الجامود: أنواع، وأعراض، وأسباب، وعلاج
الجامود (بالإنجليزيّة: Catatonia)، ويُعرَف أيضًا بالجمود، هو حالة عصبيّة نفسيّة تؤثّر على كلّ من السلوك والوظيفة الحركيّة. على الرغم من أنّ الجامود يتسبّب الجامود بانعدام الاستجابة لدى الشخص، يبدو هذا الأخير يقظًا.
غالبًا ما يتمّ ربط الجامود بالفصام واضطرابات عاطفيّة أخرى؛ غير أنّ الجامود يمكن أن يَنتج عن عدد من الاضطرابات الذهانيّة، أو اضطرابات المزاج، أو حالات طبّيّة عامّة.
يُشار إلى الجامود أيضًا باسم المتلازمة الجاموديّة (بالإنجليزيّة: Catatonic Syndrome)؛ ويعود ذلك إلى سببَين هما:
- لا يرتبط الجامود بعلامة محدّدة واحدة فقط.
- لا تظهر الأعراض بشكل منفصل عن بعضها البعض.
في الواقع، تجتمع مجموعة من العلامات والأعراض المحدّدة معًا في آن واحد، ولا تختلف باختلاف الأسباب الكامنة وراء الحالة.
أنواع الجامود
اعتُبر الجامود في السابق نوعًا فرعيًّا من الفصام؛ لذا تلقّى المرضى الذين تمّ تشخيص إصابتهم بالجامود تشخيصًا بالفصام أيضًا. لكن توصّل الباحثون والأطبّاء منذ ذلك الحين إلى الفهم أنّ للجامود سِمات مميّزة عن تلك الخاصّة بالفصام. كما وجدوا أنّ الجامود يصيب الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المزاج بصورة أكثر تواترًا من الأشخاص الذين يعانون من الفصام. بناءً عليه، ووفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5)، يمكن إدراج الجامود تحت (3) فئات هي:
- الجامود المرتبط باضطراب نفسيّ آخر (بالإنجليزيّة: Catatonia Associated with Another Mental Disorder).
- الاضطراب الجاموديّ الناجم عن حالة طبّيّة أخرى (بالإنجليزيّة: Catatonic Disorder due to Another Medical Condition).
- الجامود غير المحدّد (بالإنجليزيّة: Unspecified Catatonia).
أعراض الجامود
وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة، يَفرض تشخيصُ الجامود وجودَ (3) أعراض على الأقلّ من أصل (12) عرضًا هي التالية:
- الذهول، ويتمثّل بعدم القدرة على التحرّك أو الاستجابة للمنبّهات؛ والتخشُّب (بالإنجليزيّة: Catalepsy)، ويتمثّل بوضعيّة جسديّة جامدة.
- الخرس؛ فيكون التواصل اللفظيّ قليلًا أو معدومًا.
- المرونة الشمعيّة؛ فعندما يحرّك شخصٌ ما جسدَ المريض، يبقى الجسد في تلك الوضعيّة الجديدة.
- السالبيّة، أي غياب الاستجابة اللفظيّة.
- التموضُع؛ فيتّخذ الجسد وضعيّةً غير اعتياديّة وغير مريحة.
- التكلُّف، ويتمثّل في حركات وتصرّفات متطرّفة أو غير مألوفة.
- حركات نمطيّة تكراريّة دون سبب.
- الهياج دون سبب، وتكشير الوجه.
- الصدى اللفظيّ (بالإنجليزيّة: Echolalia) أي تكرار كلمات الآخرين.
- محاكاة الفعل (بالإنجليزيّة: Echopraxia)، أي تكرار حركات الآخرين.
- الصَمَل.
- الطاعة الآليّة.
تجدر الإشارة إلى احتماليّة اختلاف الفترة الزمنيّة التي يستمرّ فيها الذهول تبعًا للحالات المصاحبة للفُصام. في الواقع، يمكن أن يستمرّ الذهول لفترات طويلة من الزمن عندما يصاحب الفصامُ الجامودَ مقارنةً بالفصام المصحوب بحالات نفسيّة أخرى. من المرجّح أن تطول فترات الهدوء عندما يصاحب الفصام حالات نفسيّة غير الجامود.
أسباب الجامود
يرتبط الجامود عمومًا باضطرابات نفسيّة أخرى أو حالات طبّيّة، أو ينتج عنها؛ ومنها:
- التنكّس العصبيّ.
- التهاب الدماغ.
- نقص حادّ في الفيتامين (ب-12).
- العدوى.
- التعرّض للسموم.
- الفصام وحالات ذهانيّة أخرى.
- اضطرب طيف التوحّد.
- الصدمة الشديدة.
- اضطرابات المزاج.
كما يمكن أن يكون الجامود مجهول السبب.
في الواقع، لا تزال العلاقة بين الجامود والحالات الطبّيّة العامّة التي تصاحبه أو تسبّبه غير واضحة حتّى اليوم. إنّ أيّ مريض يُظهر أعراض الجامود بصورة واضحة يمكن أن يكون مصابًا به. غالبًا ما يصاب الشخص بالجامود من دون أن يعلم؛ لكن عند تحديدها، يستجيب الشخص لعلاجات الجامود القياسيّة.
ما هي عوامل الخطر المرتبطة بالجامود؟
يحدث الجامود عادةً في سياق اضطراب نفسيّة أخرى وحالات طبّيّة.
تشمل الاضطراب النفسيّة ما يلي:
- الاضطراب النمائيّة.
- الاضطراب ثنائيّ القطب.
- الفصام.
- الاكتئاب.
وتشمل الحالات الطبّيّة ما يلي:
- أمراض المناعة الذاتيّة.
- التهاب الدماغ.
- نوبات الصرع.
علاج الجامود
يعتمد علاج الجامود على السبب الكامن وراء هذا الاضطراب، وغالبًا ما يتضمّن أدوية من الفئات التالية:
- البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).
- مضادّات الاكتئاب.
- مرخيات العضلات.
- الأدوية المضادّة للذهان.
في بعض الحالات، يُستخدَم العلاج بتحفيز الدماغ، مثل العلاج بالصدمات الكهربائية (بالإنجليزيّة: Electroconvulsive Therapy، واختصارها: ECT).
يعتمد علاج الجامود أيضًا على الحالات المصاحبة له. على سبيل المثال، في حال نقص الڤيتامين، يمكن علاج الجامود بسهولة عن طريق المكمّلات الغذائيّة.
[…] في الكلام أو عدم استرساله، والذي قد يشتمل على الجامود (بالإنجليزيّة: […]