صعوبات التعلّم: أنواع، وأعراض، وأسباب، وعلاج
صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disabilities)، وتُسمّى أيضًا اضطرابات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disorders)، هي اضطرابات تؤثّر على قدرة الفرد في مجالات اللغة المنطوقة أو المكتوبة، أو الحساب الرياضيّ، أو الانتباه، أو تنسيق الحركات. على الرغم من احتماليّة حدوث صعوبات التعلّم عند الأطفال الصغار؛ لا يتمّ التعرّف عليها عادةً قبل بلوغ الطفل سنّ المدرسة. يعاني حوالي (10%) من أطفال الولايات المتّحدة من نوع من صعوبات التعلّم.
يمكن أن تكون صعوبات التعلّم حالات ممتدّة مدى الحياة، وقادرة على التأثير على تجربة الفرد في المدرسة، أو العمل، أو المواقف الاجتماعيّة. في بعض الحالات تتقاطع صعوبات التعلّم المتعدّدة.
أنواع صعوبات التعلّم
تشمل بعض الفئات المحدّدة لصعوبات التعلّم ما يلي:
- عسر القراءة (بالإنجليزيّة: Dyslexia)، ويسبّب صعوبات في التعرّف على الكلمات، والتهجئة، والفهم.
- عسر الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia)، وينتج عنه ضعف في الكتابة اليدويّة، أو ضعف في التهجئة، أو كليهما.
- عسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia)، ويؤثّر على القدرة على تعلّم الحساب والرياضيّات.
- اضطراب التعلّم غير اللفظيّ (بالإنجليزيّة: Nonverbal Learning Disorder)، ويتميّز بمشاكل في تلقّي أشكال الاتّصال غير اللفظيّ وتفسيرها، مثل: لغة الجسد، وتعبيرات الوجه.
- تعذُّر الأداء النطقيّ (بالإنجليزيّة: Apraxia of Speech)، وينطوي على صعوبة قول ما ينوي الشخص قوله.
- اضطراب المعالجة السمعيّة المركزيّة (بالإنجليزيّة: Central Auditory Processing Disorder)، وينطوي على صعوبة في التعرّف على الأصوات وتفسيرها.
اضطرابات معالجة المعلومات هي اضطرابات في التعلّم تتعلّق بالقدرة على استخدام المعلومات الحسّيّة التي يتمّ الحصول عليها من خلال: الرؤية، أو السمع، أو التذوّق، أو الشمّ، أو اللمس. لا تتعلّق هذه المشكلات بعدم القدرة على الرؤية أو السمع؛ بل بالتعرّف على هذه المعلومات، والاستجابة لها، وتذكّرها.
أمّا صعوبات التعلّم المتعلّقة باللّغة فهي مشاكل تتعارض مع التواصل المناسب للعمر، بما في ذلك: التحدّث، والاستماع، والقراءة، والتهجئة، والكتابة.
أعراض صعوبات التعلّم
استنادًا إلى الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual Of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتّسم اضطراب التعلّم المحدّد (بالإنجليزيّة: Specific Learning Disorder) بصعوبة واحدة على الأقلّ في التعلّم واستخدام المهارات الأكاديميّة. تستمرّ الصعوبة (6) أشهر على الأقلّ، وذلك على الرغم من التدخّلات التي تهدف إلى معالجتها. ويمكن أن تشمل صعوبةً في ما يلي:
- القراءة (قد يقرأ الفرد بشكل غير دقيق، أو ببطء، وبجهد).
- فهم ما يقرأون.
- التهجئة.
- التعبير الكتابيّ.
- فهم الأرقام أو الحساب.
- المنطق الرياضيّ.
لتشخيص اضطراب التعلّم المحدّد، يجب أن تكون المهارات المتضرّرة أقلّ ممّا هو متوقعّ لعمر الفرد بشكل ملحوظ وقابلٍ للقياس؛ كما يجب أن تتعارض الصعوبة إلى حدّ كبير مع الأداء أو الأنشطة اليوميّة. تبدأ الصعوبة خلال سنوات الدراسة؛ غير أنّها قد لا تصبح واضحة تمامًا إلى أن تتجاوز المطالبُ على المهارات المتضرّرة سعةَ الفرد، كما هو الحال في الاختبارات الموقوتة.
يجب ألّا يتمّ تفسير الصعوبات بشكل أفضل من خلال الإعاقات الذهنيّة (بالإنجليزيّة: Intellectual Disabilities)؛ إذ غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلّم على مستوى ذكاء متوسّط، أو أعلى من المتوسّط. كما لا يجب عَزْوُها إلى اضطرابات أخرى، أو الرؤية أو السمع غير المصحّحَين، أو الشدائد النفسيّة، أو عدم كفاية التعليم أو المعرفة باللغة المستخدمة للتدريس.
يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة. تنطوي الأعراض الخفيفة على صعوبة في مجال أو مجالَين يستجيبان للمواءمة أو الدعم. أمّا إذا كانت الأعراض شديدة، فمن غير المرجّح أن يتعلّم الفرد المهارات المتضرّرة من دون التعليم الفرديّ المكثّف.
ما هو مدى شيوع صعوبات التعلّم؟
استنادًا إلى الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة، يتأثّر من (5%) إلى (15%) من الأطفال في سنّ المدرسة عبر الثقافات المختلفة باضطرابات التعلّم التي تحدّ من قدراتهم في مجالات القراءة، أو الكتابة، أو الرياضيّات.
أسباب صعوبات التعلّم
على الرغم من أنّ أسباب صعوبات التعلّم غير مفهومة بالكامل؛ تمّ تحديد عدد من عوامل خطر الإصابة بها.
يبدو أنّ اضطراب التعلّم المحدّد يسري في العائلات. في الواقع، يكون الأفراد أكثر عرضةً للإصابة باضطراب التعلّم المحدّد إذا وُجِد أيضًا لدى أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل: أحد الوالدين، أو الأشقّاء. على وجه التخصيص، يزيد خطر الإصابة باضطراب القراءة من (4) إلى (8) أضعاف، وخطر الإصابة باضطراب متعلّق بالرياضيّات من (5) إلى (10) أضعاف، كما ينصّ الدليل التشخيصيّ الإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة.
هل هناك عوامل أخرى يمكنها زيادة خطر الإصابة بصعوبات التعلّم؟
توجد عوامل أخرى قد تزيد من خطر إصابة الفرد بصعوبات التعلّم، ومنها:
- الولادة المبكّرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- تعاطي النيكوتين، أو الكحول، أو المخدّرات أثناء الحمل.
- النقص الحادّ في التغذية.
- التعرّض للرصاص أثناء الطفولة.
علاج صعوبات التعلّم
يكون التعامل الأكثر شيوعًا مع صعوبات التعلّم عن طريق التعليم المخصّص لذوي الاحتياجات الخاصّة (بالإنجليزيّة: Special Education). يمكن للتربويّين تقييم كلّ من أداء الطفل الأكاديميّ وإمكانيّاته؛ ومن ثمّ تعليم الطفل مهارات التعلّم من خلال توسيع قدراته الحاليّة، وتصحيح الصعوبات، أو تعويضها. على سبيل المثال، إنّ المدارس الحكوميّة الأمريكيّة ملزمة بتوفير الوصول المجّانيّ إلى التعليم المخصّص للأطفال ذوي الصعوبات، بموجب قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (بالإنجليزيّة: Individuals with Disabilities Education Act، واختصاره: IDEA).
يمكن أن يشمل العلاج أيضًا خدمات المعالجين المتخصّصين في مجالات معيّنة، مثل: التخاطب واللغة. في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لزيادة قدرة الطفل على التركيز.
تختلف التفاصيل المحدّدة للتدخّلات الخاصّة بصعوبات التعلّم بناءً على نوع الصعوبة وشدّتها. لكن يمكن لهذه التدخّلات أن تشمل ما يلي:
- أساليب التدريس المتخصّصة والمكثّفة.
- استخدام المسجّلات الصوتيّة، والكتب الصوتيّة، وبرامج معالجة الكلمات.
- أشكال تكنولوجيا أخرى للمساعدة في التعويض عن الصعوبات أثناء التعلّم.
ما هو برنامج التعليم الفرديّ؟
يمكن للمدرّسين استخدام برنامج تعليم فرديّ (بالإنجليزيّة: Individualized Education Program، واختصاره: IEP). يساعد برنامج التعليم الفرديّ على تحديد صعوبات التعلّم لدى الطالب، إضافة إلى نقاط القوّة والضعف لديه. من المحتمل أن يؤدّي هذا النوع من التخطيط إلى أمثل تقدّم لدى الطالب ونجاحه.
التعليقات مغلقة.