الموت هو علامة انتهاء الحياة.
مقال الموت والاحتضار: مراحل الاحتضار، وإرشادات لموتٍ هادئ كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>الموت، واحد من حتميات الحياة. بعضنا يموت بطرقٍ خارجة عن سيطرتهم، ومعظمنا غير مُدرِك للحظة الموت ذاتها. وبالرغم من ذلك، يمكن الوصول لمرحلة الموت والاحتضار بطريقة صحيَّةً أكثر. ففهم اختلاف أفكار الناس عن الموت والاحتضار، واحترام هذه الاختلافات قد يساعد على الموت بسلام.
وما يَصح فعله في لحظة احتضار شخص ما، هو أن تُحقَّق له أمنياته. فإذا كان الشخص يحتضر جراء مرضٍ، أو بطريقةٍ عادية فسيكون قد شارك في اتخاذ قرارات عن كيفيّة حياته وموته. وإذا استحال تحقيق هذه الأمنيّات، فعلى من يعتني به طرح خيارات على المُحتضر لتحقيق تلك الأماني وإعطائه الرِّعايَةِ الكافية. وإن لم يكن المُحتضر قادرًا على وضع وصيّته الأخيرة، فعليك القيام بما تعتقد أنَّه لو كان حيًّا وقادرًا على وضعها؛ لقام به.
أمَّا إذا كان الشخص في دار مسنين، فقد يرغب في موتٍ طبيعيّ. وفي هذه الحالة، فسيرغب في الحصول على الراحة في آخر أيامه، والوصول إلى مرحلة الموت الطبيعيّ.
استُخدمت معايير القلب والرئة لإعلان الموت بشكلٍ تقليديّ. فعندما يتوقّف التنفّس، ويتوقّف النّبض؛ يُعلَن موت الشخص.
الموت الدماغي هو مقياس آخر لإعلان موت الشخص، واعتُمِد عليه في العديد من البلدان في الثمانينات. ففي عام 1968، رشّح فريق هارفارد -الذي تكوّن من الخبراء الذين درسوا المرضى في الغيبوبة التي لا رجعة منها- الموت الدماغي كمقياس للموت. وقالوا إنّه بمجرد اكتشاف توقّف دماغ المريض عن القيام بوظائفها، وعدم قدرتها على العمل مرة أخرى، فتكون الدّماغ قد ماتت؛ ودائمًا ما يتبع ذلك توقّف عضلة القلب.
إذا احتضر الشخص نتيجة مرض مُزمن، وهو قريب من الموت؛ فسيضعف كل يوم أكثر، وسينام أكثر. وخصوصًا إذا استخدمت مُسكّنات الآلام.
يصبح تنفس الشخص أبطء عند اقترابه من نهاية الحياة، وأحيانًا يكون هناك فترات بين النفس والآخر، قد تصل الفترة منها إلى دقيقة أو اثنتين. إلى أن تأتي آخر مرحلة في الاحتضار، وهي الموت. ستعرف أنَّ الشخص قد وافته المنيّة لأنَّك سترى أنَّ صدره لم يعد يرتفع، ولن تشعر بأيّ نفسٍ يصدر منه. وقد تلاحظ تَزجُج العيّن. وفي هذا الوقت، يغيب النبض.
قد يمر الشخص المحتضر مرحلتين قبل الموت الفعليّ. تُسمى أول مرحلة من الموت (المرحلة قبل النشطِة). وتُسمى المرحلة الثانية من الموت (المرحلة النشِطة). وقد تستمر المرحلة قبل النشطِة أسابيع أو شهور، بينما تكون المرحلة النشِطة أقصر كثيرًا، وتستمر لأيامٍ قليلة، وفي بعض الحالات تستمر لأسبوعين.
لا يُظهر كل النّاس هذه الأعّراض. ولكن هذه العلامات ما هي إلا دليل على ما يحدث، أو ما قد يحدث. فقد يمر البعض بهذه العلامات ويموتون في غضون دقائق دون الشعور بهم.
هناك إرشادات جيّدة للمُحتضِر أيضًا على رأسها أن تعتني بنفسك جيّدًا، كما يُفضّل التفكير فيمَ يُمكن أن يحدث، وكيف ستتعامل مع المشاكل إذا حدثت، وكيف ستؤمِّن حياة أفضل لك في الوقت المُتبقّي لك، وللناس الذين يحبونك ويعتنون بك. بتحقيق ذلك من المفترض أن تحظى بموتة هادئة نسيبًا بالنسبة لك، ومن يحبوك ويعتنون بك. فمساعدة الأصدقاء والعائلة على التعامل مع فقدانك يمكن أن تساعدك في إيجاد السلام النفسيّ والراحة. وإن لم تكن أنت نفسك مُتصالِح مع فكرة الموت، فعليك طلب المشورة من طبيبك النفسيّ.
مقال الموت والاحتضار: مراحل الاحتضار، وإرشادات لموتٍ هادئ كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>الشيخوخة هي عمليَّة طبيعيَّة في حياة الفرد، قد تتَّسِم بصعوبتها على بعض الأشخاص؛ ولكن يُمكن عَيشْها بحالة صِحيَّة ونفسيَّة أفضل.
مقال الشيخوخة: مظاهرها، وأسبابها، وطُرُق الوقاية، وعلاج أمراضها كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>تغيَّرت مظاهر الشيخوخة في الدول المُتقدّمة في العصر الحديث بشكلٍ واضح. فعند دخول الجيل الذي وُلِد في الفترة بين الأربعينات والستينات إلى مرحلة العجز، نجد أنَّ أعمارهم تمتدّ لفتراتٍ أطوَل، وحالتهم الصِحيَّة أفضل مُقارنةً بالأجيال السابقة؛ وساعد ذلك في ارتفاع وزيادة متوسّط عُمر الفرد ليصل إلى (85) عامًا، بينما تجد في الدول الفقيرة والنامية، أو التي يستشرى فيها العادات الصحيّة الضارة ما زال متوسّط عمر الأفراد تحت سن الـ (80)، وربما الـ (70) أيضًا، ففي مصر على سبيل المثال حسب بيانًا أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بتاريخ (الأحد، 27 مايو، 2017) نجد أنَّ متوسّط عمر الفرد (70.8) سنة بالنسبة للذكور، و(73.6) سنة بالنسبة للإناث.
الشيخوخة هي تضاؤل مُستمر بشكلٍ تدريجيّ في القدرات الجسديّة، والنفسيّة، وزيادة في احتماليّة الإصابة بالأمراض، والموت في النهاية، يُصاب الأفراد بالشيخوخة نتيجة لتغيّيرات جسديّة كتراكم كبير لنواتج التفاعلات الحيويّة التي تحدث في الجسم لفتراتٍ طويلة؛ بالطبع يؤخذ بعين الاعتبار دور العوامل البيئيّة والعادات الصحيّة المُتّبعة خلال حياة الفرد؛ فقد يبطئ ذلك من عمليّة الشيخوخة، أو يسرّعها.
تَدهوُر الحالة الصِحيَّة ليس نتيجة حَتميَّة للشَيْخوخة، وذلك بالرغم من تَزايُد احتماليَّة فُرَص الإصابة بمرضٍ أو بعجز بتقدُّم العُمْر.
الأمراض المُزمنة كأمراض القَلْب، والسَكتة الدماغيَّة (بالإنجليزيَّة: stroke)، والسرطان، ومرض السُكَّري، والتهاب المَفاصِل هي أكثر الحالات المَرَضيَّة شيوعًا لدى المُسنّين، وأكثرها تكلفة (في العلاج)؛ وبذلك تمثّل صحتهم أعباءً اقتصاديَّة وصِحّيَّة كبيرة عليهم؛ نظرًا للأمراض طويلة الأجل المُرتبِطة بالتقدّم في السِنّ، وتَدَنّي مُستوى المعيشة، وارتفاع تكلفة الرعاية الصِحيَّة.
من الأمور شائعة الحُدوث أيضًا لدى المُسِنّين هي وجود مشاكل في الرؤية والسَمَع، وتُعتَبر من المظاهِر الطبيعيَّة للشيخوخة؛ ولكن يُمكن مَنْع، أو تأجيل، أو تقليل بعض الأثار المُستعصية لتلك المشاكل الصِحيَّة، والمُؤثِّرة سلبًا على حياة المُسنّين جسديًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا؛ وذلك بالكَشْف والعلاج المُبكِّرين.
قد تختلف أعراض الاضطرابات النَفسيَّة لَدَى المُسِنّين عن أعراضها لَدَى الأفراد صِغار السن، مما يُصَعِّب من تشخيصها وعلاجها بشكلٍ سليم؛ فمَثَلًا، ظهور أعراض جسَديَّة كالأرَق، والآلام الجَسديَّة أكثر شيوعًا مِن ظهور أعراض نفسيَّة كالحُزن أو الشعور بانعدام الأهمّيَّة عِند مرضى الاكتئاب المُسِنّين. يُصعَب على العديد من الأطبَّاء والأخصَّائيين تقديم رعاية طبيَّة سليمة وفعَّالة للمُصابين باضطرابات نفسيَّة من المُسِنّين؛ ويرجع ذلك لنَقْص كفاءة تدريبهم على تشخيص اضطراباتهم وعلاجها.
بالإضافة إلى ذلك، تُمثِّل الاضطرابات النفسيَّة خَطَرًا على حياة المُسنّين وسلامتهم؛ فهُم مُعرَّضون للانتحار بشكل غير مُتكافئ، فحسب دراسة أُجرَيت في الولايات المُتحدة على كبار السن عام 2000، نجد أنَّهم يشكلون نسبة (13%) فقط من إجمالي عدد السُكَّان، بينما يُمَثِّل الأفراد المُتراوح أعمارهم بين (65) عامًا أو أكثر نسبة (18%) من حالات الانتحار الواقعة، وخاصَّةً الذكور البِيض (القوقازيّون) المُتراوح أعمارهم بين (85) عامًا أو أكثر، فهُم أكثر عرضَةً للانتحار، بمُعدَّل (5) أضعاف أعلى من بقيَّة السُكَّان.
يُمكن للاضطرابات النفسيَّة أنْ تُؤثِّر سَلبًا على قُدرة المُسنّين في التماثل للشفاء من المشاكِل الصحِيَّة الأُخرى؛ حيث أظهَرَت البحوث أنَّ أمراض القلب تُمثِّل خطرًا أكبر على مرضى الاكتئاب، وتَعرُّضهُم للوفاة بالنوبة القلبيَّة يكون بنسبة أكبر من الأشخاص غير المُصابين بالاكتئاب.
الإصابة بمرض الزهايمر ليس تطوُّرًا طبيعيًّا لمرحلة الشيخوخة، ويتَّسم هذا المرض بالفُقدان التدريجيّ للذاكرة، وانعدام القُدرة على ممارسة الأعمال اليوميَّة الروتينية، والتَوَهان، وصعوبة التعلُّم، وفُقدان المهارات اللُّغويَّة، وضَعف القُدرة على التمييز (بين الأشخاص أو صحّة الأحداث، مثلًا)، وانعدام القُدرة على التخطيط لشيء، وتغيُّر في شخصيَّة الفرد. وتَحتدّ تلك التغيُّرات حتى تعوق الفرد من حياة بشكلٍ طبيعيّ، وتنتهي بوفاته. رغم أنَّ المرض قد يمتَدّ لمُدَّة تتراوح بين (3) إلى (20) عامّا من بداية ظهور الأعراض، إلَّا أنَّ متوسّط فترة حدوثه تُقدَّر بـ (8) سنوات.
مُصابٌ في العالم حوالي (47) مليون شخص بمرض الزهايمر؛ ويبدأ المرض في الظهور عادةً بعد سِنّ الستَّين، وترتفع مخاطره بتقدُّم العُمر. مُعظّم الأشخاص المُشخَّصون بمرضِ الزهايمر أعمارهم أكبر من (65) عامًا، ولكن من الممكن إصابة الأفراد في الخمسينات أو الأربعينات من أعمارهم بِه. وأظهرَت الدراسات وجود علاقة بين مرض الزهايمر وبعض الجينات، ولكن لا تتضِّح تلك العلاقة في (90%) من الحالات. من الضروري فَحْص المرض مُبكِّرًا وبدِقَّة؛ لأنَّ كثير من الحالات القابل بعضها العلاج، يمكنها إظهار أعراض تُشبه تلك الخاصَّة بمرض الخَرَف (بالإنجليزيَّة: dementia)؛ وتتمثَّل تلك الحالات القابلة للعلاج في: الاكتئاب، وسوء التغذية، والأثر الجانبي لتفاعلات العقاقير، وتقلُّبات عمليَّة الأيض.
لا يُشكِّل الشعور بالحُزن الشديد أو الاكتئاب -بالضرورة- جُزءًا من الشيخوخة، ولكنَّه أمر شائع، ويُمكن أن يتطلَّب تدخُّل طِبّي؛ ويُمكن علاج الاكتئاب بنجاح في مُعظم الحالات. كما يُمكن لجلسات العلاج النفسيّ الخِطابيَّة، والأدوية، بالإضافة لبعض الطُرُق العلاجيَّة الأخرى أنْ تُخفِّف من ألم الاكتئاب.
تُوجَد أسباب عديدة لعدم القُدرة على تَشْخيص وعلاج الاكتئاب أو الإغفال عن أعراضه لدى المُسنّين في أغلب الأحيان؛ فبتقدُّم السِن تزيد احتمالية اعتبار الأعراض مجرَّد تغيُّر في المزاج أو الطِباع. ويُصعَب اكتشاف الاكتئاب أحيانًا؛ حيثُ يُمكن أنْ يُشتَبَه في مظاهر الارتباك أو وجود مشاكل في الانتباه على أنَّها أعراض لمرض الزهايمر أو اضطرابات عقليَّة أُخرى. يُمكن للعقاقير المُعالجة لارتفاع ضَغْط الدَّم أو لأمراض القلب التسَبُّب في وجود علامات لمرض الاكتئاب لدى المُسنّين. يُمكن للاكتئاب التواجُد مع أمراض مُزمِنة أخرى في نفس الوقت؛ مِمَّا يُصَعِّب على الأطِبَّاء تشخيصه أحيانًا، ولكن يُمكن لمرضى الاكتئاب التَّحَسُّن بالعلاج المُناسب، مِمَّا يُعَدُّ شيئًا ايجابيًّا.
تعدّ الشيخوخة عمليَّة طبيعيَّة، ولكن يُمكن لاتخاذ نَمَط حياة صِحِّي تَبْطيئ ضَعْف وتَهالُك الجِسم والعقل بشكلٍ كبير.
سنتناول معلومات أكثر دِقَّة عن الإجراءات الوقائيَّة في الجزء التالي.
يُمكن لكثير من الحالات المُزمنة التحسُّن بالعلاج والأدوية، بل قد تصِل للشفاء التَّام؛ لذلك، استشارة الطبيب لها أهميَّة كبيرة في جميع الأحيان.
يُخطئ الكثير من الناس باعتقاد أنَّ الإصابة باضطرابات نفسيَّة كالاكتئاب والخَرَف أمرٌ طبيعيّ لدى المُسنّين، وعدم وجود علاج مُتاح وفعَّال لحالتهم. وهناك خُرافة تُشير لأنَّ المُسنّين لا يُمكنهم التغيُّر والتطوُّر، أو التحسُّن نفسيًّا ومعنويًّا، ولا يُمكنهم المُساهمة الإيجابيَّة في مجتمعهم، وأنَّه لذلك، رُبَّما لا توجد فائدة للمجهودات المَبْذولة لعلاجهم ودَعْمهم نفسيًَا.
لا يَزال المرض النفسيّ يُشعر بعض النَّاس بالحَرَج؛ فيعتقد البعض أنَّ طَلَب المُساعدة دليل لضَعْفهم. ويُخطئ الكثير من المُسنّين، أو أقاربهم، أو أصدقائهم، في اعتقاد أنَّ التَخلُّص من الشعور بالاكتئاب أمرٌ يسير -بدون علاج-، أو أنَّ الأمر لا يستحِقّ طَلَب المُساعدة لكِبَر سنّهم.
في حالة أنَّك أرَدْت استشارة طبّيَّة، ابدأ باستشارة طبيب عائلتك، أو الطبيب المتابع لحالتك، أو أي طبيب آخر في حال عدم توافر هذه الخيارات؛ وسيتحقَّق ممّا إذا كان الاكتئاب ناتج عن تناولك لأدوية أو عقاقير مُعيَّنة. وبعد إجراء الفَحْص، قد يقترح لك زيارة أخصّائيّ نفسيّ. أدَّت الطبيعة الخاصة للاكتئاب عند المُسِنّين إلى ظهور تخصُّص طبيّ جديد، وهو الطِّب النفسيّ الشيخوخيّ (بالإنجليزيَّة: geriatric psychiatry).
وقد يَصعُب لبعض أطِبَّاء العائلة استيعاب الشيخوخة أو الاكتئاب، أو يفشلوا في تحديد أهمّيَّة تلك الشكاوى، أو َيصعُب عليهم التعامل مع الأمر بشكلٍ سليم. وقد يُفَضَّل لك استشارة طبيب أو أخصائيّ آخر، إذا لم يستطع أو يرغب طبيبك في الاهتمام بشكواك بخصوص الاكتئاب والعناية بها.
إذا لم يَرغْب مريض مُسِنّ في زيارة الطبيب لعلاج الاكتئاب، يُمكن لأقاربه أو أصدقائه مُساعدته بتوضيح أهمّيَّة العلاج وقُدرته على تحسين حالته النفسيَّة. وفي حالة عدم رغبته أو استطاعته لزيارة الطبيب، يُمكن للطبيب أو الأخصائيّ النفسيّ البَدْء بالمُشاركة عن طريق مكالمة هاتفيَّة، في بعض الأحيان؛ لا يُمكن تحقيق التواصُل الشخصيّ اللازم لإتمام فَحْص طبِّيّ عن طريق الهاتف، ولكنَّه قد يساعد في تمهيد الحديث بين المُعالِج والمريض. ويُمكن للطبيب القيام بزيارة منزليَّة للمريض، أحيانًا.
لا تتردَّد في طَلَب المُساعدة بسبب تكلفة العلاج. للعلاج النفسيّ أثَر إيجابيّ وفعَّال على المدى القصير، في كثير من الحالات وسواء عن طريق الأدوية، أو بدونها، وعادةً ما يتَكفَّل التأمين الصِحّيّ بتكلِفته. وتوفِّر مراكز الصِحَّة النفسيَّة المُجتمعيَّة (بالإنجليزيَّة: community mental health centers) علاجات غير مُكلِّفة للمريض حسب قُدرته الماليَّة، ستجد هذه المراكز بالمستشفيات الحكوميَّة الخاصة بالصفحة النفسيَّة، أو في أقسام الصحَّة النفسيَّة بالمستشفيات العادية.
لا يوجَد علاج مُتعارف عليه لمرض الزهايمر؛ ولكن وَجَدَ العلماء أدوية تُساعد في التحَكُّم بأعراض المرَض. يجب على مرضى الزهايمر مُشاركة الطبيب المُعالِج لتحديد الأنشِطة والأعمال والعقاقير المُلائمة لحالتهم بدِقَّة؛ بسبب اختلاف الاستجابة للعلاج من شخص لآخر. يُمكن لكثير من المُنظَّمات توفير إرشادات ومعلومات عن مرَض الزهايمر، وتوفير الدَعْم للمرضى بأساليب حديثة، مِثل مركز الإحالة والتوعية بمرض الزهايمر (بالإنجليزيَّة: Alzheimer’s Disease Education and Referral Center، واختصارها: ADEAR)، ومؤسَّسة الزهايمر (بالإنجليزيَّة: Alzheimer’s Association)، وجمعيّة الباقيات الصالحات بمصر، وجمعيّة الشيخ جابر العلي الكويتيّة للزهايمر، وجمعيّة الزهايمر في السعوديّة.
أثبتت الدراسات أنَّ اتّباع نمط حياة صِحيّ يؤثِّر بشكل فعَّال أكثر من العوامل الجينيَّة في مُساعدة المُسِنّين على تَخطِّي تدهور الصِحَّة والتهالُك المُقترن بالشيخوخة؛ ويُمكن للأفراد المُلتزمين بسلوكيَّات صِحّيَّة، مثل مُمارسة الأنشِطة البَدنيَّة، واتباع نِظام غِذائيّ سليم، والامتناع عن التدخين، تقليل فُرص إصابتهم بأمراض مُزمنة وتخفيض مُعدَّل إصابتهم بعجز إلى النِصف، مُقارنةً بالأشخاص غير المُلتزمين بتلك السلوكيَّات. يُمكن إنقاذ حياة الكثيرين بالفَحْص المُبكِّر للأمراض المُزمنة ( مِثل مَرَض السُّكَّريّ، وسَرَطانات الثَّدي وعُنُق الرَّحِم والقولون).
وكذلك، تُخفِض التَطعيمات والتَحصينات ضِد مرَض الإنفلونزا ومرض البكتيريا الرئويَّة المُتَكوِّرة (بالإنجليزيَّة: pneumococcal disease) من فُرَص الاستشفاء والوفاة من تِلك الأمراض. وتتضمَّن الإجراءات الوقائيَّة الأخرى إزالة العوائِق التي يُمكن التَّعثُّر بها أثناء السير من المَنزل وتركيب المقابض (للاتّكاء عليها)، ممَّا يؤدي لتقليل مخاطِر السقوط والكسور.
تُعَدّ أيضًا مُمارسة التمرينات الرياضيَّة بانتظام إجراءً وِقائيًا لتَحْسين مستوى وجوْدة حياة الفرد؛ وقد أظهرت البحوث أنَّ الأنشطة الرياضيَّة بإمكانها التَّحسين من قُدرة الفرد على الحَركة وتأدية أعماله اليوميَّة، حتَّى لدى المُسِنّين الهَرِمين وفي المراحِل المُتقدِّمة من الشيخوخة. ولكن، يجب على الأفراد المُعرَّضون للإصابة بأيّ أمراض مُزمنة كأمراض القلب، أو السِّكَّريّ، أو الأفراد المُدخِّنون، أو الذين يُعانون من السِمنة استشارة الطبيب قبل القيام بأنشِطة بدَنيَّة أو بَذل مجهود بدنيّ زائِد.
اهتَم بجَعْل الأنشِطة البدنيَّة جُزءًا من حياتك اليوميَّة؛ استمتع بعمل الأشياء المُفضَّلة لديك، كالمَشي السريع، أو ركوب العَجَل، أو الرَقص. ولا تتوقف عن عَمَل المهام البدنيَّة داخل منزلك أو في الفِناء (حديقة المنزل)، كاستبدال الأدوات الكهربائيَّة بالعمل اليدوي، أو صُعود السلالِم، أو جَمْع أوراق النباتات.
نصائح لممارسة التمرينات الرياضيَّة بشكلِ آمِن وسليم:
لا تقم بممارسة أي تمرينات رياضيَّة يمكن أن تؤدي إلى شعورك بالألم أو الإنهاك الشديدين؛ قد تشعر بالوجَع، أو بعدم الارتياح، أو بالإرهاق الطفيف، ولكن بدون ألم شديد. سيُساعدك النشاط البدنيّ والرياضيّ على الشعورك بالتَّحسُّن.
وأخيرًا يجب الالتفات إلى دور الأنشطِة الذهنيّة، ودورها الذي لا يقلّ أهميَّة عن دور الأنشِطة البدنيَّة؛ فقد أشارت البحوث إلى أنَّ الأشخاص المُشاركين في أنشِطة مُحفِّزة للعقل، كالقراءة، والألعاب، والاستماع إلى الراديو، وزيارة المتاحف، تقِل فُرص إصابتهم بمرض الزهايمر. ورُبَّما تُثبت ذلك الحِكمة اليابانيَّة: «نبدأ في الشيخوخة عندما نتوقف عن التعلُّم».
مقال الشيخوخة: مظاهرها، وأسبابها، وطُرُق الوقاية، وعلاج أمراضها كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>إساءة معاملة الأطفال (بالإنجليزيّة: Child Abuse)، يشار إليها أيضًا بانتهاك الأطفال، أو الاعتداء على الأطفال، أو سوء معاملة الأطفال، قد تَنتُج عن الأذى الجسديّ، أو العاطفيّ، أو الجنسيّ. في حين أنَّ إساءة معاملة الأطفال غالبا ما تكون على شكل أفعال، إلّا أنَّ هناك أمثلة أخرى غير قائمة على الفعل وتسبب الأذى أيضًا؛ مثل الإهمال. بعض […]
مقال إساءة معاملة الأطفال وأذيَّتهم: أعراض، وعوامل الخطر، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>إساءة معاملة الأطفال (بالإنجليزيّة: Child Abuse)، يشار إليها أيضًا بانتهاك الأطفال، أو الاعتداء على الأطفال، أو سوء معاملة الأطفال، قد تَنتُج عن الأذى الجسديّ، أو العاطفيّ، أو الجنسيّ. في حين أنَّ إساءة معاملة الأطفال غالبا ما تكون على شكل أفعال، إلّا أنَّ هناك أمثلة أخرى غير قائمة على الفعل وتسبب الأذى أيضًا؛ مثل الإهمال.
بعض الأسر التي تعاني من الإدمان على الكحول، أو المواد المخدرة، ولديهم مشاكل في السيطرة على غضبهم تكون لديهم نسب أعلى لحدوث إساءة معاملة الأطفال مقارنة بالأسر التي لا تعاني من هذه المشاكل. قد تتسبّب نتائج إساءة معاملة الأطفال في أضرار قصيرة وطويلة المدى، أو يمكن حتى أن تؤدّي إلى الموت. هناك بعض الأطفال الذين قد لا يكونوا مدركين أنَّه يتم إساءة معاملتهم.
إساءة معاملة الأطفال واسعة الانتشار، فقد تحدث في أي فئة ثقافيّة، أو عرقيّة، أو ذات دخل عال. قد تكون إساءة معاملة الأطفال على شكل إيذاء جسديّ، أو عاطفيّ، أو لفظيّ، أو انتهاك جنسيّ. وقد تنتج أيضًا من الإهمال. قد تؤدي الإساءة إلى إصابة خطيرة للطّفل، وربما حتى الموت.
يشمل الإيذاء الجسديّ الإيذاء المتعمّد للطّفل على سبيل المثال: عن طريق الحرق، أو الضرب، أو كسر العظام. تشمل الإساءة اللفظيّة إيذاء الطّفل عن طريق على سبيل المثال: الاستخفاف بهم، أو تهديدهم بأفعال جسديّة أو جنسيّة. قد تنتج الصّدمة العاطفيّة من عدة أشكال من الإساءة.
تشير الدراسات إلى أنّ واحدة من كل أربعة فتيات وواحد من كل ثمانية أولاد يتعرضون للاعتداء الجنسيّ قبل سن 18، وأنّ ما يقارب واحد من كل 20 طفلًا يتعرضون للإيذاء الجسديّ كل عام. الاعتداء الجنسيّ على الأطفال هو التعريض المُتعمَد لطفلٍ قاصر على النشاط الجنسيّ الذي لا يمكن أنّ يفهمه أو يوافق عليه الطّفل. هذا يعني أنّ الطّفل يتم إجباره أو إقناعه بممارسة الجنس أو الأنشطة الجنسيّة من قبل شخص آخر. يشمل هذا السلوك: اللمس غير اللائق لثدييّ الطّفل، أو لأعضائه التّناسليّة، أو محاولة عرض أو مداعبة الأعضاء التّناسليّة أمام الطّفل، أو الاتصال الجنسيّ عن طريق الفم، أو الجماع التّناسليّ أو الشرجيّ، أو استراق النظر، أو تعريض الطفل للمواد الإباحيّة.
يحدث إهمال الطّفل عندما لا يقدّم شخص ما (العائل) ضروريات الحياة للطّفل، سواء بقصد، أو دون قصد. يشمل ذلك:
لقد أصبحت الحرية الدينيّة نقطة خلاف – حيث تسمح بعض الدول بالإهمال الطبيّ بسبب الاعتراضات الدينيّة (مثل السماح بالختان، أو السماح بالامتناع عن زراعة الأعضاء بين الديانات المختلفة). هناك أيضًا أمثلة على أفعال دينيّة متطرفة والتي تعتبر إساءة معاملة للأطفال مقبولة في بلدان أخرى.
ليس من السهل دائما معرفة أنّ الطّفل يتم إيذاءه. غالبًا ما يخاف الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء من الشكوى لأنّهم يخشون من أنّ يتم لومهم، أو أنّ أحدًا لن يصدقهم. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون الشخص الذي أساء إليهم شخصًا يحبونه كثيرًا ويريدون حمايته. غالبًا ما يتعذّر على الآباء معرفة أعراض الإساءة (إيذاء طفلهم)؛ لأنّهم قد لا يرغبون في مواجهة هذا الواقع.
إذا كنت تشك أنّ أحد الأطفال قد تعرض للاعتداء الجنسيّ، فيجب فحص الطّفل بأسرع وقتٍ ممكن من قبل إخصائيّ رعاية صحيّة مدرَّب، لا يمكن أنّ ناكّد بشكلٍ كاف على أنّ الطّفل المُعتدَى عليه يحتاج إلى وصول فوريّ إلى الدعم والعلاج الخاص. يجب ألّا يتأخر فحص الطبيب لأيّ سبب من الأسباب. فالعديد من علامات الإصابة المرتبطة بالاعتداء الجنسيّ تكون مؤقتة. في الوضع المثاليّ، يجب القيام بالفحص في غضون 72 ساعة من الحدث أو اكتشافه. ويجب إجراء فحص بدنيّ كامل دائمًا حتى يتمكن المسؤول عن الفحص من البحث عن أي علامات للإيذاء الجسديّ أو الجنسيّ. هذان الشكلان من الإساءة قد يتواجدان في نفس الوقت. كلما طالت فترة الاعتداء، قلّ احتمال حصول الطّفل على الشفاء التام.
انتبه للتغيرات غير المبررة في جسم طفلك أو سلوكه. وقم بإجراء فحص رسميّ إذا كان لديك سبب للشك في أنّ طفلك قد تعرض للاعتداء. كن حذرا من أي من التغيرات التالية:
علامات الاعتداء الجسديّ: أي إصابة (كدمة، أو حرق، أو كسر، أو إصابة في البطن أو الرأس) لا يمكن تفسيرها.
علامات الاعتداء الجنسيّ: سلوك مخيف (كوابيس، أو اكتئاب، أو مخاوف غير مألوفة، أو محاولات للهرب)، ألم في البطن، أو التبّول اللاإراديّ، أو عدوى المسالك البوليّة، أو ألم في الأعضاء التّناسليّة أو نزيف، أو الأمراض المنقولة جنسيًا، أو السلوك الجنسيّ المتطرّف الذي يبدو غير مناسب لعمر الطّفل.
علامات إساءة المعاملة العاطفيّة: تغيير مفاجئ في الثقة بالنفس، أو صداع وآلام بالمعدة دون سبب طبيّ، أو مخاوف غير طبيعيَّة، أو زيادة في الكوابيس، أو محاولات الهرب.
علامات الإهمال العاطفيّ: نقص الوزن (خاصة عند الرضع)، والسلوك الحنون ومحاولات لفت الانتباه المبالغ فيهم بشكلٍ بائس، والشهية النهمة، وسرقة الطعام.
تسهم مجموعة من العوامل الفردية والأسريّة والمجتمعيّة والبيئيّة في مخاطر إيذاء الأطفال وإساءة معاملتهم. رغم أنّ الأطفال ليسوا مسئولين عن الضرر الذي لحق بهم، فقد وجد أنّ بعض الخصائص الفرديّة تزيد من خطر تعرضهم لسوء المعاملة. عوامل الخطر هي عوامل مساهمة وليست أسباب مباشرة.
إذا كنت تشك أنّ طفلًا ما تساء معاملته، فاتصل بطبيب أطفال أو مؤسسة حماية أطفال محليّة للحصول على المساعدة. الأطباء مُلزمون قانونيّا بالإبلاغ عن جميع حالات إساءة المعاملة أو الإهمال للسلطات. يمكنهم أيضًا ترشيح مُعالِج وتوفير المعلومات اللازمة للمحققين. كما يمكن للأطباء الإدلاء بشهادتهم في المحكمة لضمان الحماية القانونيّة للطّفل، أو المساعدة لمقاضاة فرد مُشتبه في تورطه في الاعتداء الجنسيّ على الأطفال.
أيًا كانت طبيعة الاعتداء، ينبغي على الفور اتخاذ الإجراءات للإبلاغ عن الإساءة، والحصول على المساعدة. يؤدي تأخير الإبلاغ إلى تقليل فرص الطّفل في الشفاء الكامل.
إذا تعرَّض طفلك للإساءة، لا تتردد في إرساله إلى أخصائيّ الصحة النفسيّة المؤهل. وقد يتم نصحك أنت وأفراد العائلة الآخرين بتلقي الاستشارات، حتى تتمكن من توفير الدعم والراحة التي يحتاجها طفلك. إذا كان أحد أفراد عائلتك مسئولًا عن الإساءة، فقد يتمكن أحد متخصصيّ الصحة النفسية من معالجة هذا الشخص بنجاح أيضًا.
إذا تعرض طّفلك لسوء المعاملة والإيذاء، فقد تكون أنت الشخص الوحيد الذي يمكنك مساعدته. لا تأخر الإبلاغ عن شكوكك من سوء المعاملة. إنكار المشكلة سيؤدي فقط إلى تفاقم الوضع، والسماح لسوء المعاملة بالاستمرار يقلل من فرص الطّفل في الشفاء التام. في أي حالة من حالات إساءة معاملة الأطفال، تعد سلامة الطّفل المعتدى عليه هي الاهتمام الرئيسيّ. هو أوهي يكونون بحاجة إلى الكون في بيئة آمنة خالية من احتماليّة استمرار سوء المعاملة.
في معظم الحالات، يعاني الأطفال الذين يتعرضون لسوء المعاملة أو الإهمال من الأذى العاطفيّ أكثر من الأذى الجسديّ. قد يصاب الطّفل الذي تعرض للإيذاء أو سوء المعاملة بشكل كبير للاكتئاب، أو يتولّد عنده سلوك انتحاريّ، أو سلوك انطوائيّ، أو سلوك عنيف. وقد يلجأ الطّفل الأكبر سنًا إلى تعاطي المخدرات أو الكحولّيات، أو يحاول الهرب، أو إيذاء الآخرين.
كلما كان الطّفل أصغر وعلاقته أقرب بالشخص المسيء، كان الضرر العاطفيّ أكثر خطورة. وكما هو الحال في البالغين، يمكن أن ينمو لدى الأطفال قد متعلّقة بالزواج والجنس، أو يصابون بالاكتئاب، أو يكتسبون سلوك الانتحاريّ. بالتدخل المبكر والعلاج يمكن تجنب هذه النتائج.
مقال إساءة معاملة الأطفال وأذيَّتهم: أعراض، وعوامل الخطر، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>إهمال الأطفال من المشاكل الخطيرة الشّائعة التي تؤثّر سلبًا على تطّور الطّفل وشخصيّته، لها عدّة أنواعٍ وأنماطٍ تتظاهر بأشكالٍ مختلفةٍ.
ربّما كان من أهمّ أسبابها قلّة خبرة الوالدين ولا مبالاتهما، ولكن من الضّروريّ معرفة وجود العديد من المشكلات الّتي ترتبط بظهور الإهمال. هناك الكثير من البرامج والمبادرات الّتي تسعى جاهدة للقضاء على هذه الظاهرة، ومساعدة الأطفال في الحصول على الحياة الجيّدة الّتي يستحقونها.
مقال إهمال الطفل: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>يكون إهمال الطفل بأشكال مختلفة جسديّة كانت أم عاطفيّة، وتعاني منه الفتيات أكثر من الصبية، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال الأصغر سنًّا. قد يعاني الطفل المُهمَل من سوء التغذية، والمرض الدائم، بالإضافة لكثرة تغيّبه عن المدرسة.
يُعرّف إهمال الطّفل (بالإنجليزيّة: Child Neglect) كنوع من سوء المعاملة المرتبطة بفشل توفير الرّعاية اللازمة لكلّ مرحلة عمريّة. يظهر الإهمال بنمط مستمرّ من الرّعاية غير الكافية، ويلاحظ بسهولة من قبل الأفراد القريبين من الطفل؛ على عكس الانتهاكات الجسديّة، والجنسيّة. غالبًا ما يلاحظ المدرّسون مؤشّرات الإهمال على الطّفل بمجرّد دخوله إلى المدرسة، مثل: سوء النّظافة، أو نقصٍ في كسب الوزن، أو رعاية طبّيّة غير كافية، أو غياب متكرّر عن المدرسة. حدّد الخبراء أربعة أنواع من الإهمال: الجسديّة، والعاطفيّة، والتعليميّة، والطبّيّة.
يتعرّض الأطفال في الولايات المتّحدة الأمريكيّة للإهمال أكثر من تعرّضهم للانتهاكات الجسديّة، والجنسيّة مجتمعة. وجدت وزارة الصّحة والخدمات الإنسانيّة الأمريكيّة أنّه في عام (2007) كان هنالك ما يعادل (794,000) طفلاً يعانون من سوء المعاملة في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، و(59%) منهم كانوا ضحايا للإهمال.
اقترح بعض الباحثين (5) أنماط مختلفة من الإهمال: الإهمال الجسديّ، والإهمال العاطفيّ، والإهمال الطبيّ، وإهمال الصّحة النّفسيّة، والإهمال التعليميّ. قد تقوم الولايات بتصنيف سوء المعاملة التي لا تندرج تحت أيّ من الأصناف الرئيسيّة -انتهاك جسديّ، أو إهمال، أو إهمال طبي، أو انتهاك جنسيّ، أو سوء معاملة نفسيّة- تحت مسمّى «أخرى».
على الرغم من ذلك، يحظى الإهمال باهتمام أقلّ بكثير من الإساءة الجسديّة، والجنسيّة من جانب الممارسين، والباحثين، ووسائل الإعلام. قد يكون أحد الأسباب أنّه صعب التّعريف، والتّحديد.
الإهمال في كثير من الأحيان عبارة عن لامبالاة وإغفال. لكن إهمال احتياجات الأطفال يمكن أن يكون ضارًّا بقدر تعنيفهم جسديًّا.
معلومات إضافية
يظهر الإهمال عند بعض الأطفال المُهمَلين كفشل في النمو، أو سوء تغذية، أو كحالات طبيّة أخرى؛ والتي قد تكون مهدِّدة للحياة في الأشكال الشديدة.
من العلامات الظاهرة: جلد مُتّسخ، رائحة جسم كريهة، شعر غير نظيف وغير مُمشّط، ثياب ممزّقة ومتّسخة ومقاسها غير مناسب، عدم تناسب الملابس مع حالة الطقس، غياب الرقابة الدائم.
فكّر بوجود حالة من الإهمال عندما تلاحظ على الطفل ما يلي:
فكّر بوجود حالةٍ من الأهمال عندما تلاحظ على الأهل أو مقدم الرعاية البالغ ما يلي:
يشمل رفض طلب الرّعايّة الصّحيّة اللّازمة، وهجر الطّفل (أي تركه دون تأمين رعاية أو إشرافٍ بديلٍ جيّد)، وعدم كفاية الإشراف، ونبذ الطّفل الّذي يؤدي إلى طرده من المنزل وحرمانه السّلامة والاحتياجات الجسديّة والعاطفيّة، عدم كفاية التغذية أو الملابس أو النظافة، عدم الانتباه للأخطار التي يمكن تجنبها في المنزل، وأشكال أخرى من الاستهتار بسلامة الطفل (مثل: القيادة مع الطفل أثناء السُّكر، وترك طفلٍ صغيرٍ في السيارة دون رقابة).
يحدث عندما يُسمح للطفل بالتّغيب الدّائم، أو أن يكون قد بلغ سن المدرسة ولكن لا يحصل على التعليم. بالإضافة إلى رفض أو الفشل في تأمين الخدمات التّعليميّة التّصحيحيّة المُوصَى بها (وهي خدمات لمساعدة الطّلاب الضّعفاء من أجل تحقيق الكفاءات المتوقّعة منهم في العلوم الأساسيّة)، أو إهمال العلاج في حالةِ اضطراب التّعلم المشخّص لدى الطّفل أو غيرها من احتياجات التّعليم الخاص؛ دون سببٍ معقول.
يتضمَّن عدم كفاية التّربية والألفة، سوء معاملة الشّريك بحضور الطّفل، السّماح للطّفل باستخدام المخدّرات أو الكحول، رفض أو تأخير الرعاية النّفسيّة اللّازمة، وتشجيع أو السّماح بسلوك سيّء آخر (مثل: الجنوح المزمن، شدّة العدوانيّة) عندما يكون الوالد أو مقدّم الرّعاية على دراية بوجود مشكلة ولكنّه لا يتدخّل.
هو عدم توفير الرّعاية الصّحيّة المناسبة للطّفل. قد تظهر عليه علامات سوء الحالة الصحيّة مثل: التّعب، والجّروح المخموجة، وحكّ أو خدش الجلد المستمر.
لا يتقصّد معظم الآباء أذيّة أو إهمال أطفالهم. والكثير منهم قد تعرّض للإهمال أو الأذيّة في طفولته.
قد لا يعرف الوالدان الصّغيران أو قليلا الخبرة كيف يعتنون بأطفالهم، أو ما يجب أن يتوقعانه من الطّفل في مراحل تطوّره المختلفة.
في بعض الأحيان تكون الظروف الّتي تضع العائلات تحت ضغطٍ غير اعتياديّ -على سبيل المثال: الفقر، الطّلاق، المرض، الإعاقة- لها الدّور الأكبر في سوء معاملة الأطفال. الآباء الذين يتعاطون الكحول أو المخدرات الأخرى؛ أكثر قابلية لإساءة معاملة أطفالهم أو إهمالهم.
يقترح الباحثون أن أسباب الإهمال المرتبطة بالأهل تنبع من حالتهما النفسيّة، وتاريخهما التّطوّري، وخصائص الأسرة والطّفل، وطرق وموارد التّكيّف مع الظّروف المختلفة.
يساعد تعليم الوالدين، والمراكز المجتمعيّة، وخدمات الرعاية المؤقّتة، وبرامج معالجة إدمان المواد المختلفة؛ على حماية الأطفال من خلال تبيان الظّروف الّتي تؤهّب لإساءة معاملة الطّفل، والمساعدة على حلّها.
هنالك 20 ولاية تطلب من كل مواطن يشتبه بحالة إساءة أو إهمال أن يقوم بالإبلاغ عنها.
“الشكّ المنطقيّ” المستند إلى أدلّة موضوعيّة -والتي يمكن أن تكون ملاحظة مباشرة أو سماع تصريحات أحد الوالدين أو الطّفل- هو كلّ المطلوب للإبلاغ عن الانتهاكات.
يتطلّب فهم الإهمال؛ الوعي بالمشاكل الاجتماعيّة ذات الصلّة به، مثل: الفقر، وإدمان المخدّرات، والعنف المنزليّ. تتطلب المداخلات العلاجيّة للأطفال والأسر المتضرّرة من الإهمال تقييمات شاملة وعلاج مخصّص.
مقال إهمال الطفل: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>