اضطراب الانتصاب: أعراض، وأسباب، وعلاج

اضطراب الانتصاب (بالانجليزية: Erectile Disorder)، ويُعرَفُ أيضًا بخلل الانتصاب أو خلل الوظيفة الانتصابية أو ضعف الانتصاب (بالإنجليزيّة: Erectile Dysfunction واختصاره: ED)، أو العَنّة أو العَنانة أو الضعف الجنسيّ لدى الرّجل (بالإنجليزيّة: Impotence)، هو عدم القدرة على بلوغ أو المحافظة على انتصاب قويّ بما يكفي لممارسة الجماع أو أيّ نشاط جنسيّ مُرضٍ آخر. في حين أنّه من الطبيعيّ أن يُفْقَد الانتصاب أحيانًا، إلّا أنّ الرجال المصابين بخلل الانتصاب لديهم مشكلةٍ مزمنة. يؤثّر خلل الانتصاب على حوالي 30 مليون رجل أمريكي ويصبح أكثر شيوعًا مع تقدّم العمر. يُعتَبرُ خلل الانتصاب بشكلٍ عامّ مسألة موضع اهتمام فقط إذا تسبّبت المشكلة في الكرْب، أو فقدان الثقة بالنفس، أو أثّرت على العلاقة، أو وُجدَ أنّها علامة على حالة صحّيّة كامنة تتطلّب علاجًا فوريًا.

ما هي أعراض اضطراب ضعف الانتصاب؟

وفقًا للدّليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتمّ تشخيص خلل الانتصاب عندما يستمرّ واحد أو أكثر من الأعراض التالية لمدّة ستّة أشهر أو أكثر:

  • عدم القدرة على بلوغ الانتصاب أثناء النشاط الجنسي
  • عدم القدرة على الحفاظ على الانتصاب لفترة كافية لإنهاء الفعل الجنسي
  • عدم القدرة على الحصول على انتصاب صُلب كالمعتاد في السابق

يُقَيّم استبيانٌ من خمسة أجزاء، يُعرَفُ بالمؤشر الدولي لوظيفة الانتصاب (بالإنجليزيّة: International Index of Erectile Function)، الأعراض، ويساعد في تحديد شدّة الخلل. يمكن أن تكون الأعراض ظرفيّة، ممّا يعني أنّها تحدث فقط في ظروف معيّنة أو مع شركاء مُعيّنين. ويمكن أيضًا أن تكون الأعراض  مُعَمَّمة، بمعنى أنّها تحدث طوال الوقت بغضّ النظر عن الظروف أو الشريك المعنيّ. غالبًا ما يصاحب تجربة خلل الانتصاب: تدنّي احترام تقدير الذات، وانعدام الثقة بالنّفس، والخوف من العلاقات الجنسيّة.

هل يمكن لأيّ رجل أن يعاني من خلل الانتصاب؟

نعم، على عكس الرأي السائد، فإن اضطراب الانتصاب ليس مشكلة لكبار السنّ فقط- بل في الواقع، هناك عدد متزايد من الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا والذين أبلغوا عن تجاربهم مع خلل الانتصاب.

ما مدى شيوع خلل الانتصاب عند الشباب؟

وَجدت دراسةٌ أُجريَت عام 2013 أن 1 من كلّ 4 مشاركين ذكور كان عمره أقل من 40؛ وكان هؤلاء الرجال الأصغر سنًا أكثر عرضةً أيضًا للتدخين ولاستخدام العقاقير غير المشروعة من المشاركين الأكبر سنًا.

هل يسبّب مرض السكّريّ اضطراب الانتصاب؟

يمكن لمَرَض السكّري (بالإنجليزيّة: Diabetes) أن يزيد من احتماليّة الإصابة بخلل وضعف الانتصاب، ولكنّه لا يجعله أمرًا مفروغًا منه، وهناك خطوات يمكن للرجال المصابين بمرض السكّريّ أن يتّخذوها للوقاية من خلل الانتصاب أو لعلاجه. السببان الرئيسيّان وراء ميل الرجال المصابين بمرض السكّريّ للإصابة بخلل الانتصاب هما تلف في الأعصاب (الاعتلال العصبيّ) (بالإنجليزيّة: neuropathy)، والمضاعفات القلبيّة والوعائيّة الدمويّة (بالإنجليزيّة: cardiovascular complications)، مثل تصلّب الشرايين (بالإنجليزيّة: atherosclerosis)، أو انسداد الشرايين (بالإنجليزيّة: arterial clogging) الذي يمكن أن يعرقل تدفّق الدمّ إلى القضيب (بالإنجليزيّة: penis) وبالتالي يمنع الانتصاب. يمكن لعوامل معيّنة أن تزيد من خطر الإصابة بخلل الانتصاب عند الرجال المصابين بمرض السكّريّ، مثل مدّة الإصابة بمرض السكّريّ، والسُمنة (بالإنجليزيّة: obesity)، والمضاعفات الصحيّة الأخرى، والتدخين، واستخدام أدوية معيّنة لضغط الدمّ.

هل يساهم سرطان البروستاتا في اضطراب الانتصاب؟

قد يكون الرجال الذين يخضعون لعلاج سرطان البروستاتا (بالإنجليزيّة: prostate cancer) أكثر عرضةً للإصابة بخلل الانتصاب. تقع غدّة البروستاتا (بالإنجليزيّة: prostate gland) بالقرب من حُزمة الأعصاب التي تُتيح الانتصاب. غالبًا ما يتمّ قطع هذه الأعصاب أثناء الجراحة أو تُتلَف بسبب العلاج الإشعاعيّ، ممّا يؤدّي إلى مشكلات في الانتصاب للكثير من المرضى الذكور. على الرغم من ذلك، قد تساعد الأدوية مثل الفياجرا (بالإنجليزيّة: Viagra) في استعادة قدرة الرجل على بلوغ الانتصاب والحفاظ عليه. مع وجود شريك داعم، لا يزال بإمكان الرجال الاستمتاع بهزّات الجماع (بالإنجليزيّة: orgasms) والرضا الجنسيّ بعد علاج سرطان البروستاتا مع وجود شريك داعم، حتى لو كانت لقاءاتهم الجنسيّة تحتاج إلى تكيّف.

كيف يؤثّر خلل الانتصاب على الرغبة الجنسيّة لدى الرجل؟

يميل اضطراب الانتصاب إلى أن يكون حالة مزمنة تستغرق وقتًا وطاقة لإدارتها. لا غرابة في أن يظهر غالبًا خلل الانتصاب في حالات انخفاض الرغبة الجنسيّة، و يمكنه أن يكون أحد الأعراض وعامل الخطر الرئيسيّ على حدّ سواء. ليس من غير المألوف أن يفقد الرجال المصابون باضطراب الانتصاب الاهتمام بالجنس أيضًا، ممّا قد يسبّب مشاكل في العلاقات الملتزمة طويلة الأمد.

ما هي أسباب الإصابة بخلل وضعف الانتصاب؟

يمكن لسبب لخلل الانتصاب أن يكون جسديّ أو عصبيّ أو نفسيّ. تشمل الحالات الجسديّة المرتبطة بخلل الانتصاب: السُمنة، ومرض السكري من النوع 2، والمتلازمة الأيضيّة (بالإنجليزيّة: metabolic syndrome)، وارتفاع ضغط الدمّ (بالإنجليزيّة: high blood pressure)، وارتفاع نسبة الدهون في الدمّ، ومرض الشريان التاجيّ (بالإنجليزيّة: coronary artery disease)، والقذف المبكر (بالإنجليزيّة: premature ejaculation)، ونقص هرمون التستوستيرون (بالانجليزيّة: testosterone).

كما يمكن للعلاجات الطبيّة مثل الجراحة، والعلاج الإشعاعيّ، والهرمونات الشائع استخدامها لسرطان البروستاتا، والأدوية مثل بعض مضادات الاكتئاب، أن تسبّب خلل الانتصاب أو تزيده سوءًا، كما هو الحال مع استخدام التبغ والكحول والعقاقير غير القانونية.

تشمل الحالات العصبيّة التي يمكن أن تسبّب الضعف الجنسيّ مرض باركنسون (بالإنجليزيّة: Parkinson’s disease) والسكتات الدماغيّة (بالإنجليزيّة: strokes).

تحدث الأسباب النفسيّة لخلل الانتصاب عمومًا عند الرجال الذين تقلّ أعمارهم عن 40 عامًا وتشمل: قلق الأداء، ومشاكل في العلاقة العاطفية، والمحرمات الدينيّة، والتّعرّض سابقًا لاعتداء جنسيّ (بالإنجليزيّة: sexual abuse)، واضطرابات المزاج (بالإنجليزيّة: mood disorders) مثل الاكتئاب (بالإنجليزيّة: depression) واضطراب الكَـرْب التالي للصدمة (بالانجليزية: posttraumatic stress disorder واختصاره: PTSD) والقلق العام (بالإنجليزيّة: generalized anxiety).

هل خلل الانتصاب مشكلة نفسيّة؟

يمكن لبعض حالات الصحة العقليّة (بالإنجليزيّة: mental health)، خاصّةً الاكتئاب والقلق، أن تُخمد الحماس الجنسيّ لدى الرجل. إذا وَجَد رجل نفسه غير قادر على الأداء الجنسيّ إحدى المرّات، فليس من غير المألوف أن يعاني من الحديث السلبيّ عن نفسه وتراكُم القلق، الذي يصبح نبوءة تُحَقّق ذاتها في اللقاءات الجنسيّة المستقبليّة. إنّ تحديد مصدر القلق أمرٌ بالغ الأهميّة عندما يكون الضعف الجنسيّ لدى الرجل نفسيًا حتى يمكن معالجته والتغلّب عليه. قد يجد الرجال المصابون باضطراب الانتصاب، إما بأنفسهم أو بمساعدة معالج مُدَرَّب، أنّه من المفيد تحديد أيّ معتقدات ضارّة وإعادة صياغة طُرُق تفكيرهم.

هل مشاهدة الكثير من الموادّ الإباحيّة يسبّب اضطراب وضعف الانتصاب؟

لا تؤثّر المواد الإباحيّة (بالإنجليزيّة: pornography) سلبًا على الحياة الجنسيّة للفرد إلّا عندما تجعله يطوّر توقّعات غير واقعيّة (مثل مدى السرعة التي يجب أن يُثار بها الشريك، والمدّة التي يجب أن تستمرّ فيها ممارسة الجنس، والشكل الذي يجب أن يبدو عليه الشريك أو الصوت الذي يجب أن يحدثه أثناء ممارسة الجنس، وما إلى ذلك). إنّ استخدام الإباحيّة في حدّ ذاتها لا يؤدّي إلى مشاكل في الانتصاب – وتجنّب الإباحيّة كُليًّا لا يحلّها. فاضطراب الانتصاب عمومًا هو أكثر دقّة، ويرتكز على مخاوف الفرد وديناميكيّات العلاقات المعقّدة. في الواقع، تشمل العوامل الرئيسيّة التي من المُرَجّح أن تساهم في اضطراب الانتصاب: القلق بشأن بلوغ الانتصاب والحفاظ عليه، والمخاوف بشأن إرضاء الشريك.

ما هو علاج صعف وخلل الانتصاب؟

يبدأ العلاج غالبًا بتغييرات في نمط الحياة، كالإقلاع عن التدخين (لأنّ التبغ يسبّب تضييق الأوعية الدموية)، أو اتّخاذ خطوات لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية والوعائيّة الدمويّة؛ كفقدان الوزن، وممارسة الرياضة، والسيطرة على نسبة السكّر في الدمّ وضغط الدمّ، التي يمكنها أيضًا أن تحسّن من أعراض خلل الانتصاب.

توصَفُ أحيانًا أدوية مثل سياليس (Cialis) وفياجرا (Viagra)، التي تمنع إنزيمًا في القضيب من التسبب في فقدان الانتصاب. عندما لا ينجح الدواء، قد يُوصَى باستخدام مضخّات التفريغ الخارجية التي تزيد من تدفّق الدم إلى القضيب، أو أدوية الحقن الذاتي المُخصّصة للقضيب التي تُحَفّز الانتصاب، رغم أن هذه ليست خيارات رائجة بسبب حاجتها إلى التخطيط المُسبَق وافتقار العفويّة المتضمنة. وفي الحالات التي تكون فيها هذه العلاجات غير فعّالة أو لا يمكن تحمّلها، قد تكون الغريسات القضيبيّة أو المضخّات القضيبية الداخليّة التي تضخّ السائل في القضيب خيارًا.

إنّما، عندما يكون سبب اضطراب الانتصاب نفسيًا، غالبًا ما تبدأ المُعالَجة بالعلاج النفسيّ للوصول إلى جذور التوتّر (بالإنجليزيّة: stress)، أو القلق، أو الاكتئاب، الذي يتدخّل في العلاقات الجنسيّة.

ماذا يمكن للأزواج فعله للتأقلم مع اضطراب الانتصاب؟

إنّ اضطراب الانتصاب ليس نهاية العالم. بعد بضع لقاءات مخيّبة للآمال، قد يكون من المغري تجنّب الجنس كُليًّا ببساطة، ولكن يمكن للشركاء العمل معًا لتحسين الجانب الحميميّ من العلاقة. على سبيل المثال، يمكنهم تجربة تمارين التركيز الحسّيّ (بالانجليزية: sensate focus exercises)، والتي يمكن أن تساعدهم على التوقف عن التفكير المفرط بدرجة كافية للاستمتاع بمتعة الأحاسيس الجسديّة، دون أن يكون لديهم أيّ توقّعات كبيرة. يمكن لتمارين التوقّف والبدء (بالانجليزية: Stop-start exercises) أن تمنح الرجال المصابين باضطرابات الانتصاب إحساسًا أكبر بالتحكّم بالانتصاب، ممّا يقلّل من توتّرهم وخوفهم من التجربة الجنسيّة. يمكن لإعادة تصويب التركيز على قضاء وقتٍ ممتعٍ أن يساعد في إزالة بعض الضغوط المتعلقة بالأداء التي قد يشعر بها بعض الرجال المصابين باضطرابات الانتصاب، مما يؤدي إلى نتائج أفضل لهم ولشركائهم.

كيف يعمل العلاج بموجات الصدمة منخفضة الكثافة في علاج اضطراب الانتصاب؟

يُعَدُّ العلاج بموجات الصدمة منخفضة الكثافة (بالإنجليزيّة: Low-intensity shockwave therapy واختصاره: LIST) أحد العلاجات الجديدة الأولى لخلل الانتصاب منذ أن تمّت الموافقة على الفياجرا من قبل إدارة الغذاء والدواء (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration واختصاره FDA) في عام 1998. وهو يعمل عن طريق دفع الجسم لإنتاج أوعية دمويّة جديدة، والتي قد تكون مفيدة بشكلٍ خاصّ للرجال الذين يرتبط اضطراب الانتصاب لديهم بضعف تدفّق الدمّ إلى القضيب. هذا العلاج لا يسبب ألمًا تقريبًا ولا يحتاج إلى تدخل جراحيّ، ولم تتمّ ملاحظة أيّ آثار جانبيّة كُبرى له حتى الآن. لاحظ الرجال الذين شاركوا في الدراسات العلميّة تحسّنًا في أعراضهم خلال شهر واحد إلى ثلاثة أشهر، لكنّ العلاج لا يزال تجريبيّ، ويلزم إجراء المزيد من البحوث.

المصادر+

فريق الاعداد
ترجمة: نيكول حنّا
مراجعة علمية: نازك هاشم
تحرير: إسلام سامي

التعليقات مغلقة.