النوم القهريّ: أعراض، وأسباب، وعلاج

النوم القهريّ (بالإنجليزيّة: Narcolepsy)، ويُطلَق عليه أيضًا النوم الانتيابيّ، أو التغفيق، أو الخدار، هو حالة عصبيّة مزمنة تعطّل الدورة الطبيعيّة للنوم والاستيقاظ. قد يعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهريّ من التعب الشديد، ويعجزون عن التحكّم بالنعاس؛ ما يدفعهم إلى الغفوة أو النوم عدّة مرّات أثناء النهار، أو الغطّ في النوم في أوقات غير مخطّط لها. يمكن لهؤلاء أيضًا أخذ «غفوات صغيرة» متعدّدة؛ تدوم كلّ منها لبضع ثوان فقط. خلال نوبات النعاس الشديدة، من المحتمل أن يستمرّ الشخص في ممارسة أنشطته المعتادة بشكل تلقائيّ إلى حدّ ما؛ لكنّه قد يشعر بالذهول، ولا يتذكّر انخراطه بها.

في حالات كثيرة، يعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهريّ من الجمدة (بالإنجليزيّة: Cataplexy). وتتمثّل الجمدة في نوبات مفاجئة وقصيرة من ضعف العضلات، غالبًا ما تسبقها انفعالات قويّة مثل: الضحك، والغضب، والخوف، والحماس. على سبيل المثال، قد ترى الشخص يقهقه قبل أن يفقد قوّته العضليّة بشكل مفاجئ؛ فتصطكّ ركبتاه أو يتدلّى رأسه. تستمرّ نوبات الجمدة من بضع ثوان إلى بضع دقائق. يبقى الشخص واعيًا أثناء النوبة، حتّى لو تأرجح رأسه، أو تدلّى فكّه، أو انهار على الأرض.

يتطوّر النوم القهريّ عادةً عند الأطفال والشباب البالغين، ونادرًا ما يظهر للمرّة الأولى عند الراشدين الأكبر سنًّا. يمكن أن تكون بدايته متدرّجة أو مفاجئة. قد تتغيّر شدّة الأعراض مع مرور الوقت؛ لكنّ النوم القهريّ حالة مزمنة، ترافق الفرد طيلة حياته. ومع ذلك، يمكن للعلاج المساعدة في إدارة الأعراض.

أعراض النوم القهريّ

يتمثّل العرض الأساسيّ للنوم القهريّ في الغفوة أو النوم بشكل متكرّر خلال النهار. وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتطلّب التشخيص حدوث النعاس المفرط يوميًّا أو (3) مرّات على الأقلّ في الأسبوع، ولمدّة لا تقلّ عن (3) أشهر. قد يعاني الأفراد أيضًا من نوبات من شلل النوم قبل النوم أو عند الاستيقاظ مباشرة.

يعاني حوالي (%20) إلى (%60) من الأشخاص المصابين بالنوم القهريّ هلاوس تنويميّة حيّة عند السقوط في النوم، أو مباشرةً بعد الاستيقاظ. كما يعاني الأشخاص المصابون بالنوم القهريّ عمومًا من نقص في الهيبوكريتين (بالإنجليزيّة: Hypocretin)، وهو هرمون في الدماغ مسؤول عن تنظيم اليقظة والشهية.

من الأعراض الشائعة لدى مرضى النوم القهريّ:

  • الأكل في الليل.
  • السمنة.
  • شلل النوم المؤقّت الذي قد يحدث عند السقوط في النوم أو الاستيقاظ.

أسباب النوم القهريّ

النوم  القهريّ هو اضطراب في نوم حركة العين السريعة (بالإنجليزيّة: Rapid eye movement (REM) sleep)، وهو أكثر مراحل النوم تجديدًا للنشاط. رغم أنّ ضعف قوّة العضلات والأحلام الحيّة والمكثّفة سمات طبيعيّة لنوم حركة العين السريعة، يختبر الأشخاص المصابون بالنوم القهريّ هذه الأحداث أثناء لحظات الاستيقاظ.

يبدو أنّ للعوامل البيئيّة والوراثيّة دورًا في ظهور النوم القهريّ، مع زيادة احتماليّة الإصابة به من (10) إلى (40) ضعفًا بين الأقارب من الدرجة الأولى، رغم أنّ سبب ذلك غير مفهوم تمامًا. هناك عدّة عوامل بإمكانها أن تؤدّي إلى النوم القهريّ، بما في ذلك إصابات الرأس، واضطرابات المناعة الذاتيّة، بالإضافة إلى التغيّرات المفاجئة التي تطرأ على أنماط النوم والاستيقاظ.

علاج النوم القهريّ

يمكن تشخيص النوم القهريّ من خلال دراسة النوم (بالإنجليزيّة: Polysomnography)، وذلك لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تؤدّي إلى النعاس أثناء النهار. لا يوجد علاج معروف للنوم القهريّ؛ لكن هناك خيارات علاجيّة متنوّعة يمكنها إدارة الأعراض، وتحسين جودة حياة الأفراد، بما في ذلك الأدوية وتغيير نمط الحياة.

العلاج الدوائيّ

بهدف تقليل النعاس والتحكّم بالجمدة، يمكن وصف المنشّطات مثل: ميثيل فينيدات (بالإنجليزيّة: Methylphenidate) والأمفيتامين (بالإنجليزيّة: Amphetamine)؛ كما يمكن وصف مضادّات الاكتئاب (مثل: مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائيّة (بالإنجليزيّة: Selective serotonin reuptake inhibitors، واختصارها: SSRI) لأسباب مماثلة. أثبت العلاج الدوائيّ فعّاليّته في إدارة أعراض النوم القهريّ.

تغيير نمط الحياة

بالإضافة إلى العلاج الدوائيّ، عادةً ما يقترح الأطبّاء المختصّون في طبّ النوم تغييرات نمط الحياة للحدّ من الأعراض. ومن هذه التغييرات:

  • أخذ قيلولات قصيرة ومنتظمة.
  • الحفاظ على جدول نوم ثابت.
  • تجنّب الكافيين، والكحول.
  • عدم التدخين.
  • ممارسة الرياضة يوميًّا.
مصدر Psychology Today

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: جلنار خطار
تحرير: إسلام سامي
اترك ردًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.