اضطراب الحركات النمطيّة (بالإنجليزيّة: Stereotypic Movement Disorder)، ويُسمّى أيضًا اضطراب الحركة التكراريّ، هو اضطراب حركيّ ينشأ في مرحلة الطفولة، عادةً قبل مرحلة المدرسة الابتدائيّة، ويتضمّن حركات متكرّرة دون هدف. ومن الأمثلة على الحركات النمطيّة: تقليب الكفّين، وتأرجح الجسد، وخبط الرأس، وعضّ النفس. لا يُشخَّص الطفل باضطراب الحركات النمطيّة إلّا إذا كانت الحركات المتكرّرة تسبّب له […]
مقال اضطراب الحركات النمطيّة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب الحركات النمطيّة (بالإنجليزيّة: Stereotypic Movement Disorder)، ويُسمّى أيضًا اضطراب الحركة التكراريّ، هو اضطراب حركيّ ينشأ في مرحلة الطفولة، عادةً قبل مرحلة المدرسة الابتدائيّة، ويتضمّن حركات متكرّرة دون هدف. ومن الأمثلة على الحركات النمطيّة: تقليب الكفّين، وتأرجح الجسد، وخبط الرأس، وعضّ النفس. لا يُشخَّص الطفل باضطراب الحركات النمطيّة إلّا إذا كانت الحركات المتكرّرة تسبّب له ضيقًا، وتؤدّي إلى خلل في الأداء الوظيفيّ اليوميّ، أو تَنتج عنها أذيّة النفس.
الحركات النمطيّة البسيطة (مثل: التأرجح للخلف والأمام) شائعة لدى الأطفال الصغار، ولا تشير إلى اضطراب حركيّ. أمّا الحركات النمطيّة المعقّدة فهي أقلّ شيوعًا، وتحدث لدى (3%) إلى (4%) من الأطفال. عادةً ما تُشخَّص الحركات النمطيّة لدى الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنيّة وحالات النماء العصبيّ؛ لكنّها توجد أيضًا لدى الأطفال ذوي النموّ النموذجيّ. في حين أنّ الأفعال قد تكون أو تظهر دون هدف، من الممكن أن تقلّل الحركات النمطيّة من القلق كاستجابة لعوامل مجهدة خارجيّة.
عادةً ما تتمّ ملاحظة الحركات النمطيّة خلال أوّل (3) سنوات من العمر. تتضمّن أعراض اضطراب الحركات النمطيّة ما يلي:
تختلف أنواع الحركات التكراريّة بشكل واسع، ويظهر كلّ طفل بسلوك فرديّ نمطيّ «مُوقَّع». من المحتمل أن تتزايد الحركات التكراريّة مع الملل، والضغط، والحماس، والإرهاق. قد يتوقّف بعض الأطفال عن أداء الحركات التكراريّة إذا كانوا محطّ انتباه أو مشتّتي الذهن؛ في حين أنّ البعض الآخر قد لا يتمكّنون من إيقاف حركاتهم التكراريّة. يمكن تصنيف اضطراب الحركات النمطيّة على أنّه خفيف، أو متوسّط، أو شديد. تسمح الحالة الخفيفة للشخص بكبت حركات الجسم بسهولة؛ بينما تتطلّب الحالة المتوسّطة تدابير وقائيّة أو تعديل السلوك. أمّا الحالة الشديدة فتتطلّب المراقبة المستمرّة والتدابير الوقائيّة لتجنّب الإصابة الخطيرة.
ما هي الحركات النمطيّة؟
الحركات النمطيّة هي حركات لا إراديّة، وإيقاعيّة، ومتكرّرة، ويمكن التنبّؤ بها. تبدو الحركات النمطيّة هادفة؛ لكنّها لا تخدم وظيفة أو غرضًا واضحًا. ومن الأمثلة على الحركات النمطيّة: التلويح باليد، والتدوير التكراريّ بها، وتقليب الذراعين، وتَلَوّي الأصابع، وغيرها من الأمثلة المذكورة أعلاه.
كيف يُشخَّص اضطراب الحركات النمطيّة؟
الطريقة الأوّليّة لمعرفة ما إذا كان لدى الشخص اضطراب الحركات النمطيّة هو وجود الحركات النمطيّة التي تم ذكرها في ما سبق. يكون الاضطراب أكثر وضوحًا، خاصّةً عند الأطفال الصغار، في حال وجود حركات الجسد التي قد تؤدّي إلى جرح ذاتيّ، مثل: عضّ الشفتين، أو وخز العينين. إذا كان لدى الطفل حركات نمطيّة من دون علامات أخرى لإعاقة نمائيّة، يجب عليه رؤية طبيب أطفال.
هل الحركات النمطيّة هي نفسها سلوكيّات التنبيه الذاتيّ؟
بشكل عامّ، الإجابة هي: نعم؛ وذلك على الرغم من استخدام مصطلح «سلوك التنبيه الذاتيّ» (بالإنجليزيّة: Self-Stimulatory Behavior، واختصاره: Stimming) عامّةً في سياق الحديث عن الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحّد. بالنسبة للشخص ذي اضطراب طيف التوحّد، يشير سلوك التنبيه الذاتيّ إلى نفس السلوكيات النمطيّة التي تمّ ذكرها فيما سبق، بما فيها تقليب الكفّين، أو نقرة الأصابع، أو الدوران.
لا يزال السبب المباشر لاضطراب الحركات النمطيّة غير معروف؛ لكن هناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة بظهوره. على سبيل المثال، من الممكن أن تؤدّي العزلة الاجتماعيّة إلى التنبيه الذاتيّ على شكل حركات نمطيّة. كما يمكن للضغط المحيط (مثل وجود صعوبة في المدرسة أو المنزل) استثارة السلوك النمطيّ. قد يكون هناك أيضًا عنصر جينيّ للحالة.
إضافةً إلى ما سبق، قد يغيّر الخوف من حالة الشخص الوظيفيّة؛ ممّا قد يؤدّي إلى زيادة تواتر السلوكيّات النمطيّة. يرتبط أداء الوظائف المعرفيّة المنخفض بخطر أكبر للسلوكيّات النمطيّة وأقلّ استجابة ملائمة للتدخّلات. أظهرت الأبحاث الأخيرة احتماليّة وجود اختلال وظيفيّ في مسارات حمض الجاما أمينوبوتيريك (بالإنجليزيّة: Gamma-Aminobutyric Acid) في الدماغ.
يكون خطر الإصابة باضطراب الحركات النمطيّة أكبر عند الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنيّة الشديدة. في الواقع، يمكن عادةً قمع الحركات النمطيّة أو تقليلها بمرور الوقت لدى الأطفال ذوي النمو النموذجيّ. أمّا السلوكيّات النمطيّة المؤذية للذات لدى الأطفال ذوي الإعاقات الذهنيّة فيمكن أن تستمرّ لعدّة سنوات.
هل يرتبط اضطراب الحركات النمطيّة باضطراب طيف التوحّد؟
يمكن أن تكون الحركات التكراريّة عرضًا ظاهرًا من أعراض اضطراب طيف التوحّد. بما أنّ الحركات النمطيّة سِمة من سِمات اضطراب طيف التوحّد، لا يتمّ تشخيص اضطراب الحركات النمطيّة عندما تكون السلوكيّات التكراريّة مفسّرة بشكل أفضل بوجود اضطراب طيف التوحّد. ومع ذلك، عندما تتسبّب الحركات النمطيّة في إيذاء النفس وتصبح محطّ تركيز للعلاج، يصبح كِلا التشخيصين -اضطراب الحركات النمطيّة واضطراب طيف التوحّد- ملائمين.
هل يتأثّر اضطراب الحركات النمطيّة بالجينات؟
في إحدى الدراسات، أفاد (25%) من الأطفال الذين لديهم حركات نمطيّة وجود تاريخ عائليّ للحركات النمطيّة؛ ممّا يقترح أنّ الجينات تؤدّي دورًا في هذا الاضطراب.
يمكن أن يشمل علاج اضطراب الحركات النمطيّة العلاج النفسيّ والاستراتيجيّات السلوكيّة؛ بهدف التقليل من الحركات التكراريّة، والحدّ من خطر إيذاء النفس. عادةً ما تُستخدَم تقنيّة علاجيّة تُدعى التعزيز التفريقيّ (بالإنجليزيّة: Differential Reinforcement)، والتي تعتمد على التعزيز الإيجابيّ لتعليم الطفل كيفيّة تعديل سلوكه. حتّى الوقت الحاليّ لم تثبت العقاقير فعّاليّتها في علاج الحركات النمطيّة الأوّليّة، ونادرًا ما تُوصَف بها من قبل الأطباء. وكما هو الحال مع العديد من الحالات التي تصيب الأطفال، يؤدّي التحديد والعلاج المبكّران إلى نتائج أفضل.
كم عدد الأشخاص المصابين باضطراب الحركات النمطيّة؟
الحركات النمطيّة البسيطة كالتأرجح شائعة عند الأطفال الصغار. أمّا الحركات النمطيّة المعقّدة فهي أقلّ شيوعًا بكثير، وتحدث لدى حوالي (3%) إلى (4%) من الأطفال الصغار. يزداد انتشار الحركات النمطيّة بين الأطفال ذوي الإعاقات الذهنيّة، متراوحًا بين (4%) و(16%).
ما هي المدّة التي تستغرقها النوبات؟
تستمرّ النوبة من ثوان معدودة إلى عدّة دقائق أو أكثر. أمّا تواتُر النوبات فيتفاوت من عدّة مرّات في اليوم الواحد إلى مرّة واحدة كلّ بضعة أسابيع. تتغيّر السلوكيّات بتغيّر السياق، وتحدث عندما ينغمس الشخص في نشاطات أخرى، أو عندما يكون متحمّسًا، أو متوتّرًا، أو متعبًا، أو يشعر بالضجر.
ما هي النتائج المحتملة لاضطراب الحركات النمطيّة؟
يُظهِر معظم الرضّع التلويح بالذراعين دون هدف ظاهريًّا، وسِمات أخرى لاضطراب الحركات النمطيّة؛ لكن سرعان ما يتخلّصون منها عندما يصلون إلى مرحلة الطفولة. بالنسبة للأطفال الذين يعانون من حركات نمطيّة، يمكن للعلاجات التخفيف من الأعراض في الحالات الخفيفة والمتوسّطة. لكن من المحتمل ألّا تخفّ الأعراض بمرور الوقت لدى الأشخاص ذوي الإعاقات المتعلّقة بالنموّ أو اضطراب طيف التوحّد.
مقال اضطراب الحركات النمطيّة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب العرّة المؤقّت (بالإنجليزيّة: Provisional Tic Disorder) هو اضطراب حركيّ يعاني فيه الشخص من تشنّجات حركيّة و/أو لفظيّة غير إراديّة لمدّة تقلّ عن عام واحد. عُرِف اضطراب العرّة المؤقّت سابقًا باسم اضطراب العرّة العابر (بالإنجليزيّة: Transient Tic Disorder). والعرّات (بالإنجليزيّة: Tics) -ويُطلَق عليها أيضًا التشنّجات اللا إراديّة- تتّخذ شكل حركات أو أصوات غير اعتياديّة، وتكراريّة، […]
مقال اضطراب العرّة المؤقّت: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب العرّة المؤقّت (بالإنجليزيّة: Provisional Tic Disorder) هو اضطراب حركيّ يعاني فيه الشخص من تشنّجات حركيّة و/أو لفظيّة غير إراديّة لمدّة تقلّ عن عام واحد. عُرِف اضطراب العرّة المؤقّت سابقًا باسم اضطراب العرّة العابر (بالإنجليزيّة: Transient Tic Disorder).
والعرّات (بالإنجليزيّة: Tics) -ويُطلَق عليها أيضًا التشنّجات اللا إراديّة- تتّخذ شكل حركات أو أصوات غير اعتياديّة، وتكراريّة، وغير مقصودة، ولا تتّبع أيّ إيقاع أو نمط معيّنَين. غالبًا ما يتمّ وصف التشنّجات اللا إراديّة على أنّها مسبوقة برغبة ملحّة قويّة ولا يمكن السيطرة عليها للتشنّج، ويتبعه تحرير للتوتّر. يشعر بعض الأشخاص أيضًا أنّ التشنّج اللا إراديّ لا بدّ أن يتمّ بطريقة معيّنة، وسيكرّرونه إلى أن يقومون به «بشكل صحيح».
تظهر اضطرابات التشنّج اللا إراديّ بشكل عامّ في مرحلة الطفولة، وعادةً ما تبدأ الأعراض قبل أن يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ. في الواقع، يتراوح متوسّط بداية ظهور الأعراض بين أعمار (4) و(6) سنوات. تميل الأعراض إلى أن تكون أكثر شدّة بين أعمار (10) و(12) سنوات، وتتحسّن تباعًا مع انتقال الطفل إلى مرحلة المراهقة. تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ اضطرابات التشنج اللا إراديّ أكثر شيوعًا بمعدّل مرّتين -في أقلّ تقدير- لدى الفتيان منها لدى الفتيات.
يُشخَّص الفرد باضطراب التشنّج اللا إراديّ المؤقّت في حال وجود واحد على الأقلّ من العرّات الحركيّة أو الصوتيّة لمدّة تقلّ عن عام واحد. لا بدّ للسلوك أيضًا أن يكون قد ظهر قبل سنّ (18) عامًا، من دون أن يتمّ نسبها كذلك إلى متلازمة توريت (بالإنجليزيّة: Tourette’s Syndrome)، أو اضطراب العرّة المزمن (بالإنجليزيّة: Persistent Motor or Vocal Tic Disorder)، أو اضطراب تعاطي الموادّ (بالإنجليزيّة: Substance Use Disorder)، أو أيّ حالة طبّيّة أخرى.
من الممكن أن تكون التشنّجات اللا إراديّة إمّا بسيطة أو معقّدة. تكون التشنّجات اللا إراديّة الحركيّة البسيطة سريعة -أي لا تدوم سوى لأجزاء من الثانية- ومن الممكن أن تشمل:
أمّا التشنّجات اللا إراديّة الصوتيّة البسيطة فتتضمّن ما يلي:
غالبًا ما تتضمّن التشنّجات اللا إراديّة المعقّدة توليفة من التشنّجات اللا إراديّة البسيطة، مثل تزامُن وميض العين مع استدارة الرأس. تميل العرّات المعقّدة إلى الاستمرار لفترة أطول تصل إلى عدّة ثوان. يمكن لهذه العرّات أن تسوء إذا كان الشخص قلقًا، أو متحمّسًا، أو مرهقًا. في المقابل، يمكن أن تتضاءل العرّات حين يكون الشخص هادئًا، وموجِّهًا تركيزه على نشاط محدّد، مثل: الأعمال المدرسيّة.
لا يزال السبب المحدّد لاضطراب التشنّج اللا إراديّ المؤقّت مجهولًا حتّى اليوم. ولكن هناك اعتقاد بأنّه يتأثّر بمجموعة من العوامل بما فيها التشوهات الجينيّة والدماغيّة، بالإضافة إلى بيئة الشخص نفسه.
تظهر الأبحاث أنّه من المحتمل أن تسري اضطرابات التشنّج اللا إراديّ لدى العائلات. كما يمكن للعوامل البيئيّة أن تتسبّب بها أو تزيدها سوءًا؛ ومن هذه العوامل البيئيّة: العمر الأبوي الأكبر سنًّا، أو تدخين الأمّ أثناء الحمل. تجدر الإشارة إلى أنّ القلق، والتوتّر، والإرهاق كلّها عوامل يمكن أن تؤدّي كذلك إلى تفاقم الأعراض.
لا يكون علاج اضطراب التشنّج اللا إراديّ ضروريًّا إلّا إذا كانت الأعراض شديدة إلى الحدّ الذي تتسبّب فيه بضائقة لدى الطفل أو المراهق، وتتعارض مع أدائه المدرسيّ أو نموّه الاجتماعيّ. من الممكن أن يتضمّن العلاجُ علاجًا دوائيًّا أو علاجًا سلوكيًّا؛ بهدف التخفيف من وجود الأعراض وحدّتها، كما وتحسين أيّ ضائقة قد يعاني منها الشخص كنتيجة لتشنّجاته اللا إردايّة. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن تساعد تقنيّات الاسترخاء في تقليل تواتر التشنّجات اللا إراديّة.
مقال اضطراب العرّة المؤقّت: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>عسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia) هو إحدى صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disabilities) التي تؤثّر على قدرة شخص بمعدّل ذكاء طبيعيّ على تعلّم الحساب والرياضيّات، مقارنةً بالأشخاص الذين هم في نفس العمر، ويحصلون على نفس التوجيهات. يمكن لعسر الحساب التسبّب في صعوبات في مجالات عدّة، مثل: العَدّ. قياس الكمّيّة. الذاكرة العاملة بالنسبة للأرقام. الذاكرة المتسلسلة. القدرة على […]
مقال عسر الحساب: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>عسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia) هو إحدى صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disabilities) التي تؤثّر على قدرة شخص بمعدّل ذكاء طبيعيّ على تعلّم الحساب والرياضيّات، مقارنةً بالأشخاص الذين هم في نفس العمر، ويحصلون على نفس التوجيهات.
يمكن لعسر الحساب التسبّب في صعوبات في مجالات عدّة، مثل:
عسر الحساب هو حالة طويلة الأجل يمكنها إعاقة التقدّم الأكاديميّ وتقدير الذات. ومع ذلك، يمكن إدارة هذه الحالة بالعلاج، خاصّةً عند بدء العلاج في مرحلة الطفولة المبكّرة.
لعسر الحساب مسمّيات أخرى، ومنها:
أمّا عسر الحساب المكتسَب (بالإنجليزيّة: Acquired Dyscalculia)، فيشير إلى عسر الحساب الذي تمّ اكتسابه في مرحلة عمريّة متقدّمة، ويُطلَق عليه أيضًا فقدان القدرة الحسابيّة، أو تعذّر الحساب (بالإنجليزيّة: Acalculia).
يصنّف الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5) عسر الحساب على أنّه اضطراب تعلّم محدّد مع ضعف في الرياضيّات.
نموذجيًّا، يكون الظهور الأول لعسر الحساب في مرحلة الطفولة. لكن يمكن ألّا يُشخَّص حتّى مرحلة الرشد. يمكن أن تشمل أعراض عسر الحساب ما يلي:
يمكن لهذه الأعراض بالإضافة إلى قدرة الشخص العامّة على فهم مواضيع الرياضيات أن تبدو متباينة. إذ إنّ الشخص المصاب بعسر الحساب قد يُظهِر القدرة على أداء العمليات الحسابيّة، لكن ينسى كيفيّة إجراء تلك العمليّات في اختبار في اليوم التالي. قد توجد أيضًا بعض الأعراض غير الملحوظة، كالصعوبة في تذكّر الأسماء، أو ربط الوجوه مع الأسماء.
بشكل أعمّ، قد يبدو الشخص المصاب بعسر الحساب شارد الذهن، ولديه مَيل إلى ضلّ الطريق، أو فقدان الأشياء، أو فقدان تتبّع الوقت، أو الارتباك بسهولة. بناءً عليه، من المحتمل حصوله على تشخيص باضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD) عوضًا عن التشخيص بعسر الحساب.
يمكن لعسر الحِساب إثارة مشاعر من القلق، أو ضعف تقدير الذات. على سبيل المثال، قد يقلق الطفل من فكرة حلّ المسائل الرياضيّة، أو يتكبّد العناء لتجنّب الأنشطة التي تتطلّب عمليّات حسابيّة، أو ينعت نفسه بـ«الغبيّ» بسبب معاناته في مواكبة زملائه.
ما مدى شيوع عسر الحساب؟
إن معدّل انتشار عسر الحساب غير موثّق جيّدًا. لكن تشير معظم التقديرات إلى أنّ نسبة أطفال المدارس الذين يستوفون معايير عسر الحساب تتراوح بين (5%) و(10%).
كيف يتمّ تشخيص عسر الحساب؟
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص عسر الحساب. يتمّ تشخيص هذا الاضطراب عادةً عن طريق تقييم شامل يختبر مهارات محددّة في الرياضيات، وقدرات إدراكيّة عامّة. يراجع التقييم أيضًا تاريخ العائلة، وودرجات الاختبارات المقنّنة، والأداء الأكاديميّ السابق. إضافة إلى ما سبق، يستبعد التقييم اضطرابات أخرى ذات الصلة، مثل: اضطراب القلق المعمّم، واضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه.
هل يُعَدّ عسر الحساب إعاقة؟
في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، يُصنَّف عسر الحساب على أنّه إعاقة تبعًا لكلّ من قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (بالإنجليزية: Individuals with Disabilities Education Act، واختصاره: IDEA)، وقانون الأمريكيّين ذوي الإعاقة (بالإنجليزية: The American with Disabilities Act، واختصاره: ADA)؛ ممّا يعني أنّ الأطفال والبالغين المصابين بهذه الحالة مؤهّلون للحصول على التسهيلات في المدرسة ومكان العمل.
هل عسر الحساب حالة تستمرّ مدى الحياة؟
على غرار صعوبات التعلّم الأخرى، لا يمكن الشفاء من عسر الحساب، وهو حالة تستمرّ في مرحلة الرشد. ومع ذلك، يمكن للعلاج، والدعم، والتسهيلات مساعدة الأشخاص المصابين بعسر الحساب في تعلّم كيفيّة إدارة الحالة، وتحديد استراتيجيّات تعايش تسمح لهم بخوض العالم بنجاح.
هل كلّ طفل يعاني من صعوبة في الرياضيات لديه عسر الحساب؟
ليس بالضرورة. يمكن أن يجد الأطفال صعوبة في استيعاب المواضيع الجديدة أو التركيز في حصّة الرياضيات بسبب عوامل عدّة، ومنها:
علاوة على ذلك، يجد الكثير من الأطفال صعوبة في الرياضيّات في وقت أو آخر. يمكن أن يواجه الطفل تحدّيات ملائمة لعمره في مادّة الرياضيّات؛ فلا تدلّ ضرورةً على عسر الحساب.
يجب على الأهل منشغلي البال حول قدرات طفلهم الرياضيّة التحدّث أوّلًا مع مدرسّ الطفل؛ لكي يساعد في تحديد ما إذا كان ما يواجهه الطفل من تحديّات غير اعتياديّ بالنسبة إلى عمره، وما إذا كان من المحتمل إخضاعه للتقييم.
لم يتأكّد الباحثون بعد ممّا يسبّب عسر الحساب الارتقائيّ. لكن كما هو الحال مع صعوبات التعلّم الأخرى، يُعتقَد أنّ هناك دور لمزيج من العوامل الجينيّة والبيئيّة. يستمرّ الخبراء في محاولة معرفة الاختلافات بين أولئك اللذين تنشأ مشاكلهم في الرياضيّات من نقائص في المعالجة الدماغيّة، وأولئك الذين تتعلّق مشاكلهم بعوامل مثل سوء التوجيهات، أو الفقر، أو الحالات المصاحبة.
من الممكن أيضًا أن يكتسب الشخص عسر الحساب نتيجةً لإصابة دماغيّة أو جلطة؛ غير أنّ هذا الأمر نادرًا. عادةً ما ينشأ هذا الشكل من الاضطراب من تلف الفصّ الجداريّ للدماغ، وبمكن الإشارة إليه بعسر الحساب المكتسب، أو فقدان القدرة الحسابيّة، أو تعذّر الحساب. كما يمكن أن تكون المشاكل المفاجئة مع الرياضيات مؤشّرًا على الخرف.
هل عسر الحساب جينيّ؟
كما هو الحال مع صعوبات التعلّم الأخرى، يُعتقَد أنّ عسر الحساب متأثّر بالجينات بشدّة. في الواقع، وجدت البحوث أنّه من المرجّح أن يكون لدى الأشخاص المصابين بعسر الحساب أفرادٌ من العائلة مصابون بعسر الحساب أيضًا، وهي احتماليّة أكبر بشكل ملحوظ لدى أولئك منها لدى عامّة الناس.
هل يتسبّب القلق بعسر الحساب؟
يُسمَّى عسر الحساب في بعض الأحيان برهاب الرياضيّات؛ على الرغم من أنّ هذا المسمّى ليس دقيقًا تمامًا. في الواقع، يمكن أن يشعر الشخص بالقلق بشكل مستمرّ كلّما فكّر في القيام بالمسائل الحسابيّة، من دون أن يكون لديه عسر الحساب. أمّا القلق لدى الأشخاص المشخّصين بعسر الحساب فيمكن أن يفاقم الصعوبات التي يعانون منها.
بغضّ النظر عن وجود عسر الحساب من عدمه، يمكن لرهاب الرياضيّات أن يكون خطيرًا؛ مؤدّيًا إلى اجتناب طويل الأجل للرياضيات. وفقًا لبعض الأبحاث، عندما يترقّب بعض الأشخاص الذين لديهم رهاب الرياضيّات الاضطرارَ إلى حلّ المسائل الحسابيّة، تنشط لديهم نفس المراكز في الدماغ التي تسجّل التهديدات الباطنيّة والألم الجسديّ.
هل يتسبّب سوء التوجيهات الخاصّة بالرياضيّات بعسر الحساب؟
لا يمكن أن تسبّب التوجيهات غير الفعّالة والمتضاربة اضطرابات الارتقاء الدماغيّ مثل عسر الحساب. ولكن يمكن أن تؤدّي التوجيهات السيّئة ببعض الأطفال إلى المعاناة مع مفاهيم الرياضيات الشائعة، أو الأداء في الرياضيات بشكل أسوأ ممّا يفعلون عادةً. يمثّل تحديد ما إذا كانت الصعوبات التي يواجهها الطفل مع الرياضيّات تعود إلى عسر الحساب أو أسباب أخرى -بما فيها التوجيهات السيّئة- المفتاح الرئيسيّ في تكوين التقييم الشامل.
إنّ أفضل خدمة يمكن تقديمها للأطفال الذين يعانون من عسر الحساب هي التدخّل المبكّر، إضافةً إلى التدريب المتخصّص على المهارات المتعلّقة بأساسيّات الحساب والرياضيّات. يتضمّن العلاج عادةً التوجيه المصمّم ليتناسب مع حاجات الفرد (المتعلّم) في الرياضيات، إلى جانب وجود تسهيلات داخل الفصل تسمح للأطفال بمواكبة أقرانهم بشكل أفضل. يمكن أن تختلف العلاجات والتسهيلات المحدّدة باختلاف طبيعة عسر الحساب ودرجته.
كيف يُعالَج عسر الحساب عند الأطفال؟
يبدأ العلاج عادةً من خلال تقييم مهارات التعلّم ومستويات الدافعيّة عند الطفل بواسطة المعلّمين والمتخصّصين الآخرين في المدرسة؛ بهدف تحديد الطرق والتسهيلات التي بإمكانها المساعدة. يتمّ أيضًا إدراج عوامل أخرى قد تتضارب مع التعليم، مثل: ضعف النظر أو السمع، أو الحضور المدرسيّ، أو الصعوبات العاطفيّة أو الحركيّة. بعد ذلك، وإلى جانب التوجيه المخصّص في الرياضيّات والمفصّل لاحتياجات الطفل، عادةً ما يتلقّى الأطفال المصابون بعسر الحساب تسهيلات تساعدهم في التعويض عن أكبر التحدّيات التي تسبّبها الأعراض.
ما أفضل التسهيلات التي يمكن تقديمها إلى التلاميذ المصابين بعسر الحساب؟
تشمل التسهيلات الشائعة لعسر الحساب ما يلي:
يتعاون كلّ من الأهل، والمعلّمين، والأخصّائيّين النفسانيّين في المدرسة لتحديد التسهيلات الأكثر إفادة لطفل محدّد. غالبًا ما تتطلّب هذه العمليّة بعض التجربة والخطأ.
قد يستفيد أيضًا البالغون المصابون بعسر الحساب من العلاج؛ على الرغم من قلّة الأبحاث حول مدى فعّاليّة التدخّلات المصمّمة خصّيصًا للبالغين. يمكن للبالغين المشخّصين بعسر الحساب ضمان التسهيلات في مكان العمل، والتي يمكن بدورها مساعدتهم في إدارة أعراضهم بشكل أفضل؛ ما يجعلهم أكثر فعّاليّة في وظائفهم. من الممكن أيضًا أن يساعد العلاج النفسيّ الفرديّ البالغين في التغلّب على مشاكل تقدير الذات الدائمة التي تسبّبها صعوبات الرياضيّات طويلة الأمد.
كيف يمكن أن يحصل البالغون على المساعدة مع عسر الحساب؟
من الممكن أن يستفيد البالغون المصابون بعسر الحساب من دروس الرياضيّات الخصوصيّة، إن كان ذلك متاحًا. قد يرغبون أيضًا بسؤال الطبيب أو أخصّائيّ الصحّة العقليّة الخاصّ بهم ما إذا توفّرت مصادر خاصّة بعسر الحساب في منطقتهم. علاوة على ذلك، يمكن لاتّخاذ خطوات معيّنة لإحداث تعديلات في مكان عمل شخص ما -بما فيها السعي إلى تسهيلات رسميّة في حال رغبتها- تمثيل الطريقة الأكثر ضمانًا لوضع حدّ لتعارُض الأعراض المسبّبة للمشاكل مع الحياة اليوميّة.
تشمل التعديلات أو التسهيلات الممكنة ما يلي:
هل تستطيع الأدوية أن تعالج عسر الحساب؟
في الوقت الحاليّ لا توجد أدوية معتمدة لعلاج صعوبات التعلّم كعسر الحساب. ومع ذلك، يمكن أن يجد الأطفال والبالغون المصابون باضطرابات الصحّة العقليّة المصاحبة -مثل اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه- أنّ الأدوية التي يتناولونها لتلك الاضطرابات تساعدهم على التركيز بشكل أكثر فعّاليّة في الرياضيات.
مقال عسر الحساب: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>خلل الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia)، ويُطلَق عليه أيضًا عسر الكتابة، هو صعوبة تعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disability) ينتج عنها ضعف الكتابة اليدويّة، أو ضعف التهجئة، أو كليهما لدى شخص ذي ذكاء متوسّط أو أعلى من المتوسّط. لا يُعَدّ خلل الكتابة اضطرابًا في الصحّة العقليّة؛ إنّما هو بالأحرى صعوبة تعلّم دماغيّة الأساس، تتّسم بصعوبة تكوين الحروف، أو تهجئة […]
مقال خلل الكتابة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>خلل الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia)، ويُطلَق عليه أيضًا عسر الكتابة، هو صعوبة تعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disability) ينتج عنها ضعف الكتابة اليدويّة، أو ضعف التهجئة، أو كليهما لدى شخص ذي ذكاء متوسّط أو أعلى من المتوسّط. لا يُعَدّ خلل الكتابة اضطرابًا في الصحّة العقليّة؛ إنّما هو بالأحرى صعوبة تعلّم دماغيّة الأساس، تتّسم بصعوبة تكوين الحروف، أو تهجئة الكلمات بشكل صحيح، أو الكتابة في حدود السطور، أو الكتابة بشكل مقروء، أو تنظيم أفكار الشخص والتعبير عنها على الورق.
يمكن لخلل الكتابة التسبّب بصعوبة عاطفيّة وضيق جسيمَين، إضافة إلى الإحباط لدى الأطفال أو الكبار. من المحتمل أن يعاني الشخص ذو خلل الكتابة من مشاكل في تهجئة الكلمات المكتوبة أو الكتابة بسرعة طبيعيّة؛ ولكن لن يعاني بالضرورة من مشاكل في القراءة أو الكلام. يمكن أن يحدث خلل الكتابة بمفرده، أو مع صعوبات تعلّم أخرى مثل خلل القراءة (بالإنجليزيّة: Dyslexia)؛ وخلل القراءة هو ضعف القدرة على القراءة وفهم الكلمات المكتوبة. ويمكن لخلل الكتابة أيضًا أن يتزامن مع الضعف اللغويّ المحدّد (بالإنجليزيّة: Specific Language Impairment)؛ ويتسبّب الضعف اللغويّ المحدّد بمشاكل إضافيّة أثناء تعلّم الكتابة والمهارات اللغويّة الشفهيّة.
يمكن أن يتجلّى خلل الكتابة في مشاكل المهارات الحركيّة الدقيّقة، و/أو الإدراك المكانيّ، و/أو معالجة اللّغة. قد تتضمّن العلامات الممكنة لخلل الكتابة ما يلي:
سيحاول بعض الأشخاص ذوي خلل الكتابة تجنّب الكتابة تمامًا، أو سيشعرون بالضيق من فكرة الاحتياج للكتابة؛ إذ يمكن أن تكون الكتابة محبطة لهم، أو حتّى مؤلمة جسديًّا. يسيء الناس أحيانًا تصنيف الأطفال المصابين بخلل الكتابة من دون أيّة صعوبة تعلّم أخرى على أنّهم «كسولين» أو «غير متحمّسين» حين يأتي الأمر للكتابة اليدويّة. ويمكن أن تستمرّ هذه التصوّرات الذاتيّة السلبيّة حتّى الرشد، خاصّةً إذا لم يتمّ تشخيص خلل الكتابة أو علاجه.
إنّ اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD) ليس سببًا في خلل الكتابة. ومع ذلك، يكون خطر تطوّر خلل الكتابة أعلى من المتوسّط لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، كما يمكن أن يكون لديهم صعوبات تعلّم إضافيّة. تقترح بعض الدلائل أنّ الفتيات المصابات باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أكثر عرضة للإصابة بكلّ من خلل الكتابة وخلل القراءة مقارنةً بالفتيان.
متى يتمّ عادةً تشخيص خلل الكتابة؟
في أغلب الأحيان يُشخَّص خلل الكتابة في بداية مرحلة التعليم الابتدائيّ، والتي يبدأ فيها الأطفال في تعلّم الكتابة. ومع ذلك، من المحتمل تشخيص الاضطراب في وقت لاحق، أو حتّى بقائه غير مُشخَّص حتّى مرحلة الرشد.
هل يوجد اختبار لخلل الكتابة؟
لا يوجد اختبار واحد لتشخيص خلل الكتابة. عادةً ما تُستخدَم مجموعة من التقييمات في تشخيص هذا الاضطراب. ويمكن لهذه المجموعة أن تتضمّن اختبارات المهارات الحركيّة الدقيقة، والمعالجة المكانيّة، وقدرة الكتابة العامّة بما فيها تكوين كلمة/حرف والتعبيرات المكتوبة. كما يمكن لواجبات الكتابة السابقة، والسجلّات المدرسيّة، ومساهمة المدرّسين والأهل أن تُؤخَذ في الاعتبار أثناء التقييم.
هل يمكن تخطّي خلل الكتابة مع السنّ؟
إنّ خلل الكتابة -شأنه شأن صعوبات التعلّم الأخرى- لا يمكن تخطّيه مع السنّ، أو «الشفاء» منه. بالرغم من ذلك، يتمكّن العديد من الأشخاص ذوي خلل الكتابة إيجاد طرق للتعايش مع التحدّيات الكبرى لديهم. يمكنهم حتّى أن يصبحوا كتّاب ناجحين، إذا بدأ العلاج في أبكر وقت ممكن.
هل يعني خطّ اليد الفوضويّ أنّ الشخص لديه خلل كتابة؟
ليس بالضرورة. لدى العديد من الأشخاص خطّ يد غير منظّم، ولكن ليس لديهم صعوبات أخرى في الكتابة؛ وبالتالي لا يرقى خطّ اليد الفوضويّ إلى تشخيص لخلل الكتابة. في الواقع، يمكن للأشخاص ذوي خلل الكتابة ألّا يكون لديهم خطّ يد فوضويّ على الإطلاق. ومع ذلك، من المرجّح أن تكون الكتابة صعبة للغاية بالنسبة لهم، وأن تتطلّب الكتابة بشكل أنيق مجهودًا وتركيزًا شديدَين.
هل تشكّل صعوبة الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح أحد أعراض خلل الكتابة؟
في بعض الحالات يمكن أن يتجلّى خلل الكتابة في صعوبة الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح، بالإضافة إلى صعوبة الكتابة اليدويّة؛ لأنّ خلل الكتابة يتعلّق بمشاكل في المهارات الحركيّة الدقيقة. ومع ذلك، يجد العديد من الأشخاص ذوي خلل الكتابة أنّ الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح أسهل بشكل ملحوظ من الكتابة اليدويّة؛ إذ إنّ الكتابة باستخدام لوحة المفاتيح والكتابة اليدويّة يتضمّنان مهارات حركيّة مختلفة. يشكّل السماح باستخدام لوحة المفاتيح أحد التسهيلات الشائعة للأطفال والراشدين ذوي خلل الكتابة.
الكتابة اليدويّة هي عمليّة معقّدة، وتنطوي على مهارات حركيّة مضبوطة، والذاكرة العاملة، وتنظيم الكلام، والتفكير في الكلام ومعانيه، وتوليد الأفكار. يمكن أن يعاني الأطفال ذوو خلل الكتابة من مشاكل في الترميز الإملائيّ (بالإنجليزيّة: Orthographic Coding)، وهو القدرة على تخزين الكلمات المكتوبة بالذاكرة العاملة أو تشكيل ذاكرة دائمة من الكلمات المكتوبة. قد يعانون أيضًا من مشاكل في تنظيم حركات تتابعيّة للأصابع. يحتمل أن يتطوّر لدى البالغين خلل الكتابة المكتسب (بالإنجليزيّة: Acquired Dysgraphia)، والمُسمّى أيضًا اللا كتابيّة (بالإنجليزيّة: Agraphia)؛ إثر إصابة دماغيّة أو جلطة.
هل خلل الكتابة هو أحد أشكال خلل القراءة؟
يتمّ الخلط أحيانًا بين خلل الكتابة وخلل القراءة، ويتضاعف هذا الخلط لأنّهما غالبًا ما يتزامنان. لكن خلل الكتابة وخلل القراءة حالتان متمايزتان. خلل الكتابة هو مشكلة في الفعل المادّيّ للكتابة بالتحديد، وتتداخل غالبًا المهارات الحركيّة والمعالجة المكانيّة في هذه العمليّة. على النقيض، يتّسم خلل القراءة بصعوبات في القراءة، مثل: عدم التعرّف على الكلمات بالنظر، أو مواجهة صعوبات هائلة في الاحتفاظ بمعلومات تمّت قرّاءتها توًّا، أو شرحها.
هل خلل الكتابة جينيّ؟
على غرار صعوبات التعلّم الأخرى، يميل خلل الكتابة إلى أن يسري في العائلات، ويُعتقَد أنّه يشتمل على مكوّن جينيّ قويّ. ومع ذلك، لا يزال السبب الدقيق للاضطراب غير مفهوم بشكل كامل.
هل يمكن أن يظهر خلل الكتابة بشكل مفاجىء؟
اللا كتابيّة -ويُطلَق عليها أيضًا عجز الكتابة، وتعذّر الكتابة، والقصور الكتابيّ- هي الخسارة المفاجئة للقدرة على الكتابة. تشترك اللا كتابيّة مع خلل الكتابة في الكثير من الأعراض، مثل: عدم القدرة على تكوين الحروف بشكل مناسب، أو وضع مسافات صحيحة بين الكلمات. تحدث اللا كتابيّة عادةً بسبب إصابة دماغيّة خطيرة، أو جلطة، أو مرض دماغي تنكّسيّ (بالإنجليزيّة: Degenerative Brain Disease) مثل الخرف (بالإنجليزيّة: Dementia). يمكن لاستراتيجيّات التأهيل أن تتيح للأشخاص المصابين باللا كتابيّة إعادة اكتساب جزء من قدرتهم المفقودة على الكتابة. تظهر اللا كتابيّة غالبًا مع اضطرابات مشابهة مثل اللا قرائيّة (بالإنجليزيّة: Alexia)، والتي تُسمّى أيضًا خلل القراءة المكتسب (بالإنجليزيّة: Acquired Dyslexia).
ما هي معالجة البيانات الحركيّة الكتابيّة؟
معالجة البيانات الحركيّة الكتابيّة (بالإنجليزيّة: Graphomotor processing) هي القدرة على نقل مكوّنات الكتابة من الدماغ إلى الورقة. وبالتالي يمنع اضطراب معالجة البيانات الحركيّة الكتابيّة الشخص من تسجيل المعلومات على الورق، حتّى ولو كان يفهم نظريًّا المعنى لما يحاول تسجيله. أمّا المعالجة الإملائيّة (بالإنجليزيّة: Orthographic Processing) فهي القدرة على تحديد المكوّنات الصحيحة للكتابة، مثل التهجئة، وعلامات الترقيم قبل كتابتها على الورق. قد يعاني الأطفال ذوو خلل الكتابة من مشكلة بإحدى المعالجات، أو كِلَيهما.
يتطلّب الأطفال الذين يعانون من ضعف في القدرة على الكتابة اليدويّة تدخّلًا مبكّرًا وتدريبًا متخصّصًا في كلّ المهارات المتعلّقة باللغة المكتوبة. غالبًا ما تدبّر مدرسة الطفل التسهيلات الأكاديميّة اللازمة لتحسين الحالة؛ وذلك بعد إجراء تقييم مبدئيّ لكتابة الطفل اليدويّة، والمهارات الأخرى المتعلّقة بالنسخ والتعبير الكتابي. من المحتمل أن تتضمّن هذه التدخّلات ما يلي:
يمكن لفريق المساعدين أن يتضمّن معالجًا مهنيًّا، ومعالجًا للنطق واللغة، ومعلّمًا لذوي الاحتياجات الخاصّة. وفي بعض الحالات، يمكن لهذا الفريق ضمّ أخصّائيّ اجتماعيّ أو أخصّائيّ نفسيّ لمساعدة الأطفال في التعامل مع القلق والإحباط. يختلف أسلوب العلاج باختلاف نوع خلل الكتابة ودرجته. كما يمكن أن يكون أسلوب العلاج مختلفًا بالنسبة للبالغين ذوي اضطراب مكتسب؛ وذلك بسبب المشاكل الكامنة التي يمكن أن تتطّلب أنواعًا محدّدة جدًا من التدريب.
ماذا يجب أن يفعل الأهل في حال اعتقادهم أنّ طفلهم مصاب بخلل الكتابة؟
في البداية، يجب على الأهل الذين يشتبهون في إصابة طفلهم الذي في سنّ المدرسة بخلل الكتابة أو بمشكلة حركيّة كتابيّة التواصل مع مدرّس طفلهم؛ ليقرّروا ما إذا كان من الأنسب إجراء تقييم على يد أخصّائي تعلّم مدرسيّ، أو أخصّائيّ علاج مهنيّ. كما ويمكن أن يُوفَّر التقييم تلقائيًّا بتوصية من المعلّم.
كيف يتمّ علاج خلل الكتابة؟
يمكن أن يفيد العلاج المهنيّ (بالإنجليزيّة: Occupational Therapy، واختصاره: OT) في معالجة خلل الكتابة، خاصّةً لدى الأشخاص الذين يعانون في الجزء الخاصّ بالحركات الدقيقة للكتابة. يستطيع العلاج المهنيّ مساعدة الأطفال في تعلّم أوضاع للكتابة مناسبة لليد والجسم، وتحسين قوّة اليد، وبناء مهارات حركيّة قد تجعل الكتابة أقلّ إجهادًا أو ألمًا. يمكن أن يعمل المدرّسون أو أخصّائيّو التعليم الآخرون بشكل فرديّ مع الطلاب لمساعدتهم في تعلّم كيفيّة تنظيم أفكارهم بشكل أفضل، والتعبير عن أنفسهم بشكل أوضح؛ وهو ما يمكنه أيضًا التقليل من تأثير خلل الكتابة.
ما هي التسهيلات التي يمكن أن تساعد الأطفال ذوي خلل الكتابة؟
من التسهيلات التي يمكن أن تساعد الأطفال ذوي خلل الكتابة، نذكر:
كيف يمكن للبالغين إدارة خلل الكتابة؟
يمكن أن يستفيد البالغون ذوو خلل الكتابة من العلاج المهنيّ أيضًا؛ غير أنّه قد يكون من الصعب إيجاد ممارس متخصّص في علاج خلل الكتابة لدى البالغين. في كثير من الحالات، يمكن لتعديل البيئة المحيطة بالفرد من خلال التسهيلات الرسميّة وغير الرسميّة مساعدة البالغين على تعويض تحدّياتهم ليصبحوا أكثر نجاحًا في العمل والمنزل. تتضمّن التسهيلات الممكنة لخلل الكتابة لدى البالغين ما يلي:
يمكن أيضًا أن يكون العلاج النفسيّ التقليديّ مفيدًا جدًّا؛ إذ إنّ العديد من البالغين ذوي خلل الكتابة يعانون من تدنّي تقدير الذات نتيجةً لحالتهم، خصوصًا إذا قضوا طفولتهم دون تشخيصهم، أو تمّ نعتهم بالكسالى. إنّ إدراك أنّ خلل الكتابة اضطراب دماغيّ الأساس ولا علاقة له بالذكاء أو قيمة الفرد يمكنه مساعدة البالغين على إعادة بناء الثقة في أنفسهم، واكتشاف أفضل السبل للتعامل مع تحدّياتهم.
مقال خلل الكتابة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>خلل القراءة (بالإنجليزيّة: Dyslexia)، ويُطلَق عليه أيضًا عسر القراءة، هو صعوبة تعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disability) قائمة على اللغة، تتسبّب في صعوبات في التعرّف على الكلمات، والتهجئة، واستيعاب القراءة. يُصنَّف خلل القراءة على أنّه حالة نمائيّة عصبيّة، وهو وثيق الصلة بصعوبات تعلّم أخرى، مثل: عسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia)، واضطراب التآزر الحركيّ (بالإنجليزيّة: Dyspraxia)، وعسر الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia). […]
مقال خلل القراءة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>خلل القراءة (بالإنجليزيّة: Dyslexia)، ويُطلَق عليه أيضًا عسر القراءة، هو صعوبة تعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disability) قائمة على اللغة، تتسبّب في صعوبات في التعرّف على الكلمات، والتهجئة، واستيعاب القراءة. يُصنَّف خلل القراءة على أنّه حالة نمائيّة عصبيّة، وهو وثيق الصلة بصعوبات تعلّم أخرى، مثل: عسر الحساب (بالإنجليزيّة: Dyscalculia)، واضطراب التآزر الحركيّ (بالإنجليزيّة: Dyspraxia)، وعسر الكتابة (بالإنجليزيّة: Dysgraphia). يؤثّر خلل القراءة على القدرة على التعلّم لدى الأشخاص ذوي الذكاء المتوسّط وفوق المتوسّط.
تظهر علامات خلل القراءة وأعراضه في خلال مرحلة الطفولة في أغلب الأحوال؛ لكن يمكن أن تحدث أيضًا عند البالغين. على الرغم من أنّ كلّ الأشخاص المصابين بخلل القراءة يقرأون بمستويات أدنى من المتوسّطة بالنسبة لأعمارهم، تختلف الأعراض من شخص لآخر. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
على نطاق أوسع، يمكن أيضًا أن يجد الأطفال والبالغون المصابون بخلل القراءة صعوبة أكبر في أيّ من المجالات التالية:
بما أنّ خلل القراءة اضطراب نمائيّ عصبيّ، من المحتمل أيضًا أن يتأخّر الأشخاص المصابون بخلل القراءة عن أقرانهم في الوصول لمحطّات ارتقائيّة شائعة، مثل:
ومع تقدّم الأطفال والبالغين المصابين بخلل القراءة في السنّ، يكون لدى الكثير منهم مشاكل على المستويات التالية:
ثمّة ارتباط أيضًا بين خلل القراءة والحالات المرتبطة بالمناعة الذاتيّة، مثل: الربو، وأنواع الحساسيّة، والإكزيما.
تمثّل القراءة تحدّيًا للأطفال والبالغين المصابين بخلل القراءة، وقد تشعرهم وكأنّهم «يفشلون»؛ ما يمكن أن يقلقهم، أو يشعرهم بالاستياء إزاء احتماليّة القراءة، أو يؤدّي بهم إلى بذل مجهود لتجنّب الأنشطة التي تستلزم القراءة. كما يمكن أن يعانون من قلّة تقدير الذات، وأن يستمرّ ذلك من مرحلة الطفولة وحتّى مرحلة الرشد، خاصّة إذا لم يحصلوا على تشخيص بصعوبات التعلّم، أو وُصِفوا على نحو خاطئ كأشخاص «كسولين» أو «بطيئين». على النقيض من ذلك، يمكن للتشخيص الدقيق لخلل القراءة، والمصحوب بشروحات للحالة تتناسب مع العمر، مساعدة الأطفال والبالغين في استعادة تقديرهم لذواتهم، والسماح لهم بتحديد الاستراتيجيّات التي تعمل مع تحدّياتهم المحدّدة بالشكل الأفضل.
ما مدى شيوع خلل القراءة؟
يوجد اعتقاد بأن يكون خلل القراءة هو الأكثر شيوعًا من بين كلّ صعوبات التعلّم. وتترواح تقديرات معدّل انتشاره بين (5%) و(17%) من السكّان، بحسب المعايير المستخدمة.
هل خلل القراءة متعلّق بالذكاء؟
يمكن أن يحدث خلل القراءة لدى الأفراد ذوي أيّ معدل ذكاء. ليس خلل القراءة دليلًا على الذكاء المنخفض؛ بل هنالك العديد من الأشخاص ذوي معدّل ذكاء عال الذين يتعايشون مع خلل القراءة. لكن يعتقد العديد من الأشخاص المصابين بخلل القراءة بشكل خاطئ أنّهم غير أذكياء؛ لأنّ القراءة الجيّدة غالبًا ما تُعتبَر أساسيّة للنجاح الأكاديميّ.
هل خلل القراءة مرتبط بالرؤية؟
يمكن للأطفال والبالغين المصابين بخلل القراءة عكس الأحرف في كلمة ما، أو مواجهة مشاكل في التعرّف على الكلمات بالنظر؛ ما قد يؤدّي ببعض الأهالي والمعلّمين إلى الاعتقاد بأنّ لدى الطفل مشكلة بصريّة. لكن خلل القراءة لا ينتج عن ضعف النظر؛ بل هو اضطراب عصبيّ دماغيّ يؤثّر على معالجة اللغة. بناءً عليه، لن يكون الحصول على نظّارات أو أيّ أداة تستهدف النظر علاجًا فعّالًا. ومع ذلك، قد يعاني الأطفال المصابون بخلل القراءة من نظر ضعيف أيضًا.
هل من الممكن أن يكون لدى الشخص أكثر من صعوبة تعلّم؟
نعم. من الممكن تشخيص فرد بأكثر من صعوبة تعلّم واحدة، ويمكن كشف ذلك من خلال تقييم شامل. عندما تتزامن صعوبات تعلم متعدّدة، يؤكّد الخبراء أنّه من المهمّ معالجة كلّ حالة بشكل منفصل؛ لأنّ العلاجات المفيدة لإحدى صعوبات التعلّم قد تكون ذات تأثير طفيف أو منعدم على صعوبة تعلّم أخرى.
هل يمكن أن يعاني شخص من اضطراب نقص الانْتباه مع فرط النشاط وخلل القراءة معًا؟
نعم. من الممكن، بل ومن الشائع، أن يتزامن اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وخلل القراءة. في الواقع، يُقدَّر أنّ ما يصل إلى نصف الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قد يعانون من صعوبة تعلّم مصاحبة. في الحالات التي يتزامن فيها الاضطرابان، يمكن لأعراض اضطراب أن تفاقم أعراض الآخر. ومع ذلك، يمكن أن تكون أعراض مثل التشتّت أثناء القراءة دليلًا على أيّ من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وخلل القراءة، دون أن يعني ذلك ضرورةً أنّ كلًّا من الاضطرابَين متواجدان. وبالتالي، غالبًا ما يكون التقييم النفسيّ العصبيّ المتعمِّق ضروريًّا لعزل كلّ حالة من الحالتَين على حدى.
هل خلل القراءة إعاقة؟
في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، يُعدّ خلل القراءة عادةً إعاقة بموجب قانون الأمريكيّين ذوي الإعاقة (بالإنجليزيّة: Americans with Disabilities Act، واختصاره: ADA)، طالما يستطيع الأفراد تقديم أدلّة على أنّ خلل القراءة يعوّق أداءهم الأكاديميّ، أو في مكان العمل بشكل ملحوظ.
لا يزال سبب نشوء خلل القراءة عند بعض الأطفال غير محدّد حتّى الآن. لكن نظرًا إلى أنّ خلل القراءة غالبًا ما يَسري في العائلات، يشير الباحثون إلى احتماليّة وجود عامل جينيّ. وجدت الدراسات التصويريّة أنّ أدمغة الأطفال المصابين بخلل القراءة تنمو وتعمل بشكل مختلف عن أدمغة الأطفال غير المصابين بخلل القراءة. في الواقع، لدى الأطفال المصابين بخلل القراءة أوجه عجز صوتيّة تجعل من الصعب تمييز أصوات الأحرف المفردة وأنماط الأحرف في كلمات متشابهة، مثل: الكلمتَين (قال – مال) والكلمتَين (أصفر – أصغر) والكلمتَين (فول – قول).
أمًا البالغون الملمّون سابقًا بالقراءة والكتابة فمن المحتمل أن يكتسبوا خلل القراءة كنتيجة لجلطة، أو إصابة دماغيّة، أو حادث صادم آخر. يفقد الشخص المصاب بخلل القراءة المكتسب (بالإنجليزيّة: Acquired Dyslexia)، أو ما يسمّى اللاقرائيّة (بالإنجليزيّة: Alexia)، القدرة على القراءة؛ بسبب الضرر في الجزء المؤخّريّ من الفصّ الأيسر من المخّ. كما يمكن أن يكون لديه مشاكل في تحديد الأحرف الفرديّة والأرقام المنفصلة.
هل خلل القراءة وراثيّ؟
يعتقد الخبراء أن لخلل القراءة مكوِّن وراثي قويّ. حدّدت الأبحاث أن جينات معيّنة يمكنها جعل شخص ما عرضة لنشأة خلل القراءة؛ غير أنّ المسار السببيّ الدقيق لخلل القراءة لم يُفهَم تمامًا بعد. كما أنّ معاناة أحد الأهل أو الأخوة من خلل القراءة لا يعني أنّ الطفل سيكون مصابًا بخلل القراءة بشكل تلقائيّ.
هل يمكن أن يتطوّر خلل القراءة بشكل مفاجئ؟
إنّ معظم حالات خلل القراءة ارتقائيّة، وهذا يعني أنّ الاضطراب كان موجودًا منذ الطفولة المبكّرة. لكن من المحتمل أن تنشأ أعراض خلل القراءة لدى شخص في وقت لاحق من حياته نتيجة إصابة دماغيّة، أو جلطة، أو خرف؛ علمًا أنّها حالات نادرة. يُشار إلى هذا النوع من خلل القراءة بمسمّيات مختلفة هي: «خلل القراءة المكتسب»، وأحيانًا «اللا قرائيّة» أو «عجز القراءة» أو «تعذّر القراءة». عادةً ما يستدعي خلل القراءة الارتقائيّ وخلل القراءة المكتسب توجّهات متباينة عن بعضها البعض من حيث إجراءات التشخيص وطرق العلاج.
لا يمكن الشفاء من خلل القراءة؛ لكن في معظم الحالات يمكن إدارته بتقنيّات تعويضيّة.
من المهمّ التعرّف على أعراض خلل القراءة لدى الأطفال، وبدء اتّخاذ خطوات علاجيّة في مرحلة مبكّرة قدر الإمكان. من الضروريّ إجراء تقييم رسميّ لكشف مجالات عجز محدّدة في القراءة والكتابة، وهي مجالات تختلف من طفل لآخر. هناك أيضًا اختلافات في الدماغ والبيئة تجعل التعلّم أسهل لدى بعض الأطفال المصابين بخلل القراءة مقارنةً بالآخرين. يتعلّم الأطفال المصابون بخلل القراءة عادةً بواسطة المعلّمين الذين يستخدمون أساليب معدّلة لتلبية الاحتياجات الفرديّة. كما يمكن أن يساعد الدعم العائليّ في تحسين صورة الطفل عن نفسه وزيادة فرصه في النجاح.
أمّا البالغون المصابون بخلل القراءة المكتسب فمن الضروريّ خضوعهم للتقييمات الفرديّة المشابهة والإجراءات التدخّليّة لتحسين القراءة.
ما هو العلاج الأفضل لخلل القراءة؟
يُعالَج خلل القراءة عادةً بمناهج تعليميّة مصمّمة خصّيصًا للحالة. وغالبًا ما تتضمّن تلك المناهج ما يلي:
كما يمكن أن يوصي أخصّائيّ قراءة مدرَّب أو أخصّائيّ نفسيّ تربويّ بالبرامج المصمّمة خصّيصًا لخلل القراءة، مثل:
إضافة إلى ما سبق، يمكن للأطفال المصابين بخلل القراءة الاستفادة بقدر هائل من نفس أنواع تدريبات القراءة والكتابة التي تساعد الأطفال النموذجيّين عصبيًّا (بالإنجليزيّة: Neurotypical) على التعلّم. قد يحتاجون فقط إلى المزيد منها، أو التقدّم بوتيرة أبطأ من زملائهم.
هل الدواء مُجدٍ لخلل القراءة؟
لا يوجد دواء موصى به خصوصًا لمعالجة خلل القراءة، أو يساعد على تخفيف أعراضه. ومع ذلك، يمكن أن يستفيد الأطفال الذين يعانون من الأمراض العقليّة المصاحبة مثل الاكتئاب أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من الأدوية. إذ إنّ معالجة هذه الحالات قد تساعدهم بدورها على التركيز بشكل أكثر فعّاليّة على القراءة والكتابة.
هل تساعد أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في علاج خلل القراءة؟
إذا كان الطفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وخلل القراءة معًا، يمكن لأدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط -مثل الأديرال (Adderall) أو الريتالين (Ritalin)- المساعَدة في إدارة أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؛ ممّا قد يساعد الطفل على التركيز بشكل أفضل، والتشتّت بشكل أقلّ أثناء القراءة. لكن أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط لن تعالج الأسباب الكامنة وراء خلل القراءة أو أعراضه.
ما هي التسهيلات الأكاديميّة التي تساعد الطلّاب المصابين بخلل القراءة؟
يتضمّن برنامج التعليم المنفرد (بالإنجليزيّة: Individualized Education Plan، واختصاره: IEP) تجهيزات تيسيريّة تساعد الأطفال المصابين بخلل القراءة على مواكبة أقرانهم، أو الأداء بشكل أفضل في الفصل المدرسيّ.
في حين أنّ التجهيزات التيسيريّة المحدّدة والموصى بها تميل للاعتماد على شدّة حالة الطفل وأعراضه المحدّدة، تتضمن الأمثلة شائعة على التجهيزات التيسيريّة ما يلي:
يتعاون الأهل وإدارة المدرسة عادةً من أجل تحديد التسهيلات التي ستكون أكثر جدوى للطفل.
هل يمكن للبالغين المصابين بخلل القراءة الاستفادة من العلاج؟
بالتأكيد. إنّ العديد من الأشخاص المشخّصين بخلل القراءة في مرحلة الرشد أو الذين لم يتلقّوا علاجًا ملائمًا في مرحلة الطفولة يعتقدون بشكل خاطئ أنّ «الأوان قد فات» بالنسبة لهم. في حين أنّه من الصحيح أنّ التدخل المبكّر غالبًا ما يكون أكثر فعّاليّة، تشير الأدلّة بقوّة إلى أنّ التحسّن يمكن حدوثه في أيّ سن. يمكن للبحث عن التشخيص والاشتراك في برامج مصمّمة لتقوية كلّ من مهارات الكتابة والقراءة زيادة ثقة البالغين بأنفسهم إلى حدّ كبير، ومساعدتهم في مواجهة أعراضهم الأكثر إشكاليّة.
ما هي التجهيزات التيسيريّة التي يمكنها مساعدة البالغين المصابين بخلل القراءة في أماكن العمل؟
تتضمّن التسهيلات المجدية والشائعة في أماكن العمل استخدام التكنولوجيا المساعدة، مثل:
هل يمكن الشفاء من خلل القراءة؟
لا يمكن الشفاء من خلل القراءة؛ وإدارة الاضطراب هو سعي طويل الأمد. ومع ذلك، يمكن للتدخّلات والتسهيلات القائمة على أدلّة، والمبدوءة في وقت مبكّر قدر الإمكان أن تتيح للأشخاص المصابين بخلل القراءة التكيّف مع التحدّيات التي يواجهونها، والنجاح في العمل أو الحياة.
مقال خلل القراءة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب التحويل (بالإنجليزية: Conversion Disorder) هو حالةٌ نفسيّة، يظهر على الشخص المُصاب أعراضٌ جسديّة لا تخضع لإرادته، ولا يمكن تفسيرها من خلال مرضٌ عصبيّ أو حالةٌ طبيّة أخرى، ويُسمى اضطراب التحويل أيضًا باضطراب العَرَض العصبي الوظيفي (بالإنجليزية: Functional Neurological Symptom Disorder). السمة الأساسيّة لاضطراب التحويل عدم التوافق بين أعراض الشخص المصاب به وبين الحالات العصبية […]
مقال اضطراب التحويل: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب التحويل (بالإنجليزية: Conversion Disorder) هو حالةٌ نفسيّة، يظهر على الشخص المُصاب أعراضٌ جسديّة لا تخضع لإرادته، ولا يمكن تفسيرها من خلال مرضٌ عصبيّ أو حالةٌ طبيّة أخرى، ويُسمى اضطراب التحويل أيضًا باضطراب العَرَض العصبي الوظيفي (بالإنجليزية: Functional Neurological Symptom Disorder).
السمة الأساسيّة لاضطراب التحويل عدم التوافق بين أعراض الشخص المصاب به وبين الحالات العصبية والطبية المعروفة. على الرغم من أنّه لا يُمكن تحديد سبب عصبيّ، فهناك مشكلةٌ جسديّة حقيقيّةٌ وليست أوهام لدى الفرد. اضطراب التحويل هو مرض نفسيّ جسدي، حيث غالبًا ما تُخفي الأعراض الجسديّة ضيقًا انفعاليًّا.
ليتمّ تشخيص الشخص المصاب باضطراب التحويل، يجب أن تسبّب الأعراض الجسديّة ضيق ملحوظ شديد أو قصور في الأداء الوظيفي اليوميّ. إذا تمت ملاحظة أعراض اضطراب التحويل بشكل شائع في ثقافة ما ولم تُسبّب الضيق الملحوظ أو الإعاقة، فلن يتمّ التشخيص على أنّه اضطراب التحويل.
يُمكن أن تكون أعراض اضطراب التحويل مؤقّتة وقد تستمرّ لفترة طويلة من الوقت، الأعراض المؤقتة لاضطراب التحويل شائعةً، ولكنّ معدل انتشار اضطراب التحويل غير معروف. مُعدّل التشخيصات الجديدة لأعراض التحويل المستمرّة هو ما يقرب من (2) إلى (5) حالات لكلّ (100,000) شخص كلّ عامٍ.
لا يوجد علاّقة بين اضطراب التحويل وعلاج التحويل، فهي مُمارسة ضارّة تسعى إلى تغيير المُيول الجنسيّة للأطفال أو هويّة النوع الاجتماعيّ (الجندريّة).
يُمكن أن يكون لاضطراب التحويل العديّد من الأشكال و الأعراض المختلفة، تشمل الأعراض الحركيّة:
وفي بعض الأوقات قد يعاني المصابون من أعراض حسيّة منها: تغيّر أو ضعف أو غياب كامل للإحساس بالجلد أو الرؤية أو السمع.
يمكن أن يظهر اضطراب التحويل على شكل نوباتٍ “نفسيّة المنشأ” أو “غير صرعيّة” والتي تشمل:
وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى لاضطراب التحويل:
على الرغم من عدم وجود منشأ فسيولوجيّ واضح إلّا أن المصابين باضطراب التحويل لا يقومون بتزييف أعراضهم، فإنّ الأعراض تُسبّب ضيق حقيقي ولا يمكن التحكم فيها إراديا. يمكن أن تكون شدة الإعاقة الناتجة عن اضطراب التحويل مماثلة لشدة الإعاقة التي يختبرها المصابون بأمراض عضوية مماثلة.
اضطراب التحويل نادرٌ للغايّة، ولكنّ من الصعب أيضًا تتبّع انتشاره إلى حدٍّ ما، قد تؤثر أعراض التحويل المستمرّة على (2) إلى (5) حالات من أصل (100,000) شخص سنويًّا، وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5). وتُشير الأبحاث إلى أنّ غالبيّة المرضى بين (78) و (93) في المائة هم من النساء.
تم دراسة حالةٍ عن اضطراب التحويل، تضمّنت شابّة كانت أحد أفراد مشاة البحرية، على خطى أفراد عائلتها، لم تتماشى مُهمّة سلاح مُشاة البحريّة الّتي تلقّتها مع توقّعاتها أو آمال عائلتها. وفجأة أصيبت بالشلل من منطقة الخصر إلى الأسفل وأصبحت تستخدم كرسيًّا متحرّكًا ، كانت قادرةٌ على المشي للخلف لكنّها لم تستطع الوقوف أوالمشي للأمام. لم يتم اكتشاف أي سبب عصبيّ، وتمّ تشخيص حالتها بإنّها مصابةٌ باضطراب التحويل وتمّ تحويلها للعلاج النفسيّ التحليلي. لم تكن هذه المريضة قادرةٌ على التعبير شفهيًّا عن استيائها، وربّما يكون شللها يمثّل المظهر الجسديّ لذلك التوتّر.
تأثر “فرويد” بشدّة باضطرب التحويل، مُعتقدًا أنه يمثل محاولة غير واعية لحلّ الصراع النفسيّ. إذا كان المريض غير قادر على التعبير عن نفسه من خلال وسائل التواصل التقليديّة، فقد يظهر هذا التعبير بشكل جسديّ. بناءً عليه، يمكن لمساعدة المريض على التواصل بشكلّ حرّ ومباشر معالجة حالته.
منذ زمن “فرويد” تحولت النظرة للحالة من إطار التحليل النفسيّ إلى إطار وصفيّ أكثر، فعلى سبيل المثال: تحول المسمى من هستيريا التحويل (بالإنجليزيّة: Conversion Hysteria) إلى رد فعل التحويل (بالإنجليزيّة: Conversion Reaction) إلى اضطراب التحويل (بالإنجليزيّة: Conversion Disorder) واضطراب العَرَض العصبي الوظيفي (بالإنجليزيّة: Functional Neurological Symptom Disorder)
عادةً ما تكوّن بدايّة ظهور الأعراض فجائيّة وقد تكون مرتبطة بالضغط النفسي أو حدث صادم، وعادةّ ما يعاني المصابون من أعراض اضطراب التحول من أحداث حياتيّة مجهدة، ولكن ليس هذا هو الوضع دائمًا.
ويمكن أن يظهر اضطراب التحويل في أيّ وقت خلال عمر الإنسان، تكون بداية النوبات غير الصرعيّة أكثر شيوعًا في العقد الثالث من العمر، وتكون الأعراض الحركيّة في بداية ذروتها في العقد الرابع من العمر.
ترتبط العوامل الجينيّة والاضطرابات العصبيّة مثل الصرع اضطراب التحويل. ترتبط تجارب الحياة بما في ذلك الإساءة في مرحلة الطفولة ، وإهمال الاطفال ، والأحداث المجهدة أيضًا بالحالة، وفقًا للدليل التشخيصيّ والأحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة.
قد يظهر اضطراب التحويل في أيّ وقت، على الرغم من أن بعض الأعراض قد تكون أكثر شيوعًا في أوقات معيّنة، مثل الأعراض الحركيّة في الثلاثينات والنوبات غير الصرعيّة في العشرينات. من المُرجح أن يؤدّي تشخيص الحالة في أبكر وقت ممكن إلى نتائج علاج أفضل.
عادةً ما يحدث اضطراب التحويل جنبًا إلى جنب مع اضطرابات القلق، وخاصّة اضطراب الهلع، والاكتئاب (بالإنجليزيّة: Depression)، وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة DSM-5. تكون اضطرابات الشخصيّة أكثر شيوعًا لدى أولئك المصابين باضطراب التحويل من عامة الناس. غالبًا ما يكون هناك تداخل بين اضطراب الشخصيّة التمثيلي أو الهستيري (بالانجليزية: histrionic personality disorder) واضطراب التحويل.
عادةً ما يتضمن علاج اضطراب التحويل العلاج النفسيّ، و/أو العلاج الطبيعي، و/أو الأدوية. ينصبّ تركيز العلاج النفسيّ حول مُساعدة الأفراد على فهم الصراع الانفعاليّ وراء الأعراض الجسديّة، وحلّ هذه الضائقة النفسيّة الكامنة. يمكن أن يشمل العلاج النفسيّ: علاجٌ فرديّ، أو جماعيّ، أو التدريب على الاسترخاء، أو الأساليب الأكثر إشكالية مثل: العلاج بالتنويّم المغناطيسيّ، أو التغذية الراجعة البيولوجيّة (biofeedback؛ أسلوب يمكن استخدامه لتعلم كيفية التحكم في بعض وظائف الجسم مثل معدل ضربات القلب، حيث يتم توصيل الفرد بأجهزة استشعار كهربائية تساعدك في تلقي معلومات عن جسمك بطريقة تمثل تدعيم ذاتي للفرد).
يحاول العلاج الفيزيائي أن يزيد من الاداء البدنيّ ومنع أيّ مُضاعفات ثانويّة قد تنجم عن الأعراض الجسديّة مثل ضعف العضلات، أو تصلّبها والتي تلّي فتراتٍ من الخمول البدنيّ، يمكن أيضًا علاج اضطراب التحويل من خلال استخدام الأدويّة النفسيّة التي تُعالج المشكلات النفسيّة الكامنة كالاكتئاب والقلق.
يمكن التكهن بالتشخيص الإيجابي لاضطراب التحويل عندما تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ وموجودة لفترة قصيرة من الزمن، ويتقبل الفرد تشخيصه ولا توجد اضطرابات نفسيّة إضافيّة.
قد يكون من الصعب على المرضى مواجهة الاضطراب العصبيّ الوظيفيّ والتغلّب عليه، لأنّ الأطبّاء قد يطلقون احكام رافضة أو متعالية أو غير دقيقة مثل أنّ أعراض المرضى “ليست حقيقيّة”. قد يكافح المرضى أيضًا لتحديد عامل ضغط أو صراع نفسي معين عند سؤالهم. هذه التحدّيات يمكن أن تقود المرضى إلى الشعور بالذنب والعار، لكنّ الإقرار بأعراض المريض وتحديد محفزات تلك الأعراض يمكن أن يضع الأطباء والمرضى على المسار الصحيح نحو التعافي.
مقال اضطراب التحويل: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disabilities)، وتُسمّى أيضًا اضطرابات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disorders)، هي اضطرابات تؤثّر على قدرة الفرد في مجالات اللغة المنطوقة أو المكتوبة، أو الحساب الرياضيّ، أو الانتباه، أو تنسيق الحركات. على الرغم من احتماليّة حدوث صعوبات التعلّم عند الأطفال الصغار؛ لا يتمّ التعرّف عليها عادةً قبل بلوغ الطفل سنّ المدرسة. يعاني حوالي (10%) […]
مقال صعوبات التعلّم: أنواع، وأعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>صعوبات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disabilities)، وتُسمّى أيضًا اضطرابات التعلّم (بالإنجليزيّة: Learning Disorders)، هي اضطرابات تؤثّر على قدرة الفرد في مجالات اللغة المنطوقة أو المكتوبة، أو الحساب الرياضيّ، أو الانتباه، أو تنسيق الحركات. على الرغم من احتماليّة حدوث صعوبات التعلّم عند الأطفال الصغار؛ لا يتمّ التعرّف عليها عادةً قبل بلوغ الطفل سنّ المدرسة. يعاني حوالي (10%) من أطفال الولايات المتّحدة من نوع من صعوبات التعلّم.
يمكن أن تكون صعوبات التعلّم حالات ممتدّة مدى الحياة، وقادرة على التأثير على تجربة الفرد في المدرسة، أو العمل، أو المواقف الاجتماعيّة. في بعض الحالات تتقاطع صعوبات التعلّم المتعدّدة.
تشمل بعض الفئات المحدّدة لصعوبات التعلّم ما يلي:
اضطرابات معالجة المعلومات هي اضطرابات في التعلّم تتعلّق بالقدرة على استخدام المعلومات الحسّيّة التي يتمّ الحصول عليها من خلال: الرؤية، أو السمع، أو التذوّق، أو الشمّ، أو اللمس. لا تتعلّق هذه المشكلات بعدم القدرة على الرؤية أو السمع؛ بل بالتعرّف على هذه المعلومات، والاستجابة لها، وتذكّرها.
أمّا صعوبات التعلّم المتعلّقة باللّغة فهي مشاكل تتعارض مع التواصل المناسب للعمر، بما في ذلك: التحدّث، والاستماع، والقراءة، والتهجئة، والكتابة.
استنادًا إلى الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual Of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يتّسم اضطراب التعلّم المحدّد (بالإنجليزيّة: Specific Learning Disorder) بصعوبة واحدة على الأقلّ في التعلّم واستخدام المهارات الأكاديميّة. تستمرّ الصعوبة (6) أشهر على الأقلّ، وذلك على الرغم من التدخّلات التي تهدف إلى معالجتها. ويمكن أن تشمل صعوبةً في ما يلي:
لتشخيص اضطراب التعلّم المحدّد، يجب أن تكون المهارات المتضرّرة أقلّ ممّا هو متوقعّ لعمر الفرد بشكل ملحوظ وقابلٍ للقياس؛ كما يجب أن تتعارض الصعوبة إلى حدّ كبير مع الأداء أو الأنشطة اليوميّة. تبدأ الصعوبة خلال سنوات الدراسة؛ غير أنّها قد لا تصبح واضحة تمامًا إلى أن تتجاوز المطالبُ على المهارات المتضرّرة سعةَ الفرد، كما هو الحال في الاختبارات الموقوتة.
يجب ألّا يتمّ تفسير الصعوبات بشكل أفضل من خلال الإعاقات الذهنيّة (بالإنجليزيّة: Intellectual Disabilities)؛ إذ غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من صعوبات التعلّم على مستوى ذكاء متوسّط، أو أعلى من المتوسّط. كما لا يجب عَزْوُها إلى اضطرابات أخرى، أو الرؤية أو السمع غير المصحّحَين، أو الشدائد النفسيّة، أو عدم كفاية التعليم أو المعرفة باللغة المستخدمة للتدريس.
يمكن أن تتراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة. تنطوي الأعراض الخفيفة على صعوبة في مجال أو مجالَين يستجيبان للمواءمة أو الدعم. أمّا إذا كانت الأعراض شديدة، فمن غير المرجّح أن يتعلّم الفرد المهارات المتضرّرة من دون التعليم الفرديّ المكثّف.
ما هو مدى شيوع صعوبات التعلّم؟
استنادًا إلى الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة، يتأثّر من (5%) إلى (15%) من الأطفال في سنّ المدرسة عبر الثقافات المختلفة باضطرابات التعلّم التي تحدّ من قدراتهم في مجالات القراءة، أو الكتابة، أو الرياضيّات.
على الرغم من أنّ أسباب صعوبات التعلّم غير مفهومة بالكامل؛ تمّ تحديد عدد من عوامل خطر الإصابة بها.
يبدو أنّ اضطراب التعلّم المحدّد يسري في العائلات. في الواقع، يكون الأفراد أكثر عرضةً للإصابة باضطراب التعلّم المحدّد إذا وُجِد أيضًا لدى أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل: أحد الوالدين، أو الأشقّاء. على وجه التخصيص، يزيد خطر الإصابة باضطراب القراءة من (4) إلى (8) أضعاف، وخطر الإصابة باضطراب متعلّق بالرياضيّات من (5) إلى (10) أضعاف، كما ينصّ الدليل التشخيصيّ الإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة.
هل هناك عوامل أخرى يمكنها زيادة خطر الإصابة بصعوبات التعلّم؟
توجد عوامل أخرى قد تزيد من خطر إصابة الفرد بصعوبات التعلّم، ومنها:
يكون التعامل الأكثر شيوعًا مع صعوبات التعلّم عن طريق التعليم المخصّص لذوي الاحتياجات الخاصّة (بالإنجليزيّة: Special Education). يمكن للتربويّين تقييم كلّ من أداء الطفل الأكاديميّ وإمكانيّاته؛ ومن ثمّ تعليم الطفل مهارات التعلّم من خلال توسيع قدراته الحاليّة، وتصحيح الصعوبات، أو تعويضها. على سبيل المثال، إنّ المدارس الحكوميّة الأمريكيّة ملزمة بتوفير الوصول المجّانيّ إلى التعليم المخصّص للأطفال ذوي الصعوبات، بموجب قانون تعليم الأفراد ذوي الإعاقة (بالإنجليزيّة: Individuals with Disabilities Education Act، واختصاره: IDEA).
يمكن أن يشمل العلاج أيضًا خدمات المعالجين المتخصّصين في مجالات معيّنة، مثل: التخاطب واللغة. في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية لزيادة قدرة الطفل على التركيز.
تختلف التفاصيل المحدّدة للتدخّلات الخاصّة بصعوبات التعلّم بناءً على نوع الصعوبة وشدّتها. لكن يمكن لهذه التدخّلات أن تشمل ما يلي:
ما هو برنامج التعليم الفرديّ؟
يمكن للمدرّسين استخدام برنامج تعليم فرديّ (بالإنجليزيّة: Individualized Education Program، واختصاره: IEP). يساعد برنامج التعليم الفرديّ على تحديد صعوبات التعلّم لدى الطالب، إضافة إلى نقاط القوّة والضعف لديه. من المحتمل أن يؤدّي هذا النوع من التخطيط إلى أمثل تقدّم لدى الطالب ونجاحه.
مقال صعوبات التعلّم: أنواع، وأعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويُسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب سلوكيّ عصبيّ، يتّسم بمزيج من عدم الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعيّ. تتضمّن الأعراض: صعوبة في الجلوس دون حراك، ومشاكل في المحافظة على الانتباه خلال القيام بالأعمال المدرسيّة أو في حلّ الواجب المنزليّ، والردّ قبل […]
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويُسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب سلوكيّ عصبيّ، يتّسم بمزيج من عدم الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعيّ. تتضمّن الأعراض: صعوبة في الجلوس دون حراك، ومشاكل في المحافظة على الانتباه خلال القيام بالأعمال المدرسيّة أو في حلّ الواجب المنزليّ، والردّ قبل التفكير. يمكن لأعراض فرط النشاط أنّ تتضمّن التململ، وعدم القدرة على الاستراحة، والكلام الكثير، ومقاطعة الآخرين بشكل مفرط.
بشكل عامّ، يتمّ تمييز هذا الاضطراب في مراحل الحياة الأولى، ويظهر من خلال مشاكل سلوكيّة في المدرسة، أو صعوبة في فهم الموادّ، أو إكمال المهامّ، أو سهولة الإلهاء من قبل الآخرين. استنادًا الى النسخة الخامسة من الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يُشخَّص حوالي (5%) من الأطفال في عمر المدرسة بقصور الانتباه وفرط الحركة؛ علمًا أنّ الأولاد يُشخَّصون أكثر من الإناث بمقدار الضعف. الفتيات هنّ أكثر عرضة لإظهار سِمات نقص الانتباه.
يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بقصور الانتباه وفرط الحركة من مشاكل في التعلّم، فضلًا عن الانخراط في سلوكيّات ثائرة أو مُتحدّية، وصعوبات في المزاج تتضمّن القلق والاكتئاب. تستمرّ أعراض الاضطراب بالظهور لدى أكثر من نصف الأطفال المُشخَّصين به مع مرورهم بمرحلتَي المراهقة والرشد. يمكن علاج هذه الأعراض بفعّاليّة بتوليفة من العلاج النفسيّ والدوائيّ. أمّا ترك الأعراض من دون علاج فيمكن أن يؤدّي إلى آثار ضارّة طويلة الأمد على كلّ من: الأداء الأكاديميّ، والنجاح المهنيّ، والعلاقات، والتطوّر العاطفيّ الاجتماعيّ.
استنادًا إلى النسخة الخامسة من الدليل التشخيصيّ والاحصائيّ للاضطرابات النفسيّة، يمكن تشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة عند ظهور (6) من الأعراض أدناه أو أكثر. يجب على الأعراض استيفاء الشروط التالية:
لقصور الانتباه وفرط الحركة (3) أنواع هي:
يتمّ التشخيص بالنوع المشترك عندما تستمرّ أعراض عدم الانتباه وأعراض فرط الحركة والاندفاعيّة لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بتشتّت الانتباه عندما تستمرّ أعراض عدم الانتباه -من دون أعراض فرط الحركة والاندفاعيّة- لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بفرط الحركة والاندفاعيّة عندما تستمرّ أعراض فرط الحركة والاندفاعيّة -من دون أعراض عدم الانتباه- لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر.
تجدر الإشارة إلى أنّ النوع الذي يغلب عليه تشتّت الانتباه ينطوي على سلوك أقلّ تخريبًا من النوع الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعيّة؛ ما يقلّل احتماليّة تشخيص الاضطراب لدى الأطفال المصابين بتشتّت الانتباه.
يجب تقييم الأطفال المُشتَبه بإصابتهم بقصور الانتباه وفرط الحركة بحرص؛ للتمييز بين قصور الانتباه وفرط الحركة، وبين الأعراض المشابهة لأعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الشائعة في الحالات النفسيّة والطبّيّة الأخرى. كما بهدف التقييم إلى تحديد ما إن كان لبعض الضغوطات الوضعيّة أو البيئيّة دور في خلق بعض الأعراض المشابهة للاضطراب. عادة ما يُدرَّب الأطبّاء النفسيّون، والنفسانيّون، وأطبّاء الأطفال، وأطبّاء الأعصاب، والأخصّائيّون الاجتماعيّون السريريّون على تقديم تقييم للاضطرابات النفسيّة وتشخيص لها، واستبعاد الأسباب الأخرى لتصرّف الطفل.
يجب على التقييم الشامل أن يتضمّن تقييمًا سريريًّا لأداء الفرد في المجالات الأكاديميّة والاجتماعية، والأداء الوظيفيّ العاطفيّ، والقدرات النمائيّة. أمّا الاختبارات الإضافيّة فقد تتضمّن اختبارات الذكاء، ومقاييس مدى الانتباه، إضافة إلى مقاييس التدرّج لكلّ من الأهل والمعلّم. يُعَدّ الفحص الطبّيّ بواسطة طبيب مهمًّا جدًّا؛ إذ يمكن لهذا الأخير البحث عن وجود حساسيّة أو مشاكل غذائيّة قد تسهم في زيادة الطاقة. كما يمكن للتقييم أن يشمل مقابلات مع معلّمي الطفل، والأهل، وكلّ من يعرف الطفل بشكل جيّد.
هناك العديد من النظريّات حول الأسباب المحتملة للإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة. تميل الأبحاث حول العوامل السببيّة إلى التركيز على الأطفال الأصغر سنًّا. من ناحية العوامل الجينيّة، يصيب قصور الانتباه وفرط الحركة (25%) من الأقارب داخل عائلات الأطفال المصابين بهذا الاضطراب؛ ممّا يدلّ على أنّ الجينات تؤدّي دورًا هامًّا في تطوّره. استنادًا الى الأبحاث التي أجراها فرع الطب النفسيّ للأطفال في المعهد الوطنيّ للصحة النفسيّة (بالإنجليزيّة: National Institute of Mental Health، واختصاره: NIMH)، يعاني الأطفال المصابون بقصور الانتباه وفرط الحركة من تضاؤل في حجم أجزاء مهمّة من المخّ بنسبة (3% – 4%) مقارنةً بالأطفال غير المصابين بالاضطراب؛ ومن هذه الأجزاء: الفصوص الأماميّة، والمادّة الرماديّة للفصّ الصدغيّ، والنواة الذنَبيّة، والمخيخ. تؤدّي تراكيب المخّ هذه دورًا حيويًّا في حلّ المشاكل، والتخطيط المستقبليّ، وتقييد الاندفاعات، وفهم تصرفات الآخرين.
ترجّح الأبحاث الحاليّة أنّ قصور الانتباه وفرط الحركة قد ينشأ بسبب تفاعل الجينات مع العوامل البيئيّة. وتتضمّن العوامل البيئيّة: تدخين السجائر، وتعاطي الكحول أو العقاقير خلال فترة الحمل، والتعرّض إلى السموم البيئيّة مثل المستويات المرتفعة من الرصاص (الموجودة في الأبنية القديمة)، والولادة قبل الأوان المؤدّية إلى وزن ولاديّ منخفض، إضافةً إلى إصابات الرأس.
يطلق المنظّرون الاجتماعيّون والأطبّاء أحيانًا على قصور الانتباه وفرط الحركة وباء العصر الحديث؛ ما يشير ضمنيًّا إلى دور نمط الحياة متسارع الوتيرة، والاستهلاكيّ، والذي أغرق البشر في عالم من التراسل الفوريّ، وألعاب الفيديو سريعة الطلقات، وبرامج التلفزيون. يمكن لآثار نمط الحياة الذي تُلبّى فيه احتياجات الفرد على الفور بواسطة ضغطة زرّ الامتداد إلى ما وراء علم الوراثة أو علوم الأحياء؛ لتتفاعل مع الاستعداد البيولوجيّ للفرد بطريقة مختلفة.
تُحدَّد علاجات قصور الانتباه وفرط الحركة بناءً على الاحتياجات الفرديّة للطفل، وحِدّة الأعراض. يُعالَج الاضطراب عند الأطفال بنجاح بواسطة منهج ثلاثيّ الشعب، والذي يشتمل على تنسيق وثيق بين الطفل، وعائلته، والتدخلات المدرسيّة.
يمكن للأدوية مساعدة الطفل على زيادة التركيز، وتقليل الشعور بعدم الراحة أو الاندفاعيّة. علاوة على ذلك، يمكن للأدوية تحسين المهارات التي يتعلّمها الطفل ويطبّقها خلال العلاج النفسيّ.
تمثّل المنشّطات (بالإنجليزيّة: Stimulants) الأدوية الموصوفة الأكثر شيوعًا لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة. والمنشّطات فئة من العقاقير لها خصائص قصيرة المفعول وأخرى طويلة المفعول. قد ينبغي تناول الأدوية قصيرة المفعول بشكل متكرّر؛ أما الأدوية طويلة المفعول فعادةً ما يمكن تناولها مرّة واحدة يوميًّا. وتتضمّن الأدوية الموصوفة الشائعة:
ومن الأعراض الجانبيّة للمنشّطات: قلّة الشهيّة التي تؤدّي إلى خسارة الوزن، والأرق، والصداع.
توصَف مضادّات الاكتئاب أحيانًا لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال الذين قد يواجهون أيضًا مشاكل مرتبطة بالمزاج أو القلق. على غرار المنشّطات، تستهدف مضادّات الاكتئاب الناقلات العصبيّة من النورإبينفرين (Norepinephrine) والدوبامين (Dopamine).
تشتمل مضادّات الاكتئاب هذه على فئتين من العقاقير:
لمضادات الاكتئاب فوائد محتملة، وآثار جانبيّة أيضًا. ومن الآثار الجانبيّة الأكثر شيوعًا: قلّة الشهيّة، والأرق، وزيادة القلق، و/أو التهيّج. كما يُبلغ بعض الأطفال عن الإصابة بآلام خفيفة في المعدة، أو الصداع.
من المهمّ إذًا العمل مع الطبيب الذي يصف الدواء لإيجاد الدواء المناسب، والجرعة المناسبة.
يوفّر العلاج النفسيّ مهارات تساعد الطفل على توجيه نفسه للقيام بالمهامّ والواجبات المطلوبة بشكل أسهل، وتجعله على دراية أكبر بسلوكه حتّى يتمكّن من تنظيمه بشكل أفضل. إضافة إلى هذه المهارات، يزوّد العلاجُ الطفلَ بأدوات تساعده على البقاء منظَّمًا، ومحافظ على جدوله وتركيزه. بوسع العلاج النفسيّ مساعدة الأطفال على استحسان أنفسهم وقبولها على الرغم من الاضطراب. يمكن للدعم أن يتضمّن مساعدة عمليّة، كمساعدة الطفل على تعلّم كيفية التفكير خلال المهامّ، وتنظيم عمله. كما يمكن للدعم تشجيع سلوكيّات جديدة من خلال ثناء الطفل أو مكافأته كلّما تصرّف بالطريقة المرجوّة.
يمكن للتدريب على المهارات الاجتماعيّة أيضًا مساعدة الأطفال على تعلّم سلوكيّات جديدة. في هذه التدريبات، يناقش المعالج النفسيّ السلوكيّات المناسبة ويمثّلها، مثل: الانتظار للدور، ومشاركة الألعاب، وطلب المساعدة، والردّ على المضايقات. ثمّ يمنح المعالجُ الطفلَ الفرصة لتطبيق هذه السلوكيّات. على سبيل المثال، يمكن للطفل أن يتعلّم قراءة التعابير علة وجوه الآخرين، ونبرة الصوت للردّ بطريقة أكثر ملائمة. يمكن للتدريب على المهارات الاجتماعيّة المساعدة على تعلّم كيفيّة تأثير السلوك على الآخرين، وتطوير طرق جديدة للاستجابة عند الشعور بالغضب أو الاستياء.
يمنح التدريبُ على مهارات تربية الأبناء الأهلَ أدوات وتقنيّات لإدارة سلوك طفلهم؛ ويُقدَّم هذا التدريب من قبل معالج نفسيّ، أو ضمن دروس خاصّة. يمكن للمختصّين بالصحّة النفسيّة تثقيف الأهل حول قصور الانتباه وفرط الحركة، وكيف يؤثّر على الطفل والعائلة. كما يمكنهم مساعدة الطفل وذويه على تطوير مهارات، ومواقف، وطرق جديدة للشعور ببعضهم البعض. يمكن للأهل الاستفادة من تعلّم كيفيّة تطوير علاقات أكثر تعاونيّة مع أطفالهم، وإدارة أفضل للضغط الذي يتعرّضون له عن طريق زيادة قدرتهم على التعامل مع الإحباط، والاستجابة لتصرفات طفلهم بهدوء أكبر. يساعد المعالج النفسيّ العائلة في العثور على طرق أفضل لمعالجة سلوكيّات الطفل التخريبيّة، وتشجيع التغيير، وتعلّم تقنيّات للتعاكل مع سلوك طفلهم وتحسينه.
تساعد مجموعات الدعم الأهلَ على التواصل مع الآخرين الذين يواجهون مشاكل ومخاوف مشابهة مع أطفالهم المصابين بالاضطراب. يتشارك أعضاء مجموعات الدعم الإحباطات، والنجاحات، والإحالات إلى المختصّين الكفوئين، والمعلومات حيال ما هو فعّال، وآمالهم لأنفسهم وأطفالهم. إنّ مشاركة الخبرات مع الآخرين ممّن لديهم مخاوف مشابهة تساعد الأشخاص على أن يدركوا أنّهم ليسوا وحدهم.
يمكن لهيكلة بيئة مدرسة الطفل أن تكون مفيدة أيضًا، عن طريق ما يلي:
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب توريت (بالإنجليزيّة: Tourette’s Disorder)، المعروف أيضًا بمتلازمة توريت (بالإنجليزيّة: Tourette’s Syndrome)، هو اضطراب عصبيّ يتميّز بعَرّات (بالإنجليزيّة: Tics) غير إراديّة، وخارجة عن السيطرة. والعرّات هي أفعال حركيّة أو لفظيّة تحدث بشكلٍ مفاجئ، وسريع، ومتكرّر، وغير إيقاعيّ. تظهر الأعراض عادةً بين سنّ الرابعة والسادسة، ويمكن أن تبلغ أوجّها ما بين (10) و (12) عامًا. يعاني […]
مقال متلازمة توريت: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>اضطراب توريت (بالإنجليزيّة: Tourette’s Disorder)، المعروف أيضًا بمتلازمة توريت (بالإنجليزيّة: Tourette’s Syndrome)، هو اضطراب عصبيّ يتميّز بعَرّات (بالإنجليزيّة: Tics) غير إراديّة، وخارجة عن السيطرة. والعرّات هي أفعال حركيّة أو لفظيّة تحدث بشكلٍ مفاجئ، وسريع، ومتكرّر، وغير إيقاعيّ. تظهر الأعراض عادةً بين سنّ الرابعة والسادسة، ويمكن أن تبلغ أوجّها ما بين (10) و (12) عامًا.
يعاني بعض الأشخاص المصابين بمتلازمة توريت أيضًا من سلوك وسواسيّ قهريّ (أي الحاجة الملحّة إلى تكرار القيام بالأعمال المنجزة سابقًا، كغسل اليدين أو التأكّد من أنّ الباب مغلق)، واضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه (المتمثّل بصعوبة التركيز ومواصلة المهمّات)، وصعوبات التعلّم (كمواجهة صعوبات في القراءة، والكتابة، والحساب)، واضطرابات النوم (كالاستيقاظ المتكرّر أو التحدّث أثناء النوم). وقد تتضمّن الحالات المصاحبة الأخرى: التوحّد، والقلق، والاكتئاب، وسوء استخدام الموادّ، واضطراب السلوك خلال مرحلة الطفولة، وغيرها.
تُشخَّص متلازمة توريت بشكلٍ عامّ من خلال التحصّل على وصفٍ للعرّات، بالإضافة إلى تقييم التاريخ العائليّ للفرد. قد تُستخدَم فحوصات التصوير العصبيّ، كالتصوير بالرنين المغناطيسيّ (بالإنجليزيّة: Magnetic Resonance Imaging، واختصاره: MRI)، أو التصوير المقطعيّ المحوسب (بالإنجليزيّة: Computerized Tomography، واختصاره: CT)، أو مخطّط كهربيّة الدماغ (بالإنجليزيّة: Electroencephalogram، واختصاره: EEG)، أو بعض فحوصات الدم لاستبعاد أيّ من الحالات التي يمكن الخلط بينها وبين متلازمة توريت. أمّا تشخيص متلازمة توريت فيتمّ إكلينيكيًّا؛ إذ إنّ أيًّا من فحوصات الدم أو الفحوصات المخبريّة الأخرى غير قادرة على تشخيص هذا الاضطراب بشكل محدّد.
هناك فئتان من العرّات: البسيطة والمعقّدة. العرّات البسيطة هي حركات مفاجئة وموجزة، تستخدم عددًا محدودًا من المجموعات العضليّة، وتحدث بشكلٍ منفرد أو منعزل، وغالبًا ما تتكرّر. بعض من الأمثلة الشائعة على هذه العرّات البسيطة: رمش العين، وهزّ الكتفين، وتكشير الوجه، وانتفاض الرأس، وصوت شبيه بالنباح، وتصفية الحلق، والشمشمة. في حين أنّ العرّات المعقّدة هي أنماط بارزة و متناسقة من الحركات المتتابعة التي تستخدم مجموعات عضليّة متعدّدة. قد تتضمّن العرّات المعقّدة: القفز، أو شمّ الأشياء، أو لمس الأنف، أو لمس الآخرين، أو السلوكيّات المؤذية للنفس. في (%10) إلى (%15) من الحالات، بإمكان العرّات أن تتضمّن قول كلمات وعبارات غير ملائمة اجتماعيًّا، أو الصياح بها؛ ويُطلَق على هذا العارض البُذاء (بالإنجليزيّة: Coprolalia).
هل يستطيع الشخص كتم العرّات؟
في بعض الأحيان، ينجح الشخص المصاب بمتلازمة توريت في كَتم هذه العرّات لفترة وجيزة؛ إلا أنّ الجهد المبذول شبيه بمحاولة كتم العطسة. ففي نهاية المطاف يصل الضغط إلى الحدّ الذي تتحرّر فيه العرّة من محاولات الكتم. تزداد العرّات سوءًا في المواقف الضاغطة، وغالبًا ما تتحسّن عندما يكون الشخص مسترخيًا أو مندمجًا في عملٍ ما. في أغلب الحالات، تقلّ العرات بشكلٍ ملحوظ أثناء النوم. وغالبًا ما يلجأ الأشخاص إلى أماكن منعزلة لتفريغ العرّات التي تمّ تأجيلها أثناء التواجد في المدرسة أو العمل.
كيف يقوم الشخص الذي يعاني مع اضطراب توريت بإيذاء نفسه؟
تشمل سلوكيّات إيذاء النفس الملحوظة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب توريت: ضرب الرأس، وكشط الجلد، وعضّ الشفتين، وحتّى لكز العين.
هل يرتبط اضطراب توريت بالتوحّد؟
يفي حوالي (1) من كلّ (5) أطفال يعانون من اضطراب توريت معاييرَ اضطراب طيف التوحّد. تشمل العرّات الشائعة بين الأطفال ذوي التوحّد رمش العين، وحركات الوجه. قد يكون هناك بعض العوامل الجينيّة المشتركة بين التوحّد واضطراب توريت.
ما الذي يسبّب البُذاء؟
البُذاء هو فورة لا إراديّة من البذاءة ونوبات من الألفاظ غير اللائقة. قد يكون سبب هذا الشتائم التي لا يمكن السيطرة عليها لدى الأشخاص المصابين باضطراب توريت هو تلف في اللوزة، وهو الجزء المسؤول في الدماغ عن عمليّات الخوف والغضب.
على الرغم من أنّ سبب متلازمة توريت غير معروف، تشير الأبحاث إلى وجود تشوّهات في بعض مناطق الدماغ، كالعقد القاعديّة، والفصوص الأماميّة، والقشرة المُخّيّة، والدوائر التي تربط بين هذه المناطق، والناقلات العصبيّة -مثل الدوبامين (Dopamine) والسيروتونين (Serotonin) والنورإبينفرين (Norepinephrine)- المسؤولة عن التواصل بين الخلايا العصبيّة.
حُدّدَت عوامل الخطر الأليليّة (بالإنجليزيّة: Alleles) والمتغيّرات الجينيّة النادرة المسؤولة عن متلازمة توريت، وذلك بناءً على نتائج الدراسات الجينيّة التي أُجريَت على العائلات التي ظهرت فيها اضطرابات العرّات. من المهمّ أن تفهم العائلات أنّ الاستعداد الجينيّ لا يتسبّب بالضرورة في الإصابة باضطراب توريت؛ بل يمكن أن يظهر على شكل اضطراب عرّة أخفّ، أو سلوكيّات وسواسيّة قهريّة. ومن المحتمل أيضًا ألّا تُطوِّر السلالة الحاملة للجين أيًّا من أعراض اضطراب توريت.
كما يؤدّي جنس الفرد دورًا هامًّا في التعبير الجينيّ لمتلازمة توريت. إنّ الذكور المعرّضين لخطر الإصابة هم أكثر ميلًا للإصابة بالعرّات؛ أمّا النساء المعرّضات لخطر الإصابة فهنّ أكثر ميلًا لإظهار عوارض وسواسيّة قهريّة. قد يواجه الأشخاص المصابون باضطراب توريت مخاطر جينيّة في حدوث اضطرابات سلوكيّة عصبيّة أخرى؛ كالاكتئاب وتعاطي الموادّ. يجب أن تتضمّن الاستشارة الجينيّة للأفراد المصابين باضطراب توريت مراجعة كاملة لجميع الحالات الوراثيّة المحتملة داخل الأسرة.
ما هو معدّل انتشار اضطراب توريت؟
يصيب اضطراب توريت حوالي (3) أشخاص من أصل كلّ (1000) في الولايات المتّحدة، مع تسجيل إصابات بين الذكور بقدر مرّتين إلى أربع مرّات أكثر من النساء.
ما هي العوامل الإضافيّة المرتبطة بتطور العرّات؟
تظهر الدراسات ارتباط بعض العوامل، كالمضاعفات لدى الولادة، وعمر الأهل المتقدّم، وانخفاض الوزن مقارنةً بالوزن الطبيعيّ عند الولادة، وتدخين الأم أثناء الحمل، بمدى شدّة العرّات.
على الرغم من غياب علاج تامّ لاضطراب توريت، غالبًا ما تتحسّن حالة الفرد مع نضوجه. وعلى الرغم من كون هذا الاضطراب مزمنًا ولمدى الحياة على وجه العموم، ليس حالة تنكّسيّة.
قلّما يحتاج الشخص المصاب بمتلازمة توريت إلى الدواء؛ لأنّ الأعراض لا تسبّب بخلل لدى غالبيّة المرضى، ويستمرّ النموّ عادةً بشكل طبيعيّ. ومع ذلك، تتوفّر الأدوية لمساعدة الفرد عند تعارض الأعراض مع أدائه الوظيفيّ. لسوء الحظّ، لا يوجد دواء واحد يساعد جميع الأشخاص المصابين باضطراب توريت، ولا دواء قادر على القضاء على جميع أعراضه. عوضًا عن ذلك، لا يمكن للأدوية المتوفّرة إلّا الإسهام في الحدّ من أعراضٍ محدّدة لهذا الاضطراب.
يمكن اللجوء إلى الأدوية المُضادّة للذهان كالهالوبريدول (Haloperidol) والبيموزيد (Pimozide) لعلاج بعض المرضى التي تستدعي حالتهم العلاج الدوائيّ؛ بهدف تقليل تواتر أعراض العرّات وحدّتها. عادةً ما يتمّ إعطاء جرعات صغيرة من هذه الأدوية؛ ومن ثم زيادتها بوتيرة بطيئة؛ إلى أن يتحقّق أفضل توازن ممكن بين الأعراض و الآثار الجانبية. إنّ الآثار الجانبيّة العصبيّة كالارتعاش، وردّات الفعل اللاتوتّريّة (الحركات والوضعيات الالتوائيّة)، والأعراض المشابهة لمرض باركينسون، وغيرها من الأفعال مختلّة الحركة اللاإراديّة أقلّ شيوعًا، ومن الممكن التحكّم بها بسهولة عن طريق خفض الجرعات. أمّا التوقّف عن استخدام العقاقير المضادّة للذهان بعد استخدامها لفترة زمنيّة طويلة، فلا بدّ أن يحدث بشكلٍ تدريجيّ؛ وذلك لتجنّب ارتداد العرّات، وخلل الحركة جرّاء الانسحاب. ومع ذلك، قد تتضمّن الآثار الجانبيّة مجموعة من الأعراض كالتعب، والاكتئاب، والقلق، وزيادة الوزن، وتشوّش في التفكير، والذي عادةً ما يكون أكثرهم تسبّبًا في الضيق.
بإمكان الكلونيدين (Clonidine) و الغوانفاسين (Guanfacine) -عقارَين مضادَّين لارتفاع ضغط الدم- أن يعالجا العرّات أيضًا. إلّا أنّ أثرهما الجانبيّ الأكثر شيوعًا والمتمثّل بالخدر يحول دون استخدامهما. كما ينتج عن استخدام الكلونيدين مجموعة من الآثار الجانبيّة، وأكثرها شيوعًا: التعب، وجفاف الحلق، والتهيّج، والدوخة، والصداع، والأرق. قد يُوصَف أيضًا الفلوفينازين (Fluphenazine) وكلونازيبام (Clonazepam) للتحكّم في عوارض العرّات.
تتوفّر أيضًا أدوية فعّالة لعلاج بعض من الاضطرابات السلوكيّة المرافقة لاضطراب توريت. فصُنّفَت المنشّطات كالميثيلفينيدات (Methylphenidate) والديكسترامفيتامين (Dextroamphetamine)، والتي تُوصَف عادةً لاضطرابات تشتّت الانتباه وفرط الحركة، على أنّها فعّالة دون تسبُّبها بزيادة في حدة العرّات. أمّا الفلوكستين (Fluoxetine) أو كلوميبرامين (Clomipramine) أو سيرترالين (Sertraline) أو باروكسيتين (Paroxetine) فيمكن وصفها للسلوكيّات الوسواسيّة القهريّة التي تعيق الأداء الوظيفيّ اليوميّ بشكلٍ ملحوظ.
يمكن للعلاج النفسيّ أن يكون مفيدًا. على الرغم من أنّ المشاكل النفسيّة لا تسبّب اضطراب توريت؛ يمكن للعلاج النفسيّ أن يساعد الفرد على التعامل بشكلٍ أفضل مع الاضطراب، والمشاكل الثانويّة -أيًّا كانت اجتماعيّة أو عاطفيّة- والتي من الممكن حدوثها في بعض الأحيان. لكنّ العلاج النفسيّ لن يساعد على كتم العرّات. أظهرت علاجات سلوكيّة خاصّة تشمل تدريبًا على الوعي والاستجابة التنافسيّة، كالتحرّك الإراديّ استجابةً إلى إلحاح مُرتقب، فعّاليّةً في تجارب صغيرة خاضعة للرقابة.
قد تساهم تقنيّات الاسترخاء والتغذية الراجعة الحيويّة في تهدئة التوتّر الذي بإمكانه أن يؤدّي إلى زيادة أعراض العرّات.
على الرغم من أنّ الطلاب الذين يعانون من متلازمة توريت غالبًا ما يؤدّون واجباتهم جيّدًا في صفوفهم الدراسيّة، قد يُظهِر بعضهم صعوبات تعلّميّة. حين يتعارض اضطراب تشتّت الانتباه وفرط الحركة، واضطراب الوسواس القهريّ، والعرّات المتكرّرة مع الأداء الأكاديميّ أو التوافق الاجتماعيّ، يجب وضع الطلّاب في بيئة تعليميّة تلبّي احتياجاتهم الفرديّة. قد يحتاج هؤلاء إلى إشراف فرديّ، أو صفوف صغيرة أو خاصّة. وفي بعض الحالات يستدعي الأمر وضعهم في مدارس خاصّة.
يحتاج جميع التلاميذ الذين يعانون من متلازمة توريت إلى بيئة متسامحة ورحيمة؛ وذلك لتشجيعهم على العمل بكامل طاقتهم، وتوفير قدر كافٍ من المرونة لتلبية احتياجاتهم الخاصّة. قد تتضمّن هذه البيئة أماكن دراسيّة خاصّة بهم، أو امتحانات استثنائيّة خارج الصفوف الدراسيّة، أو اختبارات غير محدّدة الوقت، أو حتّى امتحانات شفهيّة إذا ما تعارضت أعراض الطفل مع قدرته على الكتابة.
هل تقلّ العرّات مع التقدّم في العمر؟
تميل العرّات إلى التلاشي مع التقدّم بالعمر، إلى الحدّ الذي يسمح لبعض المرضى بالتوقّف عن العلاج الدوائيّ. في بعض الحالات، تحدث هدأة كاملة بعد سنّ المراهقة. بالرغم من أنّ أعراض العرّات تقلّ مع العمر، من المحتمل استمرار الاضطرابات السلوكيّة العصبيّة كالاكتئاب، ونوبات الهلع، والتقلّبات المزاجيّة، والسلوكيّات المعادية للمجتمع، مسبّبةً خللًا في حياته كراشد.
مقال متلازمة توريت: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>الإعاقة الذهنيّة (بالإنجليزيّة: Intellectual Disability)، ويُطلَق عليها أيضًا اضطراب النموّ الفكريّ أو اضطراب الارتقاء الفكريّ (بالإنجليزيّة: Intellectual Developmental Disorder)، هي اضطراب يتّصف بأداء وظيفيّ عقليّ أقلّ من المتوسّط، ونقصان في المهارات الضروريّة لحياة يوميّة مستقلّة. تبدأ هذه الحالة في المراحل الارتقائيّة أو النمائيّة. يَفرض تشخيص اضطراب النموّ الفكريّ اختبار القدرات العقليّة العامّة، ومن ضمنها: التفكير […]
مقال الإعاقة الذهنيّة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>الإعاقة الذهنيّة (بالإنجليزيّة: Intellectual Disability)، ويُطلَق عليها أيضًا اضطراب النموّ الفكريّ أو اضطراب الارتقاء الفكريّ (بالإنجليزيّة: Intellectual Developmental Disorder)، هي اضطراب يتّصف بأداء وظيفيّ عقليّ أقلّ من المتوسّط، ونقصان في المهارات الضروريّة لحياة يوميّة مستقلّة. تبدأ هذه الحالة في المراحل الارتقائيّة أو النمائيّة.
يَفرض تشخيص اضطراب النموّ الفكريّ اختبار القدرات العقليّة العامّة، ومن ضمنها: التفكير المنطقيّ، وحلّ المشكلات، والتخطيط، والتفكير المجرّد، والحُكم، وفهم التعليمات، والتعلّم بالخبرة، والفهم العمليّ. يقيس طبيب سريريّ مُدرَّب تلك القدرات عبر إجراء اختبارات فرديّة للذكاء. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنيّة مشكلة في المهارات الأساسيّة لأداء الوظائف اليوميّة مثل: التواصل، والمشاركة الاجتماعيّة، والعيش المستقلّ دون دعم مستمرّ.
حدّدت الإصدارات السابقة من الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، واختصاره: DSM) شدّة الإعاقة الذهنيّة بواسطة معدّل الذكاء (بالإنجليزيّة: Intelligence Quotient، واختصاره: IQ). أمّا اليوم، فتحدّد شدّةَ الإعاقة الذهنيّة القدرةُ على تلبية متطلّبات الحياة اليوميّة مقارنةً بالأقران. تُصنَّف شدّة الاضطراب بين بسيط، أو معتدل، أو شديد، أو عميق. يساهم كلّ من التعلّم، والتدريب المهنيّ، والدعم العائليّ، والخصال الفرديّة كالدافعيّة والشخصيّة في تكيّف الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنيّة مع متطلّبات الحياة الروتينيّة.
تشمل السمات السلوكيّة الأخرى المرتبطة باضطراب النموّ الفكريّ -ولكن لا تُعتبَر معايير تشخيصيّة- ما يلي: العدوان، والاعتماديّة، والاندفاعيّة، والسذاجة، والسلبيّة، وإيذاء النفس، والعناد، وتدنّي تقدير الذات، وانخفاض تحّمل الإحباط، وارتفاع خطر الانتحار. من الشائع أيضًا تزامُن الحالات النفسيّة، والنمائيّة العصبيّة، والطبّيّة، والجسديّة بين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنيّة. فتزيد مثلًا احتماليّة الإصابة بالاضطرابات النفسية والصرع لديهم من ثلاثة إلى أربعة أضعاف عن عامّة الناس. إذا نتج الاضطراب عن حالة وراثيّة، من المحتمل أن يحمل الشخص مميّزاتها الجسديّة، كما في متلازمة داون.
يبلغ معدّل انتشار الإعاقة الذهنيّة حوالي (1%) من تعداد السكّان، ومعدّل انتشار الإعاقة الذهنيّة الشديدة ما يقارب (6) من بين كلّ (1000) شخص، وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة.
تعتمد الانحرافات في السلوكيّات التكيّفيّة العاديّة على شدّة الحالة. وقد ترتبط الإعاقة الذهنيّة البسيطة بالصعوبات الأكاديميّة، والنهج المادّيّ إلى حدّ ما في حلّ المشكلات. أمّا الإعاقة الذهنيّة الشديدة فترتبط بمحدوديّة التواصل، والحاجة إلى الدعم في جميع أنشطة الحياة اليوميّة.
تتعدّد أسباب اضطراب النموّ الفكريّ، وقد تكون المسبّبات المحدّدة غير معلومة في كثير من الحالات.
قد يظهر الفشل في التكيّف بشكل طبيعيّ والنمو عقليًّا في المرحلة المبكّرة من الحياة؛ أمّا في حال الإعاقة الذهنيّة البسيطة، فقد لا يُلحَظ حتّى سنّ الدراسة أو وقت لاحق. يمكن إجراء تقييم السلوكيّات التكيّفيّة المناسبة للأعمار المختلفة من خلال إجراء اختبارات لتحرّي النموّ. ويوحي الفشل في تحقيق معالم الارتقاء أو النموّ بالعجز الفكريّ.
قد تشكّ الأسرة في وجود اضطراب النموّ الفكريّ إذا بدا أنّ المهارات الحركيّة، والمهارات اللغويّة، والمهارات المعرفيّة الأخرى لا تتطوّر لدى الطفل، أو تتطوّر بشكل أبطأ بكثير مقارنةً بتطوّر بأقرانه.
وتتفاوت درجات تدنّي المهارات العقليّة الناتج عن اضطراب النموّ الفكريّ على نحو واسع؛ فتُصنَّف من بسيطة إلى عميقة. قلّ حاليًّا التركيز على درجة الاضطراب، وزاد الانتباه إلى درجة التدخّل والرعاية اللازمين للحياة اليوميّة.
يمكن تقسيم أسباب اضطراب النموّ الفكريّ على وجه التقريب إلى عدّة فئات، وتشمل:
على الرغم من عدم وجود علاج لاضطراب النموّ الفكريّ، يمكن للدعم والخدمات المناسبة أن تحسّن بشكل كبير من جودة حياة الشخص. لذا يجب تقييم السلوكيّات التكيّفيّة المناسبة للمرحلة العمريّة من خلال إجراء اختبارات لتحرّي النموّ؛ لوضع خطّة علاج مناسبة. وتتمثّل أهداف هذه الاختبارات بتحديد معالم الارتقاء التي لم تتحقّق. أهداف العلاج الرئيسيّة هي تنمية إمكانيّات الشخص إلى أقصى حدّ ممكن، والسماح له بالمشاركة في أكبر عدد ممكن من جوانب مجتمعه. قد يبدأ المنهج التعليميّ والتدريبيّ الاستثنائيّ في مرحلة الطفولة المبكّرة. في الواقع، التدخّل المبكّر هو جزء حاسم من العلاج.
من الضروريّ أن يقيّم اختصاصيّ احتماليّة وجود اضطرابات متزامنة لدى الشخص ذي الإعاقة الذهنيّة، والتي قد تتطلّب العلاج. إنّ النُهُج السلوكيّة مهمّة في فهم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنيّة، والعمل معهم.
مقال الإعاقة الذهنيّة: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>