الشره المرضيّ العصبيّ، أو النهام العصبيّ، أو (البوليميا) (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa) هو اضطراب أكل يتّصف بنوبات من نَهم الطعام -أي استهلاك كمّيّة كبيرة من الطعام بسرعة- يتبعها سلوك تعويضيّ كالقيء -وهو الأكثر شيوعًا- أو أحد أساليب الإفراغ الأخرى. يشعر الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ عادةً بفقدان السيطرة على تناول الطعام. إذ بإمكانهم استهلاك ما […]
مقال الشره المرضيّ العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>الشره المرضيّ العصبيّ، أو النهام العصبيّ، أو (البوليميا) (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa) هو اضطراب أكل يتّصف بنوبات من نَهم الطعام -أي استهلاك كمّيّة كبيرة من الطعام بسرعة- يتبعها سلوك تعويضيّ كالقيء -وهو الأكثر شيوعًا- أو أحد أساليب الإفراغ الأخرى. يشعر الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ عادةً بفقدان السيطرة على تناول الطعام. إذ بإمكانهم استهلاك ما يصل إلى (3400) سعرة حراريّة خلال أكثر من ساعة بقليل، و(20000) سعرة حراريّة خلال ثماني ساعات. يشكّل الشره المرضيّ العصبيّ مع فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating Disorder) الأنواع الثلاثة الرئيسيّة من اضطرابات الأكل والتغذية.
غالبًا ما يعرف الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ أنّهم يعانون من مشكلة ما، ويخافون من عدم قدرتهم على التّوقف عن تناول الطعام. يعقب مرحلةَ نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Bingeing) مرحلةُ الإفراغ أو التطهير (بالإنجليزيّة: Purging) من خلال حثّ الجسم على التقيّؤ، أو إساءة استخدام مدرّات البول أو الأدوية المُليّنة. غالبًا ما يُمارَس الإفراط في تناول الطعام والإفراغ بالسرّ، ويصحبهما تَعاقبٌ بين مشاعر الخزيّ والراحة.
بخلاف الأشخاص المصابين بفقدان الشهيّة، يمكن للأشخاص المصابين بالشره المرضيّ الحفاظ على وزن مصنّف ضمن فئة «الوزن الطبيعيّ» بالنسبة لأعمارهم. ولكنّهم -على غرار الأشخاص المصابين بفقدان الشهيّة- يخشون عادةً اكتسابَ الوزن، ويرغبون بفقدانه بشدّة، وغير راضين إلى حدّ بعيد عن أحجام أجسادهم وأشكالها. يمكن لكلّ ما سبق تفسير السبب وراء حدوث سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ في السرّ في أغلب الأوقات.
يصيب الشره المرضيّ نسبةً تتراوح بين (1%) إلى (4%) من الإناث خلال حياتهنّ. إنّ انتشار الشره المرضيّ عند الذكور غير معروفٍ؛ ولكنّه أقلّ شيوعًا عند الذكور من الإناث.
تبدأ معظم حالات الشره المرضيّ العصبيّ في أواخر مرحلة المراهقة وأوائل العشرينات؛ غير أنّه قد لا يتمّ كشفها حتّى الثلاثينات أو الأربعينات. تتكرّر دورة نهم الطعام والإفراغ عادةً عدّة مرات في الأسبوع. وبناءً على عدد السلوكيّات التعويضيّة في الأسبوع الواحد، يمكن تصنيف الشره المرضيّ على أنّه خفيف، أو معتدل، أو شديد، أو حادّ.
تبعًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، ويُختصَر: DSM-5)، تضمّ أعراض الشره العصبيّ ما يلي:
الشره المرضيّ العصبيّ هو أكثر من مجرّد مشكلة مع الطعام. يمكن لنوبة نهم الطعام أن يثيرها اتّباع حمية غذائيّة، أو الضغط، أو مشاعر غير مريحة مثل الغضب أو الحزن. ينخرط الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ بالسلوك التطهيريّ وطرق أخرى لمنع زيادة الوزن؛ كي يشعروا أنّهم أكثر سيطرة على حيواتهم، ويخفّفوا من الضغط والقلق.
لا يوجد سبب واحد معروف للشره المرضيّ؛ ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدّي دورًا في حدوثه، بما فيها:
كما هو الحال مع فقدان الشهية العصبيّ، يعاني الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ العصبيّ من أمراض نفسيّة مرافقة مثل: الاكتئاب، والقلق، وإساءة استخدام الموادّ. تنجم أيضًا اختلالات وظيفيّة جسديّة عن عمليّة الإفراغ المستمرّة، من ضمنها: خلل في توازن الشوارد، ومشاكل الجهاز الهضميّ، ومشاكل الأسنان. يضمّ علاج الشره المرضيّ توليفة من الخيارات، تعتمد على الاحتياجات الفرديّة.
للحدّ من دورة النهم والإفراغ أو القضاء عليها، يسهم الإرشاد التغذويّ، والعلاج النفسيّ -العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) خصوصًا- والعلاج الدوائيّ في الحدّ من دورة النهم والإفراغ، أو القضاء عليها.
تبيّن أنّ العلاج السلوكيّ المعرفيّ المُصمَّم لمعالجة حالات الشره المرضيّ فعّال في تغيير سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ، وتحسين المواقف تجاه تناول الطعام. يمكن أن يتمّ العلاج بشكل فرديّ، أو في إطار مجموعة من الأشخاص.
إضافة إلى العلاج السلوكيّ المعرفيّ، قد تساعد بعض مضادّات الاكتئاب المرضى الذين يعانون من الاكتئاب والقلق أيضًا. الفلوكستين (Fluoxetine) هو مضادّ الاكتئاب الوحيد المُوافَق عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (بالإنجليزيّة: Food and Drug Administration، وتُختصَر: FDA) لعلاج الشره المرضيّ. إذ يبدو أنّ الدواء يسهم في الحدّ من سلوكيّات نهم الطعام والإفراغ، واحتماليّة العودة إليها، وتحسين المواقف تجاه تناول الطعام.
اضطرابات الأكل معقّدة، وتطرح تحدّيات عدّة. إلى يومنا هذا، تستمرّ الأبحاث السلوكيّة، والنفسيّة، وأبحاث علم الأعصاب حول أسباب اضطرابات الأكل، وعلاجاتها. يعمل الباحثون على تحديد العمليّات الأساسيّة التي تفترضها اضطرابات الأكل؛ بهدف فهم عوامل الخطر، وتعرّف على مؤشّرات اضطرابات الأكل الحيويّة، وتطوير أدوية تستهدف مسارات محدّدة تؤثّر على سلوكيّات تناول الطعام. قد يقدّم التصوير العصبيّ والدراسات الجينيّة أدلّة على الاستجابات الفرديّة لعلاجات محدّدة.
مقال الشره المرضيّ العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب نهم الطعام أو شراهة الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating Disorder، ويُختصَر: BED)، ويُطلَق عليه أيضًا إفراط الأكل القهريّ، أو متلازمة الشره القهريّ، أو اضطراب الإفراط في تناول الطعام (بالإنجليزيّة: Compulsive Overeating)، هو اضطراب أكل يتّصف باستهلاك كمّيّة كبيرة من الطعام في وقت قصير نسبيًّا. بخلاف الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، […]
مقال اضطراب نهم الطعام: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب نهم الطعام أو شراهة الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating Disorder، ويُختصَر: BED)، ويُطلَق عليه أيضًا إفراط الأكل القهريّ، أو متلازمة الشره القهريّ، أو اضطراب الإفراط في تناول الطعام (بالإنجليزيّة: Compulsive Overeating)، هو اضطراب أكل يتّصف باستهلاك كمّيّة كبيرة من الطعام في وقت قصير نسبيًّا. بخلاف الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، لا يُفرغ الأشخاص المصابون أمعاءهم بعد تناول الطعام؛ ممّا يؤدّي إلى زيادة شديدة في أوزانهم. يشكّل اضطراب نهم الطعام مع فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia Nervosa)، والشره المرضيّ العصبيّ الأنواع الثلاثة الرئيسيّة من اضطرابات الأكل والتغذية.
قد يكون اضطراب نهم الطعام أكثر اضطرابات الأكل انتشارًا في الولايات المتحدة؛ حيث يعاني منه حوالي (4) ملايين راشد، علمًا أنّه يصيب الإناث -بغضّ النظر عن الفروقات العرقيّة بينهنّ- أكثر من الذكور. ينتشر الاضطراب بين الأشخاص الذين يسعون إلى إنقاص أوزانهم. يعاني حوالي (15%) من الأشخاص متوسّطي السمنة -بمَن فيهم الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم بأنفسهم، أو باللجوء إلى المنتجات التجاريّة- من اضطراب نهم الطعام. على الرغم من ارتباط نهم الطعام بالسمنة، لا ينخرط معظم الأشخاص ذوي السمنة في نوبات متكرّرة من نهم الطعام.
بدايةً، يجب علينا التمييز بين الإكثار من تناول الطعام غير المرضيّ، ونهم الطعام. يُكثِر معظمنا من تناول الطعام بين حين وآخر، وفي بعض المناسبات كالاحتفالات، حيث تفرض العادات تناول الكثير من الطعام. إنّ هذه الحالات عرَضيّة، واجتماعيّة، واحتفاليّة؛ وبالتالي، لا يكون الإكثار من تناول الطعام فيها اضطرابًا. أمّا اضطراب نهم الطعام فيتّسم بتناول كمّيّة من الطعام أكبر من تلك التي يتناولها الأشخاص غير المصابين به في نفس المدّة الزمنيّة، وتحت تأثير نفس الظروف.
يشترط تشخيص اضطراب نهم الطعام حدوث نوبات النهم بمتوسّط مرّة واحدة أو أكثر أسبوعيّا، ولمدّة لا تقلّ عن (3) أشهر. يختلف تصنيف التشخيص تبعًا لدرجته، فيكون خفيفًا، أو متوسّطًا، أو شديدً، أو حادًّا، ويعتمد ذلك على عدد نوبات النهم في الأسبوع الواحد. تشتمل الأعراض على ما يلي:
إضافة إلى ما سبق، يعزل الأشخاص المصابون باضطراب نهم الطعام أنفسهم عن التجمّعات أحيانًا لشعورهم بالحرج الشديد من الكمّيّات الكبيرة المتناولة، وعاداتهم في تناولها. على سبيل المثال، قد يغيبون عن المدرسة، أو العمل. كما أنّهم يحسّنون من قدرتهم على إخفاء عاداتهم إلى الحدّ الذي يجعل الآخرين من حولهم -حتّى الأقرب منهم إليهم- غافلين عن إصابتهم باضطراب نهم الطعام.
يختبر الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ العصبي نهمَ الطعام أيضًا؛ غير أنّ اضطراب نهم الطعام مختلف عن الشره المرضيّ العصبيّ. إذ غالبًا ما يقوم الأشخاص المصابون بالشره المرضيّ العصبيّ بممارسات تحول دون زيادة أوزانهم بعد الإفراط في تناول الطعام -على عكس الأشخاص المصابين باضطراب نهم الطعام- مثل التقيّؤ المستحثّ ذاتيًّا، واستخدام المليّنات، ومدرّات البول، والحقن الشرجيّة، والصوم، وممارسة الرياضة إلى حدّ الإجهاد.
يبدأ اضطراب نهم الطعام عادةً في مرحلة المراهقة أو مرحلة الشباب، مع احتماليّة ظهوره للمرّة الأولى في مرحلة الطفولة، أو مرحلة الرشد المتأخّر؛ غير أنّ سبل تطوّره مجهولة إلى حدّ كبير.
يبدو أنّ اضطراب نهم الطعام متوارثًا في العائلة الواحدة؛ ما يفترض وجود استعداد وراثيّ للإصابة به، أو انشغال العائلة بالمسائل المتعلّقة بالوزن.
تشكّل الانفعالات السلبيّة العامل السابق لنوبة النهم الأكثر شيوعًا. أمّا العوامل الأخرى فتتضمّن العوامل المجهدة بين الشخصيّة، وتناول الطعام بكمّيّات قليلة جدًّا عند اتّباع حمية غذائيّة (دايت)، والمشاعر السلبيّة إزاء صورة الجسد، والملل.
قد يصاحب اضطرابَ النهم الطعام شعورٌ مستمرّ بالاكتئاب. كما يمكن للسمنة الناتجة عن الاضطراب التسبّب بحالات طبّيّة خطيرة، مثل مرض السكّري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول في الدم، وأمراض المرارة، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان.
توجد خيارات متعدّدة لمساعدة الأشخاص الذين يريدون التحكّم بمَيْلهم لنهم الطعامن مثل: العلاج السلوكيّ المعرفيّ، والعلاج النفسيّ التفاعليّ، والعلاج الدوائيّ. يعلّم العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، ويُختصَر: CBT) الأشخاص المصابين باضطراب نهم الطعام كيفيّة مراقبة تناول الطعام، وتغيير عادات الأكل غير الصحّيّة، وطرق تفاعلهم مع المواقف الصعبة. أمّا العلاج النفسيّ التفاعليّ (بالإنجليزيّة: Interpersonal Psychotherapy) فيساعدهم على فحص علاقاتهم مع الأصدقاء والعائلة، وإجراء تغييرات اللازمة لحلّ المشاكل. ويمكن للعلاج الدوائيّ عن طريق مضادّات الاكتئاب مساعدة بعض الأشخاص.
على الرغم من فعّاليّة العلاج السلوكيّ المعرفيّ، والعلاج النفسيّ التفاعلي، والأدوية، يستمرّ الباحثون في البحث عن إستراتيجيّات علاجيّة مساعِدة. تشتمل العلاجات الأخرى على ما يلي:
أماكن تلقّي العلاج
يستجيب العديد من الأشخاص المصابين باضطرابات الأكل إلى العلاج في العيادات الخارجيّة، ومنها: العلاج الفرديّ، والجماعيّ، والأسريّ، إضافةً إلى التدبير الطبّيّ من قبل مقدّم الرعاية الأساسيّة. ثبت أيضًا أنّ مجموعات الدعم، والإرشاد التغذويّ، والأدوية النفسيّة التأثير المتناولة تحت الإشراف الطبّيّ فعّاليتها في مساعدة بعض الأشخاص.
أمّا الرعاية المرتكزة على المستشفى -بما فيها الاستشفاء الجزئيّ، وبرامج العيادات الخارجيّة المكثّفة، والرعاية الداخليّة في وحدة متخصّصة لاضطرابات الأكل- فتصبح ضروريّة عندما يؤدّي اضطراب الأكل إلى مشاكل جسديّة قد تهدّد حياة المريض، أو عندما يترافق مع اضطرابات نفسيّة أو سلوكيّة خطيرة.
تختلف الاحتياجات في العلاج بين شخص وآخر. لذا من الضروريّ لكلّ شخص يعاني من اضطراب أكل ما الاستعانة بمهنيّ صحّيّ موثوق به؛ من أجل تنسيق الرعاية الصحّية التي يحتاجها، والإشراف عليها.
مقال اضطراب نهم الطعام: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia Nervosa) هو اضطراب أكل يَظهر عندما يرفض الشخص تناوُل كمّيّة كافية من الطعام، أو يعجز عن الحفاظ على الحدّ الأدنى من وزنه ضمن فئة «الوزن الطبيعيّ» حسب مؤشّر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index، واختصاره: BMI). يشكّل فقدان الشهيّة العصبيّ مع الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام […]
مقال فقدان الشهيّة العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>فقدان الشهيّة العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia Nervosa) هو اضطراب أكل يَظهر عندما يرفض الشخص تناوُل كمّيّة كافية من الطعام، أو يعجز عن الحفاظ على الحدّ الأدنى من وزنه ضمن فئة «الوزن الطبيعيّ» حسب مؤشّر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body Mass Index، واختصاره: BMI). يشكّل فقدان الشهيّة العصبيّ مع الشره المرضيّ العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia Nervosa)، واضطراب نهم الطعام (بالإنجليزيّة: Binge Eating Disorder) الأنواع الثلاثة الرئيسيّة من اضطرابات الأكل والتغذية.
يعاني الأفراد المصابون بفقدان الشهيّة عادةً من تشوّه في صورة الجسد؛ إذ يرون أنفسَهم سِمانًا، ويخافون كثيرًا من اكتساب الوزن أو السمنة. تستحوذ عمليّة التقييد -وهي غالبًا ذات طبيعة وسواسيّة- على تفكيرهم؛ فيطوّرون عادات أكل غير اعتياديّة، مثل: تجنّب الطعام أو الوجبات التي تحتوي على سعرات حراريّة مرتفعة، وانتقاء بعض الأطعمة وتناولها حصرًا بكمّيّات صغيرة، أو وزن الطعام وتقسيمه بحذر. قد يتحقّق الأشخاص المصابون بفقدان الشهيّة من أوزانهم مرارًا، وينخرطون في أساليب مختلفة للتحكّم بها، مثل: ممارسة الرياضة بشكل مكثّف وقهريّ، أو سوء استخدام المسهّلات، والحقن الشرجيّة، ومدرّات البول. غالبًا ما تعاني الفتيات المصابات بفقدان الشهيّة من تأخّر دورتهنّ الشهريّة الأولى، أو انقطاع الحيض أي غياب الدورة الشهريّة.
في الولايات المتّحدة، يصيب فقدان الشهيّة حوالي (0.9%) من الإناث -لا سيّما الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين (15) سنة و(19) سنة- وحوالي (0.3%) من الذكور.
تتطوّر اضطرابات الأكل غالبًا خلال المراهقة، أو الرشد المُبكِّر؛ ولكن تشير بعض التقارير إلى إمكانيّة وقوع بداياتها خلال الطفولة، أو لاحقًا عند الرشد المتأخّر. تبعًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، تشمل أعراض فقدان الشهيّة العصبيّ ما يلي:
وفقدان الشهيّة العصبيّ نوعان:
نَجد فقدان الشهيّة العصبيّ واضطرابات الأكل الأخرى عادةً في الثقافات والبيئات التي تعتبر النحافةَ أمرًا مرغوبًا به. تشمل هذه الثقافات والبيئات البلدانَ ما بعد الصناعيّة وذات الدخل المرتفع، حيث تقدّم صيحات الموضة، وحملات المبيعات، والإعلام النحافةَ على أنّها سمة مرغوبة أو نموذجيّة. كما تعزّز بعض النشاطات والمِهَن، مثل عرض الأزياء وألعاب الرياضة، فكرةَ النحافة بالحدّ الأكبر من المسموح به صحّيًّا، بهدف أداء هذه النشاطات والمهن بشكل جيّد.
يمكن لبداية اضطراب الأكل الارتباط بواقعة حياتيّة مجهدة، مثل مغادرة المنزل بغية الالتحاق بالجامعة بالنسبة إلى الأشخاص في مرحلة الشباب، أمّا بالنسبة إلى النساء الأكبر سنًّا، فتشمل هذه الوقائع الفترات الانتقاليّة المماثلة، كالعودة إلى العمل بعد إنشاء أسرة، أو إيجاد عمل جديد، أو الطلاق.
ترتبط أيضًا العوامل المزاجيّة، مثل طلب الكمال والسمات الوسواسيّة في الطفولة، باضطرابات الأكل.
يبدو أنّ الوراثة تؤدّي دورًا مهمًّا في خطر تطوير فقدان الشهيّة؛ إذ يتضاعف انتشاره بين الأقارب من الدرجة الأولى، وكذلك بين التوائم المتطابقة (أكثر من نسبة انتشاره بين التوائم الشقيقة).
كشفت الدراسات المتعلّقة بأساسيّات بيولوجيا السيطرة على الشهيّة، وتبدّلها نتيجة الإفراط المطوّل في الأكل أو الجوع الشديد تعقيدًا هائلًا. يمكن لنتائج هذه الدراسات تطوير علاجات دوائيّة جديدة لاضطرابات الأكل لاحقًا. يشتبه العلماء وجود تفاعُل بين جينات متعدّدة وبين عوامل بيئيّة، وعوامل أخرى تضاعف من خطر تطوير هذه الاضطرابات.
غالبًا ما تلازم اضطراباتَ الأكل اضطراباتٌ نفسيّة أخرى، مثل: الاكتئاب، وسوء تعاطي الموادّ، واضطرابات القلق، واضطراب الشخصيّة الحدّيّة. كما يمكن أن ترافقها مضاعفاتٌ عدّة على مستوى الصحّة الجسديّة، كخسارة الكثافة المعدنيّة للعظام، وفقر الدمّ. تضمّ المضاعفات أيضًا مشاكل خطيرة بالقلب، وفشلًا كلويًّا، والتي قد تؤدّي إلى الموت. من المهمّ إذًا الاعتراف بأنّ اضطرابات الأكل هي أمراض حقيقيّة، ويمكن علاجُها.
يشكّل الإرشاد والعلاج، إضافة إلى العناية الطبّيّة للصحّة والاحتياجات الغذائيّة، جانبًا مهمًّا من العلاج. تتطلّب اضطرابات الأكل -بسبب تعقيداتها- خطّة علاج شاملة تنطوي على عناية ومراقبة طبّيّتَين، وتدخّلات اجتماعيّة-نفسيّة، وإرشاد تغذويّ، وتدبير دوائيّ عند الحاجة. كلّما تمّ تحديد الاضطراب وتشخيصه عاجلًا، تحسّنت فرص العلاج والنتائج الناجحة.
لعلاج فقدان الشهيّة (3) أهداف أسياسيّة:
يمكن للعلاج النفسيّ أن يكون مفيدًا وضروريًّا للكشف عن العوامل التي تعزّز المخاوف حول الأكل واكتساب الوزن. كما يمكنه مساعدة الفرد في التعامل مع المشاكل المتعلّقة بصورة الجسد، والثقة بالنفس، والتحكّم، وطلب الكمال.
يُعَدّ العلاج السلوكيّ المعرفيّ (بالإنجليزيّة: Cognitive Behavioral Therapy، واختصاره: CBT) نوع علاج فعّال لاضطرابات الأكل. إذ إنّه ذو فترة زمنيّة محدودة، وطبيعة مركّزة؛ ما يساعد الفرد على الربط بين أفكاره، ومعتقداته، وسلوكيّاته. يعمل العلاج السلوكيّ المعرفيّ على تعزيز بعض العناصر السلوكيّة، وبناء القدرة على تحمّل الإزعاج والضيق المرتبطَين بالطعام. يسهم ذلك في جعل أنماط الأكل سويّةً، والانخراط في سلوكيّات تعزّز اكتساب وزن صحّيّ. قد يلقي العلاج السلوكيّ المعرفيّ الضوء على الخلل الوظيفيّ في أنماط التفكير، والمواقف والمعتقدات السلبيّة حول الطعام وتناوله، والتي تعزّز الخزي من الجسد وقلّة الثقة.
يُعتبَر العلاج الأسريّ أيضًا وسيلة فعّالة لعلاج فقدان الشهيّة العصبيّ، واضطرابات أكل أخرى. «أسلوب (ماودسلي)» هو طريقة علاج أسريّ يدمِج الأهل كعملاء فاعلين يؤدّون دورًا إيجابيًّا في مسيرة تعافي طفلهم. تشدّد هذه المقاربة -والتي طُوّرَت في مستشفى (ماودسلي) في (لندن) عام (1985)- على ضرورة هدوء الأهل، ودعمهم، وثباتهم في إطعام الطفل أو المراهق ذي سلوكيّات أكل مضطربة.
يبقى دور الأدوية محدودًا في علاج اضطرابات الأكل. لكن يمكن لمضادّات الاكتئاب وأدوية نفسيّة أخرى المساعدة في علاج الاضطرابات التي قد تصاحب فقدان الشهيّة العصبيّ، مثل الاكتئاب والقلق. عندما يشتدّ اضطراب الأكل إلى حدّ تهديد الحياة، أو يسبّب مشاكل نفسيّة أو سلوكيّة شديدة، يمكن للعلاج في المستشفى أو الوحدة النفسيّة أن يكون محبّذًا.
مقال فقدان الشهيّة العصبيّ: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>