اضطراب الاحتكاك الجنسي: أعراض، وأسباب، وعلاج
اضطراب الاحتكاك (بالإنجليزيّة: Frotteuristic Disorder) هو أحد اضطرابات الانحرافات الجنسيّة (بالإنجليزيّة: Paraphilic Disorders). ينطوي الاحتكاك على لمس شخص آخر أو فرك الأعضاء التناسليّة به بطريقة جنسيّة دون الحصول على موافقته؛ بهدف استمداد المتعة الجنسيّة أو الوصول إلى النشوة الجنسيّة. أمّا اضطرابات الانحرافات الجنسيّة فتشير إلى أنماط الإثارة الجنسيّة غير النمطيّة المستمرّة، والشديدة، والمصحوبة بضيق أو خلل ملحوظَين عياديًّا.
يستمتع أولئك الذين يمارسون الاحتكاك بالمرور بتجربة جنسيّة خاصّة في مكان عامّ. على الرغم من إمكانيّة حدوث المشكلة في أيّ عمر، غالبًا ما تظهر لدى الشبّان الخجولين ظاهريًّا الذين تتراوح أعمارهم بين (15) و(25) عامًا. كما تظهر عند الرجال الأكبر سنًّا، والمتحفّظين، والمنسحبين اجتماعيًّا. يُعتقَد أنّ اضطراب الاحتكاك نادر بين الإناث. لا يزال انتشار هذا الاضطراب غير معروف؛ لكن ما يقارب (%10) إلى (%14) من الذكور الراشدين الذين تمّ فحصهم من قبل الأطبّاء للكشف عن اضطرابات الانحرافات الجنسيّة يستوفون المعايير التشخيصيّة لاضطراب الاحتكاك.
ما هي أعراض اضطراب الاحتكاك؟
وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتضمّن اضطراب الاحتكاك تخيّلات شديدة، وإلحاحات، والإثارة الجنسيّة الحادّة التي تتمحور حول لمس ثديين شخص غافل وغير موافق، أو ساقيه، أو أردافه، أو أعضائه التناسليّة؛ أو فرك منطقة الحوض أو القضيب المنتصب بهذا الشخص، عمومًا من الخلف.
يكون سلوك الاحتكاك متكرّرًا، ويحدث عادة في الأماكن العامّة المزدحمة مثل القطارات، أو الحافلات، أو المصاعد، أو حتّى الشوارع المزدحمة. بالإضافة إلى كون الاحتكاك نشاطًا إجراميًّا لأنّه شكل من أشكال الجنس غير الرضائيّ، يتمّ تشخيص الاحتكاك على أنّه اضطراب في الصحّة العقليّة عندما يستمرّ السلوك لمدّة (6) أشهر، أو تسبّب التخيّلات والإلحاحات ضيقًا أو خللًا وظيفيًّا ملحوظين في العلاقات الشخصيّة والأنشطة اليوميّة.
ما هو الفرق بين اضطراب الاحتكاك واللمس؟
لم يعرّف الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة مفهوم اللمس للوصول إلى الإشباع الجنسيّ (بالإنجليزيّة: Toucherism)؛ غير أنّه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بفعل الاحتكاك. يتضمّن كلا السلوكين لمس الغرباء دون موافقتهم، بشكل عامّ في الأماكن العامّة. في حين أنّ اضطراب الاحتكاك ينطوي على فرك منطقة الحوض بشخص آخر، يحدث اللمس عندما يستخدم شخص ما يديه كي يلمس الأجزاء المثيرة من جسم شخص غريب (مثلًا: الأرداف، أو الثديان، أو الأعضاء التناسليّة) دون إذنه. أمّا الشبق القُماشيّ (بالإنجليزيّة: Hyphephilia) فهو نوع فرعيّ من اللمس للوصول إلى الإشباع الجنسيّ، يربُط المتعة الجنسيّة بلمس جلد شخص ما، أو شعره، أو ما يرتديه من قماش، أو جلد، أو فراء؛ أو الفرك بها.
في أيّ عمر يظهر اضطراب الاحتكاك لأوّل مرة؟
يميل الأفراد المصابون باضطراب الاحتكاك، وعادة ما يكونون من الذكور، إلى الإبلاغ عن تجاربهم الأولى مع هذا الاضطراب في أواخر سنّ المراهقة حتّى مرحلة الرشد المبكّرة. من غير المرجّح أن تظلّ الإلحاحات الجنسيّة المتعلّقة بالاحتكاك ثابتة، وتتلاشى عمومًا مع التقدّم في العمر وتبعًا لعوامل أخرى.
ما هي أسباب اضطراب الاحتكاك؟
لا يزال السبب وراء نشوء اضطراب الاحتكاك غير معروف. تركّز بعض النظريّات على القضايا الاجتماعيّة التي تسفر عن عدم توافر الشركاء المتراضين، والبعض الآخر على عجز الفرد عن السيطرة على الدافع الجنسيّ. أمّا عوامل الخطر فقد تشمل الانشغال في الجنس أو مشاكل الإفراط الجنسيّ، مثل الإلحاحات الجنسيّة المتكرّرة والشديدة بشكل غير اعتياديّ.
يمكن أن تشمل الحالات المصاحبة لاضطراب الاحتكاك ما يلي:
- الإفراط الجنسيّ.
- اضطرابات الانحرافات الجنسيّة الأخرى، وأكثرها شيوعًا البصبصة والاستعراء.
- اضطراب الشخصيّة المعادية للمجتمع.
- اضطراب السلوك.
- الاكتئاب.
- القلق.
- اضطرابات تعاطي الموادّ.
- إصابة الدماغ.
قد يؤدّي تاريخ من الاعتداء الجنسيّ دورًا في نشوء اضطراب الاحتكاك، خاصّةً عندما تظهر علامات الاضطراب في سنّ مبكّرة.
ما هو علاج اضطراب الاحتكاك؟
بشكل عامّ، لا يسعى الأفراد المصابون باضطراب الاحتكاك للعلاج من تلقاء أنفسهم، ويتلقّون المساعدة فقط بعد القبض عليهم بتهمة الاعتداء الجنسيّ وتكليف المحاكم بالعلاج. نظرًا لأنّ أولئك الذين لديهم ميول الاحتكاك يميلون إلى التصرّف بسرعة في الأماكن العامّة المزدحمة، وغالبًا ما يكونون قادرين على الاختفاء بنجاح أو الاندماج مع الحشود دون الإمساك بهم، هناك القليل من المعلومات الموثوقة حول معدّلات الانتشار أو معدلات نجاح العلاج. تشمل العلاجات المعياريّة لاضطراب الاحتكاك، الأدوية والعلاج النفسيّ.
من الممكن استخدام الأدوية مثل الهرمونات وبعض مضادّات الاكتئاب للمساعدة في تقليل الرغبة الجنسيّة. يمكن أن يساعد العلاج السلوكيّ (بالإنجليزيّة: Behavioral Therapy) أو العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy) والتدريب على الاسترخاء على إدارة الإلحاحات الجنسيّة وإعادة توجيه الأفكار إلى طرق أكثر ملاءمة من أجل التعامل مع الاندفاعات والسلوكيّات الجنسيّة غير اللائقة.
هل يمكن الشفاء من اضطراب الاحتكاك؟
حتّى اليوم، لا يمكن الشفاء من الإلحاحات والتخيّلات التي يكون موضوعها الاحتكاك. لكن هناك علاجات يمكنها مساعدة الأشخاص المصابين باضطراب الاحتكاك على تطوير طرق صحّيّة للسلوك الجنسيّ، بما في ذلك الأدوية والعلاج النفسيّ. وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة، يُعتبَر الأشخاص المصابون باضطراب الاحتكاك في مرحلة هدأة إذا لم يتصرّفوا بناءً على إلحاحاتهم الجنسيّة غير اللائقة، أو لم يعانوا من أيّ ضيق أو خلل في الأداء الوظيفيّ الطبيعيّ لمدة (5) سنوات على الأقلّ.
ما هي العواقب النفسيّة لاضطراب الاحتكاك؟
يمكن أن تسبّب الأفكار والإلحاحات المتعلّقة بالاحتكاك الضيق للشخص الذي يعاني منها، وإن لو يتصرّف بناءً عليها في الحياة الواقعيّة. تشكّل أفعال الاحتكاك نوعًا من الاعتداء الجنسيّ الذي يمكن أن يسبّب للضحيّة ضيقًا عاطفيًّا كبيرًا وصدمة حادّة أو طويلة الأمد.
ماذا أفعل إذا كانت لديّ أفكار أو إلحاحات تتمحور حول الاحتكاك؟
إذا كانت لديك إلحاحات جنسيّة غير لائقة، مثل الاحتكاك أو انحراف جنسيّ آخر، من المهمّ طلب المساعدة قبل أن تتصرّف بناءً عليها وتؤذي شخصًا ما. يمكن للمعالج المُدرَّب مساعدتك في إيجاد طرق صحّيّة للتعامل مع هذه الإلحاحات.
التعليقات مغلقة.