الاضطراب الفصاميّ الشكل: أعراض، وأسباب، وعلاج
الاضطراب الفُصاميّ الشَكل (بالإنجليزيّة: Schizophreniform Disorder) هو اضطراب ذهانيّ قصير المدى، يُشخَّص به مَن يُظهر أعراضَ الفصام لمدّة لا تقلّ عن شهر واحد، ولا تتجاوز الستّة أشهر. إذا استمرّت الأعراض لمدّة ستّة أشهر أو أكثر، يتمّ تغيير التشخيص إلى الفصام، أو في بعض الحالات إلى اضطراب ثنائيّ القطب، أو اضطراب الفصام العاطفيّ. لا يتمكّن الأشخاص المصابون بالاضطراب الفصاميّ الشكل من التفرقة بين الحقيقة و الخيال إلى الحدّ الذي يؤثّر فيه الاضطرابُ على عمليّة تفكيرهم، وسلوكهم، وتعبيرهم العاطفيّ، وعلاقاتهم الشخصيّة. يتطلّب إيفاءُ معايير تشخيصه ألّا تكون الأعراض نتيجةَ أدوية، أو عقاقير ترويحيّة، أو مشكلة طبّيّة أو عقليّة أخرى. يصيب هذا الاضطراب واحدًا من كلّ (1000) شخص، وتتطوّر ثلثا الحالات إلى الفصام أو اضطراب الفصام العاطفيّ.
أعراض الاضطراب الفصاميّ الشكل
وفق الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: The Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5)، ومعاهد الصحّة الوطنيّة الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: National Institutes of Health، وتُختصَر: NIH)، يمكن تشخيص الاضطراب الفصاميّ الشكل إذا ظهر اثنان على الأقلّ من الأعراض التالية؛ على أن يكون أحدُ العرضَين الأوهام، أو الهلوسات، أو الكلام غير المنتظم.
- الأوهام، أو المعتقدات الخاطئة حتّى بعد تقديم البراهين، أو التخيّل أنّ الناس يتحدّثون عنك أو يتجسّسون عليك.
- التفكير المشوّه.
- الهلوسات (سماع أشياء غير موجودة، أو رؤيتها).
- كلام غير منتظم أو لا معنى له.
- سلوك غريب، أو التخشّب، وفي بعض الحالات المشي بسرعة أو في دوائر.
- انعدام التعبير العاطفيّ أو تقييده.
- اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب.
- قلّة النظافة.
- فقدان الاهتمام بالحياة والأنشطة العاديّة.
غالبًا ما ينعزل الأشخاص المصابون بالاضطراب الفُصاميّ الشكل عن أحبّائهم، ويتجنّبون الأنشطة الاجتماعيّة. يؤثّر هذا الاضطراب بصورة سلبيّة على سَير الحياة الطبيعيّة، وتَنتج عنه خسارة المهارات الاجتماعيّة، ومشاكل كبيرة في المدرسة أو العمل.
كما هو الحال في الفصام، يصيب الاضطراب الفُصاميّ الشكل الرجال و النساء بالتساوي؛ لكنّه يبدأ بالظهور في سنّ أبكر عند الرجال من النساء عامّةً. غالبًا ما تبدأ الأعراض بالظهور عند الرجال الذين تتراوح أعمارُهم بين (18) و(24) عامًا؛ في المقابل، تبدأ الأعراض بالظهور عند النساء اللواتي تتراوح أعمارُهنّ بين (24) و(35) عامًا، مع الإشارة إلى أنّ بدايته قد تكون سريعة. من المهمّ السعي للحصول على التشخيص والعلاج بمجرّد ظهور عارض أساسيّ أو أكثر؛ لأنّ التدخّل المبكر يزيد من فُرَص التعافي التامّ.
هل الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ هو نفسه الاضطراب الفصاميّ الشكل؟
لا. يختلف الاضطراب الفُصاميّ العاطفيّ (بالإنجليزيّة: Schizoaffective Disorder) عن الاضطراب الفُصاميّ الشكل. الاضطراب الفصاميّ العاطفيّ هو اضطراب في الفكر، يتّصف بسمات ذهانيّة، وأعراض مزاجيّة، كما يرافقه الهوس والاكتئاب.
هل يختلف الاضطراب الفصاميّ الشكل عن الاضطراب الذهانيّ الوجيز؟
نعم؛ إذ تختلف مدّة الذهان بين الاضطرابين. يختبر الأشخاص المصابون بالاضطراب الذهانيّ الوجيز (بالإنجليزيّة: Brief Psychotic Disorder) بدايةً مفاجِئة لسلوك ذهانيّ يستمرّ لمدّة تقلّ عن الشهر الواحد، تتبعها فترةٌ تخفّ فيها أعراض الذهان الوجيز؛ غير أنّ عودتُها مُحتمَلة.
هل يمكن للاضطراب الفصاميّ الشكل العودة؟
تعود أعراض الاضطراب الفُصاميّ الشكل لدى بعض الأشخاص. قد تتطلّب مواجهةُ عودة الأعراض العلاجَ الدوائيّ، إضافةً إلى الدعم من العائلة والأصدقاء، والعلاج النفسيّ المستمرّ.
أسباب الاضطراب الفصاميّ الشكل
تَبقى أسباب الاضطرابات الفصاميّ الشكل غير واضحة إلى يومنا هذا. من الممكن أن تكون أسباب الاضطراب الفُصاميّ الشكل مرتبطة بالوراثيّات، أو تركيبة دماغ غير طبيعيّة، أو دوائر عصبيّة مشاركة في عمليّة الإدراك. كما يمكن للبيئة المحيطة أو لحالة ما أن تؤدّي دورًا في بدء ظهور الأعراض لدى الأشخاص ذوي الاستعداد الوراثيّ للإصابة بالاضطراب.
يمكن لضعف العلاقات الشخصيّة والضغط الشديد أن يثيران ظهور أعراض الاضطراب الفُصاميّ الشكل لدى مَن هم عرضة للإصابة به. كما أنّ الأطفال المولودون لأبوَين مصابَين باضطرابات طيف الفصام هم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الفُصاميّ الشكل.
هل يمكن لتعاطي المخدّرات والكحول التسبّب في الاضطراب الفصاميّ الشكل؟
لا. يمكن للاضطراب الفُصاميّ الشكل أن يتزامن مع الإدمان؛ غير أنّ الإدمان لا يتسبّب بالاضطراب الفصاميّ الشكل. يزيد تعاطي المخدّرات والكحول من سوء الأعراض، ويتفاعل بصورة سيّئة مع الأدوية المضادّة للذهان؛ لذا ينصح المهنيّون الصحّيون الأشخاصَ المصابين بتجنّب تعاطي أيّ من المخدّرات أو الكحول
علاج الاضطراب الفصاميّ الشكل
لا توجد اختبارات معمليّة لتشخيص الاضطراب الفُصاميّ الشكل؛ غير أنّ اختبارات الدم، ورسم المخ، والتاريخ الطبّيّ تمكِّن الطبيب المعالج من استبعاد أمراض وحالات طبّيّة أخرى. يعتمد العلاج على العلاج النفسيّ والأدوية المضادّة للذهان بشكل أساسيّ، كذلك الوقاية من تطوّر الفصام.
يُستخدَم العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) بشكل روتينيّ لمساعدة الأشخاص المصابين بطيف الفصام؛ إذ يساعدهم على فهم الاضطراب، و يمدّهم بطرق عمليّة للتعامل معه، ويحسّن مهاراتهم الاجتماعيّة وعلى حلّ المشكلات. يمكن لأنواع أخرى من العلاج بالكلام التي تتّخذ نهجًا إيجابيًّا فعّالة بنفس القدر، أقلّه على المدى القصير. إذا ظهرت أعراض عدائيّة أو أعراض للتدمير الذاتيّ، قد يكون الاستشفاء ضروريًّا. يمكن للعلاج الأسريّ مساعدة أقرباء المريض على التعامل مع الاضطراب، وتعلّم أساليب فعّالة لتقديم المساعدة.
هل يمكن الوقاية من الاضطراب الفصاميّ الشكل؟
في حين أنّه لا توجد طرق وقائيّة مفيدة لتقليل خطر الإصابة بالاضطراب الفصاميّ الشكل، يُعَدّ التشخيص المبكّر أفضل وسيلة دفاع ضدّه.
[…] الاضطراب فصاميّ الشكل (بالإنجليزيّة: Schizophreniform Disorder). […]