اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء: أعراض، وأسباب، وعلاج
اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء (بالإنجليزيّة: Female Orgasmic Disorder) هو صعوبة وصول المرأة للنشوة الجنسيّة -والتي تُعرَف أيضًا بهزّة الجماع- أو عجزها عن ذلك أثناء التحفيز الجنسيّ. لا يمكن تشخيص هذا الاضطراب إلّا بعد أن يتسبّب بضيق ملحوظ أو صعوبة شخصيّة. أمّا التشخيص في ما يخصّ الرجال فهو ضعف الانتصاب، أو سرعة القذف، أو تأخّر في القذف.
استنادًا إلى الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتّصف اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء بصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسيّة (هزّة الجماع) و/أو انخفاض ملحوظ في شدّة الأحاسيس المرتبطة بها. تظهر النساء تفاوتًا كبيرًا في أنواع التحفيز التي تثير النشوة الجنسيّة لديهنّ أو شدّتها، وكذلك الأمر بالنسبة للأوصاف الذاتيّة لهذه النشوة؛ ما يفترض أنّ الوصول إليها يتمّ بطرق عديدة.
من الضروريّ أن تترافق أعراض اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء بضيق ملحوظٍ عياديًّا؛ كي تتشخّص امرأة به. أمّا في حال وجود عوامل شخصيّة أو سياقيّة هامّة، مثل الشعور بالضيق الشديد إزاء العلاقة، أو عنف الشريك الحميم، أو مجهدات محسوسة هامّة أخرى، فلا يمكن تشخيص الحالة على أنّها اضطراب النشوة الجنسيّة.
عبّر عدد قليل نسبيًّا من النساء عن قدرتهن دومًا على الوصول للنشوة أثناء الجماع، والنسبة الأكبر من النساء أبدت حاجتها إلى إثارة البظر من أجل بلوغ النشوة الجنسيّة. من المهمّ أيضًا الأخذ بعين الاعتبار ما إذا كانت الصعوبات المتعلّقة بالرعشة الجنسيّة ناتجة عن تحفيز جنسيّ غير كافٍ، وليس عن اضطراب النشوة الجنسيّة ذاته.
أعراض اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء
مِن علامات اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء وأعراضه، كما وردت في الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة:
- تأخّر ملحوظ في بلوغ النشوة الجنسيّة (هزّة الجماع)، أو ندرة حدوثها، أو غيابها تمامًا.
- انخفاض ملحوظ في شدّة الأحاسيس المرتبطة بالنشوة الجنسيّة.
يتطلّب تشخيص اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء وجود أيّ من العرضين المذكورة أعلاه، وحدوثه في أغلب النشاطات الجنسيّة أو جميعها، أي بمعدّل لا يقلّ عن (75%) منها. لا بدّ أيضًا أن تستمرّ الأعراض لمدّة تقارب (6) أشهر على الأقلّ، وتسبّب ضيقًا ملحوظًا عياديًّا لدى المرأة.
لا يُفضَّل شرح اختلال الوظيفة الجنسيّة انطلاقًا من مرض عقليّ غير جنسيّ، أو كنتيجة لضيق شديد إزاء العلاقة (عنف الشريك الحميم)، أو أيّ مجهدات محسوسة هامّة أخرى. كما أنّ هذا اضطراب غير منسوب إلى تأثيرات مادّة، أو دواء، أو أيّ حالة طبيّة أخرى.
أسباب اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء
أمّا عن تطوّر عوامل الإصابة بالاضطراب ومسارها كما وردت في الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة، فنجدها مقسّمة إلى عدّة جوانب.
الجانب النفسيّ
تتضمّن العوامل النفسيّة ما يلي:
- القلق.
- الضغط النفسيّ.
- المخاوف الخاصة بالحمل.
الجانب البيولوجيّ
تتضمّن العوامل البيولوجيّة ما يلي:
- عوامل وراثيّة راجعة لأسباب جينيّة.
- التصلّب المتعدّد (بالإنجليزيّة: Multiple Sclerosis).
- تلف العصب الحوضيّ نتيجة استئصال الرحم الجَذريّ (بالإنجليزيّة: Radical Hysterectomy).
- إصابة الحبل الشوكيّ.
- الأدوية (مثل بعض مضادّات الاكتئاب).
الجانب البيئيّ
تتضمّن العوامل البيئيّة ما يلي:
- مشاكل (خلافات) العلاقة.
- وجود بعض المواقف الدينيّة والاجتماعيّة.
تتفاعل بعض هذه العوامل أو كلّها معًا مسبّبة حدوث الاضطراب.
يشير اضطراب النشوة الجنسيّة الأوّليّ -أي المستمرّ لمدى الحياة- إلى أنّ الصعوبات المتعلّقة ببلوغ النشوة الجنسيّة كانت موجودة دومًا؛ في حين أنّ الاضطراب يكون ثانويًّا -أي مُكتسَبًا- إذا تطوّرت صعوبات الوصول إلى النشوة بعد فترة من الأداء السليم.
من الممكن أن تصل المرأة إلى النشوة الجنسيّة للمرّة الأولى في أيّ وقتٍ منذ مقتبل البلوغ حتّى مرحلة البلوغ. تظهِر النساء أنماطًا عمريّة عند النشوة الأولى أكثر تغيّرًا ممّا يفعل الرجال، ويزداد عدد النساء اللواتي يصلن للنشوة مع تقدّمهنّ بالعمر؛ حيث تتعلّم الكثير من النساء عن بلوغ الرعشة الجنسيّة أثناء استكشافهنّ مجموعة متنوّعة من التحفيز، واكتسابهنّ المزيد من المعرفة حول أجسادهنّ على السواء. تجدر الإشارة إلى أنّ معدّلات بلوغ النشوة الجنسيّة لدى النساء تكون أعلى بثباتها (أي بحدوثها دائمًا أو غالبًا) أثناء الاستمناء منها أثناء النشاط الجنسيّ مع الشريك.
علاج اضطراب النشوة الجنسيّة لدى النساء
لا بدّ من التقييم والعلاج للتعامل مع ضعف النشوة الجنسيّة، والحالة المرضيّة الكامنة، والأدوية، واضطراب المزاج. إنّ دور المكمّلات الهرمونيّة في علاج ضعف النشوة الجنسيّة مثيرٌ للجدل، كما أنّ مخاطرها طويلة الأمد لا تزال غير واضحة. إذا ما تزامن خلل وظائف جنسيّة أخرى (مثل فقدان الاهتمام أو الشعور بالألم أثناء الجماع) مع اضطراب النشوة الجنسيّة، يجب معالجتها كجزءٍ من خطّة العلاج.
في بعض الأحيان تؤدّي الصعوبات التي تواجه العلاقة دورًا هي الأخرى؛ ممّا يجعل التدريب على التواصل والعمل على تعزيز العلاقة جزءًا من العلاج. يحدث أن تكون سلسلةٌ من التمارين على التواصل، بالإضافة إلى المتعة وتحفيز أكثر فعّاليّة من العوامل المساعدة أيضًا.
من الممكن أن تكون إثارة البظر في النشاط الجنسيّ هي كلّ ما تحتاجه المرأة للوصول إلى النشوة. في حال غياب الشريك -ما قد يسبّب تثبيطًا جنسيًّا- غالبًا ما يؤدّي الاستمناء أيضًا إلى الوصول إلى النشوة. أمّا في حال وجود الشريك، فيمكن للمرأة أن تعمل معه على تقليل القلق حول الأداء، وتعزيز التواصل إلى أقصى حدّ؛ ما قد يساعدها في الوصول إلى النشوة.
من الضروريّ كذلك التيقّن أنّ المشكلة تقتصر على اضطراب النشوة الجنسيّة فقط، أي أنّ هذا الأخير لا يصاحبه رغبة جنسيّة مثبطة.
تشير البيانات المتعلّقة بمعدّلات النجاح في العلاج الجنسيّ إلى أنّ هذه التدخّلات تساعد في حوالي (65% – 85%) من مجمل الحالات. ويصل معدّل نجاح العلاج إلى ما يقارب (75% – 90%) في حالات خلل الوظيفة الجنسيّة الأوّليّ. عادةً ما يرتبط التنبّؤ الإيجابيّ بالعمر الأصغر والصحّة العاطفيّة على السواء، وكذلك العلاقة التي تسودها المحبّة والعاطفة مع الشريك.