكن للأدوية المتناولة لعلاج تلك الحالات حمل أعراض جانبيّة تسهم في ظهور الاكتئاب.
هناك نوع من الاكتئاب يظهر في مراحل متأخّرة من الحياة، ويسمّى بالاكتئاب الوعائيّ (بالإنجليزيّة: Vascular Depression)، أو الاكتئاب الشريانيّ (بالإنجليزيّة: Arteriosclerotic Depression)، أو الاكتئاب الإفقاريّ تحت القشرة (بالإنجليزيّة: Subcortical Ischemic Depression). ينتح الاكتئاب الوعائيّ عن التلف الدماغيّ الوعائيّ المصاحب لأمراض القلب والأوعية الدمويّة. تظهر دراسات تصوير الدماغ أنّ مناطق تلف الأوعية الدمويّة تقيّد تدفّق الدم إلى مناطق الدماغ المسؤولة عن تنظيم العواطف والمزاج، أو إلى المادّة البيضاء في الدماغ. غالبًا ما يكون لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب الوعائيّ تاريخ من ارتفاع ضغط الدم. قد يتمثّل الاكتئاب الوعائيّ بالارتياب، والميول العدوانيّة، والخمول، وبطء الحركة. وبالتالي، هناك اعتلال في أداء الوظيفة التنفيذيّة. قد يَفرض التشخيصُ التصويرَ بالرنين المغناطيسيّ للكشف عن أمراض الأوعية الدمويّة في أجزاء معيّنة من الدماغ. من المرجّح ألّا يستجيب الاكتئاب الوعائيّ للأدوية المضادّة للاكتئاب. بدلًا من ذلك، يمكن لأشكال الدعم النفسيّ الاجتماعيّ و/أو العلاج المعرفيّ السلوكيّ تشكيل مقاربة العلاج الفضلى.
تتحسّن غالبيّة كبار السنّ الذي يعانون من الاكتئاب عندما يخضعون للعلاج عن طريق مضادّات الاكتئاب، أو العلاج النفسيّ، أو توليفة بينهما. تجدر الإشارة إلى أنّ العلاج النفسيّ وحده قد يكون فعّالًا في تمديد الفترات الخالية من نوبات الاكتئاب.
علاج اضطرابات الاكتئاب
الاكتئاب اضطراب قابل للعلاج إلى حدّ كبير، حتّى في أكثر الحالات شدّة. كلّما كان العلاج مبكرًا، كان أكثر فعّاليّة، وزادت احتماليّة الوقاية من عودة الاضطراب.
يبدأ العلاج بإجراء فحص جسديّ من قبل الطبيب؛ إذ يمكن لبعض الأدوية والحالات المرضيّة -مثل العدوى الفيروسيّة واضطرابات الغدّة الدرقيّة- أن تسبّب أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب. بعد استبعاد الأسباب الجسديّة للاكتئاب، يخضع الشخص للتقييم النفسيّ من قبل الطبيب أو عن طريق الإحالة إلى أخصّائيّ الصحّة النفسيّة.
يفرض التقييم السؤال بالتفصيل حول تاريخ الأعراض الحاليّة، وطبيعتها، والنوبات السابقة، وكيفيّة إدراتها، كذلك التاريخ العائليّ للاكتئاب وعلاجه. بناءً على هذه المعلومات، يمكن قياس حدّة الأعراض الحاليّة، وقياس التحسّن على مرور الوقت، وتوجيه سير العلاج.
بعد التشخيص، يمكن علاج الاكتئاب بالعلاج الدوائيّ، أو العلاج النفسيّ، أو توليفة بينهما. قد تسهم الأدوية في تخفيف الأعراض. أمّا العلاج النفسيّ فيعالج الأفكار السلبيّة، والمشاعر، والمعتقدات المسبّبة للضيق؛ بهدف إدارتها بطرق فعّالة.
العلاجات النفسيّة
يُعَدّ العلاج النفسيّ الخيار الأفضل عمومًا لعلاج الاكتئاب الذي يتراوح بين الخفيف إلى المتوسّط. تكمن أهمّيّة العلاج النفسيّ في مساعدة المرضى على تطوير إستراتيجيّات للتعامل مع المواقف التي تسبّب الاكتئاب، وإدارة الأفكار والمشاعر السلبيّة بفعّاليّة عند الضيق. على وجه التخصيص، أظهرت الاختبارات فعّاليّة شكلَين من أشكال العلاج النفسيّ في حالات الاكتئاب، هما:
- العلاج المعرفيّ السلوكيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT).
- العلاج التفاعليّ (بالإنجليزيّة: Interpersonal Therapy، ويُختصَر: IPT).
يعلّم العلاج المعرفيّ السلوكيّ طرقًا جديدة للتفكير والتصرّف؛ فيكتسب الأشخاص المهارات اللازمة للتخلّص من أساليب التفكير والتصرّف السلبيّة. أمّا العلاج التفاعليّ فيساعد الأشخاص على فهم علاقاتهم الشخصيّة المضطربة التي قد تسبّب الاكتئاب أو تزيده سوءًا، والعمل على تحسينها.
أشارت الدراسات إلى أنّ التوليفة بين العلاج الدوائيّ والعلاج النفسيّ قد تكون المقاربة الأكثر فعّاليّة في علاج الاضطراب الاكتئابيّ الرئيسيّ لدى المراهقين، وتقليل احتماليّة عودته. وعلى نحو مماثل، وجدت دراسة أنّ الراشدين الأكبر سنًّا الذين استجابوا إلى العلاج الأوّليّ المتمثّل بتوليفة بين الأدوية والعلاج التفاعليّ هم أقلّ عرضة للإصابة بالاكتئاب مرّة أخرى إذا أكملوا العلاج بتوليفته لمدّة سنتين على الأقلّ.
العلاج الدوائيّ
تستهدف مضادّات الاكتئاب ناقلات كيميائيّة عصبيّة مختلفة تشترك في نقل الإشارات عبر دوائر دماغيّة مختلفة، لا سيّما السيروتونين (بالإنجليزيّة: Serotonin) والنورإبينفرين (بالإنجليزيّة: Norepinephrine) والدوبامين (بالإنجليزيّة: Dopamine). ومع ذلك، ليس واضحًا تمامًا كيف تعمل، أو لماذا تستغرق أسابيع أو شهورًا لإحداث تأثير إيجابيّ.
مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة
أمّا الأدوية الأكثر رواجًا فتُسمَّى مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة (بالإنجليزيّة: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors، واختصارها: SSRIs). ومن مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة:
- فلوكسيتين (بالإنجليزيّة: Fluoxetine)، واسمه التجاريّ: بروزاك (بالإنجليزيّة: Prozac).
- سيتالوبرام (بالإنجليزيّة: Citalopram)، واسمه التجاريّ: سيليكسا (بالإنجليزيّة: Celexa).
- سيرترالين (بالإنجليزيّة Sertraline)، واسمه التجاري: زولوفت (بالإنجليزيّة: Zoloft).
مثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين
إنّ مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة مشابهة لمثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين (بالإنجليزيّة: Serotonin and Norepinephrine Reuptake Inhibitors، واختصارها: SNRIs). ومن مثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين:
- فينلافاكسين (بالإنجليزيّة Venlafaxine)، واسمه التجاريّ: إيفكسور (بالإنجليزيّة: Effexor).
- دولوكستين (بالإنجليزيّة: Duloxetine) واسمه التجاريّ: سيمبالتا (بالإنجليزيّة: Cymbalta).
الفئة الأقدم من مضادّات الاكتئاب
تُستخدَم مثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين ومثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة منذ عقود، إضافة إلى فئة أقدم من مضادّات الاكتئاب هي:
- مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزيّة: Tricyclic Antidepressants)، والمُسمّاة كذلك نسبةً لبنيتها الكيميائيّة.
- مثبّطات الأوكسيداز أحادي الأمين (بالإنجليزيّة: monoamine Oxidase Inhibitors، واختصارها: MAOIs).
عادةً ما تحتاج مضادّات الاكتئاب إلى مدّة معيّنة قبل بدء مفعولها. يجب على المرضى تناول أدويتهم بجرعات منتظمة لمدّة لا تقلّ عن (3) أو (4) أسابيع قبل احتماليّة الشعور بأثر الدواء العلاجيّ بشكل كامل. كما عليهم الاستمرار في تناول الدواء للمحافظة على تحسين المزاج، والوقاية من عودة الاكتئاب. على الرغم من أنّ مضادّات الاكتئاب ليست مُحدِثة للإدمان أو ذات طبيعة إدمانيّة، قد يؤدّي التوقّف المفاجئ عن تناولها إلى أعراض انسحابيّة، أو عودة الاكتئاب. في بعض الحالات، لا سيّما في حالات الاكتئاب المزمن أو المتكرّر، قد يحتاج الأفراد إلى تناول الدواء حتّى أجل غير مسمّى.
الآثار الجانبيّة للعلاج الدوائيّ
يمكن للآثار الجانبيّة الحدّ من فائدة مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة، ومثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين، ومضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات، ومثبّطات الأوكسيداز أحادي الأمين.
تتضمّن الأعراض الجانبيّة الأكثر شيوعًا لمثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة ومثبّطات استرداد السيروتونين والنورإدرينالين:
- الصداع.
- الغثيان.
- العصبيّة
- الأرق.
- التهيّج.
- انخفاض الرغبة الجنسيّة.
وتشمل الأعراض الجانبيّة الأكثر شيوعًا لمضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات:
- جفاف الفم.
- الإمساك.
- صعوبة إفراغ البول من المثانة.
- مشاكل جنسيّة.
- تشوّش الرؤية
- الدوخة.
- النعاس في وسط اليوم.
أمّا مثبّطات الأوكسيداز أحادي الأمين فيفرض تناولها الالتزام بقيود غذائيّة ودوائيّة كبيرة -بدءًا من النبيذ والجبن وصولًا إلى مزيلات الاحتقان- تجنّبًا للتفاعلات الخطيرة المحتملة.
تميل الآثار الجانبيّة الكبيرة إلى أن تكون أقلّ لدى مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة ومثبّطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين مقارنة بالفئة الأقدم من مضادّات الاكتئاب. ومع ذلك، تؤثّر الأدوية على الأفراد بشكل مختلف، ولا يوجد دواء واحد يناسب الجميع. لذا تبقى مضادّات الاكتئاب ثلاثيّة الحلقات ومثبّطات الأوكسيداز أحادي الأمين أدوية ذات أهمّيّة.
على الرغم من الأمان النسبيّ لمثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة وغيرها من مضادّات الاكتئاب وشعبيّتها، أشارت بعض الدراسات إلى أنّه قد تتسبّب بآثار غير مقصودة لدى بعض الأشخاص، لا سيّما المراهقين والشباب البالغين. من هنا، تفرض هيئة الغذاء والدواء الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration، واختصارها: FDA) لصق «إنذار الصندوق الأسود» على جميع مضادّات الاكتئاب. يهدف إنذار الصندوق الأسود إلى تنبيه الجمهور حول احتماليّة زيادة خطر الأفكار الانتحاريّة أو محاولات الانتحار لدى الأطفال، والمراهقين، والشباب البالغين الذين يتناولون مضادّات الاكتئاب.
التداوي بالأعشاب
نشأ اهتمام كبير عبر السنين باستخدام الأعشاب في علاج كلّ من الاكتئاب والقلق. استُخدمَت نبتة (سانت جون) في علاجات شعبيّة وعشبيّة عديدة في أوروبا على مدى قرون عديدة؛ ممّا رفع الاهتمام بها كذلك في الولايات المتحدة الأمريكيّة.
اختبر عدد من الدراسات الحديثة فعّاليّة نبتة (سانت جون) في علاج الاكتئاب. وفقًا للمركز الوطنيّ الأمريكيّ للصحة التكميليّة والتكامليّة (بالإنجليزيّة: National Center for Complementary and Integrative Health) إنّ نبتة (سانت جون) ليست فعّالة بثبات في علاج الاكتئاب. كما أوصى المركز بعدم استخدام النبتة لاستبدال الرعاية على النحو المتّفق عليها، أو لتأجيل زيارة مقدّم الرعاية الصحّيّة. تبيّن المركز أيضًا أنّ نبتة (سانت جون) تحدّ من فعّاليّة العديد من الأدوية الموصوفة. يمكن للجمع بين نبتة (سانت جون) ومضادّات اكتئاب معيّنة التسبّب في زيادة مهدّدة للحياة في مستويات هرمون السيروتونين في الجسم.
العلاج بالصدمات الكهربائيّة
العلاج بالصدمات الكهربائيّة (بالإنجليزيّة: Electroconvulsive Therapy، ويُختصَر: ECT) مفيد، خصوصًا بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اكتئاب حادّ أو مهدّد لحيواتهم، أو للأفراد الذين لا يستطيعون تناول مضادّات الاكتئاب. غالبًا ما يكون العلاج بالصدمات الكهربائية فعّالًا في الحالات التي لا تخفّف فيها مضادّات الاكتئاب الأعراض بشكل كافٍ.
في السنوات الأخيرة، تحسّن العلاج بالصدمات الكهربائيّة بشكل كبير؛ إذ يُعطى المريض مخدّرًا ودواءً لترخية العضلات قبل العلاج. تُوضَع الأقطاب الكهربائيّة في مناطق محدّدة على الرأس لتمرير التيّارات الكهربائيّة. يسبّب التحفيز نوبة قصيرة الأجل (حوالي (30) ثانية) في الدماغ. لا يشعر الشخص الذي يتلقّى العلاج بالصدمات الكهربائيّة بالمحفّز الكهربائيّ.
من أجل تحقيق الفائدة العلاجيّة القصوى، على المريض الخضوع لعدّة جلسات من العلاج بالصدمات الكهربائيّة، بمعدّل (3) جلسات أسبوعيًّا إجمالًا.
تغيّرات حياتيّة
أظهرات الأبحاث أنّ عددًا من العوامل في الحياة اليوميّة تؤثّر إيجابيًّا على الحالات المزاجيّة. وتضمّ هذه العوامل:
- الحمية الغنيّة بالمغذّيات.
- النشاط الجسديّ.
- التعرّض لأشعّة الشمس والهواء الطلق.
- النشاط الاجتماعيّ.
تُعتبَر التغيّرات الحياتيّة التي تتناول هذه العوامل بمثابة مسار حكيم في أيّ خطة علاجيّة.
كيف تساعد نفسك إن كنت مصابًا بالاكتئاب؟
تسبّب الاضطراب الاكتئابيّة شعورًا بالإجهاد، وانعدام القيمة، وقلّة الحيلة، وفقدان الأمل. تدفع هذه الأفكار والمشاعر السلبيّة إلى الاستسلام. من المهمّ الإدراك أنّ هذه الأفكار والمشاعر ما هي إلّا جزء من الاضطراب، ولا تعكس الظروف الحقيقيّة. يتلاشى التفكير السلبيّ عندما يبدأ مفعول العلاج. أمّا الآن، فيمكنك مساعدة نفسك عبر القيام ببعض الأمور، مثل:
- حاول التواجد مع أشخاص آخرين والوثوق بأحدهم؛ وذلك أفضل من البقاء وحيدًا وكتومًا.
- شارك في الأنشطة التي قد تشعرك بتحسّن.
- مارس رياضة خفيفة، أو اذهب إلى دور السينما، أو شارك في الأنشطة الدينيّة، والمجتمعيّة، أو غيرها.
- توقَّع تحسُّنًا تدريجيًّا -وليس حالًا- لمزاجك؛ إذ يتطلّب الشعور بالتحسّن وقتًا.
- من الأفضل تأجيل القرارات الهامّة إلى حين التعافي؛ لأنّ الاكتئاب يشوّه التفكير. قبل اتّخاذ أيّ قرار يتعلّق بتحوّل مهمّ، مثل تغيير الوظيفة، أو الزواج، أو الطلاق، ناقش هذا القرار مع أشخاص يعرفونك جيّدًا ولديهم رؤية أكثر موضوعيّة لحالتك.
- اقبل المساعدة من عائلتك وأصدقائك.
كيف يمكن للعائلة والأصدقاء مساعدة شخص مصاب بالاكتئاب؟
إنّ أهمّ ما قد يمكنك فعله لمساعدة شخص مصاب بالاكتئاب هو مساعدته للحصول على التشخيص والعلاج المناسبين. قد يتطلّب الأمر حجز الموعد نيابةً عنه، ومرافقته لمقابلة الطبيب. من المهمّ أيضًا تشجيعه لإكمال تلقّي العلاج.
لا غنى عن الدعم المعنويّ، والذي ينطوي على التفهّم، والصبر، والتعاطف، والتشجيع. في ما يلي، نعرض لبعض النصائح التي قد تساعدك على تقديم دعم معنويّ أفضل لقريبك أو صديقك المصاب بالاكتئاب.
- حاول إشراكه في محادثة، واسمعه بعناية.
- لا تستخفّ بالمشاعر التي عبّر عنها؛ بل أشِر إلى الحقائق، وأعطه أملًا.
- لا تغضّ الطرف عن أفكاره الانتحاريّة، وأبلغ طبيبه المعالج بها.
- حاول دعوته إلى المشي، والنزهات، والسينما، ونشاطات أخرى. أعد المحاولة إذا رفض. ولكن لا تلحّ بالطلب؛ كي لا تتفاقم مشاعره بالفشل.
- ذكّره بأنّ الوقت والعلاج كفيلان بالتعافي من الاكتئاب.
التعليقات مغلقة.