قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويُسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب سلوكيّ عصبيّ، يتّسم بمزيج من عدم الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعيّ. تتضمّن الأعراض: صعوبة في الجلوس دون حراك، ومشاكل في المحافظة على الانتباه خلال القيام بالأعمال المدرسيّة أو في حلّ الواجب المنزليّ، والردّ قبل […]
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويُسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب سلوكيّ عصبيّ، يتّسم بمزيج من عدم الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك الاندفاعيّ. تتضمّن الأعراض: صعوبة في الجلوس دون حراك، ومشاكل في المحافظة على الانتباه خلال القيام بالأعمال المدرسيّة أو في حلّ الواجب المنزليّ، والردّ قبل التفكير. يمكن لأعراض فرط النشاط أنّ تتضمّن التململ، وعدم القدرة على الاستراحة، والكلام الكثير، ومقاطعة الآخرين بشكل مفرط.
بشكل عامّ، يتمّ تمييز هذا الاضطراب في مراحل الحياة الأولى، ويظهر من خلال مشاكل سلوكيّة في المدرسة، أو صعوبة في فهم الموادّ، أو إكمال المهامّ، أو سهولة الإلهاء من قبل الآخرين. استنادًا الى النسخة الخامسة من الدليل التشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders, Fifth Edition، واختصاره: DSM-5)، يُشخَّص حوالي (5%) من الأطفال في عمر المدرسة بقصور الانتباه وفرط الحركة؛ علمًا أنّ الأولاد يُشخَّصون أكثر من الإناث بمقدار الضعف. الفتيات هنّ أكثر عرضة لإظهار سِمات نقص الانتباه.
يمكن أن يعاني الأطفال المصابون بقصور الانتباه وفرط الحركة من مشاكل في التعلّم، فضلًا عن الانخراط في سلوكيّات ثائرة أو مُتحدّية، وصعوبات في المزاج تتضمّن القلق والاكتئاب. تستمرّ أعراض الاضطراب بالظهور لدى أكثر من نصف الأطفال المُشخَّصين به مع مرورهم بمرحلتَي المراهقة والرشد. يمكن علاج هذه الأعراض بفعّاليّة بتوليفة من العلاج النفسيّ والدوائيّ. أمّا ترك الأعراض من دون علاج فيمكن أن يؤدّي إلى آثار ضارّة طويلة الأمد على كلّ من: الأداء الأكاديميّ، والنجاح المهنيّ، والعلاقات، والتطوّر العاطفيّ الاجتماعيّ.
استنادًا إلى النسخة الخامسة من الدليل التشخيصيّ والاحصائيّ للاضطرابات النفسيّة، يمكن تشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة عند ظهور (6) من الأعراض أدناه أو أكثر. يجب على الأعراض استيفاء الشروط التالية:
لقصور الانتباه وفرط الحركة (3) أنواع هي:
يتمّ التشخيص بالنوع المشترك عندما تستمرّ أعراض عدم الانتباه وأعراض فرط الحركة والاندفاعيّة لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بتشتّت الانتباه عندما تستمرّ أعراض عدم الانتباه -من دون أعراض فرط الحركة والاندفاعيّة- لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بفرط الحركة والاندفاعيّة عندما تستمرّ أعراض فرط الحركة والاندفاعيّة -من دون أعراض عدم الانتباه- لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر.
تجدر الإشارة إلى أنّ النوع الذي يغلب عليه تشتّت الانتباه ينطوي على سلوك أقلّ تخريبًا من النوع الذي يغلب عليه فرط الحركة والاندفاعيّة؛ ما يقلّل احتماليّة تشخيص الاضطراب لدى الأطفال المصابين بتشتّت الانتباه.
يجب تقييم الأطفال المُشتَبه بإصابتهم بقصور الانتباه وفرط الحركة بحرص؛ للتمييز بين قصور الانتباه وفرط الحركة، وبين الأعراض المشابهة لأعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط الشائعة في الحالات النفسيّة والطبّيّة الأخرى. كما بهدف التقييم إلى تحديد ما إن كان لبعض الضغوطات الوضعيّة أو البيئيّة دور في خلق بعض الأعراض المشابهة للاضطراب. عادة ما يُدرَّب الأطبّاء النفسيّون، والنفسانيّون، وأطبّاء الأطفال، وأطبّاء الأعصاب، والأخصّائيّون الاجتماعيّون السريريّون على تقديم تقييم للاضطرابات النفسيّة وتشخيص لها، واستبعاد الأسباب الأخرى لتصرّف الطفل.
يجب على التقييم الشامل أن يتضمّن تقييمًا سريريًّا لأداء الفرد في المجالات الأكاديميّة والاجتماعية، والأداء الوظيفيّ العاطفيّ، والقدرات النمائيّة. أمّا الاختبارات الإضافيّة فقد تتضمّن اختبارات الذكاء، ومقاييس مدى الانتباه، إضافة إلى مقاييس التدرّج لكلّ من الأهل والمعلّم. يُعَدّ الفحص الطبّيّ بواسطة طبيب مهمًّا جدًّا؛ إذ يمكن لهذا الأخير البحث عن وجود حساسيّة أو مشاكل غذائيّة قد تسهم في زيادة الطاقة. كما يمكن للتقييم أن يشمل مقابلات مع معلّمي الطفل، والأهل، وكلّ من يعرف الطفل بشكل جيّد.
هناك العديد من النظريّات حول الأسباب المحتملة للإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة. تميل الأبحاث حول العوامل السببيّة إلى التركيز على الأطفال الأصغر سنًّا. من ناحية العوامل الجينيّة، يصيب قصور الانتباه وفرط الحركة (25%) من الأقارب داخل عائلات الأطفال المصابين بهذا الاضطراب؛ ممّا يدلّ على أنّ الجينات تؤدّي دورًا هامًّا في تطوّره. استنادًا الى الأبحاث التي أجراها فرع الطب النفسيّ للأطفال في المعهد الوطنيّ للصحة النفسيّة (بالإنجليزيّة: National Institute of Mental Health، واختصاره: NIMH)، يعاني الأطفال المصابون بقصور الانتباه وفرط الحركة من تضاؤل في حجم أجزاء مهمّة من المخّ بنسبة (3% – 4%) مقارنةً بالأطفال غير المصابين بالاضطراب؛ ومن هذه الأجزاء: الفصوص الأماميّة، والمادّة الرماديّة للفصّ الصدغيّ، والنواة الذنَبيّة، والمخيخ. تؤدّي تراكيب المخّ هذه دورًا حيويًّا في حلّ المشاكل، والتخطيط المستقبليّ، وتقييد الاندفاعات، وفهم تصرفات الآخرين.
ترجّح الأبحاث الحاليّة أنّ قصور الانتباه وفرط الحركة قد ينشأ بسبب تفاعل الجينات مع العوامل البيئيّة. وتتضمّن العوامل البيئيّة: تدخين السجائر، وتعاطي الكحول أو العقاقير خلال فترة الحمل، والتعرّض إلى السموم البيئيّة مثل المستويات المرتفعة من الرصاص (الموجودة في الأبنية القديمة)، والولادة قبل الأوان المؤدّية إلى وزن ولاديّ منخفض، إضافةً إلى إصابات الرأس.
يطلق المنظّرون الاجتماعيّون والأطبّاء أحيانًا على قصور الانتباه وفرط الحركة وباء العصر الحديث؛ ما يشير ضمنيًّا إلى دور نمط الحياة متسارع الوتيرة، والاستهلاكيّ، والذي أغرق البشر في عالم من التراسل الفوريّ، وألعاب الفيديو سريعة الطلقات، وبرامج التلفزيون. يمكن لآثار نمط الحياة الذي تُلبّى فيه احتياجات الفرد على الفور بواسطة ضغطة زرّ الامتداد إلى ما وراء علم الوراثة أو علوم الأحياء؛ لتتفاعل مع الاستعداد البيولوجيّ للفرد بطريقة مختلفة.
تُحدَّد علاجات قصور الانتباه وفرط الحركة بناءً على الاحتياجات الفرديّة للطفل، وحِدّة الأعراض. يُعالَج الاضطراب عند الأطفال بنجاح بواسطة منهج ثلاثيّ الشعب، والذي يشتمل على تنسيق وثيق بين الطفل، وعائلته، والتدخلات المدرسيّة.
يمكن للأدوية مساعدة الطفل على زيادة التركيز، وتقليل الشعور بعدم الراحة أو الاندفاعيّة. علاوة على ذلك، يمكن للأدوية تحسين المهارات التي يتعلّمها الطفل ويطبّقها خلال العلاج النفسيّ.
تمثّل المنشّطات (بالإنجليزيّة: Stimulants) الأدوية الموصوفة الأكثر شيوعًا لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة. والمنشّطات فئة من العقاقير لها خصائص قصيرة المفعول وأخرى طويلة المفعول. قد ينبغي تناول الأدوية قصيرة المفعول بشكل متكرّر؛ أما الأدوية طويلة المفعول فعادةً ما يمكن تناولها مرّة واحدة يوميًّا. وتتضمّن الأدوية الموصوفة الشائعة:
ومن الأعراض الجانبيّة للمنشّطات: قلّة الشهيّة التي تؤدّي إلى خسارة الوزن، والأرق، والصداع.
توصَف مضادّات الاكتئاب أحيانًا لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال الذين قد يواجهون أيضًا مشاكل مرتبطة بالمزاج أو القلق. على غرار المنشّطات، تستهدف مضادّات الاكتئاب الناقلات العصبيّة من النورإبينفرين (Norepinephrine) والدوبامين (Dopamine).
تشتمل مضادّات الاكتئاب هذه على فئتين من العقاقير:
لمضادات الاكتئاب فوائد محتملة، وآثار جانبيّة أيضًا. ومن الآثار الجانبيّة الأكثر شيوعًا: قلّة الشهيّة، والأرق، وزيادة القلق، و/أو التهيّج. كما يُبلغ بعض الأطفال عن الإصابة بآلام خفيفة في المعدة، أو الصداع.
من المهمّ إذًا العمل مع الطبيب الذي يصف الدواء لإيجاد الدواء المناسب، والجرعة المناسبة.
يوفّر العلاج النفسيّ مهارات تساعد الطفل على توجيه نفسه للقيام بالمهامّ والواجبات المطلوبة بشكل أسهل، وتجعله على دراية أكبر بسلوكه حتّى يتمكّن من تنظيمه بشكل أفضل. إضافة إلى هذه المهارات، يزوّد العلاجُ الطفلَ بأدوات تساعده على البقاء منظَّمًا، ومحافظ على جدوله وتركيزه. بوسع العلاج النفسيّ مساعدة الأطفال على استحسان أنفسهم وقبولها على الرغم من الاضطراب. يمكن للدعم أن يتضمّن مساعدة عمليّة، كمساعدة الطفل على تعلّم كيفية التفكير خلال المهامّ، وتنظيم عمله. كما يمكن للدعم تشجيع سلوكيّات جديدة من خلال ثناء الطفل أو مكافأته كلّما تصرّف بالطريقة المرجوّة.
يمكن للتدريب على المهارات الاجتماعيّة أيضًا مساعدة الأطفال على تعلّم سلوكيّات جديدة. في هذه التدريبات، يناقش المعالج النفسيّ السلوكيّات المناسبة ويمثّلها، مثل: الانتظار للدور، ومشاركة الألعاب، وطلب المساعدة، والردّ على المضايقات. ثمّ يمنح المعالجُ الطفلَ الفرصة لتطبيق هذه السلوكيّات. على سبيل المثال، يمكن للطفل أن يتعلّم قراءة التعابير علة وجوه الآخرين، ونبرة الصوت للردّ بطريقة أكثر ملائمة. يمكن للتدريب على المهارات الاجتماعيّة المساعدة على تعلّم كيفيّة تأثير السلوك على الآخرين، وتطوير طرق جديدة للاستجابة عند الشعور بالغضب أو الاستياء.
يمنح التدريبُ على مهارات تربية الأبناء الأهلَ أدوات وتقنيّات لإدارة سلوك طفلهم؛ ويُقدَّم هذا التدريب من قبل معالج نفسيّ، أو ضمن دروس خاصّة. يمكن للمختصّين بالصحّة النفسيّة تثقيف الأهل حول قصور الانتباه وفرط الحركة، وكيف يؤثّر على الطفل والعائلة. كما يمكنهم مساعدة الطفل وذويه على تطوير مهارات، ومواقف، وطرق جديدة للشعور ببعضهم البعض. يمكن للأهل الاستفادة من تعلّم كيفيّة تطوير علاقات أكثر تعاونيّة مع أطفالهم، وإدارة أفضل للضغط الذي يتعرّضون له عن طريق زيادة قدرتهم على التعامل مع الإحباط، والاستجابة لتصرفات طفلهم بهدوء أكبر. يساعد المعالج النفسيّ العائلة في العثور على طرق أفضل لمعالجة سلوكيّات الطفل التخريبيّة، وتشجيع التغيير، وتعلّم تقنيّات للتعاكل مع سلوك طفلهم وتحسينه.
تساعد مجموعات الدعم الأهلَ على التواصل مع الآخرين الذين يواجهون مشاكل ومخاوف مشابهة مع أطفالهم المصابين بالاضطراب. يتشارك أعضاء مجموعات الدعم الإحباطات، والنجاحات، والإحالات إلى المختصّين الكفوئين، والمعلومات حيال ما هو فعّال، وآمالهم لأنفسهم وأطفالهم. إنّ مشاركة الخبرات مع الآخرين ممّن لديهم مخاوف مشابهة تساعد الأشخاص على أن يدركوا أنّهم ليسوا وحدهم.
يمكن لهيكلة بيئة مدرسة الطفل أن تكون مفيدة أيضًا، عن طريق ما يلي:
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب عصبيّ سلوكيّ يتّصف بالسهو، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعيّ. ومن أعراضه: صعوبة في المحافظة على الانتباه المتواصل، ونسيان الأنشطة اليوميّة، ومشاكل في التنظيم والمتابعة. يُشخَّص قصور الانتباه مع فرط الحركة عامّة في مرحلة مبكّرة من […]
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى البالغين: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>قصور الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزيّة: Attention-Deficit / Hyperactivity Disorder، واختصاره: ADHD)، ويسمّى أيضًا اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، هو اضطراب عصبيّ سلوكيّ يتّصف بالسهو، وفرط الحركة، والسلوك الاندفاعيّ. ومن أعراضه: صعوبة في المحافظة على الانتباه المتواصل، ونسيان الأنشطة اليوميّة، ومشاكل في التنظيم والمتابعة.
يُشخَّص قصور الانتباه مع فرط الحركة عامّة في مرحلة مبكّرة من الحياة؛ إذ يظهر جليًّا في مشاكل سلوكيّة في المدرسة، أو صعوبة في فهم الموادّ، أو صعوبة في إنجاز المهامّ، أو سهولة التشتّت من قبل الآخرين. وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة (بالإنجليزيّة: Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders، واختصاره: DSM-5)، تبلغ نسبة الأطفال المشخّصين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في سنّ الدراسة حوالي (5%)، علمًا أنّ التشخيص أكثر شيوعًا عند الفتيان منه عند الفتيات.
يمكن لتوليفة بين الأدوية والعلاج النفسيّ معالجة أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط بفعّاليّة. لكن إذا تُرك الاضطراب من دون علاج، يمكنه التسبّب بآثار جانبيّة على الأداء الأكاديميّ، والنجاح المهنيّ، والعلاقات، والنموّ الاجتماعيّ العاطفيّ على المدى البعيد
ترجّح الدراسات أنّ (2.5%) من البالغين الأمريكيّين قد يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
يَفرض تشخيص قصور الانتباه مع فرط الحركة ظهور مشاكل متعلّقة بالسهو و/أو فرط الحركة والاندفاع لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر، أثّرت سلبًا على أدائهم الوظيفيّ، وفقًا للدليل التشخيصيّ والإحصائيّ الخامس للاضطرابات النفسيّة. كما يجب ظهور هذه السلوكيّات في سياقَين أو أكثر، مثل المنزل، والعمل، والبيئات الاجتماعيّة.
لقصور الانتباه وفرط الحركة (3) أنواع، وهي:
يتمّ التشخيص بالنوع المشترك عندما يظهر الشخص أعراض قصور الانتباه وأعراض فرط الحركة والاندفاع لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بتشتّت الانتباه عندما يظهر الشخص أعراض قصور الانتباه من دون أعراض فرط الحركة والاندفاع لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر. ويتمّ التشخيص بفرط الحركة والاندفاع عندما يظهر الشخص أعراض فرط الحركة والاندفاع من دون أعراض قصور الانتباه لمدّة لا تقلّ عن (6) أشهر.
غالبًا ما تكون أعراض تشتّت الانتباه لدى البالغين المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة بارزة أكثر. قد يواجه الأشخاص المصابون بالاضطراب من الرجال والنساء صعوبة في التركيز على المهامّ، أو ترتيب الأنشطة حسب الأفضليّة؛ ممّا قد يتسبّب في صعوبة في إكمال العمل، وتجاوز المواعيد النهائيّة، ونسيان الارتباطات الاجتماعيّة.
يتساءل معظم الأشخاص عمّا يسبّب مشاكلهم المرتبطة بالانتباه، وصعوباتهم المتعلّقة بالاندفاع والتململ. لكنّ اختصاصيّي الصحّة لا يزالون يبحثون عمّا يسبّب قصور الانتباه وفرط الحركة. إذ إنّ قصور الانتباه وفرط الحركة ليس وليدة العوامل الاجتماعيّة أو طرق تنشئة الطفل فقط؛ بل يبدو أنّ معظم الأسباب المثبّتة حتّى الآن تقع ضمن مجالات علم الأعصاب وعلم الوراثة. بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للعوامل البيئيّة التأثير على حدّة الاضطراب.
تميل الأبحاث حول الأسباب الكامنة إلى التركيز على الأطفال الأصغر سنًّا. من ناحية العوامل الجينيّة، يعاني (25%) من أقارب الطفل المصاب بقصور الانتباه وفرط الحركة من هذا الاضطراب أيضًا؛ ما يعني أنّ الجينات تؤدّي دورًا هامًّا في تطوّره. وجدت دراسة أنّ الأطفال المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة يظهرون انكماشًا بمعدّل (3% – 4%) في مناطق هامّة من الدماغ (الفصّ الجبهيّ، والمادّة الرماديّة المؤقّتة، نواة المذنبات، والمخيخ) مقارنةً بالأطفال غير المصابين بالاضطراب. تؤدّي هذه المناطق دورًا محوريًّا في مهارات حل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، والتحّكم بالاندفاعات، وفهم سلوك الآخرين.
يمكن للعوامل البيئيّة الإسهام في تطوّر قصور الانتباه وفرط الحركة. ظهر ترابط بين تعاطي السجائر والكحول في فترة الحمل، وخطورة الإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة. كما تسهم معدّلات الرصاص العالية في المباني القديمة والتعرّض للرصاص من مصادر المياه في خطر تطوّر الاضطراب.
يشير المنظّرون الاجتماعيّون والأطبّاء أحيانًا إلى اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة بوباء العصر الحديث؛ ما يعني ضمنًا أنّ نمط الحياة السريع والاستهلاكيّ الذي يُغرقنا في عالم من المراسلات الفوريّة، وألعاب الفيديو، والبرامج التلفزيونيّة يؤدّي دورًا في تطوّر الاضطراب. يمكن لآثار هذا النمط من الحياة الذي يلبّي احتياجاتنا بضغط زرّ الامتداد إلى ما بعد الوراثيّات أو علوم الأحياء؛ ليتفاعل مع استعداد الشخص الحيويّ بطريقة مختلفة.
يمكن معالجة قصور الانتباه وفرط الحركة بنجاح عن طريق العلاج النفسيّ والعلاج الدوائيّ. يوفّر العلاج النفسيّ المهارات اللازمة لمساعدة الشخص على توجيه نفسه نحو مهامّه، والتعرّف على سلوكيّاته بشكل أفضل حتّى يتحكّم بها بفعّاليّة. وفي الوقت نفسه، يساعد العلاج الدوائيّ على تعزيز التركيز، وقمع التململ، وتحسين التطوّر الناتج عن المهارات الاجتماعيّة التي تعلّمها أثناء جلسات العلاج النفسيّ.
عادةً ما تتضمّن معظم الأدوية الموصوفة لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركة فئة من الأدوية تسمّى المنشّطات (بالإنجليزيّة: Stimulants). لهذه المنشّطات خصائص قصيرة المفعول، وأخرى طويلة المفعول. قد يتطلّب الأمر تناول الأدوية قصيرة المفعول مرارًا؛ في حين أنّ الأدوية طويلة المفعول يمكن تناولها عادةً مرّة واحدة يوميًّا. وتضمّ أكثر الأدوية الموصوفة شيوعًا ما يلي:
تُعَدّ مضادّات الاكتئاب خيارًا ثانيًا لعلاج البالغين المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة. على غرار المنشّطات، تستهدف مضادّات الاكتئاب الناقلات العصبية: النورإبينفرين (Norepinephrine) والدوبامين (Dopamine). تتضمن مضادّات الاكتئاب الفئة الأقدم من الأدوية المشار إليها بثلاثيّة الحلقات (بالإنجليزيّة: Tricyclics)، إضافةً إلى مضادّات اكتئاب أكثر حداثة مثل فينلافاكسين (Venlafaxine)، وبوبروبيون (Bupropion). كما تساعد هذه الأدوية في تقليل اشتهاء النيكوتين والإقلاع عن التدخين.
بشكل عامّ، تظهر أعراض فرط الحركة بشكل أقلّ في مرحلة الرشد؛ بينما تستمرّ أعرض قصور الانتباه والاندفاع غالبًا. يشتمل العلاج النفسي للبالغين المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة على مهارات تساعدهم على أداء وظائفهم اليوميّة مثل إدارة الوقت، والتنظيم، وتنفيذ الأهداف. كما يركّز العلاج النفسيّ على ضبط الانفعالات، والتحكّم في الاندفاعات، وإدارة الضغط. بإمكان البالغين إذًا مواصلة العمل والحفاظ على العلاقات الأسرية والاجتماعيّة بواسطة تحسين التحكّم العاطفيّ والشخصيّ للذات.
والجدير بالذكر أنّ العديد من البالغين المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة قد تلقّوا العديد من التعليقات السلبية من ذويهم، والأساتذة، وأرباب العمل، والأقران خلال سنواتهم الدراسيّة، أو تاريخهم المهنيّ. من دون شكّ، يمكن لهذه التعليقات أن تضرّ بثقتهم بأنفسهم، وتقديرهم لأنفسهم، وإيمانهم بقدراتهم. يساعد العلاج المعرفيّ السلوكيّ (بالإنجليّزية: Cognitive Behavioral Therapy، واختصاره: CBT) على معرفة التحيّز السلبيّ في التفكير الذي يقلّل من الدافعيّة، ويفاقم سلوكيّات التجنّب. كما يساعد العلاج المعرفيّ السلوكيّ على زيادة السلوكيّات التكيّفيّة. أمّا التدريب على تأمّل اليقظة الذهنيّة فإمكانه تحسين الانتباه المتواصل أثناء المهامّ، والقدرة على التعامل مع المشاكل.
إضافة إلى ما سبق، يمكن للعلاج استهداف اضطرابات مزاج وقلق أخرى تصاحب عادةً قصور الانتباه وفرط الحركة لدى البالغين.
مقال قصور الانتباه وفرط الحركة لدى البالغين: أعراض، وأسباب، وعلاج كُتب على مجلة «مش لوحدك» النفسية.
]]>