الاضطرابات المتزامنة: تعريف، وأعراض، وعلاج
كان يُعرَف سابقًا بالتشخيص المُزدوج (بالإنجليزيَّة: Dual Diagnosis)، أو الاضطراب المُزدوج (بالإنجليزيَّة: Dual Disorder). يصف الاضطراب المزدوج وجود حالتين مرضيتين في نفس الوقت، غالبًا ما تكون إحداهما متعلقةً باضطرابات في الصحة النفسية/العقلية، والأخرى متعلقةً باضطرابات تعاطي المخدرات. مثلا: قد يكون الشخص يتعاطى إحدى المواد المُخدِّرة المُسببة للإدمان، ومُصاب باضطراب الاكتئاب ثنائيّ القُطب.
التعريف
يُستبدَل مصطلحيّ التشخيص المزدوج، والاضطراب المزدوج بمصطلح «الاضطرابات المتزامنة» (بالإنجليزيَّة: Co-Occurring Disorder، ويُختصر: COD) عند الإشارة إلى وجود اضطراب عقلي مع اضطراب لتعاطي المخدرات. قد يستخدم أيضًا عندما يكون المريض مصابًا باضطراب عقلي بالإضافة إلى إعاقة ذهنيَّة.
يُعاني مرضى الاضطرابات المتزامنة بشكلٍ عام من اضطرابٍ واحدٍ او أكثر متعلق بإساءة استخدام الكحول أو المواد المخدرة بشكلٍ متزامنٍ مع اضطراب نفسيّ، يُشخص المريض بالاضطراب عندما تظهر عليه أعراض اضطراب واحد على الأقل من كلا النوعين بشكل منفصل عن الاخر -اي عندما لا يكون مجرد عرض من أعراض الاضطراب الاخر-
تشمل الأمثلة الشائعة للاضطراب اقتران اضطراب الاكتئاب الأساسي مع إدمان الكوكايين، أو إدمان الكحول مع اضطرابات الهلع، أو الكحولية وإدمان العقاقير المتعددة مع الفصام، أو اضطراب الشخصية الحدية مع نوبات اساءة استخدام العقاقير المتعددة. يبدو واضحًا من ذلك عدم وجود صورة ثابتة للاضطرابات المتزامنة، حيث أن السمة الأساسية له هي التغير.
إن اقتران اضطراب نفسي مع إحدى اضطرابات إساءة استخدام مادة مخدرة يتنوع في أبعاد مهمة؛ كالحدة، وما يسببه من أعراضٍ مٌزمنة، والإعاقة، وتدهور الأداء. على سبيل المثال؛ قد يكون كلا الاضطرابين حادين أو خفيفين، أو أحدهما أحد من الاخر، بالإضافة الى ان الحدة وتدهور الأداء قد يتغيران بمرور الوقت.
يعاني مرضى الاضطرابات المتزامنة من مشاكل صحية واجتماعية وطبية حادة ومزمنة أكثر من مرضى اضطراب واحد منهما.
الأعراض
تشمل أعراضُ الاضطراباتِ المتزامنة، الأعراضُ المرتبطة بإساءةِ استخدام الموادِ المخدرة، والحالة العقليّة التي يُعاني منها الشخص. قد يصعُب تشخيص الاضطرابات المتزامنة، لأنّ تعاطي المخدرات أو إدمانها قد يُخفي أعراض مرض نفسيّ، والعكس صحيح.
إساءة تعاطي المواد المخدرة هو نمط غير طبيعي من استخدام المادة، يؤدي إلى حدوث مشاكلَ جسيمة للمتعاطي. قد يتعرض مدمنوّ المواد المخدرة (السابق ذكرهم) لعواقبَ ضارةٍ من استخدام المواد؛ مثل الفشل المتكرر في تأديّة أدوارِهم كأشخاص مسئولين، أو صعوبات قانونية، أو مشكلات اجتماعية وشخصية. يجب الأخذ بالاعتبار أن الاستخدام المزمن لعقار هو أحد العقبات الهامة التي تقف في طريق العلاج، حتى عندما لا يستوفى معايير تعاطي المخدرات.
أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية أكثر حدة، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية واعاقات في النمو، فإن استخدام المواد حتى المستويات الأكثر أمانًا قد يسبب تضررًا أكبر (ومن ثمّ يتم تعريفه كإساءة) من الأفراد الذين لا يعانون من هذه الاضطرابات.
يتعرض الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات متزامنة للعديد من المشاكل الإضافية التي تشكل خطرًا كبيرًا، مثل الانتكاسات العَرَضيّة، والحجز في المستشفيات، والمشاكل الماليّة، والعزلة الاجتماعيّة، والمشاكل الأسريّة، والتشرّد، والانتحار، والعنف، والوقوع ضحية الاعتداءات الجسدية والجنسيَّة، والسجن، والأمراض الطبيّة الخطيرة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد B وC، وأخيرًا، الموت المبكر.
إن أيّ من هذه المشكلات قد تتسبب في تعقيد علاج الاضطرابات المتزامنة.
الأسباب
غالبًا ما تحدث الاضطرابات النفسية والعقلية ومشاكل إدمان المواد المخدرة كنتيجة لعوامل بيولوجيةٍ وبيئيةٍ مختلفة.
يُعدّ كُلًّا من الاضطرابات النفسيّة والإدمان عمليَّة ديناميكيَّة بدرجاتٍ متباينةِ الشدة ومعدل تطور الحالة، وظهور الأعراض بشكل واضح. يتأثر كِلا الاضطرابين بشكلٍ مباشر بعوامل قويَّة تتضمَّن القابليَّة الوراثيَّة والبيئة والتأثيرات الدوائية للعقاقير المختلفة.
بعض الناس لديهم مخاطر عالية واستعداد أكبر للإصابة بهذه الاضطرابات (استعداد جيني)، كما أنَّ بعض المواقف قد تتسبّب في تحفيز هذه الاضطرابات او إساءة حالتها -إن كانت واضحة بالفعل (عوامل بيئيَّة) كذلك؛ بعض العقاقير قد تُحفّز الاضطرابات النفسية أو اضطرابات إساءة الاستخدام (عوامل دوائية).
يتعرض مرضى الاضطرابات النفسية بشكلٍ أكبر من غيرهم إلى مشاكل تعاطي المَواد المُخدرة والكحول، حيث يلجأ المرضى إلى تعاطي الكحول أو المواد المخدرة للشعور بالتحسن المؤقت. قد يؤدي استخدام الكحول أو المواد المخدرة المفرط إلى زيادة الحالات سوءًا؛ عاطفيًا ونفسيًا.
العلاج
تُوصِي إدارة الصحة النفسيّة وإدمان المواد المُخدرة التابعة لوزارة الصحة الأمريكية (SAMHSA) بتوفير أسلوبِ علاجٍ متكامل. إن العلاج المتكامل هو محاولة توفيق التداخلات العلاجيَّة لتعاطي المخدرات مع الصحة النفسية بدلًا من محاولة علاج كل اضطراب على حِدة دون الأخذ بالاعتبار وجود الاضطراب الآخر.
يحدث العلاج المتكامل عندما يتلقّى الشخص علاجًا مركبًا للمرضِ النفسيّ وتعاطي المكيفات من نفس الطبيب أو الفريق العلاجي. يساعد العلاج المتكامل على تطوير المهارات والمعرفة وتجديد الأمل والدعم الذي يحتاجونه للتعامل مع مشكلاتهم وإدارتها وتحقيق الأهداف الحياتية المهمة.
العلاج المتكامل
يشمل العلاج المتكامل ما يلي:
- دفع المرضى للتفكير في الدور الذي يلعبه الكحول والمخدرات الأخرى في حياتهم حيث يشعر الناس بالحرية في مناقشة تلك الأمور إذا كانت المناقشة سريّة، خالية من الأحكام ولا تؤدي إلى عواقب قانونية.
- إعطاء المرضى فرصةً لمعرفة المزيد عن الكحول والمخدرات -كيف يتفاعلان مع المرض النفسي والأدوية الأخرى- بالإضافة إلى مناقشة استخدامهم للكحول والمخدرات.
- مساعدة المرضى في المشاركة في التوظيف المدعوم والخدمات الأخرى التي قد تساعد في عملية التعافي.
- مساعدة المرضى في وضع وتحديد أهداف التعافي. إذا أدرك المريض أن استخدامه للكحول أو المخدرات قد يكون مشكلة، يمكن لمعالج مُدَرَّب في العلاج المتكامل أن يساعد ذلك الشخص في وضع وتحديد أهداف مخصصة للتعافي. تتضمن هذه العملية فهم الخطوات المُتَّخذة نحو التعافي من كلا المرضين.
- توفير أنظمة للعلاج مصممة خصيصًا لأصحاب الاضطرابات المتزامنة، ويمكن أن يتم ذلك لمريض بمفرده، أو لمجموعة أو بمزيج بين الطريقتين.
تشمل الخطط المستقبلية لمرضى الاضطرابات المتزامنة؛ الدمج بين تقنيات علاج الإدمان، كالتخطيط للطوارئ، وبين تقنيات العلاج النفسي، كالعلاج المعرفي السلوكي، ومنع الانتكاس، والمقابلات التشجيعية.
يجب على كل برامج علاج الإدمان أن تحتوي على أساليب مناسبة لفحص وتشخيص وإحالة مرضى الاضطرابات المتزامنة. فمن مسئوليات المعالج أن يحدد المرضى بكلًا من الاضطرابات النفسية والإدمان سويًا وأن يؤكد لهم على توفر الرعاية المطلوبة لكل اضطراب.
تعتمد خطّة العلاج المخصص على التقييم الشامل للحالة؛ حيث أنَّ تحديد خطط التدخّل والعلاج المناسبة يمكن أن يصبح أمرًا معقدًا، تبعًا لما قد يتم اكتشافه في كل مجال. ويقودنا ذلك إلى مبدأ رئيسي آخر: هو أن ليس هناك طريقة تدخل واحدة أو برنامج علاج واحد صحيح لكل مرضى الاضطرابات المتزامنة. لكن بدلًا من ذلك، على الطبيب المعالج وضع خطة علاج مخصصة لحالة كلّ مريضٍ على حدة، طبقًا للاعتبارات السابق ذكرها.
يمكن للطبيب النفسي المعالج في مراكز إعادة التأهيل أن يحسِّن من استمرارية العلاج ويقلل تعاطي المخدرات بين المرضى.
تشمل الخدمات المقدمة في مراكز إعادة التأهيل؛ الاستشارات النفسية، والتشخيص، ووصف الدواء. هذه الطريقة هي الأكثر فعاليّة في التغلب على العقبات المُمَثّلة في إحالة المرضى خارج مراكز إعادة التأهيل، بما في ذلك الحدود التي تضعها المسافات والسفر، وروتينية الالتحاق بالمصحات التي يتم فيها فصل الخدمات الطبية، ومخاوف المريض من الوصم المجتمعي (كمريض عقلي)، والتكلفة، وصعوبة الارتياح مع العاملين.
العلاج الدوائي
يحتاج الكثير من مرضى الاضطرابات المتزامنة إلى الدواء للسيطرة على أعراضهم النفسية. وقد أدت التطورات في علم الدواء على مدار العقد الأخير إلى ظهور أدوية -من مضادات الذهان ومضادات الاكتئاب ومضادات التشنجات وغيرها- ذات تأثير أقوى وأعراض جانبية أقل. فبفضل توفر أنظمة العلاج الدوائية المتطورة، أمكن لكثير ممن كانوا يعتبرون غير مهيئين للعلاج من الإدمان، أو ممن كانوا يودعون بمستشفى لعلاج الإدمان بلا مستقبل للشفاء أن يعيشوا حياة فعالة ذات قيمة.
فصول التربية النفسية
هي فصول التربية المختصة بالاضطرابات النفسية والإدمان تشكل دورًا هامًّا في برامج علاج الاضطرابات المتزامنة. تركز هذه الحصص عادةً على الآثار الضارة للاضطرابات النفسية والإدمان. والهدف منها هو زيادة وعي المريض بمشاكله الخاصة، والحرص على أن يتم ذلك في سياق آمن وعملي.
تقدم فصول الوقاية من الانتكاس خطط مصممة لتوعية المرضى بالدوافع والمحركات التي قد تقودهم إلى تعاطي المخدرات، كما تساعدهم في تطوير تقنيِّات لمواجهة تلك الدوافع. يقترح بعض المعالجين استخدام “سجلّ المزاج” الذي يُبقي المريض مدركًا للعوامل التي تدفعه لتعاطي المُخدرات أو الكحول عن طريق تدوين حالته المزاجية على فترات منتظمة.
مجموعات الدعم النفسي في مواقع العلاج (مجموعة المشكلة المزدوجة – Double Trouble)
تُوَفّر مجموعات الدعم النفسي (مثل مجموعة Double Trouble) فرصة لمناقشة المشكلات المشتركة للاضطرابات النفسية وتعاطي المكيفات، الذي قد يساعد المشاركين على تحديد محفزات الانتكاس.
يصف المرضى الأعراض النفسية (مثل الهلوسات السمعية)، ودوافعهم الخاصة لاستعمال المكيفات حيث يتم تشجيعهم لمناقشة هذه الدوافع والمحفزات، بدلًا من العمل عليها. يمكن أيضًا الاستفادة من هذه المجموعات في مراقبة الالتزام بالدواء الموصوف، والأعراض النفسية، واستخدام المكيفات الممنوعة، والالتزام بالأنشطة المطلوبة. توّفر أيضًا مجموعات Double Trouble إطارًا ثابتًا للتقييم والتحليل والتخطيط. يطوّر مرضى الاضطرابات المتزامنة منظورهم عن الطبيعة المترابطة للاضطرابات النفسية وتعاطي المواد المخدرة من خلال المشاركة، فيُصبح أكثر مقدرة على مراقبة سلوكياته من خلال هذا الإطار.
مجموعات المساعدة الذاتية المشتركة للتعافي المزدوج (خارج مراكز إعادة التأهيل)
تتواجد مجموعات المساعدة الذاتية هذه في كثير من المجتمعات، حيث يمكن لبرامج علاج تعاطي المواد المخدرة إحالة المرضى إلى هذه المجموعات التي صُممت خصيصًا لتلبية الاحتياجات الخاصة لمجموعة كبيرة من الناس المُصابين بالاضطراب المتزامنة. توفر هذه المجموعات مساحة لمناقشة العلاج الدوائي، والصحة النفسية، ومشكلات التعاطي تحت مظلة آمنة ومتفهمة وداعمة حيث يمكن مشاركة المهارات المستخدمة للتأقلم.
تنبثق حركة مجموعات المساعدة الذاتية من ثقافتين؛ زمالة تعافي الإثني عشرة خطوة، ومؤخرًا، ثقافة الحركة الاستهلاكية للصحة النفسية. وتماشيًا مع مبادئ حركة الاثني عشرة خطوة التقليديّة، لا توفر الزمالة تدخّلات إرشادية أو سريريّة محدّدة، ولا فصول للأعراض النفسيّة، ولا أي خدمات مشابهة لإدارة الحالات. تحافظ الزمالات على الغرض الأساسي للأعضاء حيث يساعدون بعضهم البعض لتحقيق التعافي المشترك ومنع الانتكاس وحمل رسائل توعوية بغرض التعافي للآخرين الذين يختبرون الاضطراب نفسه. يقوم أعضاء الزمالة بالتناوب في رئاسة اجتماعاتهم التي تتألف من جميع الأعضاء.
تشمل الزمالة أيضًا مجموعات زمالة المُدمنين المجهولين (تعرف الزمالة اختصارًا بـNA ويتواجد لها فروع في معظم البلاد – يوجد فرع في مصر). بإمكان هذه المجموعات توفير كلًا من الدعم والتشجيع المطلوبين في فترة علاج المرضى. في حين لا تعتبر برامج المساعدة الذاتية علاجًا في حد ذاته، لكنها تعتبر ملحق متكامل لخدمات العلاج المهني.
برامج العيادات الخارجية لعلاج إدمان المكيفات لمرضى الاضطرابات المتزامنة
يتم العلاج من تعاطي المكيفات غالبًا في العيادات الخارجية حيث يقدم بعضها عدة ساعات من العلاج الأسبوعي، الذي بدوره يشمل خدمات الدعم للصحة النفسية، وجلسات العلاج الفردية أو الجماعية. يقدم البعض الآخر الحد الأدنى من هذه الخدمات، مثل جلسة مختصرة (أو اثنتان) تحتوي على المعلومات الأساسية للمرضى ومن ثم إحالتهم إلى مكان آخر. توفّر بعض المراكز برامج مكثّفة والتي تقدم خدماتها عدة ساعات في اليوم الواحد أو عدة أيام في الأسبوع. عادةً ما يشمل العلاج جلسات إرشاد فردية أو جماعية، مع -أحيانًا- الإحالة إلى مراكز أكثر ملائمة.
غالبًا ما يحتاج مصابي الاضطرابات المتزامنة إلى مجموعة خدمات بجانب خدمات العلاج. بشكلٍ عام، تشمل الاحتياجات الهامّة الأخرى السكن وخدمات إدارة الحالات لإتاحة الوصول لمجتمع الخدمات الصحية والاجتماعية، وكل هذا، بإمكانه أن يؤدي إلى تعافي صحي وناجح للأشخاص المصابين بالاضطراب.
لا بدّ أن يبقى مريض الاضطرابات المتزامنة تحت الملاحظة حتَّى بعد خروجه من مركز العلاج بشكلٍ يضمن استمرارية التقييم النفسي والملاحظة الدوائية، حيث أن دونهم يكون المريض مُعرّضًا لفقدان السيطرة على اتزانه النفسي، ولاحقًا الانتكاس. كما يجب تعديل التدخلات الوقائية من الانتكاس بحيث يمكن للمريض التعرّف على أعراض الانتكاسة بمفردهم؛ حيث يمكنهم تذكر واستخدام التقنيات المُتعّلَمة سابقًا للسيطرة على الأعراض (مثل تقنيّات الرصد الذاتي، ومجموعات الرصد، وإخبار شخص ثقة). كما يجب أن يتضمّن ذلك أيضًا القدرة على الوصول بسرعة إلى خدمات التقييم؛ لأن عودة الأعراض النفسيّة من أكبر محفّزات الانتكاس وتعاطي المكيفات.
النظام الطبي
على الرغم من عدم وجود إعدادات خاصة بعلاج تعاطي المكيفات في حد ذاتها، إلّا أنّها لا بدّ أن تحتوي على رعاية مكثّفة وإعدادات طبيّة أخرى لأنَّ التدخلات الهامّة المتعلقة بالصحة النفسية وعلاج التعاطي تحدث لزامًا في الوحدات الطبيّة.
تُشير الرعاية المكثّفة إلى الرعاية قصيرة المدى المُقدمة من وحدات الرعاية المُركزة، والإقامة القصيرة في المستشفى، وغرف الطوارئ. لا يهتمّ عادةً الفريق الطبّي في وحدات الرعاية المكثّفة بعلاج تعاطي المكيفات خارج إطار إزالة السموم، وتثبيت أو المحافظة على استقرار الحالة، و/أو الإحالة.
يفتقر مقدمو الخدمات في البيئات الطبيّة الأخرى -مثل مكاتب تقديم الرعاية الأوليّة- إلى الموارد اللازمة لتوفير أي نوع من العلاجات المكثفة لتعاطي المكيفات، ولكن قد يكونوا قادرين على توفير تدخلات علاجية موجزة وإحالات طبية.
كان مقدمو الخدمات الأوليّة (أطباء وتمريض) على مر التاريخ أكبر نقطة اتّصال للأشخاص المصابين بالاضطرابات المتزامنة الذين يبحثون عن المساعدة الطبية. إن الفريق الطبي مٌجَهَّز بشكلٍ احترافيّ لمواجهة الأزمات المهَدِّدَة للحياة ولعلاج المشكلات الطبيّة المرتبطة وغير المرتبطة بالاضطرابات النفسية واضطرابات تعاطي المكيفات، ولأنّهم على اتصال بهذه الأعداد الكبيرة، لديهم فرصة استثنائيّة لفحص ومن ثَمّ تحديد المصابين بالاضطرابات المتزامنة وإحالتهم إلى المراكز ذات الخدمات المناسبة.
المصادر
- American Psychiatric Association, Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fourth Edition
- American Psychiatric Association, Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition
- Office for Treatment Improvement, Alcohol, Drug Abuse, and Mental Health Administration
- Substance Abuse and Mental Health Services Administration. 2014 National Survey on Drug Use and Health (NSDUH).
- Center for Substance Abuse Treatment